السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملايين الحسنات في خطوات معدودات
الأيام والشهور تمر على كثير من الأنام وهم في غفلة عظيمة ما بين سهر ونوم واشتغال بأمور الحياة .. وسيسألهم الله عن هذه الأوقات التي تمضي من أعمارهم دون أن يستفيدوا منها بما ينفعهم في دار المعاد لذلك يقول عليه الصلاة والسلام ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) رواه الترمذي .
بل حتى من ترى عليهم سيما الخير قد قصروا من اغتنام أوقاتهم ، إما لفتور حل بهم أو لجهل منهم بأهمية الوقت والمكاسب العظيمة من وراء اغتنامه لذلك حصل التفريط في أعمال يظنها الناس صغيرة لكنها وربي في الميزان لكبيرة .
ومن هذه الأعمال : بعض آداب يوم الجمعة ذكرها رسول الله صلى عليه وسلم ( من غسّل يوم الجمعة واغتسل ، ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة اجر صيامها وقيامها ) رواه أحمد وصححه الألباني
والمعنى : من أغتسل يوم الجمعة وذهب من أول الوقت ماشياً على قدميه إلى المسجد وليس على السيارة ونحوها ، وأدرك أول الخطبة واستمع لها بإنصات وكان جلوسه في المسجد قريبا من الإمام حصل على الثواب المذكور في الحديث .
أخي المبارك لقد أعطاك الله ما تملأ به صحيفتك من الحسنات بعمل يسير فهل ستفرط في هذا العمل بعد أن علمت ثوابه ؟
وهل ستزهد في هذا الأجر بعد أن أصبح بمقدورك أن تناله ؟ إذن فلتكن ذا همة عاليه .
المصدر : من رسالة للشيخ / سليمان المفرِّج .