تختلطُ في عينـي المســافات
فأســقط متعثـراً على أعتاب الإنتظــار
يقســو الزمان .. ويأخذكِ عنّـي بعيــداً حتى تكونـي ســراباً في يــدي .. !!
فيحتـلّ الخــوف مســاحاتـي .. وتملأ المدامـع كأســي
ويصــرخُ قلبـي
كفايــة عذاب
كفاية إنتظار
ســأحملُ حقائبـي وهمّـي
وســأردّدُ أغنيــات الرحيــلِ على نوافـذ الغيــاب
وســأرحلُ لعلّكي تفرحيـن
لا تبكـي يا صغيــرتي
بـل أســتمرّي في ضحككِ .. فلطالما ضحكتـي على آهاتـي
ولطالما تمايلتـي على أنّـاتـي
ولطالما تراقصتـي على صـدى دمعاتـي
أضحكـي وتمايلي وتراقصـي
سـتمرّ الأيــام وهي حبلـى بذكرياتـي
وســتبحثين عن بقايا حروفـي .. ولن تجديها
وســـتسألين الســمّار عن كلماتـي .. ولن يجيبوكِ
وســــتذهبين للبحــر الذي أخافــه لتســأليـه عنّي .. وستعودي تجرّين دفاتر الصمت وسطور العتاب
وســتهربين من نفســكِ حتى لا تراكِ لتلومكِ .. كيف قتلتيــه .. ؟
كيف عذّبــتيه
كيف جرحتيـــه
كيف أطلقتي رصاصة الهجــرِ في قلبــه ليموت ؟؟؟
هاكِ دفتـر ذكرياتـي وعنوان آهاتـي
أدفنيها معـي في قبـري
فلـن يُســامحكِ أمســي الراحلِ في متاهات الغياب
ولن يســامحكِ يومـي الذي يحتضـر
ولن تســامحكِ ساعاتـي الموؤدة
ولن تغفـر لكِ ثواني آخـر لحظاتـي
إســألـي يا صغيرتـي
كيف يطير الحب من عشّـــةِ ليحطّ فوق غصنٍ يابسٍ مهجــور
وكيف تموت المشــاعر على رصيف الإنتظـــار
وكيف تذبـل الورود على ضفاف الأحاسيس التي جفّتْ أنهارها
أدفنـي صوتـي .. في أعماق الصمتْ
أدفنـي حرفـي .. في صـدر المحابـر
أدفني ذكرياتـي .. في أوراق النســيان
لا تحزنـي من غبار قبــري
فغــداً ســتعلمين أنّكِ من قتلنـي بخنجرِ الصمتْ
وبرمـح القســوةِ
وبســهام الغموض
وأنتظريني هنــاك .. حيثُ الموعــد المهجـــور
م0ن