,, رسالـهـ إلى مجـ ـهـ ول ,,
كتابتي لكم اليوم ليست سوى صوتاً مجهولا لشخص مجهول
من هو ؟ لا أعلم ... ومن أنا ؟ أيضا لا أعلم
كل ما أراه أمامي مؤلم جدا في أعماق أعماقي
و لربما هناك صوت عميق يئن في الباطن
حتى أنا نفسي لم أعد أسمعه !!!
أشعر بأنني وحيد جداً
لا أملك سوى رجاء و أمل برحمته
و إنصافه لي ,,
أخبرتك يوماً
ليس من الصعب أن نصبر على إبتلاء رب العباد
طالما كان الإيمان جذوة اعتدنا سوقها معنا منذ بداية الدرب
و لكن
من الصعب جداً يا سيدي
أن تصبر عندما يظلمك البشر
أقربهم
و أحبهم
و تضطر أن تصمت أمامهم
لا خوفا
و لا قلة حيلة
و لكن
في أحيان كثيرة عندما نتفوه للرد على ظلمهم
فحتما ستكون النتيجة
أن يتعرف الإنسان فيهم الى سذاجته مره
إلى بشاعته مرة
و أنانيته مرات
و في النهاية
خسارتهم !!
أنت تعلم كل العلم أن
خسارتي لهم ليست خسارة حقيقية
و ليست أكثر من مشاعر إنسان غاية في الرقة
و أعرف أن الخاسر هم لا أنا
ومع كل ما أعرفه
لا استطيع ان اكون قاسياً
و أرد بذات القسوة
خوفاً من خدشهم
فلا أسامح نفسي بعدها ...
نعم تذبحني نظراتهم
تلك الملطخة بالشفقة
بعد أن كانت تقسم بالحب
نعم أكره برودهم
و أكره أيضا إستخفافهم
احيانا بصمتي أو بكلمتي إن تفوهت
و أثور لسؤال المتعجب فيهم و المستخف ...
و في النهاية
الكل يا سيدي
الكل دون إستثناء
لا يفكر إلا في ذاته
مهما حاول إرتداء الألف قناع ...
و قمة الغباء
التي أعترف بها عن نفسي
أنني لازلت افكر في " هم" الف مرة
و كل مرة
و لا أعطي " أنا " اولوية التفكير ...
ليست مشكلتي مع المرض
و لا مع نوائب الدهر
و لا مع علاقتي بالله
و لا اظن أنني احمل مشاكل البشر
التي اعتدنا سماعها على ألسنتهم
او قراءتها في قصص التاريخ
كل ما اعرفه
بدون ضبابية
و بكل شفافية
انني بت أعرف اكثر مما يجب:
عن هذا العالم
و عن النفوس البشرية
و عن قصتي كيف كانت و كيف ستكون مع كل هذا و ذاك ...
دوما يخجلون في نهاية المطاف من انفسهم و من " أنا "
لأنها علمتهم
و لكن إلى متى سأبقى شمعة تحترق لهم
لست ادري
يكاد ان ينفذ الزيت
أريد إستبقاء القليل من أجلي
كي أعود به إلى الله كما احب و كما اريد ,,
اخشى ان تبخل الدنيا علي حتى في هذه الامنية
الاولى و الاخيرة ..
و اخشى من الغرق أكثر و أكثر في اعاصيرهم معها ,,
أود الابتعاد عنهم جميعا
بكل حب
أود ان اكون لنفسي يوما
اعطيها إلى لله
و بعدها لا اكترث إن رحلت
فحتما ساكون في قمة السعادة
أيها الإنسان
إن كنت تحبني
فلابد و أن تعرف ما اقصده من محتوى رسالتي :
ليس يأسا
و لا قلة إيماناً
بل انه رجاء
باللحاق اليه كما ارضى
و يرضاه الي
قبل فوات الاوان ...
أيها الإنسان
ان كنت تحبني
فحتما ستعرف ما اطلبه من دعاء
تدعو به الى ذلك الإنسان الذي كتب لك تلك الكلمات
و أخيرا
سامحني , فقد احزنتك
و انا لست اكثر من صوت مجهول
لا يعرف من اين أتى
و الى أين سيذهب ....
مما قرءت