الجنين منذ أن يكون في بطن أمه يعود نفسه على مص أصابعه استعداداً ليرضع من ثدي أمه بعد الولادة مباشرة! وتؤكد الدراسة المنشورة في مجلة PLoS Computational Biology إلى أن الرضيع عندما يرضع من ثديي أمه، فإن خلايا عصبية خاصة في دماغ الأم المرضعة تبدأ في إطلاق هرمون الثقة. لكن فريق البحث فوجئ بأن هرمون "أوكسيتوسين" يُطلق أيضا من جزء الخلية المسماة الزوائد المتشجرة والتي عادة ما تكون هي نفسها جزء الخلية العصبية الذي يتلقى المعلومات وليس الذي يرسلها. واعتمد العلماء على عمليات حسابية دقيقة من أجل التوصل إلى أن إطلاق الزوائد المتشجرة لهرمون "أوكسيتوسين" يتيح زيادة التواصل بين الخلايا العصبية.
تجنّبي السرطان
يقول العلماء إن الأمهات يمكن أن يتجنبن مضاعفات ومشاكل سرطان الثدي إن هن حرصن على إطالة أمد إرضاع أطفالهن بدل تقصيرها أو تحديدها، كما هو شائع حاليا. فقد اظهر بحث جديد أن كل سنة إرضاع تمر بها الأم تقلص من نسب تعرضها لسرطان الثدي بنحو 4,3 في المئة. وهذه النسبة تضاف إلى معدل تراجع تعرضها للمرض بنسبة سبعة في المئة لكل طفل تنجبه. ومعروف بين الأوساط العلمية، ومنذ زمن طويل، أن سرطان الثدي شائع في الحالات التي تنجب فيها المرأة عدداً أقل من الأطفال، وترضعهم لفترات قصيرة.
علماء الغرب يطالبون بزيادة فترة الإرضاع لأطول مدة ممكنة
إلا أن الباحثين يقولون إن عدد الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن قليل في بلدان مثل بريطانيا، والسبب جزيئاً يتمثل في عدم تلقيهن المساعدة اللازمة للبدء في فترة الإرضاع. وتشير بليندا فيبس رئيسة صندوق الإنجاب والطفولة البريطاني إلى أن واحد فقط من كل خمس أمهات بريطانيات يحرصن على إرضاع أطفالهن بعد الشهر السادس ونحن ندرك أن هناك الكثير منهن يوقفن الرضاعة قبل انتهاء هذه الفترة.
ودعت هذه المسؤولة إلى ضرورة التراجع عن النزعة السائدة في إرضاع الأطفال من الرضاعات الاصطناعية، وطالبت بالعودة إلى طريقة الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة. وتوضح الدراسة الإحصائية التحليلية، التي أجراها صندوق بحوث السرطان البريطاني ونشرت مقتطفات منها في مجلة لانسيت الطبية، أن اختلاف العادات بين البلدان المتطورة والنامية هو الذي يفسر انخفاض الإصابة بسرطان الثدي في البلدان النامية. إذ تكثر في البلدان النامية عادات الإنجاب الكثير، وكذلك الرضاعة الطبيعية للطفل ولفترات أطول بكثير من تلك في البلدان المتطورة.
صورة لخلية سرطانية في منطقة الثدي، وتؤكد الدراسات أنه يبلغ المعدل العام لفترة رضاعة الطفل في البلدان النامية نحو عامين، وبمعدل ستة إلى سبعة أطفال للام الواحدة، مقابل شهرين وطفلين أو ثلاثة للأم في بلدان متطورة مثل بريطانيا. ويقول الأخصائي البروفيسور فاليري بيرال: معروف بين الأوساط العلمية، ومنذ زمن طويل، أن سرطان الثدي شائع في الحالات التي تنجب فيها المرأة عدداً أقل من الأطفال، وترضعهم لفترات قصيرة. ويؤكد أن الأبحاث تظهر أن هذه العوامل وحدها هي التي تقف وراء ارتفاع معدلات الإصابة بهذا النوع من الأمراض السرطانية، وهو من أكثر السرطانات شيوعا بين نساء الغرب.
وأقول يا أحبتي انظروا معي إلى روعة الإسلام عندما أمرنا النبي الأعظم بالحرص على الزواج وإنجاب الأولاد وإرضاعهن حولين كاملين، يقول تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة: 233]، انظروا إلى من يبتعد عن الفطرة الإلهية، فالغرب وعلى الرغم من تطوره الطبي المذهل إلا أنه يعود لمبادئ الإسلام، فبعد الدعاية الكبيرة التي تغنى بها الغرب لسنوات طويلة وهو يشجع الإرضاع الاصطناعي أو الحليب المجفف ولفترة قصيرة، نجده اليوم يصرخ ويطالب بالعودة للإرضاع الطبيعي ويؤكد حرصه على ضرورة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين كاملتين!