تَراقَصَ العَبيرُ في الورود
وداعَبَت أنامِلُ النَسيم أفرُعَ الشَّجَر
وأقبَلَت أشِعَّةُ الصباح تسكُبُ الحياةَ في العيون
وراح جدولٌ صغيرْ
هُناكَ ينثني
يُضاحِكُ الظِلالَ والصُّخورَ في صفاء
وفي المدى تراكَضَ السحابُ مُفسِحاً لزرقةِ السماء
لكي تُطِلَّ فوقَ هذه الرُبى التي تزيَّنَت
بالنورِ والنَّضارِ في انتظارِ مقدِمِك
وخطوكِ الذي يشيعُ في رحابِها الحياةْ
وكنتُ كالطبيعةِ الصموت أنتظِر
أُطِلُّ في المَدَى
ويدفقُ الحنينُ في دَمي مُسائِلاً
غيابَكِ الكتومَ عن أوانِ أوبَتِك
أجابني النَّسيمُ عابِراً مدايَ ..
.. حامِلاً رفيفَ عِطركِ البهيج
أجابني الأريج
وقد مَضى يُسِرُّ للوجود عنكِ ضاحِكاً
لتنتشي الغيومُ والتِلالُ والمُرُوج
وأنتِ تُقبِلينَ من مدى غيابِكِ البعيد
قد تَلألأت عيونُكِ المُغَنْيهْ
بالضوءِ والضَحِك
تراقصَ الجُنُون
من عالمينِ أزرقينِ تَحتَ جَبهَتِك
من نَجمَتَينِ تُشْعَلانِ في العيون
لمستِنِي
فأورَقَ الأَمَانُ زَهْرَهُ الخَبيءَ في دمي
بسمتِ لي
لينتهي تيَتُّمي
وتعزِفُ الحياةُ داخِلي أُنشودةَ الفَرَح
وأنتِ تنثُرينَ من حديثِكِ الرقيق في طريقي النُّجوم
شعرتُ أنني أتيتُ هذه الحياةَ كي أراكِ
.. أو أعودُ مِثلما أتيتُ ..
مُتعَساً تنوشُني الهُمُوم
شعرتُ أننا حُلمان راحِلانِ في مدى بهيج
لحنانِ أُطلِقَا فَجَاوَزا الغيوم
راحا يُرجِّيان دورةَ الزمن
ألاَّ تَمُرَّ
كي يُسَرْمَدَ اللقاء
ويُسدِلُ الغيابُ سرَّهُ الكتوم
" حمزة قناوى "