*خلال العشرينيات من القرن العشرين بدأ كثير من الناس في البلدان المتطورة يتحسسون فوائد العلم والتكنولوجية. فكوابل الكهرباء مدت إلى المصانع والمكاتب والمنازل العادية، وأساليب الإنتاج الجملي المحسنة كان لها أثرها الفعال في مختلف مجالات الحياة اليومية. وغدت الملابس وأثاثات المنازل والأدوات الموفرة للعمل اليدوي أفضل وأرخص.
- وفي مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين بدا وكأن العالم ينكمش بسرعة، فغدا الراديو واللاسلكيات شيئاً مألوفاً، ودهش الناس بأعجوبة العصر الجديد الكبرى – التلفزيون.
- وازدحمت الطرق بالسيارات والشاحنات ونعم ملايين الناس بسفر سريع مريح في قطارات السكك الحديدية وصار بمقدور الأثرياء منهم والمضطرين لضيق وقتهم أن يستخدموا الطائرات كوسيلة نقل أسرع.
- وخلال هذه الفترة أيضاً سير العلماء ببحوثهم واستقصاءاتهم الجسيمات الدقيقة في دواخل الذرات والمجرات الشاسعة عبر الفضاء وهكذا شاعت أجواء التفاؤل وأيقن الناس أن أسرار الكون في سبيلها إلى حل قريب.
-لكن قرابة نهاية هذا العقد انغمس العالم مجدداً في حرب عالمية ثانية ضروس. فتحول العلم والتقانات التي كان لها دور عظيم في تحقيق الازدهار والسلام إلى ابتكار أسلحة بلغت من قدرة التدمير ما يكفي لتدمير كوكب الأرض بكامله.
- في العام 1923 ابتكر المهندس الإسباني خوان دي لاسييرفا (1895-1936) نمطاً من الطائرات يرتفع كالطوافات ويندفع قدماً بمروحة دسر، أسماه "أوتوجيرو", وفي العام 1928 عبر لاسييرفا القناة الإنكليزية بإحدى هذه الطائرات.
التنافس في تشييد ناطحات السحاب الشاهقة كمبنى الإمباير ستيت جاء بتقنيات جديدة وأيضاً بأخطار جديدة.
الألياف الاصطناعية كالنيلون والرايون (الحرير الصناعي) أتاحت ظهور موضات جديدة من الملابس، كالجوارب النسائية الشفافة.
استخدمت الفلزات واللدائن الأخف والأمتن في تصميم منتجات ألطف وأكثر متانة ورشاقة.