أصبحت استخدامات اللَّيازر حيوية في مختلف مجالات الحياة اليومية، إذ يجري استخدام أنواع مختلفة منها في استعزاف الأقراص المدمجة (ق م)، والاتصالات بالألياف الضوئية (البصرية)، والتصوير التجسيمي ( الثلاثي الأبعاد)، والطب والبحث العلمي، وتلحيم الفلزات، وتصنيع الرقاقات الصُّغرية، ومئات الاستخامات الأخرى.
-ويعود تاريخ نبطية الليزر المتعددة الاستخدامات غلى عام 1960، عندما زوَّد الفيزيائي الأمريكي تيودور ميمان أول نموذج عامل منها بالقدرة الفاعلة.
تيودور ميمان (1927- ؟ ) مع العالم الروسي ألكسندر بروخوروف (إلى اليسار) عام 1973.
جدير بالذكر أن أبحاث بروخوروف ساعدت ميمان في بناء ليزر عملي.
* كيف يعمل الليزر:
- يعتمد فعل الليزر على مادة وسيطة نشطة هي في نبطية ميمان قضيب من الياقوت الأحمر البلوري. ويلف حول هذا القضيب أنبوب ومّاض يضخ طاقة ضوئية داخل بلورات القضيب الياقوتي. هذه الطاقة تجعل الذرات البلورية تبتعث دفقات من ضوئها الخاص تتجمع معاً وتتقفز جيئة وذهاباً بين مرأتين في طرفي القضيب، إحداهما جزئية التفضيض فتزداد قوة ثم تنبثق في النهاية عبر المرآة العاكسة جزئياً.
* من الميازر إلى الليازر:
-لم تكن الفكرة العلمية وراء الليزر جديدة إذ كان قد تم عام 1954 بناء نبطية مماثلة تدعى الميزر، تعمل باستثارة الأمواج الصغرية (الدقيقة) التي تطلقها ذرات المادة بموجات دقيقة مماثلة التردد. وقد قام ميمان بتطوير أبحاث علماء آخرين مطبقاً العملية نفسها في تصنيع حزمة ضوئية قوية نقية أحادية اللون، لا تنتشر بل تسري في خط مستقيم. ونال ثلاثة من أولئك العلماء جائزة نوبل لعام 1964 ولم يكن ميمان منهم.
عالم يجرب ليزراً غازياً (يستخدم الغاز كوَسط نشط).
أمواج الضوء الليزري كلها متساوية الطول بخلاف الضوء العادي ذي الأطوال الموجية المختلطة.
* حل الشفرة الوراثية:
- حل الشفرة الوراثية بدأ عام 1961. المادتان الوراثيتان د ن أ (الحامض النووي الرِّيبي المنقوص الأكسجين) و ر ن أ (الحامض الريبي النووي) تحويان متواليات متباينة بنية وترتيباً من الكيماويات مشفرة لتمثل حوامض أمينية مختلفة تتشابك معاً لتكون البروتينات التي تبنى منها جميع الكائنات الحية. أما أول كلمة شفرية جرى تعرفها فكانت المتوالية يويويو (UUU) التي تمثل الحامض الأميني: فينل ألانين.
تبدو المتواليات الوراثية "كشفرات أعمدة".
* الليازر في كل مكان:
-في غضون سنة من اختراع ميمان، كان علماء آخرون يطورون نماذج أشد قوة وأعلى قدرة، وأيضاً ليازر أكثر رهافة ودقة لجراحة العين. وفي العام 1965 أنتجت أول الصور المجسمة (الثلاثية الأبعاد) باستخدام ضوء الليزر. هذه الصور تريك الأجسام من زوايا مختلفة فتشاهد ما حول هذه الأجسام وما خلفها رغم تواجدها على سطح مستو.
* الصور المجسمة ( الهولوغرامية ):
-تسجل الصور المجسمة على فيلم فوتوغرافي كأي صورة عادية. لكنها لا تبين ألواناً ولا ظلالاً مختلفة من الضوء، بل تبين ملتقى مجموعتين من الحزم الضوئية الليزرية تتداخلان أو تلغيان واحدتهما الأخرى. إحدى هاتين المجموعتين مصدرها الليزر مباشرة، وترد الأخرى منعكسة عن الجسم.