العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-29-2009, 12:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي صمت العواطف . . وثرثرة الخلافات

صمت العواطف . . وثرثرة الخلافات




الحوار الناجح بين أفراد الأسرة يُعَد ركيزة أساس لاستقرارها ، وبناء شخصية أفرادها بصورة متَّزنة ، وسد منافذ الانحراف لديهم ، بل وتهيئة المناخ الأمثل لتنمية مهاراتهم ، والتعبير عن ذواتهم وقدراتهم .
وأسرة بلا حوار ناجح ، سفينة في مهب الريح ، تعصف بها الرياح العاتية ، والأمواج المتلاطمة ، فلا يقر لها قرار ، ولا تهدف إلى طريق ، بل سيكون أفرادها مسخاً ، ليس لأحدهم شخصية قائمة ، ولا سياج يحتويهم ، فإما أن يكون ( الخرس الأسري ) علامتهم الفارقة ،وإما أن تَفْتَحُ لهم ( البيئة الطاردة ) أبوابها ، فلا تدري من يحتويهم ، ولا إلى أي دَرَكٍ يتَّجهون .
بين يدينا هنا ( 5 ) نماذج لمشكلات أسرية ، ليست نسج خيال ، بل واقع قد كُتِبَ بأيدي أصحابه ، وليست من عالم آخر ، بل لشخصيات يعيشون بيننا.
الأولى تقول : مشكلتي دخولُ شَريكٌ في حياتي ، وهو الانترنت ، زوجي يمضي معه ساعات طوال ، دون أن يعيرني أي اهتمام رغم حاجتي له ، أثق أنه يحبني ، لكنه لا يعبر عن ذلك إلا بالقليل القليل . . أشعر بالوحدة والملل ، لدرجة أنني بدأت أتكاسل عن أعمالي المنزلية ، لشعوري بأني خادمة وحسب ، روتين ممل ، لا جديد في حياتي ، وحين جنَّ جنوني وصارحته ، قال : أنت مريضة نفسياً ، أنقذوني أرجوكم .
والثانية تقول : أنا شاب متدين ، والحمد لله ،إلا أن أبي وأمي قد جعلا من حياتي جحيما، هما يصليان ويزكيان ويصومان، ويعلمان أنه لا يجوز للمسلم أن يخاصم أخاه فوق ثلاثة أيام، إلا أنهما لا يتكلمان أو يجتمعان، بسبب مادي ، رغم أن كليهما ميسور الحال و الحمد لله !!
والثالثة تقول : أعاني من مشاكلي المتكررة مع زوجتي، وعدم قدرتها على التفاهم معي ، فهي معارضة لمعظم قراراتي ، لي منها ولدان، وأفكر في عدم الإنجاب من هذه المرأة مرة أخرى؛ خوفاً على الأطفال من المشاكل المتكررة، وأيضا قد يحدث الطلاق في أي لحظة ويتشتت الأطفال.
والرابعة تقول : مشكلتي في زوجي وابني المراهق ، الأب له أسلوب جاف في التعامل مع الابن ، وولدي مراهق ، 16 سنة ، أحسنت تربيته منذ الصغر ، كنت أحثه على الصلاة ، وعدم الكذب ، والأمانة ، لكن انقلب فجأة ، أصبح مهملاً في صلاته ، يكذب ويراوغ ، ويهمل دروسه ، أبوه لا يحتمله ، يدعو عليه ليل نهار ، ويرفض الحديث معه ، والولد يتحاشى رؤيتنا ، يهرب من المنزل ، ويأتي آخر الليل للنوم .
وأما الخامسة فتقول : في هذا اليوم بالذات ، أحسست بأننيمحتاجة إلى أحد كي أتكلم معه وأرتاح ، أنا فتاه عمري 16 سنه ، فتاه كبقية الفتيات ، أملك فراغ عاطفي في داخلي ، وكلما رأيت من يبادلني هذا الشعور ، حتى ولو أنني أول مره أراه ، أحس بأنني أحببته ، لا أدري ، لدرجة أنني أحببت ( بنجلاديشي ) ، أرجوكم ، أنا محتاجة إليكم كثيرا ، ربما كلامي المختصر لا يعبر عن المأساة التي أعيشها مع نفسي ، وأتمنى مساعدتي .
بيوتاتنا إما أن تكون بيئات ( جاذبة ) ، يأوي إليها أفرادها لينعموا بدفئها ، ويستروحوا عبيرها ، ويرتووا برِيِّها ، وإما أن تكون بيئات ( طاردة ) ، ما إن تطؤها أقدامهم ، حتى يحسوا بحرارة أرضها ، وهجير حَرِّها ، وضيق أجوائها ، فيتم البحث عن كُوَّة ضوء في جدار الظلام ، أو نسمة هواء في جحيم لا يطاق ، العامل المشترك في أمثلتنا الخمسة ، هو ( عدم الحوار ) .
ففي أنموذجنا الأول :
( خرس زوجي ) ، شعور بالحب قائم ، إلا أن التعبير عنه كسيح ، هناك مطالب واحتياجات تتردَّد في نفس الزوجة ، لكن ليس هناك تيار للتنفيس عنها ، ليس من حوار ناجح بين الزوجين ، بل هناك ( المفردات المُحَقِّرة : أنت مريضة نفسياً ) ، قوالب جاهزة لإغلاق الأبواب ، ولتبقى الزوجة في حسرتها كسيفة ، مهضومة ، ( أشعر بالوحدة والملل ، شعوري بأني خادمة وحسب ، روتين ممل ، لا جديد في حياتي ، جنَّ جنوني ، أنقذوني ) .
وفي أنموذجنا الثاني :
( الخصام ) بين الأبوين ، وعدم علاجه بحوار هادئ ، أصاب الابن المتدين في مقتل ، فأحال حياته جحيماً ، المشكلة هنا ( الحبل ليس ممدوداً ) و ( الحلول معدَّة مسبقاً ) ، ولذا كان الحوار ( النقاشات السابقة ) محكوما عليها بالفشل .
وأما الأنموذج الثالث :
فالزوج يستصرخ ألا نقطة التقاء بينه وبين زوجته ، وأنها في المنزل أصبحت ( اللواء المعارض ) ، فاللغة المشتركة منقطعة ، والنهاية تلوح بالأفق ( الطلاق ) ، والسبب : ( لا حوار ) ، ( لا قواسم مشتركة ) تجمع الاثنين ، لا وضوح لنمط شخصية شريك الحياة لدى أحدهما .
والأنموذج الرابع :
انتفاضة في سلوك فتى الـ ( 16 ) ربيعاً ، انقلاب في طبيعة استجابته وتصرفاته ، لمروره في أجواء ( المراهقة ) العاصفة ، ضيق أفق ، وضيق نفس لدى الأب ، جعلته لا يحتمل وليده المراهق ، دعوات مهلكات ليل نهار ، إحساس لدى الشاب بعدم جدوى الحديث بينه وبين والده ، أغلقت الأبواب الأسرية ، فَفُتِحَت الأبواب الشيطانية : ( إهمال الصلاة ، الكذب ، السرقة ، العقوق ) ، والعلاج : أن نقبل فتانا كما هو ، ( نحاوره ) ، نستوعبه تحت مظلتنا ، نُشعره بدفء جناحنا ، نلتقي وإياه حيث تَتَّفق رؤانا ، ثم نرتقي به بشفقة الأب الحاني حيث الظلال الوارفة .
و آخر نماذجنا :
فتاة أيضاً في أوج عنفوان مرحلة المراهقة لديها ، عاطفة مشتعلة مكتومة في داخلها ، تتأجج لترى النور ، ويا للأسف !! ليس من حولها ( أبوان ، أو إخوة وأخوات ) من يُنَفِّس لها ، لتروى حاجتها ، فكان الشارع هدفاً مشروعاً حسب رؤيتها القاصرة ، بل أي شيء ، أي شيء يمكن أن يكون حبيباً ، مادام سيروي الأيام العجاف .
هناك ارتباط وثيق بين ( الجفاف العاطفي ) وبين ( انقطاع الحوار ) ، فالأول نتيجة حتمية للثاني ، وأغلب المشاكل الأسرية جاءت لشعور أحد أفرادها بحاجته لعاطفة دفَّاقة ، أو لعدم وجود من يحتوي هذه العاطفة ، فالإنسان منذ نعومة أظفاره ؛ يحتاج إلى من يستقبل أحاسيسه ومشاعره ، إلى من يحتضنه ويُخَفِّف عنه ،إلى من يبثه آماله ونجواه ، إلى من يغذِّي عقله وقلبه ، إلى من يتحاور معه بأمن واطمئنان ، إلى من يعيش معه الحب ، وليس أي حب !! بل الحب الذي لا يشعر معه بتأنيب الضمير ، أو حرارة المعصية ، ولا سبيل لذلك إلا من خلال أسرته الحانية .
نَقِفُ هنيهةً مع أنموذج مُتَخَيَّل لأسلوب الحوارات الأسرية غالبا ، للخروج من هذا النموذج بالفوائد المناسبة :
سالم رب أسرة ، مكونة من زوجته ( حنان 40 عاماً ) ، وابنته ( وئام 20 عاماً ) ، وابنه ( حسام 16 عاماً ) ، وابنته ( سهام 12 سنة ) ، و( إمام 8 سنوات ) و ( عصام 4 سنوات ) .
اعتاد ( سالم ) حين الدخول إلى منزله ، أن يرفع صوته ، ليُشعر من بالداخل بوصوله ، ثم يَتَّجه إلى مقعده المعتاد ، إلا أن ذاك لا يحرك في أرجائه شيئاً ، فالكل مشغول بما في يديه .
يأتي ( إمام ) ليُسرَّ في أذن والده ، أن ( عصام ) قد كسر ( التُّحفة ) التي اشتراها والده بالأمس ، فيشتاط الأب غضباً ، وينادي : عصام عصام .
= عصام ( مذعوراً خائفاً ) : نعم يا بابا
= سالم ( بصوت متوعد ) : من كسر التُّحفة !؟
= عصام : لا أدري ، ( إمام ) يا بابا
= سالم ( يمد يديه إلى أذن عصام ) : وتكذب أيضاً !
= تأتي ( حنان ) متسائلة : ما بك يا أبا حسام !؟.
= سالم ( موجهاً نظراته إلى زوجته بضيق ) : لستُ أدري ما دورك في المنزل ! قلتُ لكِ ألف مرَّة احفظي أولادك عن العبث بأثاث المنزل ومحتوياته ، ولكنكِ لا تفهمين .
= وئام ( بعد أن استمعت لحديث والدها الأخير ، وتريد تغيير دفَّة الحديث ) : مساء الخير أبي .
= سالم : أي خير ، من أين يأتي الخير ، وهذه العقول الغبيَّة حولي ، قلتُ لكم ألف مرَّة ، هذه أدوات نشتريها بمئات الريالات ، وأنتم تعبثون بها ، كعبثكم بألعابكم .
= وئام : والله أننا نبذل جهدنا ، ووالدتنا ما تقصِّر .
= حسام ( بعد أن التحق بهم ، مخفِّفاً ) : يا أبت نحن حريصون عليها ، ولكن قدر الله ، وما شاء فعل ، والدتي تبذل جهدها ، ونحن كذلك ، إلا أنَّك تعرف ( عصام ) ، ورغبته التعرف على كل شيء ، ولم نكن حوله حينئذ .
= سالم ( بعد إشارته لحسام بالسكوت ، مقاطعاً ) : ما أجمل أن تكون ساكتاً ، هل ستعطيني دروسا في القضاء والقدر ، ثم يا ليتك أنت وأختك إذا رأيتم الكبار يتحدَّثون ،تغلقون أفواهكم .
انتهى المشهد في نفس أخينا ( سالم ) ، ولم ينتهي المشهد في نفوس أسرة سالم ، وأيضاً لم ينتهي في نفوسنا جميعاً ، فلنا حوله أمور :
1-إن الحوار التربوي الهادف ؛ مدعاة لتوسيع مدارك الأولاد ، وتنمية عقولهم ، وزيادة مهاراتهم ، واستقرار حياتهم ، وانضباط سلوكياتهم ، وشعورهم بالجسد الواحد ، وليس في تكميم الأفواه ، والمطالبة بالعزلة عن المشاركة في مجريات أحداث الأسرة ، ما يدل على الأدب الرفيع ، أو التهذيب الخلقي ، أو الاحترام المتبادل ، بل إن افتقار الأسرة إلى الحوار ؛ سبب لعلاقات مقطوعة بينها ، وسلوكيات مشبوهة ، وآهات ستجد طريقها سريعاً خارج أسوار المنزل .
2-الالتجاء إلى الرحمن الرحيم ملاذ آمن ، ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )(البقرة / 156) ، والدعاء خير كله : ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )( الفرقان / 74 ) .
3-أهمية التحاق الوالدين على الخصوص ، وأفراد الأسرة على العموم ؛ بدورات تعنى بثقافة الحوار ، تقيمها المراكز والجهات الأسرية المتخصصة .
4-ينبغي الإطلاع على ما ورد في كتاب الله ، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما ورد عن سلفنا الصالح من أساليب الحوار وطرائق التعامل مع الآخرين ، مع تبيان أن تربية الأولاد جهاد له أصوله وفنونه ، وأن الطريق الآمنة لتربية صالحة صحيحة ، تبدأ من عزيمة صادقة على التعلم ، وضبط للنفس لالتزام المنهج التربوي القويم ، ومن ذلك : التجرد من حضوض النفس ، والبعد عن الندِّية في التعامل مع الأولاد ، واستشعار أن الزوجة والولد رأس مال عزيز وغال ، وتقبل الأولاد كما هم .
5-التأكيد على أن أزواجنا وأبناءنا بحاجة إلى أن يشعروا بالأمان وهم يُعَبِّرون عن عواطفهم ، أو أفكارهم ، أو آرائهم في مجريات الأحداث من حولهم ، وأن يكون لهم رأي في أسلوب حياتهم ، أو علاقاتهم ، بحاجة إلى أن يُحَرَّروا من ( الصراخ ، والكبت ، والأوامر الجافَّة ، والقسر ) ، ثم لنترك هامشاً طيباً للمقابل أن يخطو خطوات يستبصر مرحلته القادمة ، ويتعرَّف عن نتيجة قناعاته .
6-في الجملة إذا دخل الوالدان ، أو أحدهما المنزل ، ولم تُهرع الزوجة ، أو الأولاد كباراً وصغاراً لاستقباله ،والاحتفاء به ، فليعلم أن هناك حاجزاً ،وضعفاً في التواصل بينه وبينهم .
7-عند الدخول ؛ ينبغي من الأبوين المبادرة إلى حُجرات أفراد الأسرة فرداً فرداً ، للتواصل معهم ، وإشباعهم عاطفياً ؛ بكلمات الحُب مثل : ( هلا بحبيبي ، أهلاً بعمري ، اشتقت إليكم ) ، مع الابتسامة ،والعناق ، والسؤال عن أحوالهم ، فذاك مدعاة لراحة الأبوين النفسية من جهة ، ولتهيئة المنزل برياحين الحب ،وللتواصل الإيجابي والحميم مع جميع أفراد الأسرة .
8- ينبغي التواصل هنا مع الأولاد بخصوصيتهم كأفراد ينتمون لهذه الأسرة ، وليس بحسب مستواهم الدراسي ، أو الوظيفي ، أو السلوكي ، فذاك له مكانه الخاص .
9-" لا تبكِ على اللبن المسكوب " ، عند حدوث خلل ما ، اعمل على عدم فتح مجال للنقاش حوله ، وأنت ضيق النفس ، مكدود الجسم ، استثمر " اللبن المسكوب " لمصلحة إضافية ، لا إلى مفاسد تُسهم في تثبيط المعنويات ، والتأثير في العلاقات .
10-الإشارة إلى حاجة الأسرة لتوظيف الهمسات ، والنظرات ، واللمسات، والكلمات ، والقبلات ، والابتسامات ، والعناق ، مع تهيئة أجواء الأسرة بالحب ، والملاطفة ، والألفة الجماعية ، والعلاقة الحميمة بين الأبوين من جهة ، وبينهما مع الأولاد من جهة أخرى ، مع تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ، واستقلالية شخصيتهم ، لنرسم مسيرتهم الواثقة ، ولنحفظ عاطفتهم المتدفقة ، فذاك من أهم الحاجات النفسية التي يحتاجهونها .
11-لنتعرَّف على خصائص المراحل العمرية لأولادنا ، ولنتعامل معهم وفق أطر علمية تربوية شرعية ، فقيادة أسرة فاعلة لا تكون دون رخصة معتمدة .
12-يجب أن تُعالج السلوكيات السلبية في مهدها ، النميمة التي قام بها ( إمام ) ، تدخل في عمل الأم ، التي ينبغي أن تذكرها في وقتها المناسب ، بل هي مؤثر سلبي في علاقة ( إمام وعصام ) ، إضافة إلى مخالفتها الصريحة لما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ ) ( رواه مسلم ) .
13-( سالم ) هنا ، يعاتب ابنه ( عصام ) على الكذب ، وما درى أنه سبب لهذا الكذب ، بالإضافة إلى إفزاعه ، وعقابه ، فعصام هنا لم يقصد كسر التحفة في الغالب ، إذ أن هذه المرحلة لديه ، مرحلة تعرُّف واستكشاف لما حوله ، واختبار لقدراته ، فسالم هنا بنبرات صوته المرتفعة ، وقسمات وجهه المتجهِّمة ، لم يدع لعاصم سبيل إلا طريق ( الكذب ) ليحمي نفسه .
14-( حنان ) العضد المكمِّل للأب في قيادة البيت ، وتربية الأولاد ، فمتى أسهم الرجل في قطعه ، فقد أسهم في خلخلة بيته ، و ( المفردات المحقِّرة ) التي أطلقها سالم لزوجته حنان ، أمام سمع ومرأى الأولاد ، لاشك أنها تعصف بمكانتها كقدوة لأبنائها ، وتؤثر في سلباً في شخصيتها ودورها في المنزل .
15-( وئام ، وحسام ) يحتاجان منا إلى التشجيع والتحفيز ؛ لعلاج المشكلات العارضة ، بل وتبيان شخصيتهما ومرئياتهما حول أمور المنزل ، بحوار إيجابي يحترم شخصياتهما ، كيف !! وهما أكبر الأولاد أولاً ، ثم في أوج مرحلة المراهقة ، التي يحتاجون فيها إلى من يحتويهم ، لا إلى من يعزلهم ويخرس ألسنتهم .
16-وأخيراً كان ( سالم ) في حاجة كبيرة لإدارة حوار فاعل مع أفراد أسرته ، ليهنأ بحياة أسرية وادعة منتجة ، ولتنعم زوجته وأولاده بري عاطفي ، ودفء أسري جميل ، وذلك من خلال :
أ*-استغلال أي مداخلة في الحوار للزوجة أو للأولاد على أنها فرصة للبناء ، ينبغي إفساح المجال لنجاحها .
ب*-استثمار ( العين ) لبدء اتصال حميمي مع المتحدث ، والحذر من الانصراف عنه كلياً أو جزئياً ، مع الانتباه إلى كل كلمة يقولها، فهذا يوحي بعدم الاهتمام .
ت*-من أسباب التواصل العاطفي ، ونجاح الحوار ؛ الاحتكاك الجسدي المباشر ، ومنه : مسك الكف ، أو وضع اليد على الكتف ، أو العناق . مع تهيئة أجواء حميمية وهانئة يشعر الجميع معها بالارتياح إلى تبادل الأفكار والطموحات والآراء.
ث*-الابتسامة ، وحركة الرأس ، والتعليق بين الحين والآخر بكلمة أو كلمات مختصرات ، توحي بتفهم ما يقال ، صور إيجابية ، بينما النظر إلى الساعة بين الفينة والأخرى ، والانصراف بالوجه ، والسكوت المطبق ، صور سلبية في الحوار .
فلذات أكبادنا أمانة ، وإنهم يوم القيامة حسرة وندامة ، ما لم نتعامل معهم على أنهم أنفس تحتاج منا إلى رعاية وسقاء ، إلى حوار أسري ماتع ، إلى أن يجدوا في صدورنا سعة ، كفضاء ما بين السماء والأرض ، يجعلهم يحلمون ، ويهنئون ، ويرتوون ، ويسرحون ، ويمرحون ، ويوافقون ، ويخالفون ، ومع ذلك كله ، لا زالت نبضات قلوبنا تحيط بهم من كل اتجاه .
إن إنصاتنا لأبنائنا ، السبيل القويم لينصتوا لنا ، وكما قيل ( خمس دقائق ينصت فيها الأب لابنه ، قد تجعله يتفادى تضييع ساعات طويلة في معالجة مشكلات ناجمة عن قلة التواصل أو مناقشة حالة توتر ) .
وصلَّ الله وسلَّم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
م0ن






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 01-29-2009, 12:25 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صمت العواطف . . وثرثرة الخلافات



نور


تسلمى على طرحك المميز

اسعدك الله ويسر امورك

دعواتى لكى بالصحةت والعافية






آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 01-29-2009, 01:00 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مرمر

الصورة الرمزية مرمر

إحصائية العضو








مرمر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صمت العواطف . . وثرثرة الخلافات

نور

تسلمي علي رروعه الطرح


دعواتي بالخير






آخر مواضيعي 0 صور كتكوتي علاء اللي مجنني
0 تاييرات انيقة للمحجبات
0 خروف على الجمر ..يفتح النفس بقوة
0 افضل الخلطات للمشويات الدجاج علي الفحم والفرن
0 أكلة خفيفة وضريفة بالصور وأعطوني رايكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator