وأَخافُ يَومًا
مِن بَعدِ يومٍ
أو بَعدِ شَهرٍ
أو بعدِ عامْ
ننسَى الذي بَينَ الرُّكامْ
ننسَى المَذابِحَ ، والملاجِئَ , والخِيامْ
ونَعُودَ نَفقِدُ مِن جَديدْ..
الذَّاكِرةْ
كي تُطفِئوا حُمَمَ الشعوبِ الثَّائرَةْ
ونَعودَ نَسمَعُ من جَديدْ
تُجَّارَ مَهزَلَةِ السلامْ
من قادَةٍ وسَماسِرَةْ ،
ومُهروِلينْ ،
وَمُطَبِّعينْ ،
مُتَوَسِّلينَ ، عَباقِرَةْ
مَنْ يَرفَعونَ لَنا شِعارْ ..
أنَّ السلامَ هو الخِيارْ
ولنا بِهِ حُسنُ الثَّوابْ
في الآخِرَةْ
***
شُكرًا "لِشارونَ" الذي
فَضَحَ العربْ
فضحَ الفصاحةَ ، والبَجاحَةَ ، والخُطَبْ
ومَواكِبَ الكُهَّانِ فُرسانِ الهَرَبْ
شُكرًا لمنْ نكأَ الجِراحْ
فأفاقَنا هذا الغضبْ
شكرًا لمن أحيا شعوبًا مَيِّتَةْ
وأعادَها رُوحًا تَهيجُ وتَضْطَرِبْ
***
يا أيُّها الجيلُ الجَديدْ
يا أيُّها الآتي إلينا من دُروبِ اليأسِ
والحُلمِ الطَّريدْ
شكرًا لأنَّكَ قد تَنبَّهْتَ
أمطَرتَنا غَضَبًا
فاغضَبْ ، وأغْضِبْ
ثُمَّ ثُرْ
ها نَحنُ نَحتاجُ المَزيدْ
يا أيُّها النَصرُ المُحلِّقُ
فوقَ وَجهِ القُدسِ أهلاً
قد نَسينا في مَآسينا الكثيرةِ
أنَّ في الأيامِ عيدْ
يا حُلمَنا
سَنُمهِّدُ الأيامَ لَكْ
ونُسَلِّمُ الرَّاياتِ دومًا
مِن شهيدٍ بَعدَهُ يأتي شَهيدْ
يا مَوسِمَ الزَّيتونِ غُصنَكَ
قد رفعنا ،
ثُمَّ اكتشفْنا أننا مهما رفعْنا
لن يُفيدْ
***
يا أيها الجيلُ المُرابضُ
فوقَ تَبَّةِ حُزنِنا
يا أيها الجيلُ الذي
لسنا نُصدِّقُ أنَّهُ مِنَّا بِحَقٍ
قُلْ لنا ...
مِن أيِّ صَوْبٍ جئتَنا ؟
إيَّاكَ يومًا أن تُصدِّقَنا وقاوِمْ
ثم قاوِمْ
ثمَّ قاوِمْ خِزيَنا
أجهِزْ علينا مَرَّةً
نَكِّلْ بنا
كُنْ أنتَ نَفسَكْ
كُنْ أيَّ شَخصٍ غيرَنا
اكفُرْ بنا
فلقد سُجِنْتَ بِضعفِنا
أو في زَنازِنِ خَوفِنا
***
يا أيُّها الجيلُ الضَّحيَّةْ
لا تَنتظِرْ أحَدًا
يَجيءُ بِبُندُقيَّةْ
هذي جيوشٌ هَيكَليَّةْ
هذي الجيوشْ
هي للدفاعِ عنِ الكراسي والنُّظُمْ
ولقمعِ ثَوراتِ الشعوبِ الدَّاخِليَّةْ
هذي جيوشٌ للعُروضِ العسكريَّةْ
تبقَى مُهمَّتُها الوحيدةُ للأبَدْ
تُعطي لمولانا التَّحيَّةْ
***
يا أيُّها الجيلُ احتَرِسْ
إنَّا جميعًا قد أُصِبنا بالعمَى
إنَّا جميعًا قد أُصِبنا بالخَرَسْ
إنَّا جميعًا قد أُصِبنا "بالزَّهايمَر"
إنَّا جميعًا قد أُصِبنا بالفَلَسْ
يا أيها الجيلُ الذي من نَسْلِ زَرقاءِ اليمامَةْ
يا أيها الآتي إلينا حامِلاً
سَيفَ النُّبوءَةِ والفَرَسْ
الأفقُ صَحْراءٌ
و هذي أوجُهُ الشُّهَداءِ عَطشَى
والرِّماحُ بكلِّ عَينٍ تَنغَرِسْ
الأسْرُ طالَ
وإنَّني "آنَسْتُ نارًا"
أَعطِني مِنها قَبَسْ
كي أُشعِلَ الليلَ الطَّويلْ
أُشعِلَ الدنيا هَوَسْ كي
هذي خُيولٌ لا تُقاوَمْ
هذي خُيولٌ لا تُساوَمْ
هذي خُيولٌ تَفتَرِسْ
اللهُ أكبَرُ
جئتَ يا جيلَ الحِجارةِ
حاملاً صَوتَ المؤذِّنِ والجَرَسْ
هذا صلاحُ الدينِ عادَ
وخَلْفَهُ ..
جيلُ الحجارةِ
يَدخُلُ الأقصَى يُصلِّي
في العَرَاءِ بِلا حَرَسْ
" عبد العزيز جويدة "