رحلتــــي فنهــايتـــي..
تأخرتِ الرحلة ..
ومازال منبه الساعة يُقلقُ أسماكه العذراء..
التي تومضُ بإنعكاسٍ مُلفت..
كلما إقتربت خائفة بجانب الحوض..
أجراسُ بوابته الخلفية..
تُبالغُ في جذبِ إنتباه المارة ..
كلما داعبها فضول الرياح..
هاهو اليومُ الثامن من محو مذكرة الرحيل..
وهاهو اليوم الفاصل للحظة اللاعودة..
أرقامٌ تكررت بمشابك معلقة على حائط تاريخه..
كم هو الوقوف لمسِّ لافتةِ القرار ..
أمرٌ يُبللُّ صاعقة الحيرة فور ذهابه..
غرامُ وإطارُ ملامحها أخذ من قلبه الكثير..
وأبقى الترددُ جواباً مُقنعاً لتأخيره..
ماذا لو تلوَّن الطريقُ بفراغ..
وتجسدَّت مطباتٌ عالقة بفراغه..؟!
ماذا لو تمكنت أقدامه من الطيران لوحده ..
وبإرتفاعٍ يستطيعُ فيه البحث عنها..؟!
إنه جنون..
ويالذة هذا الجنون ..
حين يُسيطرُ الحب على عالمك وحياتك...
ويرسم كل خيالاتك..
لقد تاهت وتوهتني..
وانسحبت بلطفٍ وأبادتني..
تحطمت جميعُ أحلامها بينما حطمتني..
جمعتُ حقائبي وحقيبتُها التي أعدتها معي..
أخذتُ أحاسبُ نفسي ..
وهذا التعرقُ الواضحُ الذي يفضحُ سِري..
لِما قاومتُها في الضغط على قلبي..
لِما سنحتُ لحبيبتي أن تترك لي الإختيار..
بين قبول حياتي أو قبول حياتها..
لن أكون منتحراً لتُمزقُني حافلات الطريق..
لن أجعل بُخاراً مسموماً يُميتُ مساماتِ العروق..
إنها نهايةُ حياتي..
لن أقبل أن تموت حياتي وتمضي حياتُها..
سأرحلُ قريباً ..
وسأتركُ ورقة الحرية دعماً لقبولها..
سأتركُ لكِ عالمُ الحب..
لئلا يُقالُ بأنك خاسرة..
فقلبُكِ مغلفٌ بأرقى المجاملات..
وعقلكِ اليوم لايُفكرُ إلا بعقودٍ مبتكرة..
وحلولٍ لإجتيازالحياة وإمتلاك المادة..
سأقولُ لكِ وداعاً ..
وسأحملُ عنكِ عناء القرار..
لأنني ماعدتُ أقوى على البقاء..
وماعدتُ أهوى الصراعَ مع الرحيل..
فسأحررُ الطير المفقود من قفص الوهم..
وسأغادرُ حالاً..
لئلا تكون حبيبتي هي سببُ التأخير..!!
م0ن