واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا: يا أمة الإسلام

[أحمد اسماعيل]

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له إرغاماً لمن جحد بهِ وكفر ,
وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيهُ وخليله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا
( محمد ) وعلى أله وصحبه أجمعين ,
من إعتمد على علمهِ ضل
ومن إعتمد على عقلهِ إختل
ومن إعتمد على سلطانهِ ذل
ومن إعتمد على مالهِ قل
ومن إعتمد على الناس مل
ومن إعتمد على الله
فلا ضلَ ولا إختلَ ولا ذلَ ولا قلَ ولا مل
ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أيها الأخوات والأخوة :
يقول الله سبحانه وتعالى بكتابه العزيزمخاطباً هذه الأمة:
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم
إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً
وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون *
ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون*
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذابٌ عظيم )
آل عمران 103إلى 105
روى الطبراني :
حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي شريح الخزاعي قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
قالوا : نعم
قال :فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به
فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا )
أيها الأخوات والأخوة :
الله عزوجل خلق هذه الأمة وجعلها أمةً واحدة
دعوتها واحدة
ومنهجها واحد
قال سبحانه وتعالى :
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) الأنبياء 92
وقد جعل الله عزوجل وحدة الأمة تقوم على أساسين أثنين لا ثالث لهما ولا تصلح الأمة إلا بهما
الأساس الأول :
فهو القرأن العظيم أنه كتابٌ لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد
الأساس الثاني :
هو الوحدة بين أبناء هذه الأمة
وقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التماسك والتعاضد فقال :
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) البخاري
وقال عليه الصلاة والسلام :
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضوتداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى)
والله سبحانه وتعالى يحب عباده الذين يقفون في صف واحد
لمواجهة العدو والخطار والتحديات
فقال سبحانه وتعالى :
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص ) الصف 4
وقال سبحانه وتعالى :
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )
المائدة 2
وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأمة إلى التماسك وقال :
(لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) الصحيحين
ونهانا ربنا جل جلاله عن التفرقة
عن تفريق الكلمة
وتفريق الصف والشمل فقال :
(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذابٌ عظيم)
آل عمران 105
لقد عاشت هذه الأمة فترة الوحدة القوية
في عهد سيدها وقائدها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
وتغلبوا على إمبراطورية الفرس والروم
وسادوا العالم من أقصاه إلى أقصاه
ولكن هذه الأمة عندما تفرقت كلمتها وتمزق شملها
عاشت تجربة مرة آخرى ولكنها كانت قاسية ومريرة
عاش المسلمون في الأندلس ثمانية قرون
وأشادوا للعالم حضارة شامخة
ولكنهم لم يرعوها حق رعايتها
فتنازعوا على الإمارة والسلطان
واستعان الأخ على أخيه بعدوهما كليهما
وتمزقت صفوفهم وتفرقت قوتهم
فتسلط أعدائهم إلى صفوفهم وطرد المسلمون من الأندلس
بعد أن أمعن الأعداء فيهم قتلاً وحرقاً وصلبا
وإنتهاك للأعراض والمقدسات بقوة لم يعرف التاريخ لها مثيلا
ويأتي (صلاح الدين )
ليوحد بلاد الشام من جديد لكي يستعيد (المسجد الأقصى ) الذي وقع في براثن الصليبين
فعرف أنه لايمكن أن يستعيد الأقصى إلا إذا ما أتحدت البلاد ودول الشام أنذاك
فعمل جاهداً سنين عديدة على قتال الفرنجة
وعلى قتال من آزر الفرنجة حتى يجمع شمل بلاد الشام
وعندما تهيأت أسباب إسترداد الأقصى للمسلمين بأمر الله تعالى تم ذلك
أيها الأخوات والأخوة :
الصهيونية العالمية اليوم عملت على تمزيق هذه الأمة منذ أكثر من مائة عام أو يزيد
لأن الصهيونية العالمية تعلم أنها لا تستطيع على هذه الأمة
ولا تستطيع أن تكسرمن قوتها وعزتها إلا من خلال التفرقة بين أبناء هذه الأمة
وقد فرق اليهود في الماضي بين الآوس والخزرج وأشعلوا بينهم نارالحقد والعداوة والبغضاء
حتى رد الرسول صلى الله عليه وسلم الآوس والخزرج إلى حظيرة الإسلام
والصهيونية العالمية اليوم
واليهود اليوم
يعيدون الكرة من جديد
يعملون على التفريق بين أبناء هذه الأمة
من خلال الثغرات والنعرات الطائفية
وقد أشعل اليهود نار الفتنة والعداوة
بين ( فتح وحماس )
وبين ( سوريا ولبنان )
وفي العراق
بين ( السنة والشيعة )
فإننا لم نصل إلى حالٍ أسوء من هذا الحال الذي وصلت إليه هذه الأمة اليوم
ولم نصل إلى الذل والهوان الذي تجرعته هذه الأمة اليوم
وفي خضم هذه الظروف القاسية والمريرة
وبين صمتٍ عربيٍ مخجل
وتبريك شنيع
وحشدٍ كبير للقوات الأمريكية وعلى مقربة من شواطىء سوريا ولبنان
نودي لإجتماع القمة العربية
وهذا النداء أقلق واشنطن
فجعلت تحارب وتضغط على كل دولة تريدالحضور لمؤتمر القمة العربي الأخوي
لماذا
لأن واشنطن تدرك إذا نجح القادة المسلمون والعرب بجمع كلمتهم
فإن ذلك خطراً على مصالحها بالعراق ومنطقةالشرق الأوسط
وبالتالي خطر على إسرائيل ربيبتها المدللة
علماً أن العالم وشعوب المسلمين والعرب
يعلمون أن هذه الأمة قد طال ظلام ليلها وزاد جلادوها من حقده وعذابه
والصيهونية العالمية أدركت أن إسرائيل قد حانت نهايتها
لما لاقته من خسائر بشرية بحرب تموز في لبنان عام 2006
وخسائربشرية بالهجوم على غزة الباسلة بشهر مارس 2008
ولكن الأعلام الغربي والأعلام العربي قد طمس الحقيقة الباهرة لنضال الأبطال في ساحات الوغى
واليوم تحضر المرأة المشوه أخلاقياً وخلقياً (رايس) إلى الشرق الأوسط
مع إفتتاح مؤتمر القمة العرب
لتحاول لفت الأنظار عن هذا التجمع الإسلامي العربي وما ينتج عنه من مقررات
نحن على ثقة كبيرة بزعمائنا وقادتنا
أنهم سوف يترفعون عن خلافاتهم ويحلونها
ويتخذون قرارات حاسمة لإعادة عزة وكرامة هذه الأمة
واجب علينا أن نتحد ونبتعد عن العنصرية والطائفية
واجب علينا أن ندعوا الله بقلوب حاضرة
أن يوفق القادة العرب والمسلمون المؤتمرون
وأن ترفع رايتها تحت راية
(لا إله إلا الله محمد رسول الله )
ولا تقولون أنى لهذه الأمة أن تستيقظ
لأن التاريخ قال لنا :
إن هولاكو عندما تمادى وقتل من العرب ماقتل شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوبا
هيىء الله السلطان (سيف الدين قطز)وكان هلاك ( هولاكو)على يديه
فإذا أراد الله أمراً كان مفعولا
أيها الأخوات والأخوة :
لنا أن نتمسك بديننا وبعقيدتنا وبقرأننا وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

محمد 7
أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ,
وإلى لقاء قريب بإذنه تعالى

[ساجده]

اللهم وحد صف امتنا والف بين قلوبنا

احمد المصرى

جزاك الله خيرا على الطرح الهام

ربى يجعله بميزان حسناتك

اسعدك ربى