غزة.. وعاشوراء.. وبشائر النصر!
خالد عبداللطيف
بين يدي السطور:
ما أبعد البون بين كل ما نقدمه من خير.. مع سبق هؤلاء البعيد؟!!
السبق البعيد..!
ها هو التمايز والتنافس الكريم يرسم لوحة تخضبها الدماء على ربى الأرض المباركة "فلسطين":
ففي الوقت الذي يتمتم فيه كثيرون منا بهمسات التململ؛ فيكتفون بها..
أو يزيد آخرون دعاء رب العالمين بالنصرة للمستضعفين – وأكرم بها من نصرة -..
أو يجتهد قليلون فيضيفون للدعاء: دعوة غيرهم من المسلمين للنصرة بما يستطيعون، واستشعار أخوة الجسد الواحد..
في هذا الوقت نفسه.. يستبشر أسود الأقصى المرابطون بأكناف بيت المقدس بالشهادة التي يتوقون إليها؛ فتتفجر على ألسنتهم صيحات العزة والإباء؛ أنهم على الدرب ماضون حتى آخر قطرة دماء!
فما أبعد البون بين كل ما نقدمه من خير.. مع سبق هؤلاء البعيد؟!!
ولكن.. لكم أحبتنا في الأرض الطاهرة - ولنا معكم – البشرى بنصر الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: 38- 41).
النصر العظيم..!
وها نحن في الوقت نفسه.. الذي تغطي فيه سحائب الدخان سماء غزة الحبيبة.. وتملأ أراضيها أشلاء الشهداء.. يظلنا عما قريب يوم عظيم كريم.. يحمل العبرة والبشرى للمؤمنين؛ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، بأن الله العليم الخبير ناصر هذا الدين وإن حاربته قوى الأرض أجمعين.
إنه يوم عاشوراء.. يوم النصر العظيم لأتباع الرسل على يهود البغي والعدوان، فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا ؟" قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: "فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه" متفق عليه.
وعند أحمد من وجه آخر عن ابن عباس– رضي الله عنهما – زيادة في سبب صيام اليهود له: أن السفينة استوت على الجودي فيه، فصامه نوح وموسى شكرا (كما في فتح الباري).
حروف الختام
لنملأ صحائفنا بالدعاء ليل نهار.. ولنلقن صغارنا وأزواجنا أدعية نبينا صلى الله عليه وسلم.. في نصرة إخواننا المستضعفين والمجاهدين:
اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف... اللهم اهزمهم وزلزلهم...اللهم اشدد وطأتك عليهم...
اللهم خالف بين كلمتهم.. وألق في قلوبهم الرعب.. وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق..
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.