من نسج خيال صديق لي
دخلت على ابنتى واعتقد انها تلهو كعادتها .. فهى طفلة
فوجدتها على حال غير يسيرة
سألتها .. ماذا بك بنيتى ؟؟
قالت وبريق الدموع يتلألأ فى عيناها .. والدى .. لقد خدعتنى !!!!
دهشت لردها فهى لم تتجاوز الخامسة من عمرها ..
لم يا بنيتى ؟؟ .. ماذا فعلت بك ؟؟ .. وكيف خدعتك ؟؟ ..
قالت يا والدى .. ألم تقل أن غزة رمز العزة ؟؟
بلى حبيبتى وبلا شك .. غزة هى العزة وستظل هكذا ...
قالت وبريق الدموع يزداد فى عينيها ... يا والدى .. للمرة الثانية تخدعنى ؟؟!!
رددت وأنا فى حيرة من أمرها .. ولم خدعتك بنيتى ؟؟
ولكنها هذه المرة لم تنطق بشئ .. أخذتنى إلى النت حيث أجلس دائما .. وحيث تركت صفحة الأخبار تحمل أخبار غزة ..
تحمل صور الشهداء والجرحى ..
فقالت يا أبى ما هذا ؟؟ .... قلت هذا طفل قتل
ورددت يا أبى وما هذا ؟؟ .... قلت هذه طفلة يتمت
والثالثة يا أبى وما هذا أيضا ؟؟ .... قلت هذه زوجة رملت
ما هذا ؟؟ .. وما هذا ؟؟ .. إنهم ... وإنهم ... وإنهم ...
هؤلاء الأطفال الذين حرموا من بيوتهم
وهؤلاء الذين سلبوا كرامتهم
وهؤلاء الذين فقدوا أهلهم
وهذه التى فقدت أنوثتها
وتلك التى فقدت أمومتها
وهذا .. وهذا .. وذاك .. وهذه .. وتلك ......
وهى صامتة لا تتكلم
وأنا أكمل وأكمل .. هؤلاء .. وأولئك .. وتلك .....
توقفت عن الكلام وفهمت ما يدور فى خاطرها .. فإذا بها تقول بنبرة حزن مريرة ..
أبى .. أما زلت تقول أن غزة رمز العزة ؟؟؟
وقتها لم أنطق أنا بشئ .. أدرت وجهى وأخذت الدموع تذرف من عيناى
أحاول ألا تراها .. ولكن ...... !!!!!!!!!
أبى .. أما زالت غزة رمز العزة ؟؟؟؟
نعم بنيتى .. ولكنى لم أخدعك
نحن لسنا أقل من أن نعيد إليها عزتها وكرامتها
حبيبتى بإمكاننا .. وبإمكاننا .. وبإمكاننا ....
قاطعتنى هذه المرة .. بإمكاننا أن نعد عدتنا للذهاب لغزة ويمنعنا من ذلك حكامنا ....
بإمكاننا عمل مؤتمرات امناصرة غزة ويمنعنا من ذلك حكامنا ....
بإمكاننا نشر القضية .. ويمنعنا حكامنا
بإمكاننا جمع تبرعات لنصرة غزة ويمنعنا أيضا حكامنا ....
بإمكاننا ....... ولكن ....... يمنعنا .. ويمنعنا .. ويمنعنا ....
والدى .. لن نتحرك إلا بعد القضاء على غزة .. بعد فوات الأوان
ولكن .. لن يجرؤ أحد أن يطلق علينا رمزا للعزة ..
لأننا لن نصمد كما صمدت غزة ..
ولن نضحى كما ضحت غزة ..
ولن نقاوم كما قاومت غزة ..
لأننا لا نملك ما تملك غزة .. ألا وهى ............... العزة !!!!!!!!!!
مضت وهى تبكى وتردد ....
لكم الله أهل غزة
لكم الله أهل غزة
لكم الله أهل غزة
" م . ن "