قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : كنت في بواكير صباي أصحو في الليل على صوت خالٍ لي وهو يصلي، فقلت له علمني.
قال : يا سهل إذا أخذت مضجعك فقل: "الله ناظر إلي.. الله شاهد علي.. الله معي".
فقلتها حتى ذل بها لساني.
ثم قلت له : علمني.
قال: إذا كان الله ناظرا إليك .. وشاهدًا عليك ..
وهو معك أينما كنت ... فكيف تعصيه؟!
قال: فسجدت سجدة أحسست فيها أن قلبي قد سجد فما أحببت أن أرفع.
فذهبت وسألته: إذا سجد القلب فمتى يرفع؟
قال: إذا سجد القلب فلا يرفع إلا عند لقاء الله!
وسجود القلب الذي يعنيه هو صلاحه المؤثر في باقي الجوارح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
والقلب يسجد ـ شاء صاحبه أم أبى ـ فإن لم يسجد للرحمن سجد للهوى والشيطان، فإذا سجد لمن دون الله وجد كل شيء إلا الراحة والسعادة.
علامات سجوده
أظهر علامات سجوده إيثار مرضاة الله:
((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم))
وتجد العبد الساجد قلبه فاعلا لما يوعظ به
((فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون)) أحسنه».