بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على المبعوث
رحمه للعالمين
له سبحانه فيك لنعم كثيرة ،لا يهتدي إليها عقلك ،
مهما حاولت لها إحصاء ..
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ..
( وما بكم من نعمة فمن الله )
هذا إحسان الله إليك على مدار الساعة ، وتوالي الأنفاس
فبماذا قابلت ذلك ؟؟
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!
يحسن الله إليك ، أفلا ينبغي أن تحسن معاملته ؟!
تهل بشائر الربيع .. فتستيقظ الحياة من رقدتها ، وتنتفض الدنيا من سباتها
وتتهيأ الأرض لتلبس أجمل حللها وحليها ..
فتغدو جنة مصغّرة تذكّر العقلاء بما أعد الله لهم من نعيم مقيم لا يخطر على قلب بشر ..
حين يفعل الربيع إذا هبت نسائمه بالحياة كل ذلك ..
فإن حرارة الإيمان المبنية على :
علم صحيح .. ومتابعة خالصة .. وفهم جيد ,, وذكر كثير
تفعل بالقلب البشري من الروائع أكثر مما يفعل الربيع بالأرض المجدبة يحيلها إلأى عروس تكاد تطير فرحة بما تجده من السرور .!
ومن أروع أبواب توليد الإيمان في القلب ، وزراعة الحياء من الله في جذوره :
أن تنظر إلى دائرتين اثنتين نظرة طويلة مديدة متأنية :
الدائرة الأولى :
إحسان الله إليك المتواصل على مدار الساعة ، لا ينقطع عنك طرفة عين ..
حتى هذه الأنفاس التي تتردد في صدرك اللحظة إنما هي نعمة خالصه من الله تعالى ، يسوقها إليك ..
والدائرة الثانية :
أن تنظر إلى تقصيرك في جنب الله جل جلاله
وغفلتك عنه .. وإعراضك عن بابه .. وانشغالك بغيره .. واهتمامك بسواه .
وهذا من العجب العجاب والله ..
حيث يقبل عليك .. وتعرض
ويتودد إليك .. وتجمح
ويتحبب إليك .. وتشرد
ويذكرك .. وتغفل عنه
ويناديك .. فلا تلتفت إليه
وينتظر قدومك عليه ، ليفرح بعودتك إليه سبحانه ، فيبدل سيئاتك حسنات ..
غير أنك لا تزال سادرا .. كأن لك ربا غيره !!
سبحان الله .. ثم سبحان الله ..
مع أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه ..
ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله
ولا مفر من العودة إليه ليحاسبنا على مثاقيل الذر