العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-22-2008, 03:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي شهر الله المحرم (موسم بين يديك)






شهر الله المحرم (موسم بين يديك)


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل الأعطيات ، وعظيم المنح والهبات ، وأصلي وأسلم على المبعوث للعالمين بواسع الرحمات محمد بن عبد الله خير البريات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزوجاته الطاهرات، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد،

مواسم متعاقبة .. هل من مشمر ؟
أحبتي في الله:
ما إن ينقضي موسم من مواسم الطاعات حتى يأتي بعده موسم آخر.. ولا تنتهي نفحة من نفحات الرحمات حتى تعقبها نفحات جديدة .. كل ذلك فضل من الله ومنة على هذه الأمة .. فبالأمس ودعنا شهر الخير رمضان بعبقه الإيماني الفوَّاح، ثم أعقبناه بصيام الست من شوال، لنكمل صيام الدهر، ثم دخلنا في أشهر الحج؛ هذا الموسم الإسلامي العظيم الذي تجتمع فيه أركان الإسلام الخمسة ولا تجتمع في غيره من الأيام .. وسرعان ما مضى ومضت أيامه ولياليه العاطرة بروح الإيمان .. وها نحن الآن نستقبل موسماً آخرَ من مواسم الطاعة والإيمان، إنه شهر الله المحرم، الذي خصه ديننا الحنيف بخصائص وميزات ليست في غيره، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن صيامه أفضل الصيام بعد رمضان.

صيامه أفضل الصيام بعد رمضان
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )[1].
وهذا حديث واضح الدلالة بين الإشارة في فضل هذا الشهر وفضل صيامه، كيف لا وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد رمضان في الفضل والثواب و الأجر. فهيا إخوتي لنشمر عن ساعد الجد ولنجتهد في طاعة الله في هذه الأيام المباركة والأجور المضاعفة، فإنما عمرنا لحظات فهيا نستغلها بالطاعة والعمل الصالح ..هيا لنكثر من الصيام والصلوات، وسائر النوافل والقربات علنا ندرك من سبقنا من الصالحين والصالحات ..

يوم من أعظم الأيام
أحبابي :
في هذا الشهر المبارك يوم عظيم من أعظم أيام العام ألا وهو يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من الشهر المحرم، وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فصيامه سنة مؤكدة.
وقصته أنه عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه فسأل عنه فقالوا: هذا يوم صالح؛ هذا يوم نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى – عليه السلام - قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه)[2].
فصيام هذا اليوم سنة مؤكدة لهذا ولما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه)[3].


كما يسن صيام يوم قبله أو بعده لأن الصحابة –رضوان الله عليهم أجمعين- قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حين صامه وأمر بصيامه : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال عليه الصلاة والسلام: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ) - أي مع العاشر كما قال أهل العلم - قال ابن عباس-رضي الله عنهما- راوي الحديث: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ[4] ، ولحديث ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً)[5]، وصيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم - رحمه الله تعالى-: (مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم)[6] ا.هـ.

ويستحب حَثُّ الصبيان على صيامه؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قالت : أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار[7].

صيام عاشوراء يكفر السنة التي قبله
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله)[8].
وهذا فيه دلالة واضحة على فضل هذا اليوم وما رتبه الله عز وجل من الأجر والمثوبة لمن صامه صادقاً محتسباً أن يكفر عنه السنة التي قبله ما اجتنب الكبائر من الذنوب .

إخواني.. أخواتي
وبعد هذا العرض الموجز لما في هذا الشهر من نسائم الرحمات ، ونفائح البركات .. ينبغي على المسلم أن يجتهد في المسارعة إلى الطاعة و المثابرة في العبادة في هذا الموسم المبارك و هذا الشهر الفضيل، وذلك بما يعود عليه بخير الدنيا والآخرة قال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}[9].

ما اجتنبت الكبائر
ولا ينبغي للمسلم أن يتَّكل على ما في صيام يوم عاشوراء وما شابهه من الأيام من الأجر الجزيل فيتقاعس عن الأعمال الصالحات ،ويُفْرِط في ارتكاب المحرمات متعللاً بقوله: صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية كلها وصيام يوم عرفة زيادة في الأجر ،ثم هو يستمر في معصيته لربه، بل ربما ارتكب بعض الكبائر -والعياذ بالله- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- : "وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال، على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعاً من التكفير، فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر، مع أنه سبحانه قد قال: ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) فعلم أن جعل الشيء سبباً للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل[10]" ا.هـ.

فهلم بنا جميعاً نبادر إلى التوبة ونُتْبِع الطاعةَ بطاعة جديدة، عسى ربنا سبحانه وتعالى أن يتقبل منا، فعلامة قبول الطاعة الطاعة بعدها، كما قال أهل العلم .

أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا إلى عمل الصالحات، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه مسلم ( كتاب الصيام ح 1982) والترمذي [(كتاب الصلاة – باب ما جاء في فضل صلاة الليل ح 438 وقال حسن صحيح) و(كتاب الصوم – باب ما جاء في صوم المحرم ح 740 وقال حسن صحيح)] والنسائي ( كتاب الصلاة – باب فضل صلاة الليل ح 1613) من طريق قتيبة بن سعيد به . ومن طريقه وطريق مسدد أخرجه أبو داود ( كتاب الصوم – باب في صوم المحرم ح 2429).
[2] رواه البخاري (1900).
[3] رواه مسلم (1136) من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-.
[4] رواه مسلم ( 2619).
[5] رواه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095 ( من طريق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام ، قال ابن رجب رحمه الله تعالى : " وصح عن ابن عباس من قوله " ا.هـ لطائف المعارف /108.
[6] زاد المعاد (2/75).
[7] رواه البخاري (1690) ومسلم (1136).
[8] رواه أحمد (5/296)، ومسلم (1163).
[9] سورة آل عمران :133.
[10] الجواب الكافي /13
سالم بن صالح النقيب





الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل الأعطيات ، وعظيم المنح والهبات ، وأصلي وأسلم على المبعوث للعالمين بواسع الرحمات محمد بن عبد الله خير البريات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزوجاته الطاهرات، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد،

مواسم متعاقبة .. هل من مشمر ؟
أحبتي في الله:
ما إن ينقضي موسم من مواسم الطاعات حتى يأتي بعده موسم آخر.. ولا تنتهي نفحة من نفحات الرحمات حتى تعقبها نفحات جديدة .. كل ذلك فضل من الله ومنة على هذه الأمة .. فبالأمس ودعنا شهر الخير رمضان بعبقه الإيماني الفوَّاح، ثم أعقبناه بصيام الست من شوال، لنكمل صيام الدهر، ثم دخلنا في أشهر الحج؛ هذا الموسم الإسلامي العظيم الذي تجتمع فيه أركان الإسلام الخمسة ولا تجتمع في غيره من الأيام .. وسرعان ما مضى ومضت أيامه ولياليه العاطرة بروح الإيمان .. وها نحن الآن نستقبل موسماً آخرَ من مواسم الطاعة والإيمان، إنه شهر الله المحرم، الذي خصه ديننا الحنيف بخصائص وميزات ليست في غيره، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن صيامه أفضل الصيام بعد رمضان.

صيامه أفضل الصيام بعد رمضان
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )[1].
وهذا حديث واضح الدلالة بين الإشارة في فضل هذا الشهر وفضل صيامه، كيف لا وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد رمضان في الفضل والثواب و الأجر. فهيا إخوتي لنشمر عن ساعد الجد ولنجتهد في طاعة الله في هذه الأيام المباركة والأجور المضاعفة، فإنما عمرنا لحظات فهيا نستغلها بالطاعة والعمل الصالح ..هيا لنكثر من الصيام والصلوات، وسائر النوافل والقربات علنا ندرك من سبقنا من الصالحين والصالحات ..

يوم من أعظم الأيام
أحبابي :
في هذا الشهر المبارك يوم عظيم من أعظم أيام العام ألا وهو يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من الشهر المحرم، وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فصيامه سنة مؤكدة.
وقصته أنه عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه فسأل عنه فقالوا: هذا يوم صالح؛ هذا يوم نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى – عليه السلام - قال: ( فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه)[2].
فصيام هذا اليوم سنة مؤكدة لهذا ولما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن عاشوراء يوم من أيام الله ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه)[3].


كما يسن صيام يوم قبله أو بعده لأن الصحابة –رضوان الله عليهم أجمعين- قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حين صامه وأمر بصيامه : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال عليه الصلاة والسلام: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ) - أي مع العاشر كما قال أهل العلم - قال ابن عباس-رضي الله عنهما- راوي الحديث: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ[4] ، ولحديث ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً)[5]، وصيام يوم قبله أو بعده مستحب لا واجب قال ابن القيم - رحمه الله تعالى-: (مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم)[6] ا.هـ.

ويستحب حَثُّ الصبيان على صيامه؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قالت : أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار[7].

صيام عاشوراء يكفر السنة التي قبله
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله)[8].
وهذا فيه دلالة واضحة على فضل هذا اليوم وما رتبه الله عز وجل من الأجر والمثوبة لمن صامه صادقاً محتسباً أن يكفر عنه السنة التي قبله ما اجتنب الكبائر من الذنوب .

إخواني.. أخواتي
وبعد هذا العرض الموجز لما في هذا الشهر من نسائم الرحمات ، ونفائح البركات .. ينبغي على المسلم أن يجتهد في المسارعة إلى الطاعة و المثابرة في العبادة في هذا الموسم المبارك و هذا الشهر الفضيل، وذلك بما يعود عليه بخير الدنيا والآخرة قال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}[9].

ما اجتنبت الكبائر
ولا ينبغي للمسلم أن يتَّكل على ما في صيام يوم عاشوراء وما شابهه من الأيام من الأجر الجزيل فيتقاعس عن الأعمال الصالحات ،ويُفْرِط في ارتكاب المحرمات متعللاً بقوله: صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية كلها وصيام يوم عرفة زيادة في الأجر ،ثم هو يستمر في معصيته لربه، بل ربما ارتكب بعض الكبائر -والعياذ بالله- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- : "وكاغترار بعضهم على صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة حتى يقول بعضهم : يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان والجمعة إلى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها فيقوي مجموع الأمرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال، على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعاً من التكفير، فإذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الإصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر، مع أنه سبحانه قد قال: ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) فعلم أن جعل الشيء سبباً للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوى وأتم وأشمل[10]" ا.هـ.

فهلم بنا جميعاً نبادر إلى التوبة ونُتْبِع الطاعةَ بطاعة جديدة، عسى ربنا سبحانه وتعالى أن يتقبل منا، فعلامة قبول الطاعة الطاعة بعدها، كما قال أهل العلم .

أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا إلى عمل الصالحات، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه مسلم ( كتاب الصيام ح 1982) والترمذي [(كتاب الصلاة – باب ما جاء في فضل صلاة الليل ح 438 وقال حسن صحيح) و(كتاب الصوم – باب ما جاء في صوم المحرم ح 740 وقال حسن صحيح)] والنسائي ( كتاب الصلاة – باب فضل صلاة الليل ح 1613) من طريق قتيبة بن سعيد به . ومن طريقه وطريق مسدد أخرجه أبو داود ( كتاب الصوم – باب في صوم المحرم ح 2429).
[2] رواه البخاري (1900).
[3] رواه مسلم (1136) من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-.
[4] رواه مسلم ( 2619).
[5] رواه أحمد (1/241)، وابن خزيمة (2095 ( من طريق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام ، قال ابن رجب رحمه الله تعالى : " وصح عن ابن عباس من قوله " ا.هـ لطائف المعارف /108.
[6] زاد المعاد (2/75).
[7] رواه البخاري (1690) ومسلم (1136).
[8] رواه أحمد (5/296)، ومسلم (1163).
[9] سورة آل عمران :133.
[10] الجواب الكافي /13
سالم بن صالح النقيب









آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-22-2008, 04:13 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ساجده

الصورة الرمزية ساجده

إحصائية العضو








ساجده غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شهر الله المحرم (موسم بين يديك)

نور

جزاكى الله خيرا على طرحك القيم

ربى يجعله بميزان حسناتك

اسعدك ربى






آخر مواضيعي 0 أخلاق الكبار
0 ترويض وتهذيب النفس
0 قل يارب....
0 إلى أين أذهــب ؟؟؟
0 فكرت قبل كده ربنا خلق المخلوقات الشريرة ليه؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator