هنا سنعود إلى حدث مهم ,كان يجري في تلك الفترة ,حيث أن "مايكل أنجلو" كان قد أنتهى في هذه الأيام من تكليفه -بمشروع- وضع فيه قدراته كرسام ,وذلك حين عهد إليه مع "ليوناردو دافنشي",بتزيين إحدى -قاعات فلورنسه- .
وذكرنا أن المدينة كانت قد أنقسمت إلى معسكرين متحمسين لأكبر عبقريتين في -عصر النهضة- ، فخرجت رسوم "مايكل أنجلو" مفعمة بعمق التعبير والذي كان يشغل نفسه وبتجريد معنى الأحداث والمعارك وتحويلها إلى رموز ، في حين جاءت رسوم "ليوناردو دافنشي" تحليلية مسجلة لدقائق الحدث .
وكان هذان العملان مدرسة لعصرهما ، أستوحى منهما "رافاييل" و"بارتولوميو" و"أندريادلسارتو" وهم من عباقرة شباب عصر النهضة .
ولكن "مايكل أنجلو" كان يرى في النحت هبة حياته, ومن أجل هذا كانت حماسته لمشروع -يوليوس الثاني- والذي هجر من أجله -فلورنسه- إلى -روما- ولكن دائماً كانت المفاجآت بإنتظاره .
وأمتد هذا الحماس إلى -البابا الكبير- فأرسل "مايكل أنجلو" إلى -محاجر كرارا- كما يسمونها,ليختار هناك الأحجار المناسبة ليبنى صرحه العملاق .
وقد كان الفنان سعيداً بهذا التكليف فهو يود أن يكون المبدع الكامل لعمله ، النحات والصانع والمهندس معاً ,ولكن بالتوازي نرى خط الصراع وهو خط مهم من محاور حياته ,فتارة يضّيق عليه الخناق, وتارة أخرى تنسج المؤمرات عليه ,وكلها كانت تتمثل في شخص "برامانتي" المهندس الأشهر في زمنه, وحتى غيره من معاصريه,ونتيجة لتلك الجهود, يقصي البابا الكبير "مايكل أنجلو" عن العمل ,فيتوقف العمل,ويصاب بخيبة أمل, فهذا العمل والذي لطالما حلم به, وأعتمد عليه في تكوين حلمه الكبير,أنذاك,قد توقف,لتنتزعه منه نزوة من نزوات -يوليوس- الذي بدوره كان قد كلفه بتزيين سقف مصلى -قبة السكستين-..
Michelangelo. Doni Tondo - The Holy Family with St. John the Baptist. c.1504-1506. Oil on panel. Galleria degli Uffizi, Florence, Italy.
الصور المرفقة