عطايا ربانية
عطايا ربانية
زمنٌ من الخير يطل علينا ، ينشر فيض ضياه في الأرجاء ، فيتغلغل حتى يغمر قلوبنا المتوارية خلف أضلعنا .. سناه ينيرها ، فمواسم الطاعة أفراحٌ للمؤمنين ، وما أكثر أفراحهم ...
بالأمس كان فرحنا الأول برمضان وعيد الفطر ، واليوم فرحنا الثاني بأيامٍ مباركات ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. ) ( 1 )
ثامنها يوم التروية ، وتاسعها يوم عرفة ، يومٌ يقف فيه حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة يضرعون لخالقهم، يكسوهم البياض ، وتعلو وجوههم السكينة ، ينادون بارءهم فلا يُرد منهم أحد ، ومن لم يحج صامه فيكفر الله تعالى عنه خطايا السنة الماضية واللاحقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. ) ( 2 )
ويليه يوم النحر عاشر هذه الأيام المعدودة ، يوم من أعظم أيام الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ. ) ( 3 )
وهو يوم عيدنا الثاني .
عشر ذو الحجة ، نافذةُ رحمةٍ فتحت لنا وعطيةٌ ربانية ، العمل فيهن مدادٌ من ذهب يخط في صحائفنا إذا أحسنَّا استغلالها ، فمن يا ترى يرفض عطاء ملك الملوك جل جلاله ؟ .
فهنيئاً أمة الإسلام بفيض خيرٍ يغمرك ، نسأل الله البركة في العمل والقبول وعوداً حميداً للحجاج .
وكل عام وأمتي تتفيأُ ظلال مواسم الطاعة .
__________________________________________________ _______
( 1) [ صحيح / صحيح سنن الترمذي، (757)؛ صحيح سنن أبي داود، (2438)؛ صحيح سنن ابن ماجه (1753
م0ن