بسم الله الرحمــــن الرحيم
يقول الدكتور عائض القرني في كتابه " على بوابة الوحي" :
تعظون الناس و لا تتعظون
تنصحون الناس و لا تنتصحون
تأمرون بالمعروف و لا تأتونه
و تنهون عن المنكر و ترتكبونه
قولكم جميل، و فعلكم قبيح
النطق حسن، و الفعل سييء
تزكون الناس بكلامك و أنفسكم مقفرة من البر، موحشة من الهدى
يستنير الناس بوعظكم الخلاب و نصحكم الجذاب، و انتم في ظلمة المعصية واقفون، و في ليل الخطايا حائرون.
إن من أعظم النكبات على دين الله إخفاق حملته و دعاته في العمل بتعاليمه، حينها يصبح فعل هؤلاء حجة قاطعة لكل مارق، و بيّنة واضحة لكل منافق يرتكب معصية، بدليل فعل هؤلاء السيئ، و ترك الطاعة بدليل عمل هؤلاء الخاطئ، فلا يثق الجهلة بنصوص الشرع، لأن أناسا ممن يحملون هذه النصوص عطلوا العمل بها و الاهتداء بهديها و الانتفاع ببركتها.
...
يا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فإنهها عن غيّها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
...
يا أيها الدعاة إلى المبادئ المقدسة، يا حملة الرسالة و يا أمناء الكلمة
لما تقولون ما لا تفعلون؟!
فقهاء في القول، جهلة في الفعل، أولياء على المنبر، عتاة في الميادين.
...
فيا من تعلم العلم و تلقن الحكمة ثم أعرض عن العمل إنما أنت شاهد على نفسك، ساع في هلاكك؛ لأن المنتظر و المأمول من صاحب العلم تقواه لمولاه، و سعيه في رضا ربه و محافظته على ما في الكتاب، ثم سألهم سؤال توبيخ و تبكيت فقال :"أفلا تعقلون"...
:: تذكرة لمن يكتبون في المنتديات الإسلامية ::