السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرضا عن الله
ان الله سبحانه وتعالي لا يقضي لعبده المؤمن قضاء الا كان خيرا له ساءه ذلك القضاء او
سره فذلك عطاء .
قال صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله خير،وليس ذلك لاحد الا
للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان
خيرا له، وان أصابته ضراء صبر فكان خير له)الزهد والرقائق ,صحيح مسلم
والراضي هو الذى يعد نعم الله فيما يكره اكثر من نعمه عليه فيما يحب ,
و الرضا من أعمال القلوب التى يكون اجرها مستمر ، نظير الجهاد من أعمال الجوارح ،
فإن كل منهما ذروة سنام الإيمان.
اقوال في الرضا
· قال أبو الدرداء : ذروة سنام الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر ،
والإخلاص للتوكل ، والاستسلام للرب عز وجل والرضا قبل القضاء هو العزم علي الرضا
وبعده هو الرضا .
· قال الفضيل بن عياض : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا ، لأن الراضي لا يتمنى فوق
منزلته .
· وقيل : الرضا ارتفاع الجزع في أي حكم كان
· وقيل : هو ترك السخط
قال حفص بن حميد : سألت عبدالله بن المبارك : ما الرضا ؟ قال: الرضا: ان لا يتمنى
خلاف حاله.
قال سفيان في قوله ( وبشر المخبتين ) : المطمئنين ، الراضين بقضائه ، والمستسلمين له.
سئل أحدهم عن الرضا: فقال : أن ترضى به مدبرا ومختارا .. وترضى به قاسما ومعطيا
ومانعا .. وترضاه إلهاً معبودا ورباً.وارفع الرضا الرضا بالله ربا
قال يحيي بن معاذ متى يبلغ العبد مقام الرضا ؟؟
قال اذا كان عنده اربع اصول يعامل بها العبد ربه وهى,
((ان اعطيتنى قبلت وان منعتنى رضيت وان تركتنى عبدت وان دعوتنى اجبت ))
قال تعالي ((
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[.
والسلف الصالح ضربوا اروع الامثلة في الرضا عن الله وقضائه
ومن هذه الامثلة ,
1_رجل من السلف كان عنده قرحة في قدمه فقال له صاحبه انى لارحمك من هذه القرحة فقال
انى لاشكرها منذ خرجت اذا لم تكن في عينى.
2_ قال بعض السلف : لو قرض لحمي بالمقاريض ، كان أحب إلي من أن أقول شيئا قضاه
الله : ليته لم يقضه.
3_ وكان الربيع يقول في شدة مرضه : ما أحببت أن الله نقصني منه قلامة ظفر
4_ الفضيل بن عياض، كان إماماً وكان له ابن لا يحتمل سماع آيات الوعيد، فإذا سمعها غُشي
عليه، فكان الفضيل يتحرز أن يقرأ هذه الآيات إذا كان ابنه يصلي خلفه فقرأ ذات مرة آيات
فيها وعيد ولم يعلم أن ابنه خلفه، فغشي على ابنه ومات بعدها، فخرج على الناس يضحك
رضا بقضاء الله وقدره.
5_ كان صلة بن أشيم في مغزى له ومعه ابنه فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى أحتسبك، فتقدم
فقاتل حتى قتل، ثم تقدم صلة فقتل، فاجتمع النساء عند أمه "معاذة العدوية" فقالت: مرحباً
بكن إن كنتن جئتن مهنئات، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
ثمرات الرضا عن الله سبحانه وتعالي .
1_ان الله يرضي عن العبد باليسير من العمل قال تعالي (( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
فالجزاء من جنس العمل فان من رضي فله الرضا وقال تعالي (( وعجلت اليك ربي لترضى ))
2_ ان الرضا يبعد الحزن والهم والغم والضيق عن القلب فيخلص القلب للعبادة ويفتح باب
الجنة في الدنيا قبل ان يفتح باب الجنة في الاخرة .
3_ يفتح باب السلامة من الغش والحقد والحسد
4_ الرضا يخلص العبد من سخط الناس لان الله سبحانه وتعالي اذا رضي عن العبد ارضي
عنه الناس فهو الذى يملك القلوب ودليل عدم رضاك عنه عدم رضاه عنك وعدم الرضا
بقضائه .
5_ أن الرضا يفرغ القلب لعبادة الله تعالى، بخلاف من اهتم بالمصاب فغفل عن العبادة.
6_ الاتصاف بصفة الصبر والصبر يحرق الذنوب والمعاصي ويوفي اهله اجرهم بغير
حساب والصبر بشارة من رب العالمين وهو من اسباب دخول الجنة .
ماهو دليل الاشتياق لرضا الله سبحانه وتعالى ؟
يقول ابن القيم (( يتحرك قلبه لمعرفة مايرضي ربه فيفعله ويتقرب به اليه وما يغضبه
فيتجنبه ))
قال احد السلف , ارضي عن الله في جميع ما يفعله بك فانه ما منعك الا ليعطيك ولا ابتلاك
الا ليعافيك ولا امرضك الا ليشفيك ولا اماتك الا ليحيك فاياك ان تفارق الرضا عنك طرفة
عين فتسقط من عينه .
اسال الله ان يرضينا ويرضى عنا