قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟

[رضا البطاوى]

قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟
صاحب المقال ليث درادكة وهو يدور حول وجود حيوانات تتكلم وتنطق وقد استهل المقال بسؤال قال فيه :
"في الافلام الخيالية تتكلم الحيوانات .. فهل يمكن أن يحدث هذا في عالم الواقع؟
وتحدث عن حياة الإنسان مع الحيوانات وتربيته لبعضها فقال :
"منذ أن بزغ فجر الوجود الإنساني على هذه البسيطة وبدأ الإنسان يلتمس طريقه بهذا العالم وقعت عيناه على الحيوانات فأنس أليفها وخشي خطيرها"
وتحدث عن صعوبة التواصل اللفظى بين الإنسان والحيوان واعتبار ذلك مستحيلا وهو بالفعل مستحيل فقال :
" ورغم مرور عشرات آلاف السنين على تلك العلاقة بين البشر والحيوانات إلا أن موضوع التواصل اللفظي بين الجنسين بقي أمرا مستحيلا بنظر الناس، من الصعب على معظم الناس تصديق وجود مثل ذلك التواصل .."
وافترى داردكة أن كلمة مستحيل كلمة قاموسية في مستحيل في رأيه فقال :
" هل لك عزيزي القارئ أن تصدق ان رجلا يشارك أسراره مع هرة، أو كلبا يشكي همومه لامرأة، قطعا لا .. أمر يستحيل تصديقه.
إلا إن هذه الدنيا علمتنا ان كلمة (مستحيل) موجودة فقط بالقواميس وكل شيء من الوارد أن يحصل، أبطال قصصنا اليوم بشر وحيوانات اثبتوا إمكانية وجود تواصل مباشر بين الجنسين فهيا بنا ندخل ذلك العالم الذي تتكلم به الحيوانات."
قطعا المستحيلات موجودة ومنها منع الموت والتحول من نوع إلى نوع أخر كأن يتحول الإنسان لحمار أو كلب وكأن يتحدث الإنسان والحيوان معا حديثات متواصلا كما يتكلم الإنسان مع الإنسان
وتحدث عن رأى الدين والعلم مبينا أن الدين جعل ذلك معجزات فقال :
"رأي الدين والعلم
وردت في معظم الأديان السماوية أدلة مؤكدة على تكلم الحيوانات مع أنبياء وأناس عاديين وقد صنفت تلك الحالات كمعجزات ربانية أو كرامات، ومن الأمثلة عليها الحديث النبوي الشريف (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ثم أقبل على الناس بوجهه فقال: "بينا رجل يسوق بقرة له فأعيا (أي تعب) إذ ركبها فضربها، فأقبلت عليه (فكلمته) قالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث.) هذا الحديث الشريف الصحيح احد الأدلة الدامغة على تكلم الحيوانات مع البشر كمعجزات أو كرامات ويرجع بعض الفقهاء بالدين أن سبب اختيار الحيوانات للتكلم في بعض المواقف المهمة لما له وقع في أنفس الناس ودلالة على قدرة الله عز وجل."
الروايات المذكورة لم تحدث فهى افتراء على الله ورسوله(ص) لأن الله منع الآيات وهى المعجزات التى يراها الناس عن النبى الأخير(ص) فقال:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ومن ثم لا يوجد بقرة تكلمت او ذئب أو جمل أو نبات حن وبكى في ذلك العصر وإنما ما حدث من كلام الحيوانات حدث في عصور سابقة وهو :
حديث الطيور والجبال بالتسبيح وقد أعطيت لداود (ص) وفيها قال تعالى :
"سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ"
وقال :
"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ"
تحدث سليمان (ص) مع الطيور كالهدهد كما قال تعالى :
"وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ"
وقال :
"وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ"
وأما حسب ما يسميه العلم خطأ فقد بين أن التركيب العضوى لا يسمج للحيوانات بالحديث فقال :
"علميا التركيب الفسيولوجي للحيوانات وخصوصا الثدييات وبعض الطيور يسمح لها بالتكلم حتى لو بطريقة غير واضحة، وعدم نطقها راجع لافتقارها للمنطق والتفكير وإذا ثبت تواجد احدهما عند حيوان سيستطيع النطق بمجرد تعلمه له."
وقص الرجل عليما حكايات عن تكلم بعض الحيوانات بكلمات
حالات من نطق الحيوانات لغة البشر
1 - الفقمة هوفر
في مساء يوم تموزي حار من عام 1971 كان الزوجان جورج وأليس سوالويتنزهان على مقربة من احد مرافئ ولاية ماين الأمريكية حين لفت نظرهما كائن صغير وديع كان عبارة عن ذكر فقمة حديث الولادة ولم يكن بقربه أي فقمات أخرى فقررا وبدون تردد أخذه إلى منزلهما، حين وصلا الى المنزل لم يجدا مكان أفضل من حوض الاستحمام لوضع ذلك الضيف الغير متوقع، ونظرا لشراهته بتناول الاسماك قررا تسميته (هوفر) نسبة الى احد انواع المكانس الكهربائية الرائجة آنذاك، بعد فترة قصيرة قامت الاسرة بنقل هوفر الى بركة صغيرة خلف المنزل، وكان هوفر عنصر جذب لأبناء الجيران الذين اقسموا انه قال لهم (مرحبا) ولكن ما من احد صدقهم او اخذ كلامهم على محمل الجد. لم تعد اسرة سوالو تحتمل نفقات طعام هوفر مما حدا بهم الى إرساله لحديقة حيوانات مائية قريبة، عمال تلك الحديقة لاحظوا ان هوفر يخرج اصوات غريبة ولكن لا احد اكترث لذلك، وبعد سبع سنين فوجئ عمال الحديقة بأن هوفر ينطق بصوت أجش شبيه بصوت رجل عجوز وبكلام واضح ومفهوم. لم يصدق العمال ذلك فقامت الحديقة بجمع فريق من المختصين الذين أكدوا ان الفقمة تنطق وتستخدم جمل متعددة مثل: (مرحبا عزيزي، كيف الحال، اسمي هوفر، هوفر اذهب، هوفر تعال) والمضحك بالأمر ان هوفر ينطق بلكنة أهل مدينة بوسطن ولم يعرف احد سبب ذلك، قام فريق المختصين بمقابلة عائلة سوالو وبمجرد ان تكلموا مع جورج سوالو تمكنوا من اكتشاف سر لكنة هوفر، ويكمن السر ان عائلة سوالو أصولها من بوسطن وتتكلم بلكنة اهل بوسطن وتبين للمختصين ان هوفر تعلم النطق في منزل سوالو بالصدفة وبدون تدريب.
أصبح هوفر أشهر من نار على علم وحديث الساعة وظهر بعدة برامج وصوره ملئت الصحف والمجلات وبقي كذلك حتى نفق عام 1985.
2 - فيلة تتكلم
وثقت حالتان تاريخيا لنطق الفيلة لغة البشر أولاهما كانت بكازاخستان، في يوم ممطر من عام 1977 سمع عمال حديقة الحيوانات الكازخية (كاراغاندي) صوت شخص يتكلم وعند التحقق تفاجئوا بأن المتكلم فيل!!، كان ذلك الفيل يدعى (باتر) ويبلغ من العمر 8 أعوام، باتر كان يستطيع نطق 20 كلمة باللغة الروسية مثل (شراب، أحسنت، واحد، اثنين، ثلاثة، باتر جيد) وكان قادرا على تقليد بعض الأصوات كأزيز الصراصير ونباح الكلاب وطرق الأبواب، باتر أصبح أشهر فيل بالعالم آنذاك ونال اهتمام جميع الصحف العالمية وقنوات التلفاز، وقامت حديقة الحيوانات بتكليف الباحث اليكس بورغنوي لدراسة سلوك باتر، لازم اليكس باتر لعدة أعوام واكتشف الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام منها؛ كان باتر لا ينطق إلا عندما يكون بمزاج معين وكان يعي ما يقول مثلا عندما كان يقول شراب فأنه فعلا كان يشعر بالعطش ويريد الشرب!! وعندما يريد النطق يضع خرطومه بفمه، قدرات باتر النطقية كانت محدودة للغاية رغم ذلك سرت الكثير من الإشاعات منها ان باتر كان فيل سكير!! بل زعم البعض أنهم سمعوه يهتف (المجد للحزب الشيوعي)، رغم قدرته النادرة على النطق لم يحظى باتر بالكثير من الرعاية حتى الأدوية لم تكن إدارة الحديقة توفرها له وعندما كان يدخل بحالة من الهياج بسبب شدة الألم كانوا يحقنونه بالمهدئات حتى ينام، في عام 1993 نفق باتر بسبب حقنة مهدئات زائدة، وتم إجراء عملية تشريح للفيل كشفت عن فضيحة حيث اثبت التشريح وجود كيلوغرامات من الحجارة في معدة الفيل كان قد ابتلعها من شدة الجوع وسوء التغذية الذي تعرض له الفيل .. هكذا تمت معاملة أشهر فيل بالعالم!.
الحالة الثانية كانت في كوريا الجنوبية عام 2006 لفيل يدعى كوسك عمره 16 عام ينطق بعدة كلمات مثل (نعم، لا، اجلس استلقي) وعلى غرار باتر عندما يريد أن ينطق يضع خرطومه بفمه، كوسك يحظى بمعاملة جيدة وتجري عليه بحوث كثيرة لتطوير قدرته الكلامية.
3 - القطط والكلاب
تعتبر حالات نطق القطط والكلاب من أكثر حالات نطق الحيوانات شيوعا ويعزو الباحثين ذلك إلى ميل البشر لتربية القطط والكلاب أكثر من بقية الأنواع ولاحتكاكها الدائم بالبشر وقد حدثت عشرات الحالات لنطق القطط والكلاب ومنها:
- قضية القط بلاكي
حدثت هذه القصة الموثقة في مدينة اوغستا بولاية جورجيا الأمريكية عام 1981 عندما اكتشف الزوجان كارل وايلين مايلز أن قطهما الأسود يستطيع نطق بعض الجمل مثل: (أنا احبك، أنا اريد أمي)، وبدهاء ممزوج باليأس فكر الزوجان العاطلان عن العمل بكيفية الاستفادة من قطهما هذا، فلم يجدا طريقة أفضل من التجول به وعرض قدراته للناس مقابل مبلغ زهيد من المال وقد نجح مشروعهما.
وصلت إلى أسماع بلدية اوغوستا أخبار القط الناطق فأخطرت البلدية الزوجان أن عليهما ضريبة عمل يجب أن يدفعاها، لم يستسغ الزوجان طلب البلدية ورفضاه وفي عام 1983 تم تحويل الخلاف بين البلدية والزوجين إلى المحكمة التي وجدت نفسها أمام قضية الأولى من نوعها تاريخيا فليس من المعتاد رؤية قط ينطق اللغة الانجليزية وهل على كلام القط ضريبة!!، ولكن المحكمة حكمت بالنهاية لصالح البلدية وهكذا انتهت واحدة من اغرب القضايا تاريخيا.
- قط يتذمر من الاستحمام
بتاريخ 25 اغسطس من عام 2015 نشرت صحيفة الدايلي ميل الانجليزية عبر موقعها خبرا موثقا بفيديو عن قطة تتذمر من الاستحمام وتنطق بجملة: (هذا يكفي)، وأشارت الصحيفة أن من رفع الفيديو على اليوتيوب شخص يدعى ديفيد سافاج والمعلومات عنه شحيحة إلا أن الخبراء أكدوا أن الفيديو حقيقي وخالي من التركيب أو التلاعب وانتشر الفيديو بشكل واسع.
- الكلبة ميشكا نجمة يوتيوب
كان أول ظهور لكلبة الهاسكي الناطقة (ميشكا) قبل 8 أعوام وقد اشتهرت كثيرا خصوصا على موقع يوتيوب ووصل عدد مشاهدات بعض مقاطع الفيديو الخاصة بها إلى قرابة الـ 100مليون مشاهدة متخطية بذلك الكثير من المشاهير مما جعل القنوات تتهافت عليها لاستضافتها وشركات الإعلان تعتمدها لترويج بعض السلع، وما يميز ميشكا عن غيرها قدرتها الممتازة في تقليد أي كلام تسمعه وصوتها النقي الواضح
جميع الحالات الواردة في الاعلى تنطق ولا تتكلم ولا يصح لنا اطلاق وصف المتكلمة عليها لانها لا تعي ما تقوله ولا تعرف معناه وانما تقلد مالكيها او البشر الذين يختلطون بها، ولكن الحالات التي سترد بعد قليل لحيوانات ادعى مالكوها اومن صادفوها انها تتكلم وتعي الامور ولا تكتفي بالنطق!!
حيوانات تتكلم!!
بعكس حالات الحيوانات الناطقة تعتبر الحالات المتكلمة نادرة جدا وغير مؤكد حدوثها وقد صنفت كأمور خارقة للعادة
الجيف نمس وعائلة ايرفنج
تعد قصة النمس جيف اشهر حالة مزعومة لتكلم حيوان وهي أشبه بالقصص الخيالية التي ترويها الجدات اللواتي يردن تخويف الأطفال بها ليناموا إلا أنها موثقة تاريخيا وليست من نسج خيال احدهم، بدئت أحداث هذه القصة خريف عام 1931 في جزيرة تدعى (ايل اوف مان)وهي جزيرة مستقلة بين انجلترا وايرلندا، وقد حدثت بمنزل مزارع عجوز بعقده السادس يدعى جيمس ايرفنج يسكن هو وزوجته مارغريت وابنتهما ذات الـ 12 ربيعا فيوري، كانت عائلة فقيرة تكدح لتغطية نفقاتها وتسكن منزل بسيط ينتصب فوق تله معزولة واقرب منزل منهم كان يبعد قرابة الميل، كان حياة تلك الأسرة بسيطة وسعيدة نوعا ما فلم يؤرقهم شيء.
وفي مساء يوم خريفي بارد من عام 1931 كانت الأسرة تجلس في منزلها حين سمعت فيوري صوت ضرب وضجة تصدر من الطبقة الخشبية المبطنة لغرفتها، لم تعر الأسرة اهتماما لما تسمعه وكان واثقين أن الصوت بسبب فأر صغير علق بين الجدار والبطانة الخشبية، واستمرت الضجة أياما إلا أن اهتزاز الصور المعلقة والأصوات شواهد كانت تدل على أن الحيوان اكبر من فأر، لذلك عمد جيمس إلى نصب الفخاخ ورش المواد السامة لقتل ذلك الحيوان المجهول ولم تفلح جميع محاولاته وأساليبه، فجرب جيمس العواء ككلب حتى يرعب ذلك المخلوق ولكن تفاجئ أن الصوت يرتد له من ذلك المخلوق، بدء جيمس بتقليد بعض الأصوات لحيوانات وطيور ليفاجئ بأن ذلك المخلوق يقلده وبعد أيام أصبح جيمس يذكر اسم الحيوان او الطير المراد تقليده حتى يرد عليه ذلك الحيوان بالصوت المناسب، أدرك جيمس انه يتكلم مع مخلوق ذكي، وبعد أيام قليلة شهد جيمس محاولات ذلك المخلوق للفظ بعض الكلمات، وأصبح ذلك المخلوق شغل الأسرة الشاغل خاصة جيمس وابنته فيوري الذين كانا يغنيان الأغاني لذلك المخلوق وبدوره يكرر الأغنية، وبعد أيام أصبح ذلك المخلوق يتكلم بحرية وبطريقة مفهومة.
جرى أول حديث بين ذلك المخلوق وبين اسرة ايرفنج، اخبرهم انه (يدعى) جيف وهو نمس هندي مولود عام 1852 وقد تم استيراده رفقة بعض أبناء جنسه من قبل مزارع قبل 20 عاما للقضاء على الأرانب البرية التي تأكل المحاصيل، وبعد أيام من التحدث طلبت الأسرة من ذلك المخلوق الخروج من مخبأه حتى تراه وكان يرفض ويماطل متذرعا بأنهم سيصدمون وقد يموتون خوفا، وبعد أيام ظهر للابنة فيوري ورأته كان نمس اصفر اللون ذو ذيل طويل وكان حجمه اكبر من الفأر قليلا وكان ذلك الظهور آخر رؤية مباشرة لجيف.
مع الأيام أصبح جيف فردا من أفراد الأسرة وبدء يتفاعل مع المحيط الخارجي وينقل للأسرة الكلام الذي يسمعه ويصطاد الأرانب ويلقيها أمام منزل الاسرة. استمرت هذه الأحداث دون رؤية جيف مباشرة فقط من خلف البطانة الخشبية أو ما اسمته الأسرة بعش جيف، وبعد فترة تغيرت تصرفات جيف وبات كائن شرس ومصدر رعب وقلق للأسرة كان يسرق طعامهم ويحطم الأواني ويتلفظ بكلمات شيطانية واصفا نفسه بالشبح.
خافت الأسرة على ابنتهم فيوري وأصبحت تنام مع أبويها بغرفتهما وكانوا بالليل يحصنون غرفتهم بقطع الأثاث الثقيلة حتى لا يتسلل ذلك المخلوق ويثير الرعب وبإحدى الليالي هاجم جيف غرفة الأهل وكاد يفتح الباب الموصود والمدعم بقطع الأثاث مما تسبب بهلع كبير للأسرة فالأمر أصبح لا يسكت عليه وأصبح تهديد مباشر للأسرة مما تتطلب مساعدة من الآخرين ووصلت الأنباء لصحيفة (مانكس) المحلية وبدورها أرسلت الصحيفة خبراء وباحثين لدراسة الموضوع كاملا والوقوف على الحقيقة فما يحدث لا يصدق، توافد الخبراء والباحثين على منزل الأسرة وسمع البعض منهم صوت جيف وزعم آخرين رؤيته ولكن لا يوجد دليل مادي لوجود جيف أساسا، فذهبوا للتأكد من بعض المعلومات التي أوردها جيف للأسرة وظهرت مفاجأة أن جيف كان صادقا بقصة استيراده من اجل الأرانب إلا انه كذب بعمره الحقيقي فلا يعقل أن يصل عمر حيوان النمس لـ 80 عام كما اخبر الأسرة فحيوان النمس يعيش مدة أقصاها 20 عاما.
قضية جيف قسمت الناس لثلاث أقسام، قسم يصدق الأسرة ويؤمن بوجود جيف، وقسم ثاني يصدقون الأسرة إلا أنهم متأكدون أن جيف شبح ضاج وليس حيوان، والقسم الأخير نسف الرواية كاملة واتهم أسرة ايرفينج بالكذب لكسب الشهرة.
أصبحت سمعة الاسرة على المحك لعدم وجود دليل مادي وفي عام 1935 باع جيمس منزله ومزرعته بخسارة وبثمن بخس حتى ينتهي من تلك الازمة التي وقعت بسبب جيف ورحلت الاسرة.
مضت الايام ونسي الجميع قصة جيف وفي عام 1946 اثناء عمل المالكة الجديدة (ليسلي غراهام) بالمزرعة رأت مخلوق يتحرك فأطلقت النار عليه لتتفاجئ أن ما قتلته كان نمسا!! وعند العودة لأسرة ايرفينج نفت فيوري أن هذا النمس المقتول هو جيف لأنه يفوقه حجما وتختلف ألوانه عن جيف، مع أن التركيز كان منصب على جيف إلا أن كل المنزل كان يشهد نشاط غير طبيعي. تم تأليف الكثير من الكتب حول النمس جيف ومن عدة خبراء ومحققين مشهورين باهتمامهم بالظواهر الخارقة عايشوا الحادثة أبرزهم المحقق هاري برايس، والمحقق ناندور فايدور وكلا المحققان أكدا وجود ما يسمى بجيف وان جيف كان شبحا وليس حيوانا.
القطة المصرية
قبل عقد من الزمان ضجت المواقع والمنتديات العربية بخبر عن قطة مصرية تتكلم مثل البشر وتحاور مالكتها وقد نسب ذلك الخبر إلى صحيفة عربية معروفة ولم تؤكد الصحيفة أو تنفي ذلك الأمر مما تسبب بنشر الكثير من الإشاعات وابرز تلك الإشاعات أن جهة إفتائية مشهورة أمرت بإعدام تلك القطة وان القطة تمتلك قدرات خارقة غير التكلم واستمر التأليف عبر المواقع، حتى قرر الإعلامي المصري طارق علام عام 2007 عمل مقابلة مع مالكة القطة والقطة على حد سواء ضمن برنامجه دقيقة بدقيقة، والمقابلة أظهرت حجم التضخيم الذي تعرضت له القصة، القطة ظهرت بقدرة نطقية ضعيفة أو شبه معدومة ربما كانت خائفة أولا تمتلك موهبة أصلا، على العموم بعد المقابلة انتهت أخبار القطة إلى يومنا هذا على الأغلب ماتت القطة لأن عمرها آنذاك كان 10 أعوام وأقصى عمر تصل إليه القطط 15 عاما."
كل الحكايات السابقة عدا الأخيرتين من الممكن تصديقها فتكلم الحيوانات أمر ممكن من خلال وجود شخص مقرب لها يطعمها أو يسقيها ويعلمها بعض الكلمات عن طريق التكرار الكثير الذى يتكرر آلاف المرات ومن الممكن من خلال تواجدها مع بشر يكررون جمل معينة طوال سنوات يكررون عبارات البشر المكررة
وهذا لا يعتبر حديثا والمراد تبادل للكلام مع البشر لأن الحديث يتطلب كلاما متواصلا حول موضوع معين وهو أمر لا يوجد في أى حكاية فتلك الحيوانات هى حيوانات قلدت كلام بعض البشر الذين عاشوا معها مدة طويلة
وحكاية النمس والقط هى حكايات للحصول على الشهرة والمال وربما يكون النمس المتكلم هو إنسان كان يشارك القوم بيتهم ومعه النمس ويوحى لهم أن النمس يتكلم بينما إنسان هو من يتكلم
واختتم الرجل مقاله بأن الظن ان الإنسان مكرم بسبب نطقه هو افتراء على الله فقال :
"ختاما
سواء أن تكلمت الحيوانات أم لم تتكلم يبقى الإنسان المخلوق المكرم والمستخلف على الأرض، ومن يربط تكريم البشر بالنطق فهو مخطئ فالإنسان مكرم إن نطق أم لم ينطق لأن عناصر استخلاف الإنسان على الأرض هي الإرادة القادرة على التضحية من اجل الحق، والعاطفة القادرة على محبة كل خير، والذكاء القادر على الحكم بموضوعية، إلا إننا يجب أن لا ننسى إننا جزء من هذا العالم ولسنا وحدنا به وبقية المخلوقات تستحق العطف والمعاملة الجيدة والرفق."
قطعا كل المخلوقات تنطق وتتحدث لغات ولكن الناس لا يفقهون تلك اللغات كما قال تعالى :
"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ"