إذا طرقت أي باب من أبواب البر الموصلة -بإذن الله -للجنة مثل باب الصدقة ,,باب الصيام,,باب الصلاة ,,باب البر ,,باب الدعوة,,الخ
فإنك ستجد غالبا جل الأبواب مزدحمة ..!!
إلا بابا واحدا ,,ستجد أن القليل هم يدخله!
إنه بلا شك باب :
>> الشكر <<
بدليل قوله تعالى { و قليل من عبادي الشكور} الآية 13 –سورة سبأ-
أيها الأكارم/
إن نعم الله علينا تترا ,,فنحن نتقلب يوميا في بحار آلائه و نعمه..حتى أصبحنا و أمسينا في بحر جوده غرقى..
لكن قل فينا من يشكر الله تعالى ..
نعم نحن لا نستطيع إحصاء نعم الله علينا مهما حاولنا و استطعنا.. و ذلك لكثرتها و تعددها بدليل قوله تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَتُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [إبراهيم:34].
لكن لنحاول شكر الله على النعم قدر المستطاع..و لنجاهد في ذلك ..علنا نكتب من الفئة القليلة الشاكرة..
كيف تشكر النعم ؟؟
شكر نعم الله لا يعني أن نقول اللهم لك الحمد و الشكرونمضي واثقين بشكرنا له !!!...
شكر النعمة يعني أن نشكرها بقلوبنا و ألسنتنا وجوارحنا ...
==شكرها بالقلب يكون بالاعتراف بنعم الله عز وجل و أنها من منه وكرمه و محبة من أنعم علينا سبحانه و تعالى ..
==شكرها باللسان هو الثناءعلى الله و شكره عليها كل حين و التحدث بها قال الله تعالى: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِرَبِّكَ فَحَدِّثْ)[الضحى:11].
==شكرها بالجوارح أن لا نستعمل نعم الله عز وجل علينا إلا بما يرضيه و أن لا نستعملها في معصيته قال الله تعالى:( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً )[سبأ:13
أيها الأكارم /
الشكر تلك العبادة الجليلة الفريدة و ذلك الخلق الرفيع ,, لطالما تعبد بها أنبياء الله عز وجل حتى غذا لهم وصفة و منقبة مدحهم الله بها ..
يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}.[النحل: 120-121].
ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3]. وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-:{قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)[أبو داود والنسائي].
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)[متفق عليه].
::جزاء الشكر::
إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7]. وقال سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا} [النساء: 147]. وقال الحسن: كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.
فالمسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله -سبحانه- على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى:{ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وقال الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم. وقال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7]. فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين.
::عبارة قيمة::
قال الإمام ابن القيم: ( -رحمة الله عليه -النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد., ونعمة منتظرة يرجوها ,و نعمة هو فيها لا يشعر بها)
أخيرا يا أفاضل /
نذكركم و قبل ذلك نذكر أنفسنا فنقول:
الشكر باب عظيم القدر عند الله شامخ عال نفيس,,و مع ذلك لا زحام عليه بسبب الغفلة ,,فلنسارع إذن..
نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من تلك القلة الشكورة...
منقوول