يقول نبيكم – صلى الله عليه وسلم -
( اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم فإن لله نفحات من رحمته فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده
وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ))
فقدموا دموع الندم واستغفار السحر
والحقوا بالصحبة التي تطرق أبواب الجنة
أدركوا قطار الصالحين قبل أن يفوتكم
أسرعوا قبل أن تذبل الزهرة
بادروا......فما زال فى إيمانكم أمل
وربكم على كثرة ذنوبكم يغفر الزلل
والجنة تدعو المعرضين منكم كل يوم بلا ملل
فهل أنتم متعرضون لنفحات رحمة الله ؟؟!!
يقول الأستاذ عبد الحميد الكتبى :-
(( فالمسلم الصادق الحريص على أمر نفسه.. الطالب لنجاتها.. المجاهد لها.. لحريٌّ به أن يلتمس مواسم الطاعات ليعمل فيها.. ولا يترك للأيام أن تعمل فيه.. فيرتقي بنفسه؛ ينميها.. يزكيها… يُعدّها ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار.. وما ثمَّة غير أصحاب البصيرة ينعمون برحمة الله.. وهم فيها خالدون. ))
فاقبل أخي -أختي- على هذا الخير الكبير.. واعمل فيه وبه.. واغتنم ساعة بساعة.. فإنك اليوم في سعة من أمرك.. وبحبوحة من وقتك..
اقبل أيها الحبيب.. وتذوق معنا ما سنخطه لك من معان.. وجدِّد عبيرها في نفسك.. واعمل.. فإن الله يناله التقوى منك.. وادعُ الله تعالى أن نكون جميعًا من الغانمين.. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
* أفضل أيام الدنيا :-
-أنها الأيام العشر التي أتمها الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام، والتي كلّم الله تعالى موسى في تمامها، والتي كانت مرحلة إعداد وتهيئة لمرحلة جديدة في تبليغ رسالة الله ودعوته، وذلك في قول الله تعالى: "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".- قال ابن كثير: "فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر هي ذي الحجة، قاله مجاهد ومسروق وابن جريج وروي عن ابن عباس وغيره".
يقول الشهيد سيد قطب –رحمه الله-
(( لقد انتهت المرحلة الأولى من مهمة موسى التي أرسل لها. انتهت مرحلة تخليص بني إسرائيل من حياة الذل والهوان والنكال والتعذيب بين فرعون وملأه، وإنقاذهم من أرض الذل والقهر إلى الصحراء الطليقة ولكن القوم لم يكونوا بعد على استعداد لهذه المهمة الكبيرة!.
مهمة الخلافة في الأرض بدين الله.. وكانت هذه المواعدة إعدادًا لموسى نفسه، كي يتهيأ في هذه الليالي للموقف الهائل العظيم، ويستعد لتلقيه، وكانت فترة الإعداد ثلاثين ليلة، أضيفت إليها عشرًا، فبلغت أربعين ليلة، يُعِدّ موسى فيها نفسه إلى اللقاء الموعود، وينعزل فيها عن شواغل الأرض ليغرق في هواتف السماء، ويعتكف فيها عن الخلق ليستغرق فيها في الخالق الجليل، وتصفو روحه وتشف وتستضيء، وتتقوى عزيمته على مواجهة الموقف المرتقب وحمل الرسالة الموعودة.
ـ وكأن المعني بهذا الكلام كل مسلم يبتغي إعادة الرسالة إلى الأرض، كل مسلم ينشد تهيئة روحه لما هو آتٍ، والله أعلم بما هو آت!!. وكأن الخوف من تقلبات النفس التي تمثلت في بني إسرائيل، كأنها خطر داهم يحرص على تفاديه كل من أراد النجاة من عقبات اليوم الآخر وعقوباته.
ـ ولا يكونن العيش مع النصوص القرآنية بمعزل عن الواقع، فلا يقف فهم النص على بيئة بني إسرائيل التي خرجوا منها وفروا من فرعون وجنده، ولا على مصر فرعون أو فرعون مصر، ولا على صحراء سيناء..؛ وإنما النص القرآني يهيمن على كل بيئة مشابهة، وحال مقارب، وظرف مماثل، ونفس أمّارة بالسوء، محبة للدعة والراحة، غير سالمة من آفات البيئة القديمة، وما فيها من معان سلبية بالية، ولو على مستوى النظر والاعتبار، وإذا كان الله سبحانه قد أنزل على بني إسرائيل المنّ والسلوى إذ هم في الصحراء،
فإن صحراء القلوب لتحتاج إلى مِنة من الله تعالى أن ينزل عليها اليقين، والصبر، والثبات، والصدق في جميع الأمر، فيغتنم المؤمن أوقاتًا كانت لإعداد غيره، علّه يناله منها بعض إعداد.. وهو فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم. ((
- وأنها الأيام التي أكمل الله الدين لمحمد عليه الصلاة والسلام، وذلك في قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً..".
وهي أكبر النعم، وقعت يوم عرفة من هذه الأيام المباركة، نعمة إكمال الدين، فلا يحتاج زيادة أبدًا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدًا، وإنما مدار الأمر على مدى تمسك المسلم بهذا الدين، وإن تبدلت به الأحوال وتغيرت عليه الأوطان.
ـ ذكر ابن كثير في تفسيره: لَمَّا نَزَلَتْ "الْيَوْم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينكُمْ"، وَذَلِكَ يَوْم الْحَجّ الْأَكْبَر بَكَى عُمَر فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا يُبْكِيك؟ قَالَ: أَبْكَانِي أَنَّا كُنَّا فِي زِيَادَة مِنْ دِيننَا فَأَمَّا إِذَا أُكْمِلَ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْمَل شَيْء إِلَّا نَقَصَ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْت.
- وأنها الأيام الخاتمة لأشهر الحج، وفيها تقع مناسك الحج، الحج الذي يغفر الذنوب، ويجرد المرء من خطاياه كيوم ولدته أمه
قال ابن رجب:
(( لما كان الله تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام، فرض الله تعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قَدَرَ على عملٍ يعمله في بيته، فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج.))
- وأنها الأيام التي قال عنها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ؟؟
قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ(( البخاري
وقد دل هذا الحديث على مضاعفة الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة من غير استثناء شيء منها ، وأن أجر هذه الأعمال في أيام عشر ذي الحجة ، لا يساويه شيء من الأجر فيما سواها من الأيام مطلقا ، إلا من عُفر وجهه في التراب وأريق دمه وقتل جواده في الجهاد .
فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة يعدل الجهاد في غيرها ، ولهذا قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ، قال ولا الجهاد في سبيل الله ، ثم استثنى صورة واحدة من صور الجهاد ، صورة هي أفضل الجهاد ؛ فقد سئل عليه الصلاة والسلام أي الجهاد أفضل ؟ قال من عُقر جواده وأهريق دمه . أخرجه أبو داود بسند حسن .
- ومنها أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق لقول النبي صلي الله عليه وسلم
((أفضل أيام الدنيا أيام العشر )) صحيح
* وافعلوا الخير :-
1-استغفر لذنبك
ألا تحب أن تسرك صحيفتك يوم القيامة ؟؟!!!
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من أحب أن تسره صحيفته ، فليكثر من الاستغفار ) صحيح .
و قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
( من أستغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه حسنه ) حسن
لا تدع أن تقول دبر كل صلاة : اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات .
فما أعظم ثوابها وأضخمه !!
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) . رواه أبو داود
2- رطب لسانك :-
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إلي الله العمل فيهن من هذه الايام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) صحيح .
فعليك إذا أن تكثر هذه الأيام من ذكر وترديد
( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ،ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) صحيح
ولذلك كان عبد الله بن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما
3-لا تكن عبد سوء :-
أخي ...
يا من حرم الحج هذا العام ...
أبشر بقول النبي صلي الله عليه وسلم :-
(( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم )) حسن
ويستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل ، فإنها من أفضل القربات.
روى ثوبان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة ) وهذا عام في كل وقت . بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد ويُكثر من التقرُّب إلى الله .
واحرص على الصف الأول
جاء في الحديث أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة )صحيح
وإن كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد استغفر للصف الثاني مره واحده فحسب فإن هذا الصف محروم من صلاة الله والملائكة بنص قوله صلي الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ) صحيح
ولضخامة ثواب الصف الأول وعظيم أجره كان النبي صلي الله عليه وسلم يقول لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعه ) حسن
واقتد بهذه النماذج المشرقة
كان سفيان ابن عيينة يقول :
لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعي : ائت الصلاة قبل النداء
ممن كان يأتي الصلاة قبل النداء سعيد بن المسيب قال رحمه الله ما أذن مؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد .
وقال :ما فاتتني التكبيرة الأولي منذ خمسين سنه وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنه .
وهذا عدي بن حاتم رضي الله عنه يستعد للصلاة قبل الأذان فيقول ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .
وهذا محمد بن خفيف : روي عنه انه كان به وجع الخاصرة فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة فكان إذا نودي للصلاة يحمل على ظهر رجل فقيل له : لو خففت عن نفسك قال إذا سمعت حي على الصلاة ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبرة !!!
4-ولا تغفل عن صيام التطوع
كان من هديه صلي الله عليه وسلم صيام تسع من ذي الحجة ، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت : ( حدثتني بعض نساء النبي صلي الله عليه وسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء ، وتسعاً من ذي الحجة ، وثلاثة أيام من الشهر ).
وقال النووي عن صوم أيام العشر : مستحب استحباباً شديداً .
من فضل صيام التطوع أن ) من صام يوماً في سبيل الله وجعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض ) صحيح .
ويكفيك من ثوابه أن : ( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ) صحيح .
ومن ثوابه قول الله تعالي (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) ) الحاقة 24 . قال مجاهد نزلت في الصائمين .
ومن ثوابه أن ( ثلاثة لا ترد دعوتهم - منهم – الصائم حتى يفطر ) صحيح
ومن ثوابه أن لا مثيل لثوابه لقول النبي صلي الله عليه وسلم لرجل : ( عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) صحيح
ومن ثوابه أن ( الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) صحيح .
ومن عظيم ثوابه أن ( من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر ) فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه (
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) اليوم بعشرة أيام . صحيح .
ومن ثوابه قول النبي صلي الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله سبحانه : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) صحيح .
واسأل الله خواتيم الصائمين :-
لما حضرت الوفاة إبراهيم بن هانئ وكان صائماً جاءه ابنه إسحاق بماء، قال : غابت الشمس ؟ قال : لا .فرده ثم قال : (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)) الصفات 61 . ثم خرجت روحه رحمه الله .
حضرت نفيسة ابنة الحسن بن زيد رحمها الله الوفاة وهي صائمة ، فجاءها قوم وهي في الرمق الأخير ، فألزموها الفطر فقالت :
واعجباً !!! أنا منذ ثلاثين سنة أسال الله تعالي أن ألقاه صائمة .... أأفطر الآن ؟؟!!!!! هذا لا يكون .
وخرجت من الدنيا وهي صائمة .
5-وإياك أن تضيع يوم عرفة :-
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم :
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وأنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ماذا أرد هؤلاء ؟!!!
ويقول النبي صلي الله عليه وسلم
( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) صحيح .
وهو يوم عيد ، قال صلي الله عليه وسلم ( يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ) صحيح .
ولذا قال عمر رضي الله عنه نزلت آية ( اليوم أكملت لكم دينكم ) في يوم الجمعة ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد )
يقول د/ خالد أبو شادي :-
قد رضي الله منك في عتق نفسك من النار بالندم ، وقنع منك في ثمن الجنة بالتوبة والحزن ، في هذا الموسم رخص سعر المغفرة ...... ومن ملك سمعه وبصره غفر له ، ولذا ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفه))
دع هذه الأيام فجرا جديدا في حياتك ، وسيرك إلى الله تعالى في هذه الدنيا ،
وليكن مع بزوغ هذا الفجر في قلبك سير قلبي نحو إعداد نفسك وروحك كما فعل موسى عليه السلام ،
وفتش في حنايا روحك عن النقص فيها ،
واتمم كما أتم الله لك هذا الدين ،
فإن أشرق القلب ، وأعدت النفس ، وتم للروح بعض التمام ،
فجاهدها ، وحدثها بالجهاد المبارك ، تفر من النفاق ، وتسلم من مظاهره وصوره ، التي من بينها ، العجز والكسل في الطاعات ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى ) .
وحدث نفسك أيها المؤمن ، وحرك معاني الشوق في مكامن روحك ،
فالحياة تأكل منا ما نزرعه في أيامنا ، ما لم نتدارك ، ببذر ، وغرس ، وسقاء ، وشجرة شحذ الهمم ، والشوق للمعالي ، و إلا فما ثمة غير سفاسف من الأمر ، ليس لك منها شيء
إن من جملة تذكير النفس بالمعاني العالية إلزامها بصنوف من العمل الصالح ، ومتابعتها ، ومحاسبتها ، وإتعابها في ذات الله ، ولا يدرك هذا بالأحلام والتمني ، وإنما بتعب ونصب .
فقد كان سعيد بن جبير ـ رضوان الله عليه ـ إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه .
وروي عنه أنه قال : " لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام
وما أجمل أن نختم ونحن نصغي لوصية ابن رجب وهو يصرخ فينا وينبهنا ويقول
(( الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة . فما منها عوض ولا لها قيمة . والمبادرة المبادرة بالعمل . والعجل العجل قبل هجوم الأجل .
قبل أن يندم المفرط على ما فعل . قبل أن يسأل الرجعة ليعمل صالحا ً فلا يجاب إلى ما سئل . قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل . قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل .))
تعرض لهذه النفحات
د/ عمرو الشيخ 00
-