قنــــــــــــــــاع مــــن نـــــــــــــــــور
قناع من نور
كم وددت أن أملكه..
وكم وددت أن أهديكم منه..
قناع نرتديه ونعيش ونتعايش ونحن خلفه...نختفي...ونخفي وجوهنا..ونختفي بحالنا..
لماذا...!
أتسألونني لماذا...!!
ألا تخشون من أن يحبط العمل وتضيع الحسنات...
ألا تخشون من الخزي بعد الممات..
يا رباه استرنا بسترك واملأ قلوبنا بالايمان...
أتعجب ممن تمشي بعباءتها وحجابها وكأنها ملاك يطير على الأرض فرحا وعزا بنفسها..
أتعجب ممن يجهر بالحسنات المستورة..
أتعجب ممن يخبرنا عن طاعات كانت مخفية...فصارت بعد اهتزاز لسانه وكأنها اعلانات مرئية..
لماذا تخبرونا؟
وما الذي تريدونه؟
هل أنت تصلي...وأنت منتقبة...وأنت تغض بصرك...وأنت حفظت من القرآن نصفه...وأنت يا أختاه كثيرة الصدقة..
وماذا بعد ..
هل نيتكم بالاخبار هي الاصلاح...
هل تعطونا قدوة؟
أم ملكتكم ال ((أنا))
دعونا نتوقف...لنرى كيف كان التابعون يصنعون مع
الحسنات المستورة..
مهابة ونور
صدق ابن القيم حيث قال ...
"وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل.. وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق
وإقبال قلوبهم إليه ..ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض ..
وما هو اللائق به ...
لا تخرب تدينك..
ولكن لتفتخر بدينك..
.دخل عبد الله ابن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً .. فقال رجل قد عرفه لصاحب المحل هذا ابن محيريز فأحسن بيعه ..
فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا .. لسنا نشتري بديننا "
فهل سلكت هذا السلوك يوما..
أم تسعد وتسعدين أنت أختي.. أن فلانا أكرمك.. لأنك ذات الخلق والحجاب
أنا لست ضد احترامنا للمتدينون..
بل هو شيء رائع..
ولكنني أتحدث عن وقع وأثر هذا على نفسك..
يا فلان..
ويا فلانة..
ما هو شعورك عندما تكرم لأنك...متدين..
هل تزداد تواضعا لله..
أم تفخر...بنفسك وال((أنا))
راجع نفسك..
وقف للحظة..
كلمات ذهبية
1-يقول إبراهيم بن أدهم :
" ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة "
2-وقال بشر بن الحارث :
" لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس "
3-كان مورق العجلي يقول :
" ما أحِبُ أن يعرفني بطاعَتِه غَيرهُ "
4-قال الشافعي :
" وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء " .. الوعد الحق