المفتاح الخامس:
( الوقار )
الوقار :هو الحلم والسكينة والرزانة والوداعة
قال الحافظ : الوقار هو الإمساك عن فضول الكلام , والعبث , وكثرة الإشارة والحركة فيما يستغنى عن التحرك فيه , وقلة الغضب , والإصغاء عند الاستفهام والتوقف عن الجواب والتحفظ من التسرع والمباكرة في جميع الأمور .
أحبابي ...إن صاحب هذا الخلق محبوب مقدر بين الناس , يقصده الناس للاستشارة , ويتقربون إليه لحكمته , ويتوددون إليه لرجاحة عقله , كونه متريث في اتخاذ القرار ويحسن اختيار الوقت المناسب للفعل المناسب وللكلام المناسب .... فكوني ذلك الشخص .
من هو الوقور ؟؟
هو حيي , محتشم , طيب الكلام , حسن الهندام , يجمع خصال خير كثيرة , يتجنب الكثير من الآثام , يحسن اختيار العبارات , واتخاذ القرارات في المواقف المختلفة لتأنيه وحسن تفكيره .
ما مكانة الوقور عند الله وخلقه ؟؟
الوقور ... يهابه الناس ويحبونه ويقدرونه وينال العز في الدنيا والآخرة .
وليُعلم .... أن الوقار لايتعارض أبداً مع المرح البريء والمزاح الصادق – في الوقت المناسب – الذي يؤلف القلوب ويروح عن النفس مع من تحب وتألف .
الفرق بين السكينة والوقار :
قال النووي – رحمه الله تعالى - : الفرق بين السكينة والوقار : أن السكينة هي التأني في الحركات واجتناب العبث ..... والوقار : في الهيئة كغض البصر وخفض الصوت وعدم الالتفات .
انطق مصيباً لاتكن هذرا
عيابةً ناطقاً بالفُحش والريبِ
وكن رزيناً طويل الصمت ذا فكرٍ
فإن نطقت فلا تُكثر من الخُطبِ
ولا تُجب سائلاً من غير ترويةٍ
وبالذي عنه لم تُسأل فلا تُجِبِ
بما يُنال التوقير ؟
يقول الحق جل وعز : { مالكم لاترجون لله وقاراً } ( نوح : 13 )
توقير الله وتعظيمه هو السبيل لكسب صفة الوقار في النفس ونيل توقير الناس واحترامهم وتقديرهم للشخص
فمن لم يوقر الله في قلبه ويعظمه لايلقى له في قلوب الناس وقاراً وهيبة بل يسقط وقاره وهيبته من قلوبهم وإن وقروه مخافة شره فذاك وقار بغض لاوقار حبٍ وتعظيم !!
استراحة ...
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
{ من أعظم الجهل والظلم أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خالٍ من تعظيم الله وتوقيره !!! }
اللهم اجعلنا نعظم شكرك ونكثر ذكرك ونتبع وصيتك وأمرك
واملأ قلوبنا محبة لك وتوقيراً وتعظيماً لأمرك واجعلنا في أعيننا صغاراً وفي أعين الناس كباراً وعندك صادقين أبراراً
م0ن