الحمد لله حبيب المتقين ... وأنيس المنقطيعين ... وجليس الذاكرين ... ومرشد الحيارى والضائعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين .. وخليل رب العالمين .. وحبيب المؤمنين المتبعين .. وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
الحــــــب ...
تلك الكلمة الدافئة التي تحوي العديد من المشاعر والأحاسيس في جنبات القلب والوجادن فتنعكس على النفس البشرية تفاؤلاً وسعادة وعلى الجوارح خيراً وعطاءاً ..... فترى الثغر الباسم .. والوجه المشرق واليد الحنون والإيثار الجميل والكلمات العذبة تسمعها كأنك تلعق شهداً وتشم عطراً فما أسعدك يامن تملك تلك النفس !!
من منا لايريد أن يكون محبوباً مقبولاً لدى الناس , يهتم به , يسمع له , يرتقب حضوره يتفقد غيابه ... ؟؟؟؟
وكأي أمنية نحتاج لتحقيقها لابد من مفاتيح ووسائل وتضحيات ومساعي لنيلها لذلك جعلت هذه الصفحة تحمل أسطراً نتناول فيها بشئ من التفصيل تلك المفاتيح والوسائل التي تجعلنا محبوبين آسرين للقلوب ..
وأصل تلك المفاتيح العمل على إرضاء الله عز وجل فإن أحبك الخالق أحبك الخلق ونلتِ المنى وذاع صيتكِ بين أهل السموات والأرض :
{ أن الله يحب فلاناً فأحبوه }
فتشعرين بذلك الحب حتى من الحيوان والجماد والأرض التي تمشين عليها ...
ورأيت أن أجعل منهجية طرح هذا الموضوع على حلقات متسلسلة في كل يوم خلق وطريقة تجعلك محبوبة بين الناس .
وأسأل الله أن يعين على السداد في هذا الموضوع ويجعله خالصً لوجهه لايبتغى به غير رضاه .
وقفة قبل البداية ...
ثمرة حب العباد لبعضهم :
أولاً : الإحساس بالأمان والطمأنينة فلا حسد ... ولاحقد ... ولاأنانية
عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه )) متفق عليه
ثانياً : التعاون على الخير وتجنب الرذائل وتقديم النفع وقضاء الحاجات ..
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره )) رواه الترمذي
ثالثاً : اللقاء على منابر من نور يوم القيامة وظل العرش :
عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )) رواه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي )) رواه الترمذي
مفاتيح الحــــب :
المفتاح الأول :
( حسن الصلة بالله عز وجل )
مفتاح كل خير ومغلاق كل شر أن نحسن صلتنا بالخالق البارئ جل في علاه , ذلك أن قلوبنا بيد باريها سبحانه يقلبها كيف يشاء .
ومن وسائل حسن الصلة بالله :
1- كمال التوحيد والإخلاص لله سبحانه .
2- اتباع أوامره واجتناب نواهيه .
3- اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
4- تتبع كل مايحب الله عز وجل والسعي لتحقيق مرضاته .
5- مخالفة هوى النفس ورغباتها التي تصد عن الله .
ولتكن لدينا الثقة في الله عز وجل أنا إذا أحببناه سبحانه وداومنا على ذكره وشكره تولنا برعايته وفتح لنا مغاليق القلوب , وأسعد بعبد أحب ربه فأحبه ورزقه سعادتي الدنيا والآخرة .
{ اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك }
{ اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا ومن الماء البارد على الظمأ }
م0ن