كان كعادته كل ليلة
يجلس على شرفته المتهالكة
يدخن سيجارة تلو الاخرى
يناظر السماء تارة
و ساعته تارة اخرى
يطفاها بغيظ شديد ليشعل جديدة
و بقربه فنجان القهوة المر
كالمر الذي اذاقني اياه طوال ايامي
بين ثنايا سترته السوداء
يجلس ينتظرني
كعادتي الغبية
اتي اترجاه
الا يباس من كلماتي
طيش احبه ليس الا
يتعالى و يتكبر
كان يطلب الكثيير
و كنت البي
دون ان اعير لقلبي اي بال
و لا حتى روحي
كالمخدر في متاهة الحياة
اجلس عنده كل ليلة
همس حنان حب
انهار من المشاعر
كانت امام عينيه دوما
و ما زاده الا تعالي و تكبر
اعتقد ذلك المغفل
انني سابقى مثله حمقاء
اتجرع الذل بكاس الحب
و الخيانة بثوب العشق
ما عادت الروح تطيق اكثر
ما عدت اقوى على الصمود
الا متى اعطيك من زهور عمري
الى متى تدفن الروح نفسها في الخطيئة لاجلك الى متى
احسست باني هيكل انسان
يوشك على التكسر
و الهلاك في مقابر الحب
حين اتتني خضة قوية من كبريائي
شموخي و عزتي
يومها اجل ذهبت
ذهبت اليه
بعد ان طال الانتظارة
و تعالت صرخاته
و ذلك الوجه الدائم العبوس
صعدت الى شرفته
ازاح بوجهه عني
و رفع يده
التي كنت معتادة ان اقبلها
امسكتها
القيت فيها وريقة صغيرة
و ووردة مجففة
كان ذلك البائس اهداني ايها منذ زمن
باسم الحب الكاذب
ضممت يده
ضحكت في وجهه
و خرجت بكل كرامتي و راسي مرفوعة
ناظرته من بعيد
سقطت سيجارتة من فمة
وقف وقفت انكسار
حلم حلمت به منذ سنين
كلماتي لن ينساها يوما
و لن ينساني ما بقي من عمره من سنين
تلك الورقة التي عقدت جبينة
اسود وجهه
و تبعثرت كلماته
اراهن انه سيقف على اطلال حبي
الذي اضاعه من يده
لم اره بعد تلك الليلة سمعت انه ما زال جالسا على تلك الشرفة يناظر السماء
و بيده تلك الوريقة الجورية
في تلك الليلة
التي كان فيها ينتظر
لحظة انكساري