بسم الله الرحمن الرحيم
عفوه عن أسير بدون مقابل
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد . فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال . سيد أهل اليمامة . فربطوه بسارية من سواري المسجد . فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ماذا عندك ؟ يا ثمامة ! ) فقال : عندي ، يا محمد ! خير . إن تقتل تقتل ذا دم . وإن تنعم تنعم على شاكر . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم . حتى كان بعد الغد . فقال ( ما عندك ؟ يا ثمامة ! ) قال : ما قلت لك . إن تنعم تنعم على شاكر . وإن تقتل تقتل ذا دم . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد . فقال ( ما عندك ؟ يا ثمامة ! ) فقال : عندي ما قلت لك . إن تنعم تنعم على شاكر . وإن تقتل تقتل ذا دم . وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أطلقوا ثمامة ) فانطلق إلى نخل قريب من المسجد . فاغتسل . ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . يا محمد ! والله ! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي . والله ! ما كان من دين أبغض إلي من دينك . فأصبح دينك أحب الدين كله إلي . والله ! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك . فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي . وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة . فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأمره أن يعتمر . فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟ فقال : لا . ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا ، والله ! لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا له نحو أرض نجد . فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي . سيد أهل اليمامة . وساق الحديث بمثل حديث الليث . إلا أنه قال : إن تقتلني تقتل ذا دم .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1764 خلاصة حكم المحدث: صحيح
هل رأيتم أخلاقا مثل هذا من قبل ؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفض عرض الأسير من كثير الأموال ثم يُطلق سراحه بدون أي مقابل ؟
هل يوجد أحد على وجه الأرض يفعل هذا الآن؟
إن هذا لمن خلق الأنبياء الذي لا يُمكن أن يحدث من شخص يدعي النبوة .
منقول