ما هو القنوط من رحمة الله؟
هل هو اليأس...؟ **
يختلط الامر على كثير من الناس فيفسرون القنوط بأنة اليأس
وهناك اختلاف
كما قال بعض العلماء ان القانط ضال واليائس كافر
(من الجزء الأول من كتاب المنتقى للشيخ الفوزان
ويستدلون بالايات التالية
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
[يوسف : 87]
قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ [الحجر : 56]
فتوضح الايات ان الله عز وجل فرق بين اليأئس ووصفة بالكفر...والقانط وصفة بالضال
ومنهم من يقول انة لا فرق فالقنوط يؤدى لليأس
رقـم الفتوى :
71116
عنوان الفتوى :
القنوط.. معناه.. عاقبته.. وعلاجه
تاريخ الفتوى :
23 ذو الحجة 1426 / 23-01-2006
ويستدلون بالاقوال المأثورة
أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعودرضي الله عنه قال: أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله.
وفي نوادر الأصول قال:روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه سئل عن القنوط؟ فقال: ترك فرائض الله في السر، معناه إذا تراكمت عليه الذنوب أيس من نفسه فرفض الكل وقال: قداستوجبت النار.
قال الحكيم الترمذي:ومن ساء ظنه بالله انقطع عن الله وتعلق بخلقه واستعاذ بالحيل ولا يلجأ إلى ربه، وكذلك القانط من رحمته قلبه متعلق بالجهد من الأعمال طالبا للنجاة منها، وإذا فكر في ذنوبه ألقى بيديه نفسه إلى التهلكة ورفض العمل
وبين هذا وذاك الاختلاف (والاختلاف رحمة) وعند استفتاء القلب اقول ان القنوط واليأس اساءة ادب العبادة مع الله ...ولو انى ارجح مبدأ الاختلاف بين القنوط واليأس ...ولكن يجب ان لا نقنط حتى لا نصل للكفر بالله
القنوط اخوانى واخواتى لا يجب على المسلم العاقل
كيف اقنط ولى رب كريم قابل التوب غافر الذنب ؟؟
كيف نقنط وليس فى امرنا شىء؟؟
فالرزق بيد الله والتوفيق من عند الله والحياة بيد الله والموت بيد الله .
كثيرا ما اعجب من انسان يعرف انة مخلوق وليس بأمرة شىء وتراة قانط
أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الطور : 43]
يقول القانط: اعمل صالح وادعوا ولا يستجاب لى
وحياتى ودنيتى غير مستقرة
الا تعلم ان الدعاء ان لم يستجاب فى الدنيا يكون خير فى الاخرة
قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
ما مِن مُسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث :
إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدّخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها .
قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي . وهو حديث صحيح
فلماذا القنوط من رحمة الله ..ما عليك الا العمل والاجر عند الله
ابتعد عن القنوط من رحمة ربك .. واحسن عملك واصلح قلبك واحتسب امرك وتوكل على الخالق واترك جزاءك لربك فأما ان يجيبك او يختبرك فالربما يختبر الله ايمانك ويضع فى طريقك العقبات ويرى هل انت قانع حامد شاكر ام تقنط او تيأس
الله عز وجل يبشرك ويهدىء روعك وتجدة امامك فى الاية الكريمة
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
يعدك ربك مهما ثقلت زنوبك مهما طال بعدك عنة مهما فعلت فلا تقنط فهو موجود ويقبلك ويغفرلك الا بشرط
لا تكفر ولا تشرك
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء : 48]
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور : 55]
لا تقطع رجائك من ربك ولا تسرف فى امرك ومعاصيك فتتراكم معاصيك وتزل قدمك وتستعظم زنوبك ويتلقفك الشيطان ويخيل لك ان زنوبك عظيمة وهدايتك مستحيلة وتصل للقنوط من رحمتة الله واليأس من روحة فتتوقف عن الاستغفار والعودة لله
انتبة !!!
لا تكن من القانطين اليائسين
فربك غفور رحيم