من أين يأت البلهاء ...!!
الفكرة عار بالبداية ثم تصبح ابناً باراً بالنهاية )
من أقوالي التي ستنحت يوماً على كل جدار عاقل مدرك لما يحصل بالزمن المضارع فليس كل هجين مروع وليس كل اصل متفرع
من أين يأت البلهاء ...!
بالماضي يأت البلهاء من حرف الهاء الفارغ من الهواء ، وعند النفخ يستمرون بالتحليق بسماء اخرى خالية من أي صاعقة تحملهم على الصحوة الفريدة من نوعها ، يثيرون الغبار بوجه كل صباح ، يستنفرون الاصوات الناشزة ، وبالمساء يطبلون حول الخواصر وما استنهد حديثاً بمزيدٍ من لهيب الموقد الغربي لِحيهم الذي لايلبث بالتفسخ بغية التطهر مما استدرن به ، حجتهم ان الشوارع الواسعة أزقة ، والجدران العالية حاجبه لقرصهم المنير ، والارصفة المصقولة بها انزلاق يكسر التراقي ..!
ويستمر البلهاء بالمضي ، يعافرون العقل بكل جمود معتاد لكي يثيروا الحروب الضروس لتدلي الكروش وثقب النفوس ، يسعون جاهدين لتطبيق كل عمليات الابدال
ويخرجون بنتيجة اسميتها ( بلهافايات ) ، ثم يرتكزون على إعمدة مستضعفة ويلوحون لكل عابر قد ركزنا وزرعنا وهذا ماحصدنا ، فطيبوا منه فهو حلال ، سفراء البلهاء يجوبون الارض يحركون ما تركده المستنقعات ليخرج البعوض المشبع بالملوثات ليسحق الاصحاء ولايبق الا كل ابله معطاء متمادي بغيه متنمر بسطوته مستغفل ابسط العقلاء الذين يفكرون بالرغيف وقطرات ماء بقارورة نظيفة ، مزعج للغاية حين نفقد نقاء الماء يشعرنا بالهلاك والتيهان بعصر الجفاف ، رغم ان بيئتنا صحراوية جافة لم تعلمنا سوى الجفاف ، ومع ذلك نهاب الجفاف ، لربما لو جفت عقولنا من الماء المكتنز بالجيوب التي رهلها الزمن لغدونا قوماً اخرين ، ننهر ما ازدجر بعقولنا فنعود لربنا منتصرين ، ونتوب عما فعلنا بالهزيع ، ماعاد البلهاء يهتمون بالنكوص عن ركوب الموجة التي تعالت صيحاتها ، حينما فاضت البندقية العربية استفقدت البلهاء فإذ بهم سابحون غارقون بها حتى الرأس ، سألت نفسي :
من أين يأت البلهاء ؟
واستدرجت العقل في غفلة لعله يزل ومن كثرة الاستغفار انزلقت الإجابة بمخدعي
نحن من نسمح للبلهاء بإمتطاء العروش التي عمرها العقلاء ، الذين نادوا بالعمران بغير اختلال ، وصمتهم الراقي من سمح بتعالي جعجعة البلهاء ، ورقصهم على مسارح الفضلاء
واقتناص معاركهم واصابة منابرهم واهلاك زرعهم وحصب ذريتهم ، فما عاد للنظر سوى البلهاء ، والعوام في حيرة .. هل يستوي البحر الاجاج والنهر الزلال وأيهما يطغى ؟
مسيرة الاف الاعوام تسقط بغفوة العقلاء حجر ثميناً للسفهاء ، ومن يمسك العرائس ويحركها ، أنه يجهل حروف الحوار ، رقصاتهم لمجرد العبث بالعقول وصهر السموم بقحف الجماجم التي في تخديرٍ تام ، وما ان تستيقظ حتى يغشاه ان ماكان حلم وفانٍ
وتمضي الأيام وينجب البلهاء حجرات عثرة تسقط ما اعمده العقلاء بسماء الفقيه بالدنيا وبالقرب العابد الناسك مازال يتلو ايات الغفران ...
وتكورت الأرض واعترفت بالبلهاء جبالا وانهارا وحيطان ...
أذن ... من أين يأت البلهاء مرة آخرى بالصورة الحديثة ؟
زرجن