السلام عليكم
يقول سبحانه:
{ فَلا تَعلَمُ نَفسٌ مَّا أُخفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعيُنٍ } ..
واااشوقااااه
إلى رؤية الله جل جلاله..
فرؤيته هي اللذة الكاملة..
وهي أعظم النعيم وأتمه وأكمله..
فاللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم..
والشوق إلى لقائك, في غير ضراء مضرة, ولا فتنة مضلة..
اللهم آمين ..
فمن اشتاق إلى شيء سارع إلى الوصول إليه..
وبذل كل غالي في سبيل أن ينال ما يشتاق له قلبه..
وتطمئن إليه نفسه, ويهنأ لأجله باله..
فاللهم إنا في شوق إلى لقائك فاختم لنا بخاتمة حسنة..
وبلا إله إلا الله محمد رسول الله
اللهم آمين ..
وأي شوق وأي سعادة!!
حين ننطرح بين يدي الله عز وجل..
ندعوه ونتوسل إليه, في ذل وافتقار..
لأننا الفقراء إليه وهو الغني سبحانه ..
فصاحب الشوق يحب أن يخلو مع حبيبه..
وأفضل وقت للخلوة, يكون في الثلث الأخير من الليل..
حين ينزل الرب إلى السماء الدنيا,
ويقول :
هل من داعٍ فأستجيب له؟
هل من مستغفر فأغفر له؟
هل من سائل فأعطيه؟
فكن حينها متيقظاً..
قد آثرت الصلاة وقراءة القرآن والدعاء..
على الفرش الناعمة..
والنوم الهانئ..
ولن نجد لذة أعظم من صلاة الليل:
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }..
وإن كنت تشتكي من عدم الشوق؟!
فعليك بكثرة تلاوة القرآن وسماع المواعظ..
فإنها شفاء لك بإذن الله تعالى..
وكما يجب عليك الفرار من الذنوب والمعاصي كفرارك من الأسد..
فإنها
تورث قسوة القلب..
والبعد عن رحمات الله سبحانه..
فابكي على ذنبك..
وسارع باللحاق لركب المشتاقين..
فتحظى بسعادة الدنيا والآخرة..
جعلني الله وإياكم من أهل قيام الليل ووفقنا لما فيه قرب إلى الرب سبحانه
اللهم آمين..
والله تعالى أعلم..
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..