الاستعمار الاجنبي والاستعمار الوطني والفرق بينهما!
الاستعمار هو ان تغزو دولة بلدك وتسيطر على اراضيها مياهها وثرواتها وكل مقدراتها وتصبح هي المتسيدة عليها حيث تقوم بتسيير شئونها بما يخدم مصالحها
بل وتعمد بعض الدول الاستعمارية الى التملك ببعض البلدان وتغيير ثقافتها وهويتها لكي يتسنى لها ذلك
ومثل هذا الاستعمار مرت به معظم الدول العربية من استعمار بريطاني وفرنسي وايطالي وغير ذلك
وكانت الدول الاستعمارية في تلك الفترة تتنافس في ما بينها على السيطرة
على اهم المواقع الاسترتيجة الدولية كالممرات المائية وكذلك الدول والتي لديها من الثروات
ما يجعل المستعمر ان يستنزفها لبناء بلده بذلك وتعطي الفتات للشعوب الاصلية في تلك المستعمرات
وقد كان لذلك اثر سلبي كبير على شعوب الدول العربية تلك
ما جعل الشعوب تتنبه بذلك وتتذمر من ما تراه يجري على ارضها من ظلم واستبداد وهدر لثرواتها من قبل المستعمر وما تركه من اثر على هويتها وثقافتها وكرامتها
ففي مطلع الخمسينيات من القرن الماضي بدات تلك الثورات وعلى راسها الثورة الملهمة
ثورة 23 يوليو 1952م في مصر على النظام الملكي
ما جعل ذلك فاتحة خير للدول العربية
وكان لثورة 23 يوليو يد السبق لدعم الدول العربية ومساعدتها ماديا ومعنويا من اجل التحرر والانعتاق وبناء اوطانها بثرواتها المنهوبة واستعادت كرامتها وادميتها التي
اهدرها المستعمر الاجنبي
حيث كان لتلك الثورة اثر كبير على كل الدول العربية التي استعمرت حيث بدات تنتفض
على المستعمر وتظهر نوع من التمرد على نظامه ومحاربته واسترخصت الدماء الزكية
من اجل ذلك حتى رحل المستعمر صاغر عن بلاد العرب
واتسعت افاق وتطلعات الشعوب نحو غد مشرق !!!
وبعد نيل الحرية والاستقلال من الاستعمار بداء ابناء تلك الدول في تشكيل الحكومات
التي كان يؤمل عليها بناء دول يسود بها النظام والقانون والتساوي بين ارادها
وان تتراص السواعد من اجل بناء الوطن ونشر التعليم وبناء المصانع والاهتمام بالزراعة
الا ان هنالك من ارهاصات مرت بها بعض الدول منذ فجر استقلالها من صراع
على السلطة ما جلب لها الويل والثبور ما جعل شعوبها تعيش فجر التعاسة منذ بزوغ الاستقلال
ما جعلها تترحم على الاستعمار الاجنبي
ونتج عن ذلك الشقاق في البيت الواحد وبداء الاقصاء والسيطرة لفئة دون اخرى
ومن استقرت به الحال تحول النظام الذي يعتبر هو المنقذ للشعب من استعمار وطني جديد يسير على نهج الاستعمار الاجنبي
وذلك من خلال السيطرة على السلطة وتوزيع مناصبها على اقربائه وابناء قريته ومن ثم المواليين لها وترك لهم الحبل على القارب لنهب ثروات الشعب
وقمع من يحاول ان يتذمر
وكمم الافواه حيث سيطر على الاعلام وعلى الغاء الاحزاب او ترك منها ما هو صوري ليس له تاثير على الساحة الوطنية وجعل حزبه هو المسيطر على زمام الامور في البد
وهو من يحصل على نسبة 99.999% من نتائج الانتخابت الديمقراطية المفترضة
وان يتشدق من خلال اجهزة اعلامه بالحرية والديمقراطية والوطنية وصونها
بكل ما اوتي من قوة وانه جندي مجند للوطن للذود عنه من كل غازي
او من يخل بالنظام والقانون من الشعب(بينما البطانة هي من خول له ذلك فقط )!!
وهذا ما جعل الشعوب العربية تنتقل من الاستعمار الاجنبي الى الاستعمار الوطني
وهي بذلك ستترحم على المستعمر الاجنبي لانه (اجنبي )
وستقضي كمدا من ظلم ذوي القربى
وكل ذلك الظلم والاستبداد ظهر لنا جليا على الشعوب العربية وما ظهرت من صور
مخزية لتلك الانظمة وما كانت تقوم به مع شعوبها
التي جاءت للسلطة لتخليصها من الاستعمار الاجنبي الظالم