العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-25-2010, 04:13 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




والكثير من الآباء يخطئون في هذا الجانب فيربون الابن بالسوط والقسوة والعنف، فينشأ الابن وقد سلبت إرادته وقوته ومكانته.



وينشأ مهزوز الإرادة.. لا كلمة له..ولا حق.. ولا رأي.



وهذا العنف لا يورث إلا عنفاً مثله..بلا شك.



ولذلك وصف الله عز وجل رسول الله صلي الله عليه وسلم بالحكمة وبالين..فقال له: )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: الآية159) .



وقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).



ولما فشت هذه التربية العنيفة في كثير من البيوت أصبح الأبناء على قسمين:



إما عاق لأبيه ومشاكس له ومكابر.



وإما أن ينشأ الطفل ذليلاً مخبتاً لا مكانة له.. ولا شجاعة.. ولا إرادة.



وهذا خطأ وقع فيه كثير من الآباء.



في الطبراني أن رجلاً أتي إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله ابني ربيته فسهرت لينام، وظمئت ليروي، وجعت ليشبع، فلما كبر غمطنى حقي!



فقال صلي الله عليه وسلم : (( هل قلت في ذلك شعراً))؟



فأخذ الرجل يبكي ويقول: نعم يا رسول الله، قلت:



غذوتـك مــولــوداً وعلــتك يــافعـــاً

تعــل بمـــا أجــري عليـــك وتنهل

إذا ليلــة بالسقــم ضاقـــــتك لم أبت

لسقــــمك إلا شـــاكيـــاً أتمـــلمل



كــأني أنا الملـــدوغ دونك بالـــذي

لــدغت به دوني فعينــــاي تـــهمــل

فلمــا بلـــــغت السن والغاية التي

إليهـــا ما كــان فيــك كنت أؤمـــــل

جعلـــت جزائـــي غلظة وفظاظة

كأنك أنت المنــــعـــم المـــتفضـــل

أو كان هذا الأب عاقاً لوالديه.. فكان الجزاء من جنس العمل!



7- ومن حقوق الأبناء على الآباء: إبعادهم عن رفقة السوء وأهل الفساد.



يقول الله عز وجل عن الرفقة الصالحة: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67) .فكل خلة.. وكل صحبة..وكل صلة.. وكل صداقة تتقطع وتتلاشى وتنهار إلا صلة الذين يريدون الله والدار الآخرة.



قال ابن عمر رضي الله عنهما: ( والله لو صمت النهار لا أفطره، ولو قمت الليل لا أنامه.. وأنفقت أموالي في سبيل الله، ثم لقيت الله لا أحب أهل الطاعة ولا أبغض أهل المعصية، لخشيت أن يكويني الله علي وجهي في النار).



ولذلك يقول الشافعي وهو يتحدث عن نفسه بتواضع:



أحب الصــالحــين ولست منــــهــم

لعـــلــي أن أنــال بـهــم شــفاعة



ولكن والله هو منهم!

فيرد عليه الإمام أحمد ويقول:



تحــب الصــالحيــن وأنت منهم

ومنــــكم قد تنـــاولــنا الشفاعــة

لأنه قرشي هاشمي.



وفي الحديث الذي رواه البخاري: (( المرء يحشر مع من أحب)).



فإن أحببت الصالحين وعملت بعملهم حشرت معهم، والعكس صحيح.



يقول الشافعي مواصلاً حديثه:



وأكره من تجــارتــه المعـــاصي



ولو كـــنــا سواء في البضـــاعة!



يقول: ولو كنت عاصياً ولكني أكره العصاة.. ولا أصاحبهم.



وقال الآخر:



عن المرء لا تســأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقـــارن يفتـــدي



فكيف يكون الإنسان صالحاً وهو رفقه السوء؟



يقول أهل العلم: هل كان أفسد على أبي طالب من صحبة السوء؟!



أراده صلي الله عليه وسلم أن يقول: ( لا إله إلا الله) فقال: (( يا عمي قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله))، متفق عليه.



فأراد أن يتلفظ بها.. لينجو من العذاب ويدخل في رحمة الواحد القهار.



فقال له أبو جهل: كيف ترغب عن ملة آبائك وأجدادك *!



فأتي هذا الجليس السيء فأراده في نار تلظى..فمات مشركاً كافراً بمغبة رفقاء السوء.



ورفقاء السوء قد انتشروا كثيراً.. وهم أعدي من الجرب.



فالجرب عند أهل العقول يعدي الصحيح، وما سمعنا أن الصحيح يعدي الجرب!



فالواجب على الآباء أن يجنبوا أبناءهم رفقاء السوء.



8- ومن الحقوق الواجبة علي الآباء لأبنائهم: القضاء على أوقات الفراغ التي يعيشونها.



يقول سبحانه : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون:115/116) .



كثير من الأبناء يشكون من الفراغ.. فتجد أحدهم في العطل الصيفية يقول: عندي فراغ كبير.



سبحان الله! مسلم وعندك فراغ؟



طالب علم وعندك فراغ؟



ألست من الأمة الخالدة التي ما عرفت الفراغ؟ ولا عرفت ضياع الوقت؟



كيف يكون لديك فراغ.. وعليك أمانة ومسؤولية وحمل ثقيل؟



في صحيح البخاري عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ)).



ولما عرف أجيالنا الفراغ ظهر النشء المعوج الذي لا يحمل الرسالة ولا المبدأ ولا المسؤولية.



أعرف السلف الصالح الفراغ؟



ذكروا عن ابن عقيل العالم الكبير الشهير الذي ألف كتاب ( الفنون) وهو يوجد في مكتبة بون في ألمانية في حوالي سبعمائة مجلد!!



إنه من شدة حفظه للوقت كان إذا أتي لينام كتب الصفحات والأفكار التي تخطر على ذهنه قبل النوم، وعندما يستيقظ يصنع مثل ذلك.



فألف من هذا الفراغ وهذا الوقت الفاضل سبعمائة مجلد**!!



وذكر عنه صاحب طبقات الحنابلة ابن رجب أنه قال: ربما أكلت الكعك ولا آكل الخبز لأن بينهما في الوقت مقدار قراءة خمسين آية!!



نروح ونغـــدو لــحاجــاتنـــا

وحــاجة من عـاش لا تنـــقضـــي

تــمــوت مع المــرء حاجاتـــه

وتبــــقي لــه حاجـة ما بـــقــي



يقول دايل كارنيجي الأمريكي في كتاب ( دع القلق وابدأ الحياة) متحدثاً عن الأمريكان: إنهم لا يعرفون الفراغ.



وقد صدقنا وهو كذوب!.



فإن مصانعهم تهدر ومعاملهم تعمل، ولكنها في الدنيا )يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7) .



يقرأون وينتجون ويقدمون ويخدمون ويفعلون.ز أما أبناء المسلمين فتجدهم يشكون من الفراغ إلا من رحم الله، وخاصة في العطل الصيفية!



وإن اجتهد مجتهد منهم مارس هوايته كما يزعم.



ونحن ليس لنا هواية إلا المحافظة على الصلوات والعيش مع القرآن ومع كتب العلم النافعة..هوايتنا أن نقول للشعوب:



نحــن الذين استيقــظت بــأذنهـــم

دنيا الخليقـة من تــهـاويل الكـــرى

نحن الذي باع الحياة أكفهـــــــــم

ورأي رضاك أعــــز شيء فاشتري



ومن الذيـــن دكـــوا بعزم أكــفهـــم

باب المدينـــة يوم غــزوة خيبـــرا



فما عرفنا جمع الطوابع إلا عندما تركنا الطريق إلى المسجد.



وما عرفنا مطاردة الحمام والدجاج إلا عندما تركنا الجلوس في حلق العلم!



9- ومن الحقوق التي للأبناء على الآباء: معرفة ميول الابن واتجاهه العلمي والوظيفي ليجعله يواصل في الطريق الذي يحب..فكل ميسر لما خلق له.. ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه( تحفة المودود في أحكام المولود).



فقال : لا تعسف الشاب بعد أن يكبر على ما ينافي طبعه.



فأنت أيها الأب لا ترغمه على تخصص لا يريده.. وعلى طريق لا يحبه إذا اصبح عاقلاً رشيداً عارفاً بمستقبله، وكان الطريق الذي اختاره يرضي الله.



وهذه طريقة محمد صلي الله عليه وسلم مع أصحابه بأن يجعل كلاً منهم في مكانة المناسب..فمثلاً أتي إلى حسان بن ثابت فوجده شاعراً .. فقال له عندما كان يهجي الكفار: (( اهجم وجبريل معك)) فكان رضي الله عنه شاعر الإسلام وشاعر الدعوة.



وجاء لأبي بن كعب.. وكان قارئاً وتالياً لكتاب الله.



فقال: (( أقرؤكم أبي)).

وجاء إلى زيد بن ثابت فوجده فرضياً .. فعلمه الفرائض وقال: (0 أفرضكم زيد)).



وجاء إلي خالد بن الوليد فوجده مجاهداً صنديداً شهماً قائداً، فأعطاه السيف وقال: (( خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، سله الله على المشركين)).



فهذه التخصصات لا بد أن نؤمن بها.. في بيوتنا ومجتمعاتنا لينشأ أبناؤنا على رغباتهم إذا كانت ترضي الله.



هذه حقوق أردت باختصار أن أقدمها في هذه الأوراق للآباء، وأسأل الله أن تكون في ميزان الحسنات، وأن ينفع بها المسلمين.



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.









آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:15 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




حافظوا على الصلاة


اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، ولك الحمد مثلما نقول، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام،ولك الحمد بمحمد رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت.

والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ، بصر به من العمي، وأرشد به من الجهالة، وأخرج به من الظلمات إلى النور، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

حديثي في هذا الدرس سيكون عن مبدأ أصيل من مبادىء هذا الدين، فماذا نحن إذا تركنا رسالتنا وتعاليمنا وديننا؟ أي أمة نكون إذا تخلينا عن مبادئنا ومنهجنا ورسالتنا الخالدة التي بعث الله بها محمداً رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ؟

قبل بعثه النبي صلي الله عليه وسلم كنا قبائل لم تكن لها حضارة ولا أدب ولا رسالة ولا خلق ولا سلوك ولا منهج، )هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)

إن البرية يوم مبعث أحمــد نظر الإله لها فبدل حــالهــا

بل كرم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالهـــا

لبس المرقع وهو قائد أمــة جبت الكنوز فكسرت أغلالــها

لما رآها الله تمشي نحـــوه لا تبتغي إلا رضاه سعي لهــا

أتي الإنسان صلي الله عليه وسلم وكان من أعظم أهدافه في العالم أن ينقذ الإنسان، والإنسان بلا إيمان ضائع في الحياة، والإنسان بلا رسالة ميت بلا روح،والإنسان بلا مبادىء دابة أو بهيمة، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )(الأنعام: الآية122).

وأنت يا أخي القارىء ، إنما أنت جندي تمثل هذا الإسلام، وإنما أنت من مدرسة محمد صلي الله عليه وسلم ، وإن ما تقدمه لأبناء أمتك الإسلامية إنما هو في سجل حسناتك يوم أن تصلح ما بينك وبين الله، وإذا انقطع الحبل الذي بينك وبين الله فلن يصلح أبداً ما بينك وبين الناس.

يقول معاوية بن أبي سفيان لعائشة رضي الله عنهت: اكتبي لي وصية وأوجزي ، فقالت ك بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( من أرضي الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضي عليه الناس، ومن أسخط الله برضا الناس سخط الله عليه واسخط عليه الناس)).

وهذا مبدأ معروف أن من قطع ما بينه وبين الله، قطع الله ما بينه وبين الناس ، فما هي الأمانة التي حملك الله إياها؟ وما هي أعظم هذه الأمانة؟ وما هي الوديعة التي أمرت بتأديتها؟

إنها الصلاة يا إخوتي في الله، والذي يخون الصلاة هو أول من يخون مرؤوسيه وأمته، هو أولاً يخون نفسه، ثم يخون أهله وأمته وعهده مع الله تعالي.

فالذي لا يتشرف بالسجود للواحد الأحد على الأرض سوف يسجد لوظيفته ومنصبه، وحذائه وسيارته، ودرهمه وديناره، وفي ذلك يقول صلي الله عليه وسلم : (( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتفش)) سماه عبداً لهذه الأشياء لأنها شغتله عن العبادة الحقيقة التي خلقه الله لأجلها، ولذلك يقول شاعر الباكستان محمد إقبال مناجياً الله عز وجل وهو يقرر مبادئ الإسلام.

ومما زادني شرفاً وفخــــــراً وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبـــــادي وأن صيرت أحمد لي نبينا

وإرادتنا وقوتنا وعزيمتنا في أداء الصلاة جماعة كل يوم خمس مرات، والذي يتعاهد المسجد كل يوم خمس مرات سوف يكون أميناً مؤتمناً صادقاً مخلصاً منيباً بحول الله وقوته ) إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)(العنكبوت: الآية45).

فصاحب الصلوات الخمس لا يرتكب الفحشاء والمنكر، صاحب الصلوات الخمس لا يتعاطى المخدرات، ولا يكذب ولا يخون.

صاحب الصلوات الخمس لا يضيع وقته، ولا يضيع أسرته، ولا يضيع منهجه في الحياة ، ولذلك يخبرنا صلي الله عليه وسلم بأول برنامجنا الصباحي يوم أن نستقبل الحياة، فيقول صلي الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وغيره: (( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم من ذمته بشيء ، فإن من طلبه من ذمته بشيء كبه على وجهه في النار))، ويوم تترك صلاة الفجر جماعة فانتظر من صاحب هذا الترك كل شيء، لا تستبعد عليه كل جريمة.

من الذي قاد الشباب إلى السجون في المخدرات؟ من الذي قاد فتيان هذه الأمة إلى السرقات والزنى والمخالفات والسيئات؟

كل ذلك يوم تركوا الصلوات )وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36).والذي لا يعرف المسجد يعرفه الله السجن، والذي لا يخاف من الله يخوفه الله من كل شيء ، والذي لا يرجو لقاء الله، يسلط الله عليه من لا يرجو لقاءه.

فيا إخوتي في الله، الرسول صلي الله عليه وسلم يصف لنا علاجاً لجميع الذنوب والمخالفات، وما أكثرها في حياتنا إلا من رحم الله عز وجل . فيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: (( أرايتم لو أن نهراً على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات أيبقي من درنه شيء؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: (( ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)).

نار الدنيا تطفأ بالماء، لكن نار الآخرة لا تطفأ لأن وقودها الناس والحجارة . والفوز عندنا في الإسلام في قوله تعالي: ) فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ )(آل عمران: الآية185)، فالفوز يبدأ من أن يزحزح أحدنا عن النار، ) فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: الآية185).

والخزي عندنا نحن أهل الإسلام يوم أن يدخل أحدنا جهنم والعياذ بالله، ليس الخزي في عدم الوظيفة، ولا الخزي أن تعيش فقيراً أو مسكيناً أو مريضاً، لا ، الخزي كما رآه المؤمنون في قولهم: )رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (آل عمران:192).

إخواتي في الله : إن الصلاة شأنها عظيم في هذا الدين، فهي عموده الذي قام عليه، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولذلك لما طعن عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو في سكرات الموت قال: الله الله في الصلاة، وهو في سكرات الموت أوصي بالصلاة فقال صلي الله عليه وسلم : (( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)) عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

فإذا علم ذلك، فما وجد في الساحة من أمور تجرك إلى الفاحشة والجريمة، إنما هي من تخطيط المستعمر، وهي حرب اشتركت فيها المجلة الخايعة والأغنية الماجنة والفديو المهدم، وكل ذلك يقود الأمة إلى الدمار والعار.

أذكياء الغرب واساطينه بدأوا الآن ينظرون أنه لا حل إلا الإسلام، ومن ينظر إلى الكاتب الأمريكي (( دايل كرنجي)) يعلم أنه عرف الطريق لكن ما عرف السعادة، يقول : لا سعادة إلا أن تتعرف على الله، ومن أراد فليقرأ الكتاب فهو موجود في أسواقنا ومكتباتنا، لكن لما رخصت قيمة المسلم في نفسه بترك الصلاة بدأت تتداول هذه المعاصي، المجلة الخليعة التي تحمل الصورة للداعرة، فتحبب الفاحشة، وتحبب الجريمة.

والأغنية التي تشغل القلب وتلهيه عن محبوبه ومطلوبه وهو الله الواحد الأحد.
قال ابن القيم:

قال ابن عباس : ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمـــع الإنسان كالنغمات بالأوزان

يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيـــدان

الصور التي تعرض في الساحة كلها لإضلال القلوب ولصدها عن باريها سبحانه وتعالي، فبداية الكارثة كانت يوم تركنا الصلاة أو يوم ترك بعضتا الصلاة، أو يوم تهاون بعضنا في الصلاة.

أحد الأدباء العالميين المسلمين الكبار أتي إلى الجزيرة ورأي المساجد ترتفع منائرها في السماء، ورآها مزخرفة وجميلة، لكن ما رأي مصلين، فبكي وقال:

أري التفكير أدركه خمــول ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير نور ولا سحر يطل من المقال

وجلجلة الأذان بكـــل حي ولكن أين صوت من بلال

منائركم علـت في كل ساح ومسجدكم من العباد خال

العجيب كل العجب أن الله يعطي ما يتمناه العبد كله، فمن كانت إرادته أن يحفظه الله حفظه الله، ومن كان مقصده الزيغ أزاغ الله قلبه. وهذا في القرآن، يقول الله لمن أطاعه سبحانه وتعالي: )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) ويقول سبحانه وتعالي للزائغين فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(الصف: الآية5 ).

أحد الصالحين وهو عامر بن ثابت بن عبد الله بن الزبير كان إذا صلى الصبح رفع يديه وقال: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة ، قالوا: ما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني ربي وأنا ساجد، فأتته سكرات الموت وأذن لصلاة المغرب، قال: احملوني إلى المسجد، وقالوا: أنت في الموت كيف نحملك إلى المسجد؟ قال: سبحان الله، أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وأموت هنا!! لا والله. فحملوه على الأكتاف، ووضعوه في المسجد وصلي جالساً، فلما كان في السجدة الأخيرة قبض الله روحه، ولذلك يقول محمد إقبال:

نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً احمرا

جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا في مسمع الروح الأمين فكبــــرا

فدين بلا صلاة معناه ضياع، لا منهج ، ولا أخلاق، ولا سلوك.

كيف تطلب من الفرد مدنياً أو عسكرياً أن يكون صادقاً وهو لا يصلي؟ كيف تطلب منه أن يكون أميناً وهو لا يصلي؟ كيف تطلب منه أن يكون وفياً وهو لا يصلي؟ فن هدم ما بينه وبين الله هدم الله ما بينه وبين الناس، ولذلك إرادتنا وقوتنا وأصالتنا وعمقتا في الصلوات الخمس، وحين نتركها نضيع والله هباء منثوراً.

وأنا قلت : إن مبدأ الصدق هو حفظ الله بظهر الغيب، يقول لقمان لابنه وهو يعظه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16) .

يقول : لو كانت حبة الخردل هذه، وهي حبة صغيرة كالسمسمة، لو كانت هذه الحبة بصخرة صماء لا يظهر منها شيء أتي بها السميع البصير ، لماذا؟ ليقول له: يا بني لو تسترت بالجدران فالله معك، ولو اختفيت وراء الحيطان فالله معك، ولذلك وجد في الناس من قلت مراقبته للواحد الأحد، فضيع مسؤوليته وأمانته وضيع عمله فجعله هباء منثوراً، فلا بد للعبد من مراقبة الله عز وجل في السر والعلانية، في الخلوة والجلوة، أن يعبد الله عز وجل كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله عز وجل يراه، (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ )(المجادلة: الآية7).

يقول الأندلسي موصياً ابنه:

وإذا خلوت بريبة في ظلــمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

قيل للإمام أحمد: ما دليل القدرة، قدرة البارى؟ قال: يا عجباً بيضة الدجاج، أما ظاهرها ففضة بيضاء، وأما باطنها فذهب الإبريز، تفقس فيخرج منها حيوان سميع ، ألا يدل عل السميع البصير؟

أعرابي يصلي في الصحراء ، بدوي صلي ركعتين، فقال له رجل من الملحدين : لمن تصلي؟ قال: لله. قال: هل رأيته؟ قال: عجباً لك ، الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، وسماء ذات أبراج، وليل داج ، ونجوم تزهر ، وبحر يزخر ، ألا يدل على السميع البصير؟**!!

قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداك

قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك

قام صلي الله عليه وسلم على المنبر يوم أحد قبل المعركة بيوم فأعلن الحرب على أبي سفيان، وندد بإجراءاته وبظلمه وبتعسفه حول المدينة، وقال: نقاتلهم في المدينة، ما نقاتلهم في أحد، فقام شاب في الخامسة والعشرين من عمره قال: يا رسول الله لا تحرمني دخول الجنة، فو الله الذي لا إله إلا هو لأدخلنها.

فتبسم صلي الله عليه وسلم من الذي يحلف على الله فقال: (( بماذا تدخل الجنة؟)) ما هي المؤهلات؟ قال: بخصلتين ، أولهما: أني أحب الله ورسوله، وثانيهما : أني لا أفر يوم الزحف.

قال صلي الله عليه وسلم : (( إن تصدق الله يصدقك))، إن كنت صادقاً فسوف تري، فبدأت المعركة، وحضر هذا الشاب ، وخاضها بنفسه، يريد جنة عرضها السماوات والأرض، ما يقاتل من أجل ناقة أو شاة أو بعير، لا، بل من أجل إرضاء الواحد الأحد، فقتل ومر به صلي الله عليه وسلم ومسح التراب عن وجهه وقال: (( صدقت الله فصدقك الله، صدقت الله فصدقك الله، صدقت الله فصدقك الله)).

وليس بغريب أن يأتي من أمثالكم من الأبرار الأماجد فيعيدون سيرة السلف الصالح من أمثال خالد بن الوليد الذي تحدي الموت، قال له الرومي: يا خالد إن كنت متوكلاً على الله كما تزعم فهذه القارورة مملوءة سما فاشربها.

فقال خالد: بسم الله توكلت على الله، وشرب القارورة كلها ثم قال: الحمد لله، فما أصابه شيء ، لأنه توكل على الواحد الأحد.

قتيبة بن مسلم أتي يحاصر كابول عاصمة أفغانستان التي ضاعت منا لما ضيعنا الصلوات الخمس، جيوش ما تصلى كيف تنتصر؟ جيوش ما تعرف الله كيف تتوجه إلى الله ؟ كيف ينزل النصر والفتح والرزق إلا من عند الواحد الأحد؟ النصر من السماء ليس من الأرض ، أتينا إلى الدنيا ما عندنا إلا خيول قليلة، وثياب ممزقة، ورماح مكسرة، ففتحنا الدنيا.

سعد بن أبي وقاص ـ قبل أن آتي إلى قتيبة ـ حضر القادسية بثلاثين ألفاً وجيش فارس مائتان وثمانون ألفاً ، فقام سعد يصلى الظهر بالمسلمين، قال: الله أكبر، فكبر معه ثلاثون ألفاً، وركع فركعوا في لحظة واحدة ثم سجد فسجدوا جميعاً، فقال رستم قائد فارس وهو ينظر من بعيد إلى الجيش في انتظام، فعض أنامله وقال : علم محمد الكلاب الأدب ، بل علم صلي الله عليه وسلم الأسود الأدب، وبدأت المعركة.

قال رستم قائد فارس لسعد: أريد أن ترسل لي جندياً من جنودك لأكلمه، فأرسل سعد ربعي بن عامر في الثلاثين من عمره، قال: لا تغير من هيئتك شيئاً، فإنا لن نفتح إلا بطاعة الله، يقول: لا تأخذ شيئاً، لا تلبس تاجاً، ولا ذهباً ولا حريراً، كن على هيئتك، لأن مبادئنا في قلوبنا، وإرادتنا تحطم الحديد، فذهب ربعي بفرسه ورمحه وثيابه ودخل على رستم.

فلما رآه رستم هو ووزراؤه وقواد الجيوش ضحكوا، قال رستم: جئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور، والرمح المثلم والثياب الممزقة؟ قال ربعي: أي والله، إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العبادة إلى عبادة رب العبادة، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

وبدأت المعركة، وفي ثلاثة أيام صفي سعد حساب المجرم، وسحقهم في الساحة، (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:25/29) .

حاصر قتيبة بن مسلم كابول ليفتحها، وقبل الحصار قال: التمسوا لي محمد بن واسع، ابحثوا لي عن العابد الزاهد محمد بن واسع الأزدي أحد العباد الكبار ممن حضر المعركة، فذهبوا فوجدوه قد صلي ركعتي الضحي وأتكأ على رمحه ورفع سبابته إلى الواحد الأحد...من أين يأتي النصر والفتح؟ من الله. من أين يأتي الرزق؟ من الله.

يـــا حافــــــظ الآمال أنـ ـت حفظتني ومنعتنـــــي

وعدا الظلـــوم علــى كـــي يجتاحني فنصـــرتــنــي

فانقــاد لــي متخشعـــــــاً لــمــا رآك منعتنـــــي

دخلت بعض الجيوش العربية إسرائيل وقد كتب على بعض أعلامها:

آمنت بالبعث رباً لا شريك لــه وبالعروبة دينــاً ما له ثان

وضربت الدبابات في الصباح، وفي ما يقارب الساعة العاشرة دخلت الجيوش بلادها مهزومة ، وإذا الثكالى يندبن ويلطمن وجوههن، وإذا موشي ديان يتكلم على الشاشة ويضحك ويقول: العرب لا يعرفون القتال، ابن القرد والخنزير يتكلم عليهم ما تركوا الصلوات الخمس وكفروا بالواحد الأحد، أخزاهم الله، فتكلم هذا القرد لأنه وجد في الساحة شكلاً آخر غير الشكل الذي واجه به اليهود الصحابة، ليسوا من أحفاد خالد وسعد وطارق وصلاح الدين.

رجل آخر يقول في مجمع ويصفقون له، يقول:

هبوا لي ديناً يجعل العرب ملة وسيروا بجثماني على دين برهم

يكفر بالإسلام يقول: أعطوني أي دين يجمع العرب غير الإسلام.

بلادك قدمها على كــل مــله ومن أجلها أفطر ومن أجلها صم

تعالي الله عما يقولون علواً كبيراً.

قال قتيبة بن مسلم: التمسوا لي محمد بن واسع فوجدوه يمد أصبعه ويدعو الله، فعادوا إلى قتيبة فاخبروه، فقال: الحمد لله، والذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مائة ألف سيف شهير، ون مائة ألف شاب طرير، فإذا علم ذلك فلا نطلب التوفيق إلا من الواحد الأحد، والتوفيق إنما يأتي عندما نصلح ما بيننا وبين الله ونصلح ما بيننا وبين الناس.

يقول أحد الصالحين: والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وخلق خادمي، من يعصي الله يعصي الله عليه كل أمر، مسؤوله لا يرضي عنه، أمته لا ترضي عنه، ولاة الأمور لا يرضون عنه، ومن تردي برداء ألبسة الله ذلك الرداء.

فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضي والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

العنصر الثاني: أوصيكم باجتناب المعاصي ما ظهر منها وما بطن، والمعاصي هذه مقت وغضب ولعنة من الله الواحد الأحد. يقول الله عن بني إسرائيل : )فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )(المائدة: الآية13) ويقول سبحانه وتعالي فيهم: ) كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّه)(الجمعة: الآية5) .

والله عز وجل يقول: )أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16) .

علم أن من ضيع الله في الطاعات يبتلى بالمعاصي، وأن من ثبته الله على الطاعات يثبته حتى الموت ، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27).

حدثني بعض الإخوة أن في الجزائر شاب عابد ولي من الأولياء أتته حادثة انقلاب سيارة، فأغمي عليه ثلاثة أيام... أترون ماذا كان يقول في الثلاثة أيام؟ كان يقرأ الفاتجة على لسانه وهو مغمي عليه لا يدرك شيئاً، كان يردد الفاتحة صباح ومساء حتى أتاه موته.

شاب آخر في هذه البلاد أتاه حادث انقلاب سيارة فوجد تحت الكفر وهو في حالة شنيعة وهو يردد: هل رأي الحب سكارى مثلنا!! ، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27).

ذلك يوم نشأ على الفاتحة ، مات على الفاتحة، وهذا يوم أن نشأ على هل رأي الحب سكارى مثلنا، مات على ذلك لأن معتقده ومبدأه ومنهجه هذا الصنف، والله يثبت من يشاء ويضل من يشاء لكن بأسباب وبإرادات وبمزاولة من العبد، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

إذا علم هذا، فإن واجب العبد أن يكف عن المعاصي ، وأن يتقي الله ليسدده الله عز وجل ويأخذ بيده، ونحن نعترف بنعم الله علينا ظاهرة وباطنة، لكن وجد من أبنائنا من بدلوا نعمة الله كفراً، )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) (ابراهيم:28).
والذي يطالع في الأحداث التي وقعت في الساحة قبل أيام يري أن هناك أناساً يعيشون بلا إدراك وأنه ينقصهم الوعي، وأنه لا بد من دعوة هؤلاء وحثهم على الطاعة، وهذا واجب الدعاة والآباء والأساتذة، على هؤلاء جميعاً أن يوجهوا ذاك الجيل، الجيل الذي ترك المسجد، فلما ترك المسجد أتي ليشغل فراغه بكل شيء ، جيل يتابع أحداثاً ما كان لها أن تتابع، هدد الأمن وأزعج الناس وضيع وقته ومستقبله.

أري الكافر أن هذه أمتنا، وأن هذه رسالتنا في الحياة، زمجرة، ورقص ، وتصفيق ، وتهتك ونهيق وزفير، والإسلام بريء من هذا، الإسلام دين عقل ونقل، والإسلام مبادىء خالدة ، الإسلام رسالة في الحياة، )وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:18/19) ، الإسلام رسالة.







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:18 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى








فالعنصر الثاني: أن نكف عن المعاصي، يقول الشافعي وقد شكا لشيخه سوء الحفظ والنسيان فأمره بترك معصية الله عز وجل :



شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي



وأخبرني بأن العلـــم نور ونور الله لا يؤتي لعــاص



أحد الناس نظر نظرة لا تجوز له فقال له أحد العلماء: أتنظر إلى الحرام، والله لتجدن نتيجتها وغبها بعد حين، قال: نسيت القرآن بعد أربعين سنة، لأنها اثر.



وىثار الذنوب كثيرة، منها: قسوة القلب، وقسوة القلب ضرب به اليهود ضربة قاسية، لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم. ومن آثار الذنوب اللعنة، لأن العبد إذا استمر في الذنوب وطبع على قلبه لعن والعياذ بالله.



ومن آثار الذنوب قلة البركة في الرزق، ومن آثار الذنوب الضنك في المعيشة، رأيناهم ورأيتموهم يسكنون في القصور الشاهقة ويركبون السيارات الفاخرة ويلبسون الملابس الفاخرة ويتنعمون بالمشارب والمطاعم، لكنهم ما وجدوا الأمن والسكينة، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:124/126).



إبراهيم بن أدهم أحد الصالحين ، يعيش على الرصيف وما يجد إلا كسرة خبز، ولكنه بذكره وتلاوته وعبادته يعيش في رغد من العيش، في جنة ، قال له الناس: هل أنت سعيد؟ قال: والله الذي لا إله إلا هو، إنا في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.



ابن تيمية شيخ الإسلام ما كان يملك من الدنيا إلا ثوب وعمامة، لكن يقول وقد سجنه أهل البدع وأهل المعاصي لما أنكر عليهم قال: ماذا يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أني سرت فهي معي.. أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة.



أغلقوا عليه باب السجن فقال: ) فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)(الحديد: الآية13) ، يقول له أحد الفجرة من السلاجقة: يا ابن تيمية يزعم الناس أنك تريد أن تلغي ملكنا، وتأخذ ملكنا.



قال: ملكك؟



قال: نعم.



قال: والله ملكك لا يساوى عندنا فلساً واحداً ، لأنه يريد السعادة، والسعادة لا تحصل والله إلا بذكر الله، ومن يقرأ (0 دع القلق وابدأ الحياة)) لدايل كارينجي، و(( الإنسان لا يقوم وحده)) لكيرسي ميرسون، يري أنهم ما وجدوا السعادة.



يقول أحدهم: بحثنا عن السعادة فأخفقنا.. وهذا الذي ألف الكتاب أخذ السكين وذبح نفسه فمات، لأنه ما وجد السعادة.



ما هي السعادة؟ السعادة أن تتوضأ كل يوم خمس مرات، السعادة أن تصلي كل يوم خمس مرات فرائض وأن تتزود بالنوافل، السعادة أن تطالع القرآن المجيد وأن تتدبر آياته، السعادة أن تكون ذاكراً للواحد الأحد ، السعادة أن تجدد التوبة لك دائماً، السعادة أن تخرج المنكرات والفواحش والمعاصي من بيتك، أن تكون رجلاً حازماً مربياً معلماً موجهاً في مجتمعك وأمتك، وتقودهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)



بعض الناس كبير في السن جاوز الأربعين، حدثنا عنه أنه لما أتت المباراة كان ينظر إلي الشاشة ، فلما أتت الصلاة أراد ألا تفوته المباراة فأخذ غترته وجدعها وأنزلها في الأرض ثم نقر أربعاً وسلم، وأخذ يتابع المبارة!! أهذه صلاة؟ أهذا قلب أوتي نوراً؟ ) ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور الآية40).



بعض الناس وجد أنه يتحمس لقضايا الدنيا، ولو ضيع ابنه عشرة ريالات لأقام الدنيا وأقعدها على تضييعها، ولكن ابنه لا يصلي، ابنه يدخن، ابنه يستمع الغناء الماجن صباح ومساء ، ابنه لا يقرأ القرآن ، ابنه مع الشلل والعصابات المنحرفة في المقاهي والمنتديات ومع ذلك لا يغضب!! أي قلب هذا؟



من يهن يسهل الهوان عليه ما لجــــــرح بميت إيلام



يا أيها الإخوة الأخيار، يا أيها الأبطال، يا أبناء من رفعوا لا إله إلا الله، ووزعوا لا إله إلا الله على البشرية، إنني أسألكم بالله العظيم أن نعرف مسؤولياتنا ومهماتنا،ومقاصدنا في الحياة الدنيا، إذا عرفنا ذلك نفعنا أمتنا وبلادنا وديننا، ورفعنا أنفسنا فوق هامات الجميع، وإلا لو كانت المسألة مسألة تقدم مادي وحضاري دنيوي لكان الكفار فوقنا في كل شيء.



نحن ما صنعنا طيارة ولا سيارة ولا صاروخاً ولا برادة ولا ثلاجة، لكننا أتينا لنصنع القلوب، أتينا لنقدم للناس إسلاماً وديناًن يقول كيرسي ميرسون: أعطيناكم الطائرة والصاروخ والثلاجة والبرادة، وأنتم لم تعطونا الإسلام، حرمتمونا الإسلام، نعم إنهم يريدون الإسلام.



لقد أخفق كل دين في الساحة إلا دين الله وهو الإسلام . جربت العلمانية فإذا هي لعنة، وجربت النصرانية المحرفة فإذا هي لعنه، وجربت الشيوعية فإذا هي لعنه، وأتي الناس يدخلون في دين الله، ولكن شبابنا بدا كثير منهم معجباً بنفسه، متكبراً على أوامر ربه، ومنهم من ترك الصلاة بالكلية ، فهل هؤلاء الذين سيقدمون الإسلام للبشرية؟



فيا إخوتي في الله، هذه المعلومات ليست بغريبة عليكم ولا جديدة، ولكن من باب الذكري والاتعاظ، لعل الله أن يرحم حالنا، لأن المعاصي كثرت، وسببها ترك الصلوات الخمس، ولذلك كتب عمر إلى سعد في القادسية: الصلاة الصلاة، فإن عدوكم لن يغلبكم إلا بمعاصيكم أو كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه.



فيا إخوتي في الله، أسأل الله أن يغفر لي ولكم الذنوب والخطايا، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، مصلين صائمين، ذاكرين عابدين.



يا رب عفوك لا تأخذ بزلتنا وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه



كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسينـــاه





ندعوه في البحر أن ينجي سفينتا فإن رجعنا إلى الشاطيء عصيناه



ونركب الجو في أمن وفي دعة فما سقطنا لأن الحافـــظ الله



فيا الإخوة الأخيار، يا من تقدمون النفع للأمة، يا من تسهرون لينام الآخرون، ) قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(التحريم: الآية6).



أطفئوا عنكم نار جهنم، أنقذوا عنكم نار جهنم، أنقذوا أنفسكم وأهليكم من النار، حافظوا على عهد ربكم ولا تضيعوه بتضييع الصلوات الخمس في المساجد، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، حافظوا على كتاب ربكم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً ، أعدوا أنفسكم ليوم قال فيه: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:1/2) .



والله أعلم، وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
















آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:20 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



الصلاة..الصلاة


الحمد لله الذي كان بعبادة خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

أخرج الأمة المظلومة المنهوبة والمسلوبة إلى فضاء النور والريادة والقيادة، حول الأمة المسكينة التابعة المقلدة إلى أمة قائدة رائدة معلمة.

صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

يقول صلي الله عليه وسلم في الصحيحين: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فأمره الله أن يقاتل هذا الإنسان حتى يسجد لله.

إنها المفاصلة بين الإنسان وبين الدين يوم أن يتهاون بالصلاة، أو يترك الصلاة، أو يتنكر للصلاة، أو لا يتعرف على بيت الله، أو لا يسجد لله. حينها يصبح هذا الإنسان لا قداسة له ولا حرمة ولا مكانة ولا قيمة.

هذا الإنسان يوم يترك الصلاة يكون رخيصاً لا قيمة له، تهان كرامته ويعزر بقطع رأسه، قيل حداً وقيل قتلاً على الكفر وهو الصحيح.

فالرسول صلي الله عليه وسلم أمره الله أن يشهر السيف فيقاتل هذا الإنسان حتى يعترف بالصلاة ويصليها.

يقول الله عن جيل من الأجيال الذين تهاونوا بالصلاة: )فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، قال أحد السلف: أما إنهم ما تركوها ولكن أخروها عن أوقاتها.

أي إسلام لمسلم يدعي الإسلام وهو يترك الصلاة ولا يصليها حتى يخرج وقتها؟ أي دين له، ما معني لا إله إلا الله لرجل تؤخره تجارته عن الصلاة، أو وظيفته أو عمله أو منصبه أو اجتماعه؟ ثم يأتي بعدها يتبجح على الأمة وعلى العالم بأنه مسلم بهويته، فأين الصلاة؟

)إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:142) ، إنهم يصلون الساعة ولكن صلاة العصر بعد غروب الشمس، وصلاة الظهر الساعة الثانية، وصلاة المغرب مع صلاة العشاء، وصلاة الفجر مع طلوع الشمس.

فأين الإسلام؟

وأين لا إله إلا الله؟

وأين التحمس للدين؟

حضرت رسول الله صلي الله عليه وسلم معركة الأحزاب قبل أن تنزل صلاة الخوف ، فقام يقاتل المشركين في جهاد ودمه يثعب في الأرض في مخاصمة لأعداء الله، فنسي صلاة العصر حتى غربت الشمس ، ما نسيها وهو في لهو.. حاشا وكلا، أو في مباحات حاشا وكلا، بل نسيها أثناء احتدام الصراع مع الخصم، فاليهود والمشركون والمنافقون أنسوه صلاة العصر.

فلما غربت الشمس قال لعمر: (( أخروا علينا صلاة العصر ـ أو شغلونا عن صلاة العصر ـ ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً)).

ثم قام صلي الله عليه وسلم وصلاها. وأنزل بعدها الله صلاة الخوف كي يصليها الخائف في صف القتال، ويصليها الذي يمتطي الدبابة، ويصليها المريض على السرير، فلا يعذر أحد، بل يصليها الجريح وهو في جراحه.

إن تأخير الصلاة عن وقتها من النفاق الصريح الذي وقع فيه كثير من الناس إلا من رحم ربك.

قال صلي الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت: (( الله الله في الصلاة، وما ملكت أيمانكم)).

أي دين بلا صلاة؟

ما معني لا إلهه إلا الله؟

ما معني الانتساب للإسلام بلا صلاة؟

يقولون : نحن مسلمون..ولكنهم في تهاون بالصلاة ، ونقر للصلاة ، وتأخير للصلاة.

فأين لا إله إلا الله؟

وأين الصدق مع الله؟

صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( والذي نفسي بيده لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار)).

لماذا؟

لأنهم أصبحوا في عداد المنافقين، يتدرعون بالإسلام ولكن لا يصلون مع الناس، ويدعون لا إله إلا الله ولكن تؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، أو حتى يخرج وقتها.

يسأل صلي الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال.

قال : (( الصلاة في أول وقتها)).

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).فدمه مسفوك بسيف الشريعة، وهو خارج من الملة لا طهر له ولا قداسة ولا عرض ولا حرمة، فيصبح لا حماية له ولا حضانه ولا صيانة لأنه حارب الله.

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))، فلم يعذر الرسول صلي الله عليه وسلم أحداً عن ترك الصلاة إلا من عذره الله ( أعني الجماعة).

يقول ابن مسعود : والذي نفسي بيده لقد كان يؤتي بالرجل يهادي به بين الرجلين من المرض حتى يقام في الصف.

ومرض أحد الصالحين من التابعين اسمه ثابت بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وهو في مرض الموت سمع أذان المغرب فقال لأبنائه: احملوني إلى المسجد.

قالوا : أنت مريض وقد عذرك الله.

قال: لا إله إلا الله، أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وأصلي في البيت؟! والله لتحملني.

فلما سجد السجدة الخيرة من صلاة المغرب قبض الله روحه.

يقول أهل العمل: إن هذا الرجل كان إذا صلي الفجر كان يقول: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، يعني الجميلة البديعة الرائعة.

ما هي الميتة الحسنة؟

قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد.

فالميتة الحسنة أن يتوفاك ربك بعد فريضة، او في صف الجهاد في سبيل الله، أو يتوفاك وأنت على طهارة، أو يتوفاك وأنت في السجود، وأنت في طلب العلم، أو يتوفاك وأنت منفق في سبيل الله.

والميتة القبيحة هي أن يتوفى الله العبد وهو على الأغنية الماجنة، أو على السهرة الماجنة، أو في سفر لطلب الفاحشة، أو على كاس الخمر. هذه هي الميتة التي تعوذ منها الصالحون.

سعيد بن المسيب كان بيته في أقصي المدينة، وكان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فقال له إخوانه: خذ سراجاً لتري به الطريق في ظلام الليل.

قال: يكفيني نور الله، ) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور: الآية40).

ولذلك في الحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). أفي القيامة ظلمات؟ أفي القيامة ليل؟ أي والله ليل أدهي من الليل، وظلمة أدهي من الظلمة ، يجعلها الله لأعداء المساجد والذين انحرفوا عن بيوت الله، فيظلم عليهم طرقاتهم عندما يقولون للمؤمنين: ) انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً )(الحديد: الآية13) ، فلا نور لمن لا نور له.

كان سعيد هذا عالم التابعين، بعين واحدة، قالوا: من كثرة البكاء في السحر من خشية الله.
كان يذهب بهذه العين في ظلام المدينة إلى المسجد ويقول في سكرات الموت وهو يبتسم: والله ما أذن المؤذن منذ ا{بعين سنة إلا وأنا في المسجد قبل الأذان.

ولكن أتي خلف أكلوا نعم الله وتمرغوا في أيادي الله، ونسوا حظهم من الله، فأصبحت الصلاة في حياتهم من آخر الاهتمامات.

ودع عمر رضي الله عنه وأرضاه سعداً إلى القادسية وأخذه على جانب وأوصاه بالجيش وبالصلاة وقال: الله الله بالصلاة، فإنكم إنما تهزمون بالمعاصي.

وكان الصحابة إذا حضر الخوف، وتلاحمت السيوف، وأشرعت الرماح، وتنزلت الروس من على الأكتاف، تركوا الصفوف لطائفة وقامت طائفة تصلي.

نحن الذين إذا دعــوا لصـــلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا

جعلوا الوجوه إلي الحجاز فكبــــروا في مسمع الروح الأمين فكبـــرا

حضر أجدادنا الذين فتحوا الدنيا بلا إله ألا الله حصار كابل عاصمة أفغانستان وطوقوها من كل جهة، ولبسوا أكفانهم لأنهم يريدون الحياة في عز أو الموت في سبيل الله، )قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْن)(التوبة: الآية52) إما الشهادة وإما النصر.

فإما حياة نظم الوحي سيرهــــــــا وإلا فموت لا يسر الأعاديــا
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنــــــــا كفي بالمطايا طيب ذكراك حاديا

وقفوا بأكفانهم يحاصرون كابل، ولما صلوا الظهر قال القائد العظيم فتيبة بن مسلم الذي كان قبل المعركة يبكي ويمرغ وجهه في التراب ويطلب النصر من الله، فلما وقف بعد صلاة الظهر وكان جيشه مائة ألف قال: ابحثوا لي عن الرجل الصالح محمد بن واسع، أين هو؟ محمد بن واسع، مفتي الجيش الإمام الزاهد العلامة، قال: ابحثوا لي أين هو في هذه الساعة.. ساعة الصفر.. ساعة تنزل النصر من السماء.. ساعة بيع الأرواح .ز ساعة تفتح الجنان واستقبال الحور العين لشلهداء.. ساعة حضور الملائكة.

قال : ابحثوا عن محمد بن واسع، فالتمسوه فوجدوه يبكي وقد اتكأ على رمحه ورفع أصبعه يقول: يا حي يا قيوم.

فأخبروا قتيبة فدمعت عيناه ثم قال: والذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مئة ألف سيف شهير، ومن مئة ألف شاب طرير.
وابتدأت المعركة وانتصر المسلمون وصلوا صلاة العصر داخل كابل.
إنها الصلاة التي هي الحياة، حياة القلوب ، إنها الميثاق ، إنها العهد بين الإنسان وبين الله، ويوم يتهاوان بها أو لا يصليها المسلم جماعة مع استطاعته فعلم أنه قد أدركه الخذلان، وأن حبل الله قد انقطع منه وأن اللعنة قد نالت .

عباد الله إن من أسباب سعادتنا وحفظ الله لنا ورغد العيش الذي نعيشه أن نحافظ على عهد الله في الصلاة وأن نتواصي بها.

يقول لقمان عليه السلام لابنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك)(لقمان: الآية17) فهل من مصل؟ وهل من مؤد للصلاة في أول وقتها؟ وهل من حريص على تلك الشعيرة العظيمة التي أتي بها صلي الله عليه وسلم ؟ فإنها الحياة.

طعن عمر في صلاة الفجر رضي الله عنه وأرضاه ، ففاتته ركعة واحدة، غلبه الدم وحمل على أكتاف الرجال ووصل إلى بيته فقال: هل صليت؟

قالوا : بقي عليك ركعة.

فقام يصلي فأغمي عليه ، ثم عقد الصلاة فأغمي عليه، ثم أتم الركعة.

فقال: الحمد لله الذي أعانني على الصلاة، الله الله في الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

فمن حفظ الصلاة حفظه الله، ومن ضيع الصلاة ضيعه الله ، ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: الآية45).

أقول هذا لأني أخشى أن يؤخر الناس الصلاة لظروف الاصطياف في أبها وما جاورها ، فربما يجعل الرغد والأمن والسكينة بعض النفوس تلهى عن الله، وتبعد عن الله، أو تؤخر فريضة الله، بحجة النزهة أو الزيارة أو الفرجة.

فالله الله في الصلاة يا عباد الله من مقيم ومصطاف ، أدوها في وقتها بخشوع لعل الله أن يرحمنا .










آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:22 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى

وأما عن يوم الجمعة فأقول:







إن يوم الجمعة أفضل الأيام عندنا أهل الإسلام..يوم الجمعة عيد لنا.. يوم الجمعة تاريخ.. يوم الجمعة له قصة من أعظم القصص.. هذا اليوم الذي نعيشه في هذه اللحظات خلق الله فيه آدم وأدخله الله الجنة وأخرجه من الجنة وفيه تقوم الساعة.

هذا اليوم وهذه الساعة كان هو موعد النزال بين موسى وفرعون، يوم الصراع العالمي بين الحق والباطل، يوم نزل موسى بلا إله إلا الله والعصا، وفرعون بالدنيا ودجاجلة الدنيا وسحرة الدنيا فقال: ) مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً)(طـه: الآية59) .

ولكن ما هو واجب هذا اليوم علينا؟

إن مما يؤسف له أن كثيراً من الناس جعلوا هذا اليوم موسماً للنزهة، وفي طريقهم يضيعون صلاة الجمعة، فلا يحضرون الخطبة ولا يؤدون شعائر الصلاة، ولا يتهؤون لهذا الجمع العظيم الذي هو جمع من أعظم الأيام في أيام الله.

فمن الصباح الباكر والملائكة على أبواب المساجد تسجل الأول فالأول، فإذا دخل الخطيب طوت الصحف وأنصت لسماع الخطبة.

ومن الصباح والكائنات مصغية تنتظر قيام الساعة كما صح به الحديث.

وقد نص شيخ الإسلام على أن المسافر إذا حضر صلاة الجمعة في المدينة فإن عليه أن يحضرها في المسجد.

فالمسافر وهو في حال السفر إذا نزل في مدية تقام فيها الجمعة عليه وجوباً أن يحضر صلاة الجمعة ليستمع الخطبة، ليعيش مشاعر المسلمين وأحاسيس المسلمين.

أيها المسلمون *! في يوم الجمعة علينا واجبات:

منها الاغتسال والطيب، وقد أوجبها بعض أهل العلم والجمهور على سنية الغسل.

لماذا الاغتسال؟

للقاء الله، لأنه يوم عيد وربما أتتك المنية في هذا اليوم، وهو يذكرك بيوم العرض الأكبر على الله، واليوم الأكبر يوم القيامة يتجمل له بغير هذا الجمال الظاهري الذي نتجمل به هذا اليوم ، فليس في يوم القيامة مطارف ولا ثياب ولا زينة ظاهرية، )يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة:18)

السجل مكشوف ، والبدن عار، والقلب مفتوح ، والضمائر معروفة، والتاريخ مفتوح أمام من لا تخفي عليه خافية، )وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(الأنعام: من الآية94)، )وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا )(الكهف: من الآية49).

كان عمر رضي الله عنه وأرضاه ينبه الناس على هذا اليوم ويأمرهم بالتهيؤ فيقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر على الله.

أما الظواهر فجميلة ، ولكن البواطن فلا ندري ما حالها.

لبسنا واشياً من كل حسن فما سترت ملابسنا الخطايا

وتلك قصورنا بالجو شاخت وتلك قبورنا أضحت صلايا

أيها المسلمون ، ومن المشاعر الحية يوم الجمعة كثرة قراءة القرآن، فهل يعقل أن الخطيب يدخل وبعد دقائق يدخل المصلون بعده؟ بل أن المساجد يبقي فيها مجال وسيع للناس، فإذا سلم الخطيب دخل المتخلفون بلا أجور يشهدون الصلاة.

فأين الساعة الأولي؟ والثانية؟

وأين أهل الصفوف الأولي؟ ولا يزال قوم يتقدمون حتى يقدمهم الله في من عنده، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله في من عنده.

وبعض الغوغاء الذين لا يفهمون أحكام الله يبيعون ويشترون بعد النداء الثاني وبعد دخول الخطيب، أي بيع لهم؟ لا أربح الله بيعهم *! ولا أربح الله تجارتهم، والملائكة تنصت الاستماع ، والسماء مفتوحة لصعود الدعاء، وخطباء الأمة الإسلامية على المنابر، وقلوب الناس منفتحة لسماع كلام الخطيب، والسكينة تغشي الناس، والرحمة تحف بهم، والله يباهي بهم في السماء، وهؤلاء اللاهون يبيعون ويشترون ويجرحون مشاعر المسلمين.

إنه جرح لمشاعر المسلمين أن يباع وأن يشتري بعد النداء الثاني، وإنه تعد على حرمة صلاة الجمعة.

ومن الآداب والسنن يوم الجمعة كما ذكرت التطيب لها والتزين لأن الله يقول: )يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(لأعراف: الآية31) .

فيا أيها المسلمون: الصلاة الصلاة ، عليكم بالمحافظة عليها، ويأتي على راسها صلاة الجمعة، فحافظوا عليها وأدوها بخشوع، واستعدوا لها لعل الله أن يرحمنا برحمته.

والله أعلم، وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.








آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:23 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



دفاع عن المرأة



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



يقول المولى جلت قدرته وهو يذكر الناس بتقواه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13)

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21) .



قال بعض أهل التفسير وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (النساء:1) أي: خلق حواء من ضلع آدم.



وقال غيره: بل كل زوج من أصل الزوج الآخر ) لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )(لأعراف: الآية189) أي يسكن بعضهم إلى بعض. وسمي الله الأزواج سكناً وهن ستر في الدنيا والآخرة.



وقد حث صلي الله عليه وسلم على الرحمة بالمرأة ودافع عنها، وهو الذي أعلن حقوقها يوم عرفة فأوصي بهن، ولقد رزقه الله أربع بنات وأحيا الله بناته حتى رآهن وزوجهن ودفن بعضهم، وكان يبدأ بهن قبل أن يسافر ويبدأ بهن إذا وصل من السفر من حبه لهن صلي الله عليه وسلم .



كان يقول صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (( إن المرأة خلقت من ضلع)) وقال ابن عباس : من ضلع آدم.



وقد روي أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إن النساء شقائق الرجال))، حديث حسن.. والمعني أن المرأة شقيقة الرجل ، وأنها نصف المجتمع ، وأنها مؤدبة للرسالة في بنات جنسها.



والمرأة عندنا أم وزوجة وأخت وبنت ومعلمة ومربية وداعية. قال سبحانه وهو يتفضل على عباده في العمل الصالح: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(الأحزاب: الآية35)، وذكر الله أفعال الخير حتى ختم الآية.



ويقول سبحانه وتعالي في سورة آل عمران يوم ذكر الدعاة والمجاهدين والمهاجرين: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض)(آل عمران: الآية195) وقال سبحانه وتعالي: )وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71).



فهناك حزب هم المؤمنون والمؤمنات، وهناك حزب هم المنافقون والمنافقات ، وهناك لواء المسلمين والمسلمات، وهناك لواء المشركين والمشركات.



وقال صلي الله عليه وسلم : (( الله الله في النساء فإنهن عوان عندكم))، قال أهل الغريب: عوان: أي أسيرات.



فالمرأة أسيرة وواجب على المسلم إن يرحمها وأن يقدرها ويحترمها.



وصح عنه صلي الله عليه وسلم عند أبي داود وغيره أنه قال: (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، فخير الناس لأهله محمد صلي الله عليه وسلم . قالوا لعائشة: كيف كان صلي الله عليه وسلم إذا دخل عليكن..قالت : ( كان يدخل ضاحكاً بساماً)، برغم المشاكل التي تطوف بأمته والحوادث المستقرة على رأسه، ولو وضعت على كثير من البشر لما استطاعوا حملها.

وفي كتاب البخاري في الأدب قال زيد بن ثابت: المزاح مع الأهل، والوقار خارج البيت. وبعض الناس عكس ذلك؛ مزاح ضحاك مع زملائه.. وقطوب عبوس مع أهله في بيته.



وقال بعض الشعراء المسلمين:



سلام أيـــها الأم الـــحنــــون

ويا أم الــــرجال الشجـــــون

فأنت ولــودة الأبطال نحـــــمي

عفافك بالجمـــاجم لا يهـــــون



وقال أديب عصري يدافع عن المرأة أما الحضارة الزائقة المزعومة:



أخرجوها من العفاف إلى الســــوق

وشقوا جلبابها بالمخــــاصــر

جعلوها علي المجـــــلات رمزاً

للهراء المـــفضوح بكف فاجــر

وادعوا أنهم بها قد حرروا الجيــل

وقد مزقوا الحياء بالخناجـــــر



دخل أحد الحكماء على ملك من الملوك فوجد طفلة الملك جالسة عند الملك، فقال الملك: سمعت أن الناس يقولون إن البنات يقربن البعيد ويبعدن القريب ويقطعن الأرحام.



قال الحكيم : كلا أيها الملك، والله إنهن رياحين القلوب، أتين بالرجال وحملن بالأبطال..درر مكنونة ومطارف مصونة.. يقمن على المريض ويذكرن الميت.. رحيمات بالأولاد خدومات للأجداد.. حجاب عن النار وكنز في السواد.



وقد قال صلي الله عليه وسلم : (( من عال جارتين فرباهن وأحسن إليهن وزوجهن كن له حجاباً من النار))، فالحجاب من النار تربية البنات في البيت على تعاليم الكتاب والسنة.



قال أبو الطيب المتنبي وهو يرثي أخت سيف الدولة:



ولو كــان النساء كمـــن عرفنا

لفضلت النســـاء علـــى الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيـــب

ولا التذكير فخــــر للهـــلال

يقول : لو كان النساء مثل أختك يا سيف الدولة فضلت النساء على الرجال. ففي الرجال من لا يساوي قلامة ظفر من امرأة، وفي النساء من تساوي ألف رجل.










آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:25 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




لماذا نهتم بالمرأة؟



لماذا ندافع عن المرأة؟ لأنها مظلومة ظلمت من المجتمع الجاهلي الوثني الشركي في الجزيرة العربية.. فحرموها الميراث والرأي وجعلوها عقيماً عن حمل المبادئ ، واستخفوا بها وعملوها كما عاملتها الحضارة الغربية والثقافة المادية تماماً.



فأي مصيبة حلت بالمرأة في جاهليتها؟ مصيبة دهياء لا يعلمها إلا الله.



وهي مظلومة من الوضع الكافر الذي نعيشه الآن يوم أخرجوا المرأة بعد الحرب العالمية الثانية لتقود الدبابة والطائرة، وتأخذ السلاح وتحمل الكلاشنكوف ، وتصارع الأبطال ، وتقاتل في ساحة المعركة، وتكون جندية مرور.



إنها والله أمور تدل على أنهم ما قدروا المرأة حق قدرها وخذلوها في أعظم شيء تملكه وهو العفاف والحياء والطهر.



والمرأة مظلومة من بعض الآباء لأن كثيراً منهم لا يعرق قدر المرأة ولا يستشيرها ولا يعتبر رأيها، ومنهم من كان حجر عثرة في زواج ابنته، فإذا ما تقدم الكفء رفضه برأيه هو لا برأيها .. ولا يخبرها، حتى تعيش العنوسة والأسى.



وهي مظلومة أيضاً من بعض الأزواج .. فهو يتعامل معها كأنها دابة في البيت..فلا احترام ولا رحمة ولا سماع رأي ولا مناقشة بالتي أحسن، ولا حقوق ، وإنما هو يراها من صنف آخر ويتعامل معها بفظاظة وغلظة.



والله عز وجل يدافع عن المرأة لأن المرأة من المسلمين المؤمنين ..قال سبحانه وتعالي: )إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)(الحج: الآية38).



والرسول صلي الله عليه وسلم يدافع عن المرأة منذ أعطاها حقوقها وسن لها صلي الله عليه وسلم ما لها من حق في كثير من المناسبات. ولكن المجتمع لما جهل الفقه في الدين، وجهل الكتاب والسنة، حدث فيه أشياء يستغربها العقلاء، فمثلاً:



منها: أنهم يقولون في المجالس إذا ذكر أحدهم المرأة( المرأة أكرمكم الله)!!فهذا الجاهل وهذا الأحمق، ظن أنه إذا ذكر المرأة دنس الأسماع أو المجلس فيقول: ( أكرمكم الله)، فهذه كلمة خاطئة وحرام أن ينطق بها وأن تقال.. وعلى من حضر المجلس وسمع أن ينكر بأشد الإنكار.



ومنها: أن بعض الناس يجد غضاضة ويجد احتقاراً ويجد نقصاً بأن يتكني لاسم البنت أو المرأة ، فيأنف أن نقول له : ( يا أبا فاطمة)و( يا أيا أسماء) و( يا أبا خديجة) ، وهذا خطأ وقد تكني الصالحون ببناتهم، والأبطال في المعارك.



وكان كثير من السلف يسمي الرسول صلي الله عليه وسلم ويكنيه( أبا الزهراء)، أي فاطمة البتول بنت الرسول صلي الله عليه وسلم التي يقول فيها محمد إقبال شاعر الباكستان:



هي بنت من؟ هي أم من؟ هي زوج من؟

من ذا يســـاوي في الأنــام علاها

أما أبوها فهــو اشرف مرسل

جبريل بالتـــوحيد قـــد ربـــاها

وعلى زوج لا تســـل عنه سوي

سيفـــاً غـــدا بيمينـــــه تياها

وقال شوقي:



أبــا الزهـــراء قد جاوزت حدي

بمـــدحك غير أن لي أســــــاء



وكان صناديد العرب ينتسب الواحد منهم لأمة ليزداد شرفاً وفخراَ بصفتها أنها عفيفة وشريفة وأنها محترمة.



قال الشاعر ـ وهو جرير ـ :



فمــا كعب بن مامة وابن سعدي

باشرف منك يا عمر الجـــوادا

تعود صالــح الأخــلاق إنـي

رأيت المرء يلـــزم ما استعـادا

عليكم ذا الندي عمــر بن ليلي

كريــم المال قد سبق الجــــوادا



وعمر بن ليلي هو عمر بن عبد العزيز ، وكان يرتاح إذا قالوا له: يا ابن ليلي.



وكان عثمان رضي الله عنه يرتاح في مجالسه إذا قالوا له يا ابن أروي.



ودخل النابغة الذبياني على النعمان بن المنذر ومدحه في قصره أمام الناس وأثني عليه وعلى حكومته في المناذرة وهم ملوك العرب وقال:



ولا عيب فيهـــم غير أن سيوفهـــم

بهن فلــــــول من قراع الكتائب

توارثنا من أزمان يوم حليمــــــة

على اليـوم قد جربنا كـــل التجارب



فيقول : من عهد جدتكم حليمة وسيوفكم تقطر دماً من أعدائكم! فارتاح وأعطاه الجائزة.



وكان قطري بن الفجاءة كنيته(أبو نعامة) وهي بنته، وقيل فرسه، والصحيح أنها بنته، فكان إذا حمي الوطيس خلع خوذته من على رأسه وقال: ( أنا أبو نعامة).



وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يسمي النساء بأسمائهن.. وكان الصحابة يتداولون أسماء نساء الصحابة ، وبنات الصحابة، وأخوات الصحابة، لأنها ما دامت شريفة وعفيفة وطاهرة فهي جزء من المجتمع.

دخلت زينب امرأة ابن مسعود والحديث في الصحيحين واستأذنت على الرسول صلي الله عليه وسلم ، وكان بلال بالباب ، فقال صلي الله عليه وسلم : (( من بالباب))؟



قال: امرأة ابن مسعود..فأذن لها.



وفي الصحيحين أن أم هانئ أخت على ابن بن أبي طالب استأذنت فقال صلي الله عليه وسلم (( من))؟



قالت: أم هانئ.



قال: (( مرحبا بأم هانئ)).



ونحن نعرف قائمة نساء الصحابة.. نعرف اسم امرأة أبي بكر وعمر وعلى وعثمان والعشرة وأهل بدر وشعراء الصحابة . ولكن لما طال الأمد أنف بعض الناس أن تذكر أسماؤهن.



ومن الأخطاء المعاصرة في حق المرأة: عدم سماع رأيها وفكرها.. ويرون أن المرأة لا تأتي برأي صائب! ويقولون : إن شارت عليك المرأة برأي فخالفها!



وهؤلاء مخطئون.. بل كثير منهن في رأيهن البركة والخير الكثير، والرسول صلي الله عليه وسلم كما في الصحيحين استشار الجارية عن عائشة وعن عفافها، وعن سترها ، فأشارت على رسول الهدي صلي الله عليه وسلم ، فكيف بالعاقلات الكبيرات المؤمنات الداعيات المحترمات.



ومنها: حرمانها الميراث، وهذه مأساة تعيشها المجتمعات البدوية والقروية والقبلية .. ويرون من العيب أن تذهب المرأة وتطلب ميراثها من أهلها، وينددون بمن يفعل ذلك، وهم المخطئون، وعلى هؤلاء أن يؤدبوا تأديباً رادعاً يزجرهم هم وأمثالهم، وأن ترفع قضاياهم للمحاكم الشرعية حتى يؤخذ بحقهم الإجراء اللازم لأنهم خالفوا شرع الله ورفضوا الكتاب والسنة.



ومنها: تحجيم دورها في الولادة والإنجاب.. فيفهم بعض الجهلاء أن دور المرأة أن تنجب ، وأن تحمل ، وأن تضع الطعام، وأن ترضع فقط، وأما غير ذلك من الحياة ليس لها مجال في ذلك. وهذا خطأ ، لأن لها التربية ولها أن تعلم البنات، ولها أن تدعو، ولها أن تشارك برأيها، ولها أن تشارك بدعائها، ولها أن تقوم على أطفالها، ولها أن تخرج الزعماء والقادة والشهداء والصالحين.



ومنها: إتعابها بالعمل وتكليفها فوق الطاقة. وهذا يوجد في المجتمع البدوي والقروي والقبلي، فيجعلونها تكدح كدحاً لا يعلمه إلا الله ، حتى كأنهم لا يتصورون لها طاقة محدودة وأنها ضعيفة، وأنها تحمل وتضع، وأنها تعاني الأمرين، فتشارك في الزراعة والحراثة وفي رعي الأغنام وفي صنع الطعام وفي كنس البيت وفي غير ذلك، حتى تبقي تعمل الساعات الطويلة من العمل المضني الذي لا يعمله إلا عمال المناجم!



وهذا أمر لا يقره الإسلام، فهن لهن طاقة.. وهي امرأة ضعيفة .. وكان صلي الله عليه وسلم يقول: (( الله الله في النساء))، أي إنهن ضعيفات لا يستطعن حمل كثير من الأمور.



ومنها: حرمانها من التعليم في بعض الجهات.. والتعليم عندنا جائز بمواصفات إسلامية وتحت مظلة )إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).



عن تعليم المرأة ما يقوم بشؤون دينها وما يجعلها خائفة من الله متحجة متحشمة لهو من أفضل التعليم.



وقد علم الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابيات. وأتت امرأة فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بك يجاهدون معك ويحجون معك ويغزون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فجعل لهن صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين يعلمهن في ذاك اليوم ويفتيهن صلي الله عليه وسلم



وفي الصحيحين أنه خطب يوم العيد ثم قال لبلال: (( هيا بنا إلى النساء)) فخطبهن النبي صلي الله عليه وسلم وقال: (( تصدقن ولو بحليكن)) ، أو كما ورد في الحديث.



فقضية أن تبقي المرأة جاهلة لا تعرف القرآن ولا تحفظ كتاب الله عز وجل، ولا تعرف السنة والفقه.. قضية خاطئة نرفضها.



وأما التعليم الفاضح الذي يدعو المرأة أن تشارك الرجل في البرلمان، وأن تشاركه في حقوق الحياة، وأن تخرج متبذلة متكشفة سافرة، فهذا نرفضه وتعتبره تعليماً جاهلياً لا يزيدها إلا رداءة ولا يقودها إلا إلى النار.



نحن نريد تعليماً إسلامياً موقراً مقدساً يقودها إلى جنة عرضها السماوات والأرض كما كانت نساؤنا الأوائل.



فقد كانت عائشة رضي الله عنها عالمة. قال الزهري: كانت عائشة تحفظ من الشعر ثمانية عشر ألف بيت. وكانت تفتي الصحابة في معضلات المسائل. وهناك كتاب ألفه بعض المحدثين اسمه( استدركته عائشة على كبار الصحابة).



وفتاويها جمعت في مجلد كبير وهي مجتهدة ومتطلعة.



وعمرة بنت عبد الرحمن عالمة من عالمات التابعين.



ومعاذة بنت سعيد بن المسيب كذلك.



وكذلك كريمة بنت أحمد شيخة ابن حجر في فتح الباري! روت لأكثر من ستين ألفاً صحيح البخاري، وعالمات كثيرات حملتهن الكتب والسير والتواريخ.



ومنها: وضعها في عمل لا يليق بمكانتها.. كرعيها الأغنام والخروج للاحتطاب، وكذلك تريبها على السلاح والجيش، وفي المرور، وفي مواجهة الناس كالجوازات وعلى المنافذ العامة، وفي المستشفيات، وفي مباشرة الرجال، وفي النوادي الطبية وفي أماكن التمريض. فكل هذا لا يجوز في الإسلام ، فلا بد أن يكون عملها في حقلها مع بنات جنسها لا تري الرجال ولا يرونها.



وقد سألت صحابية رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو حديث حسن: ما أحسن شئ للمرأة ؟ قال: (( أن لا تري الرجال ولا يرونها))، وهي وصيته صلي الله عليه وسلم التي تبقي ابد الدهر خلا للمرأة في دنياها وأخراها.



ومنها : أن أي مشكلة تقع في البيت تجعل من نصيب المرأة، فهي سببها وأساسها، بل تجد في القضايا الشرعية عند القضاة إذا أتي الرجل يتحدث بسط لسانه في زوجته وتكلم عن ظلمها وعن إساءتها .. وهي خجولة لا تستطيع أن تبدي حجتها فيظلمها ويزيد عليها.



فهي كما قال تعالي: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (الزخرف:18) .



ومنها: عدم فتح مجالات الدعوة للمرأة ، فينبغي أن يجعل لها محاضرات ودروس لبنات جنسها، أو حلقات تعليمية في القرآن وفي علم الحديث والتفسير والفقه، أو تقوم المرأة كذلك في حيها بجمع جاراتها على درس أسبوعي أو في القرى؛ لأن النساء يعشن في جهل رهيب بالتعاليم الشرعية.. فضلاً عن ما يخطط لهن من الأعداء.



ومنها: توجيه الغزو الفكري والخلقي للمرأة بواسطة المجلات والأفلام. وقد رأيت في بعض الأسواق أكثر من 18مجلة تحمل صور المرأة على الغلاف، وهم يعرضون المرأة في باب الجمال فقط، لا يعرضونها من باب الدين، أو أنهم يشيدون بعقلها أو بمكانتها أو بمستواها العلمي أو بذكائها أو بمصداقيتها أو بطهرها، إنما بجانب الجمال المتهتك!!



وأيضاً مجلات الأزياء تحمل أحجاماً كبري في تفصيلات الموضات الجديدة والأشكال والطرازت الحديثة في لباس المرأة وفي زيها.



وأيضاً مجلات الخياطة والتفصيل ، فهناك مقاسات كاشفة فاضحة عارية تعرض في البيوت.



أيضاً الأغاني التي أمطرت بها الأسواق وأحرج بها الناس.



أيضاً فقد جعلت المرأة في كثير من الأماكن وسيلة للدعاية كوضع المضيفات مثلاً.



وكذلك سكرتيرات في بعض المكاتب، وفي بعض السفارات، وفي بعض المنتديات والنوادي ، وكذلك في الفنادق وأماكن تجمع الناس.



ومنها: أن الكثير من الناس يدعون إلى التعدد ولا يذكرون العدل بين الزوجات الذي هو الأهم. فإن كثيراً من المحاضرين والدعاة يدعون الناس إلى أن يعددوا وأن يكثروا من الزوجات، ولكن لا يذكرون في محاضرة واحدة.. العدل بين الزوجات، فإن هذا أهم.



ولذلك وجد من تزوج بثانية فأهمل الأولي تماماً، فجعلها ليست مطلقة ولا متزوجة، وإنما معلقة، وجعلها كأنها خلقت هكذا لا اعتبار لها في الحياة.



ومنهم من ظلم حتى أنه يعطي هذه ثلاث ليال وهذه ليلة !.



ومنهم من لا يعدل في النفقة، ولا في الخلق، ولا في السكني، ولا في الطعام، ولا في غير ذلك مما يجب العدل فيه.



ومنها: مطالبة المرأة بحقوق الرجل دون ذكر حقوق المرأة على الرجل. فتجد كثيراً من الناس يطلبون من المرأة أن تؤدي حقوق الرجل كاملة غير منقوصة..أما حقها فلا يذكر!.



ومنها : التعامل معها بعنف وفظاظة إلى درجة الضرب حتى إن بعضهم يعلق( مشعاباً) في بيته!.



وهذا ظلم وإثم عظيم.. وقد قال صلي الله عليه وسلم : (( قد طاف بأبيات آل محمد نساء يشتكين من أزواجهن، وإن أولئك ليسوا بأخياركم أو من خيرتكم))، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



فمن يفعل ذلك ليس من خيرة الناس وليس من صفوتهم.



جاءت فاطمة بنت قيس إلى الرسول صلي الله عليه وسلم واستشارته في ثلاة تقدموا لها: ( ابو الجهم، ومعاوية بن أبي سفيان، وأسامة بن زيد).



فقال: (( أما معاوية فرجل صعلوك لا مال له))



(( وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه))، أي أنه يضرب نساءه.



((وأما أسامة فرجل خير، أنكحي أسامة)).



قالت: فتزوجت أسامة فاغتبطت به.



فالضرب ليس حلاً شرعياً إلا في مواطن ذكرها الله ـ عز وجل ـ في كتابه، وأن يكون ضرباً غير مبرح، وهو أن لا يكون مؤذياً، ولا يكون في الوجه ولا على البطن أو مكان حساس.



قيل لأحد القضاة ـ وكان يحب زينب امرأته وجلست معه أربعين سنة ـ: اضربتها في حياتك؟



قال: والله ما مددت يدي عليها.



ثم أنشد:



رأيت رجــالاً يضربون نســـاءهم



فشلت يميني يوم اضرب زينبــا



ومنها: اشتغال كثير من الناس في أمور الحياة.. وترك المرأة بلا حقوق، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إن لأهلك عليك حقاً)).



ومنها: التجريح للنساء بكلمات بذيئة كاللعن والشتم.



والكثيرات منهن تتوهم أن اللعن طلاق وأنها تخرج من عصمته، والصحيح أن اللعن كبيرة من الكبائر.. وعليه أن يستغفر ويتوب.



ومنها: إفشاء سر المرأة وخصوصيات حياتها مع زوجها، والمرأة إذا أفضت إلى زوجها أو أفضى لها بحديث خاص لا يصح أن ينشر.



ولكن تجد بعض الناس لبرودته وقلة شهامته، ولانخلاعه وقلة غيرته، يخبر زملاءه ,إخوانه بماذا قالت له!



وقد حذر صلي الله عليه وسلم من هذا، ووصف أولئك أنهم من أقل الناس مروءة ، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .



أيها الإخوة الكرام! هذا دفاع بسيط عن المرأة في حقوق قد أتثبتها لها الإسلام، فلعلنا أن نكون خير نصير لهن، وأن نبتعد عن تلكم الصفات المذمومة التي ذكرتها لكم.. وأن تعطي المرأة حقوقها كاملة.



والله أعلم وصلي الله على نبينا محمد.








آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:26 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى


لبيك أختاه





الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.



أما بعد..



يا فتاة الدين يا بنت الحجاب أنت في أوطان أسما والرباب



أنت من يحفظ الله لها عرضـ ـها بين الأفاعي والذئـــاب



استري وجهك عن حر اللظي وارتدي في زمن الفسق الثياب



وانعمي في ظل دين خالد رددي يا أختنا أم الكتـــاب



أتي صلي الله عليه وسلم بالنور .. وهذا النور لا يكون إلا في شرعه.. في الوحي المقدس الذي نزل به جبريل على الرسول صلي الله عليه وسلم ، ) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور: من الآية40).



وشارك في هذا النور المرأة والرجل جنباً إلى جنب، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً )(النساء: الآية1).



إذا الرجال والنساء.. يستقبلون النور من الله عز وجل ويتطهرون ويحملون الإيمان ويتعبدون لله عز وجل بإياك نعبد وإياك نستعين.



إذا..الرسالة للرجال والنساء.



إذا التكريم للجميع.. إذا.. حمل هذه المبادئ للذكر والأنثى، قال سبحانه : )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى )(آل عمران: الآية195)، فتشارك الأنثى الرجل في الاستجابة لدعوة الله عز وجل، )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(الأحزاب: الآية35) ، إنه عالم خالد يشارك فيه الصنفان والنوعان والفريقان، ويوم تطمس معالم النور ولا تهتدي المرأة إلى طريقها الحق، حينها تظل وتصبح لا قيمة لها في الحياة.



يقول( زولا) أديب الجنس الفرنسي وهو يهتك بالمرأة: إنها لا أثر لها في عالم الحياة! ويشكك الناس في المرأة هل هي إنسان أم حيوان!!



تعالي الله عما يقول ذاك المجرم.. بل هي المطهرة أم العلماء وأم القادة وأم الفاتحين وأم الزعماء..أليست هي أم عمر وطارق وأم صلاح الدين؟ أليست هي أم أحمد وأم الشافعي وأم أبي حنيفة وأم مالك وابن القيم؟ أليست هي المربية التي يحفظ الله بها سبحانه وتعالي الجيل ويرعى بها البيت يوم تحمل لا إله إلا الله؟ ويوم تتجه إلى الله متحجبة طيبة ورعة.



إن الإسلام قد رعي المرأة رعاية شاملة، فالرسول صلي الله عليه وسلم أعلن حقوقها في عرفات ونادى الناس صلي الله عليه وسلم وهو يقول : (( الله الله في النساء، فإنهن عوان عندكم))، وكان يقول صلي الله عليه وسلم : (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).



فعاش صلي الله عليه وسلم مع المرأة زوجاً وأخاً وابناً وأباً. وأكرمه الله عز وجل بأربع بنات، وعشن معه كثيراً ، بينما أبناؤه من الذكور كانوا يموتون في الصبا. وكانت بناته صلي الله عليه وسلم يسكن قلبه.. فكان إذا سافر زار فاطمة وإذا عاد بدأ بها.



وتقول عائشة كما في البخاري: كان صلي الله عليه وسلم إذا زار فاطمة قامت له وقبلته وأجلسته مكانها، وإذا زارته قام لها وقبلها وأجلسها مكانه. أي عطف، وأي حنان، وأي شفقة، وأي رحمة تلك؟



جاء الإسلام ليجعلها متحجبة كالشمس في الغمامة.. وكسماء المزن، وكالدرة في الصدف، فأبي المجرمون إلا أن يخرجوها سافرة متهتكة تتبع الأزياء وتبيع نفسها وتكون للدعاية.



إن العرب قبل الإسلام كانوا لا يعترفون بالمرأة المتهتكة.



نظر أعرابي إلي امرأته فوجدها تنظر إلى الأجانب، فغضب وتركها وفارقها. وقال:



إذا وقع الذباب علي طعـــام رفعت يدي ونفسي تشتهيه



وتجتنب الأسود ورود مـــاء إذا كان الكلاب ولغن فيه



وفي عالم اليوم أراد الإسلام للمرأة المسلمة العفيفة أن تخرج من حجابها والتزامها بدينها.. أن تخرج لتختلط بالرجال وتزاحمهم وتلاقيهم وتضاحكهم.. كل هذا بدعوى التحضر والتنور.



واستخدموا لذلك وسائل كثيرة على مر السنين الماضية، كان من أخطرها ..مجال الإعلام.



فبعد أن تمكنوا من إخراج المرأة في بعض الدول العربية والإسلامية الأخرى.. أرادوا لهذا البلد أن ينضم للركب.



فسخروا كل قواهم لنشر الفاحشة وإشاعتها بين نسائنا.



فابتدأت المجلات المفسدة بالحملة الشرسة ضد المرأة في المجتمع السعودي.



وتولت كبر هذه الحملة.. مجلة(سيدتهم) المذمومة ، فبدأت في طرح المقابلات مع بعض النساء السعوديات، والتركيز على مسألة التذمر من القيود الإسلامية على المرأة في هذا المجتمع.. ويسمونها ( تقاليد) ! أو ( عادات)!



وتوالت المقالات والمقابلات والكلمات والسخريات . ولكن كل ذلك مكتوب عند رب السماوات وسيجازى كل عامل بعمله.



ومهمتنا في هذه الأوراق أن نبحث سوياً عن حل لمواجهة مثل هذا الغزو المكثف .. لعل الله أن يرد كيدهم في نحورهم.



فما هي موانعنا أما هذا الزحف؟ وكيف نتقي هذا الإجرام.. وهذا الكفر والزندقة؟










آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:30 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى





- بتقوى الله عز وجل .. فلا حافظ لنا إلا الله.

تقوي الله عز وجل بامتثال شرعه واجتناب نهيه. والمرأة يوم تتقي الله لا تأتي بالأعمال المحرمة الفاتنة.

وتقوى الله تتضمن تذكر الآخرة بأهوالها، وتذكر أول ليلة توضع فيها هذه المرأة في قبرها .. وما سيواجهها في تلك الليلة من مفزعات.

كان بعض الصالحين إذا ذكر أول ليلة أغمي عليه. وهي ليلة مرعوبة، تكون المرأة مع زوجها ومع أهلها ومع أولادها متزينة ساكنة، فيخطفها الموت وتنقل إلى أول ليلة، إلى مكان لا أنيس فيه ولا حبيب ولا صاحب، ثم يظهر لبعضهن ـ والعياذ بالله ـ أنها خانت زوجها وخانت ربها وخانت أسرتها وخانت أمتها وخانت كتاب ربها وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .. فيا للعار ويا للدمار ويا للخسار ويا للنهاية المؤلمة الأسيفة.

قال تعالي: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).

المـــــوت فاذكره وما وراءه فمنــــه ما لأحد براءه
وإنه للفيصـــــل الذي بــه ينكشف الحــال ولا يشتبه
إن كان خيـــراً فالذي من بعده أفضل عنـــد ربنا لعبده
وإن يكن شــــراً فما بعد أشد ويل لعبد عن سبيل الله صد

هذه قضية كبرى، لعل المرأة أن تتأمل وأن تفكر طويلاً فيها.. يقول تعالي: )وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُم)(الأنعام: الآية94).

2-من الموانع: الحجاب الشرعي. هذه الشامة العظيمة التي أتي بها صلي الله عليه وسلم .. وهذه القيمة للمرأة والتي لا يملكها أي مجتمع آخر غير المجتمع المسلم.. بل إن بعضهم بدأ يطال بها لما رأي فوائدها.

ففي فرنسا بدأت الفرنسيات ينادين بالحجاب لأن الشعب يعي إلى الدمار والهاوية. فالأعراض مزقت، والمرأة لم تصبح لها مكانة، والمجرمين تعدوا الحدود..وأصبح الإنسان لا يجد مكاناً للعيش الآمن. والحجاب الذي أعنيه يتضمن تغطية وجه المرأة ويديها ؛ لأنها إن لم تغط وجهها ظهر للناظرين.. وظهرت زينتها وفتنتها.

وللأسف أنه يوجد من اكتفين فقط بتغطية الرأس وتعلقن ببعض الأدلة الواهية، وخرجن في الشوارع وخالطهن الرجال. وإن هذه كارثة ومخالفة لدين الله عز وجل.. إن هذا أول الهدم.. وأول الشرود عن منهج الله عز وجل.

ومن كانت في شك فلتراجع كتب أهل العلم ولتراجع الأدلة والبراهين.

2-الدعوة في سبيل الله والدعوة إلى منهج الله، أي تكون المرأة داعية مؤثرة..وإنني أشكر كل الشكر داعيات كثيرات في بلادنا بدأن في إرسال الكلمة بالتأثير على أخواتهن بواسطة الهاتف..بواسطة المراسلة.. بواسطة المحاضرة..وبواسطة إهداء الشريط الإسلامي. فعفا الله عمن فعلت ذلك. فوصيتي أن تنبعث المرأة داعية مؤثرة
في بنات جنسها وفي من حولها.. وتكون حاملة لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .

إن العلماء قدموا جانب الشباب والرجال، لكن القطاع المهم وهن النساء يحتجن لداعيات، يحتجن إلى مخلصات طيبات صادقات.. يوصلن كلمة الحق إلى القلوب ويتكلمن عما يراد بنا.

والعجيب ! أن بعض الكاتبات في الصحف يكتبن كلاماً ضاراً ويدعين إلى أمور تخالف دين الله..فأين الملتزمات؟

3- الزواج..فالله عز وجل سن الزواج سنة كونية بين الذكر والأنثى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً)(الرعد: الآية38) لتحفظ الأعراض ..وتحفظ الأنساب .. وتحفظ السر.

لتكون الأمة شريفة عفيفة مطهرة.

وقد وجد في مجتمعنا من يعارض زواج المرأة البكر.. أو يتباطأ في تزويج بناته بحجج واهية، مما أنتج انتشار ظاهرة العنوسة.

والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).

فعلى المرأة أن تتزوج إذا وجدت الكفء.

وعند الطبراني بسند حسن: (( من تزوج فقد أحصن نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر)).

وعلى المرأة أن لا تصدق هذه الدعوات التي نسمعها التي تنادي المرأة بعدم الزواج حتى تنتهي من الجامعة أو الماجستير!!فلا تتزوج حتى يذهب جمالها وشبابها فلا تصبح مرغوبة مطلوبة. وتضيع عمر الحياة الزوجية وعمر البيت وعمر الأطفال الذي هو من أحسن ما يكون ، والذي هو سر السعادة بعد الإيمان وبعد العمل الصالح.

ووصيتي أيضاً: نشر الفكر في جانب النساء والفتيات بأن لا يتأخرن في الزواج، فإن العنوسة مأساة.

واسأل الله عز وجل الهادية والثبات والسداد والرشد والعون، وأن يحفظنا من كل مكروه.. ومن كل سوء .. ومن كل من يريد بنا فساداً وشراً ، وأن يكفينا إياه بما شاء.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2010, 04:32 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




هموم فتاة



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



أيتها الأخت المسلمة المؤمنة ، يا صانعة الأجيال، وأم شباب الإسلام والقواد والعلماء والزعماء، إنك مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالي عن دورك في الحياة.



لماذا خلقت؟ ولماذا أوجدت؟ ولماذا سرت على وجه الأرض؟



والرسول صلي الله عليه وسلم هو الذي أتي بمهمة المرأة في الحياة، فجعلها أماً وزوجة وأختاً ومعلمة ومربية وراعية وحافظة.



وفي هذه الأوراق باقة ورد أريد أن أنثرها على راس كل فتاة وامرأة تريد الله والدار الآخرة. فهناك عدة مسائل يجب التحدث فيها إلى الأخوات والأمهات.






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
المدينة, المشاعر, الجمال, الدنيا, الحمراء, الجنوب, الدين, الوالدين, دروس, ضاقت, شباب, شرح

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator