كثيرا ما نجد تشابها كبيرا بين الزوج والزوجة بالرغم من عدم ارتباطهما بصلة قرابة.. فالذي يجعلهما متشابهين هو الرباط السحري الذي يربط بينهما علي مدي السنين الطويلة التي يقضيانها كزوجين, والذي يعيد تشكيل الملامح من جديد لتلائم الطرف الآخر ومع مرور الزمن يتشابهان في كل شئ حتي في رؤيتهما للأشياء.
وفي دراسة امريكية اعدها د. توني ليتل الطبيب النفسي بجامعة ليفربول وبالتعاون مع جامعة سانت اندروز ظهر ان معظم من شملتهم الدراسة هم مجموعة من الأزواج والزوجات مر علي زواجهم اكثر من عشر سنوات وقد بدوا متشابهين في الشكل وملامح الوجه رغم انهم في فترة الخطوبة لم يكونوا كذلك.
وارجع هذا التشابه الي الحياة المشتركة وإلي ردود الفعل المشتركة التي تخلق ملامح متشابهة.
وتعلق علي الدراسة د. مني عبد الرحمن أخصائية الأمراض النفسية وتقول ان التشابه بين الأزواج يعود الي المشاركة الوجدانية والعاطفية بينهما طوال سنوات الزواج, هذا الي جانب عدد من العوامل الأخري منها العادات الغذائية المشتركة والدافع اللا شعوري لدي احد الزوجين في تقليد التعبيرات الوجدانية الصامتة التي ترسم الملامح علي وجه شريك العمر والإيحاءات التي تظهر علي الوجه أثناء الحديث او الضحك او الألم,
فكلها تولد شعورا متماثلا عند الطرف الآخر, لأن من يحب انسانا يحاول التشبه به وبأفكاره وحركاته وتعبيرات وجهه الي جانب ترديد بعض كلماته, فالمهم في كل ذلك ان يكون هناك نوع من التفاهم العميق والمستمر.
وتؤكد د. مني ان هذا التشابه يعد أمرا يعكس الصحة النفسية للأسرة بصورة عامة, ولكن تحقيق هذا التشابة يعتمد علي قدرات الفرد وسماته الشخصية وقدرته علي التعامل مع الآخر ومدي تقبله وقناعته به.
ولكن هذا لا يعني ان كل زوجين غير متشابهين شكلا هما زوجان غير سعداء وغير متفاهمين, فالسعادة والتفاهم بين الأزواج هي سعادة نسبية, ومع قدوم الأبناء بملامحهم التي ورثوها عن كل من الأبوين تتوطد الروابط المشتركة بين الزوجين فيصبحان مثل النسيج الواحد.
المصدر : جريدة الأهرام