شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   عالم الحياه الزوجيه (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   الاطفال فى رمضان (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=133275)

ابو عمر المصرى 08-04-2011 02:14 PM

الاطفال فى رمضان
 
بوَّب البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعوِّذ قالت: "كنا نصوم ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار". العهن: أي الصوف.

وقال العلماء: وهو ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه، وقاسوه على الصلاة، والأمر بها: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر".
فما هو دورك أيتها الأم مع أولادك في رمضان؟

1- عند الاستعداد لاستقبال الشهر يجب الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين البيت؛ ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد.

2- لتكن لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضل أن يحضرها الوالد-، وحدثيهم عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، وانزلي لمستواهم في التفكير، وحدثيهم بما يفهمونه هم عن حب الله وطاعته.

3- ضعي معهم نظامًا لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.

4- حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتًا محددة في الجدول مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات مثل العفو وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.. وهكذا. وفي نهاية كل يوم يتحدث كل واحد منا ما فعل من خير في يومه، وهل وقع في محظور أم لا؟

5- قولي لهم بأنك أنت أيضًا تريدين الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنتِ أيضًا، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

6- أما الصوم فعليك بالتدرج مع الصغير عدة ساعات، ثم عدة أيام.
واجعلي مكافأة عن كل يوم يصومه، وعن أول شهر يصومه كاملاً. أما الأطفال الذين لا يصومون، فاجعلي وجبتيهم الأساسيتين: الإفطار والسحور؛ ليسمعوا الدعاء ويشاركوا الكبار فرحتهم، وراعي الفروق بين الأولاد في التحمل.

7- اهتمي بالبنات، وخاصة القريبات من البلوغ، وعلميهن فقه الصيام.

8- اهتمي بابنك المراهق في مرحلة البلوغ، وحاولي أن تعقدي صداقة معه تقوم على الثقة والتقدير بجانب العطف والحنان.

9- وفي رياض القرآن اجعلي للطفل الذي يحسن القراءة وردًا يوميًّا، وليقرأه من المصحف، ويستمع إلى قراءتك، واجعليه يقلدك ما استطاع.

ويمكن أن يقرأ مقرر المدرسة، ولكن عليك أن تحددي مكانه من المصحف، فهذا يشبع الإثارة عنده ويزيد رغبته في تقليد الكبار.

ولماذا لا يحفظ قدرًا ولو يسيرًا من القرآن في رمضان؟

10- عودي طفلك على الجود في رمضان، وأن يدخر من مصروفه لذلك، واروي لهم بعض القصص حول الصدقة مثل: ليته كان كاملاً.

11- اصطحبي -أنت والوالد- طفلك إلى صلاة القيام وصلاة الفجر، واهتمي بمحافظتهم على الصلوات الخمس.

12- أفهمي ابنك وابنتك أن الصيام لا يصلح بدون الخلق الحسن.

13- هل ستتركين ابنك فريسة للتليفزيون؟! حاولي توظيفه جيدًا واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة.

14- وأخيرًا استعيني بالله وتوجهي إليه بالدعاء أن يتقبل الصيام والقيام، وأن نخرج من رمضان بحال أفضل مما دخلنا بها.

ابو عمر المصرى 08-04-2011 02:16 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
تهيئة الطفل نفسيًّا للصوم:

الاستعداد النفسي للصيام مهم بالنسبة للطفل، وخصوصًا صغار السن منهم، فيبدأ الأب يُمهِّد للطفل بكلامه حول هل ستصوم هذه السنة؟ وهل لك أصدقاء سيصومون معك؟ مع ضرورة التدرج في عدد ساعات الصوم، وضرورة إلهاء الأطفال أثناء الصوم بما يُحبون من الألعاب ونحوه؛ وذلك اقتداء بما كان يفعله الصحابة -رضوان الله عليهم- مع صغارهم؛ فعن الربيع بنت معوذ -رضي الله عنها- قالت: أرسل النبيغداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم". قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار"[1].

وكذلك ضروري ألا يتم معايرة الوالدين أو أحد أفراد الأسرة لإفطار الطفل قبل موعد الإفطار، بل يكون هناك تحفيز ويؤكدون له بأنه لو أتم صيامه لآخر اليوم فسوف تكون هناك مفاجأة كبيرة له، وعندما يتم الطفل أول صيام كامل له، يكون الإفطار عبارة عن حفلة تحتفل فيها الأسرة بأكملها بإتمام الطفل الصيام لآخر اليوم.

كذلك يمكن استخدام القصة المفيدة والنافعة لتوصيل إيحاء إيجابي للطفل حول الصيام، والصبر على ما نحبه هو الطريق للفلاح في الحياة المستقبلية للطفل. مع عدم إظهار الشفقة الزائدة عن الحد أمام الطفل بسبب جوعه أو عطشه، بل تحفيزه ودفعه إلى ذلك بأنه رجل ويتحمل المشاق.
تهيئة الطفل نفسيًّا للصلاة والقيام:

وكذلك الاستعداد النفسي للصلاة والقيام (التراويح) في المسجد -بشرط أن يكون الطفل واعيًا ولا يسبِّب مشاكل في المسجد- فنربط الطفل بالمسجد وصلاة التراويح بأن نجعل هناك نزهة بعد كل صلاة ولو بسيطة للطفل وشراء حلوى وما شابه للصغار، حتى ولو لم ينزل الطفل للصلاة؛ حتى يرتبط المسجد والصلاة معه بكل ما يتمناه ويريده.

وكذلك مراعاة إحضار جميع الأبناء إلى المسجد، وعدم ترك أحد في المنزل بأي حجة؛ كي لا يكون سببًا في تقليل همة البقية، مع إمكانية مشاركة الصبية الصغار في أعمال بسيطة داخل المسجد وأثناء الصلاة، من توزيع المياه والتمر على المصلين؛ مما يُعزز من ثقته في نفسه، ويجعله منفتحًا على الآخرين.
تهيئة الطفل نفسيًّا لقراءة القرآن والذكر:

الطفل الصغير ما هو إلا نسخة مصغرة من والديه، فإذا رأى والديه يقرءون القرآن ويذكرون الله، حتى وإن لم يكن قد أتقن النطق وهو صغير بعد، فسنجده يتمتم بكلمات غير مفهومة مقلدًا والديه؛ لذا فالوالدان هما مفتاح السر هنا في تهيئة الأطفال منذ صغرهم لحب القرآن وذكر الله.

وفي رمضان يكون استعداد الطفل النفسي على أشده؛ لذا يجب على الوالدين تحفيز ذلك الشعور وتنميته بوسائل عدة معنوية ومادية، مع مراعاة التدرج في قراءة القرآن.
رمضان والتلفاز:

بالنسبة لمشكلة التلفاز في رمضان، يُقترح أن يعقد الوالدان اجتماعًا عائليًّا يحددون فيه وزيرًا للإعلام داخل الأسرة من أبنائهم، ويقومون متعاونين بتحديد البرامج المفيدة والنافعة التي يمكن مشاهدتها أثناء الشهر الكريم، ويتم عرض هذا البرنامج في مكان ظاهر بجوار التلفاز، ويُعاقب من يخالفه أثناء الشهر.

وكلمة أخيرة أن الأمر عائد إليكما أيها الوالدان في تكوين ذاكرة إيجابية لدى صغاركم حول هذا الشهر الكريم، فتعامل الأب والأم مع الطفل أثناء الصيام بشيء من الغلظة والعصبية مع التحجج بالصيام هو ذاكرة سلبية لرمضان تخزن لدى الطفل، وتؤثر في اتجاهاته وسلوكه نحو هذا الشهر العظيم؛ لذا يجب على الوالدين تكوين ذاكرة سعيدة ومبهجة لصغارهم نحو هذا الشهر الفضيل.

ملكة بإحساسي 08-05-2011 12:16 AM

رد: الاطفال فى رمضان
 
سلمت الايادي استاذ ابو عمر
طرح رائع وهام وقيم للاسرة
بارك الله فيك نتتظر جديدك
لك شكري واحترامي

ابو عمر المصرى 08-05-2011 05:13 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
شــــكرا لك
على مروركـ الرائـــــــــع

و الـــــــــــرد الجميـــل
بـــــــــــــــــارك الله فيك و
جزاك الله ألـــــف خيـــر

ابو عمر المصرى 08-06-2011 06:25 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
ابنك في رمضان .. سنة أولى صيام

رعايتنا لأبنائنا فلذات أكبادنا واجب علينا، ولا بد من أن نأخذ بأيديهم إلى كل عمل صالح وندربهم عليه؛ لينالوا رضوان ربهم، وعلينا أن نزرع في نفوسهم التقوى والإيمان منذ نعومة أظفارهم، فكما يقال: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.

وها هو شهر رمضان هلَّ علينا بخيراته وبركاته ورحماته، وينبغي أن يكون لنا دور مع أبنائنا في هذا الشهر الكريم وألا نتشاغل عنهم، فعلينا أن نغرس في نفوسهم حب رمضان، وأن ندربهم على أداء فريضته العظيمة، مع مراعاة أعمارهم وحالاتهم الصحية، وهذا ما نحاول أن نساعدك عليه في السطور التالية.
تهيئة..

- اغرس محبة الشهر الكريم لديهم، واذكر لهم الأجر الذي أعده الله للصائمين في الجنة، وأن الصوم لله، واشرح ذلك بأسلوب لطيف وبسيط ومشوق يتناسب مع عقول الأطفال ومستوى تفكيرهم.

- ابدأ بترتيب لقاء أو احتفالية أسرية للترحيب بهذا الشهر الكريم، واعقد اجتماعًا عائليًّا لوضع برنامج لهذا الشهر من حيث الواجبات والحقوق واستثمار الوقت والأنشطة الإيمانية مثل الصيام والصلاة وأوجه الخير العملية؛ كالصدقة والذكر ومساعدة الآخرين وجلسات القرآن ومراجعته. واحرص على الاستماع لآراء جميع أفراد الأسرة في هذا البرنامج، وكيف يمكن تطبيقه، وضعْ عددًا من المحفزات والجوائز لمن التزم بالبرنامج حتى نهاية الشهر.

- ضع هدفًا محددًا وغاية تركز عليها الأسرة في رمضان وتكون شعارًا لها، ومن أمثلة ذلك: "المحافظة على أداء نوافل الصلوات" أو "حفظ اللسان عن الكلمات البذيئة" أو "الامتناع عن أذى الآخرين".. وغير ذلك من المعاني والقيم التي يتم الاتفاق عليها، ويتم نشر هذه الغاية في كل مكان في المنزل، فنضعها على باب المنزل وفي غرف الأبناء وفي المطبخ.

- كن قدوة لأبنائك في الاستعداد الروحي والإيماني لشهر رمضان، فذلك يدفعهم لتقليدك ويشعرهم بقيمة هذا الشهر الكريم.

- قلل قدر الإمكان من الحديث عن المستلزمات المادية لرمضان، وتحدث عن المستلزمات الروحية من نية ورغبة في الطاعة والامتثال لأمر الله، وتجنب الارتباط بالتلفزيون في رمضان، فهو شهر عبادة وطاعة لا شهر تسلية ولهو، وكن قدوة لأبنائك في ذلك.
.. ثم تدريب

- وضح أولاً لأبنائك أن هناك نوعين من الصيام: صيام المكلفين وهم القادرون من أبناء الأسرة على الصيام، وغالبًا ما يكون ذلك في عمر 10 سنوات، وصيام الصغار من أفراد الأسرة غير القادرين على الصيام الكامل.

- ابدأ بتدريب أبنائك على الصيام ولو لساعة واحدة، ثم تدرج معهم في زيادة أوقات الصيام على قدر ما يستطيع كل منهم؛ حتى يمكنهم أن يصوموا رمضان كاملاً في سن 10 سنوات. ومن أشكال الصيام التدريبي: صيام عدد ساعات معينة، الصيام عن بعض أصناف الطعام.

- اتفق مع أبنائك على منح جوائز معينة لكل من التزم بصيام القدر المتفق عليه معه.

- امدح أبناءك على القليل حتى ولو صاموا ساعة واحدة، واستخدم دائمًا التحفيز والتشجيع سواء بالوسائل المادية أو المعنوية، فذلك يعطيهم دفعة لإتمام الصيام، فهذه الأشياء لها مفعول السحر وتجعل الأبناء مقبلين على الصيام محبين له، وابتعد تمامًا عن استخدام الشدة في تصويم الأبناء؛ حتى لا يدفعهم ذلك للكذب والإفطار من وراء ظهرك.

- حاول دائمًا شغل أوقات أبنائك بأشياء وألعاب مفيدة تُنسيهم الطعام والشراب مثل: ألعاب الكمبيوتر المفيدة، أو برامج التلفزيون المسلية والمفيدة، أو قراءة القصص وغيرها من الألعاب التي يفضلها الأطفال.

- شجع أبناءك على المنافسة مع أصدقائهم سواء في الصيام أو الصلاة أو جوانب الخير المختلفة، فذلك يعطيهم دفعة للأمام.

- ينبغي مراعاة صحة الطفل وأن تكون وجبة الإفطار متوازنة وتؤمن احتياجات الطفل من الغذاء، وينبغي أن نحرص على وجبة السحور، وأن نؤخرها قدر الإمكان حتى لا تطول فترة الصيام على الطفل وأن تكون متوازنة غذائيًّا.

- احرص على إقامة احتفالية توديع لشهر رمضان ووزع فيها الجوائز على المجتهدين من الأبناء آخر الشهر، وناقش معهم برنامج (ماذا بعد رمضان)؛ حتى تستمر الأسرة بنفس الروح والإقبال على الطاعة.

ابو عمر المصرى 08-06-2011 06:26 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
صيام طفل


في هذا المنزل البسيط الجميل، وفي غرفة المعيشة، اندمج تامر في اللعب مع أخيه عمرو، والأم واقفة في مطبخها تقوم بإعداد طعام الغداء، وإذ بالأذان يرتفع من المسجد المجاور للبيت: (الله أكبر الله أكبر)، فتنادي الأم على ابنيها اللذين قد بلغا من العمر ما يزيد على الأعوام السبعة: تامر، عمرو، اتركا اللعب الآن، وقوما إلى الصلاة.

فيرتفع صوت عمرو معترضًا: يا أمي، إن العصر ما زال بعيدًا، فأذان الظهر لم ينته بعد.

وقال تامر موافقًا لكلام أخيه: أمي، من فضلك اتركينا نلعب، حتى إذا اقترب العصر سنقوم!!

عزيزي المربي، هذه الصورة ليست خاصة بهذا المنزل الذي نتحدث عنه، بل هذا الموقف هو مشهد متكرر في كثير من بيوت المسلمين للأسف الشديد، فهذا أب يشكو: (ابني لا يصلي، ولا يحفظ القرآن)، وآخر يقول: (ابني لا يقوم للصلاة إلا حينما تحين الصلاة الأخرى، فيقوم لينقرها سريعًا)، ويقول ثالث: (ابني يصلي، ولكنه يصلي من أجلي أنا، فبمجرد أن أغيب عن المنزل فإنه لا يركعها قط)!!

أيها المربي الفاضل، نحن الآن على أعتاب شهر عظيم، ألا وهو شهر رمضان المبارك، نقف على أبوابه نطرقها وقد لاح لنا من عطره ونوره وشذاه ما دفع قلمي لينظم لك كلمات، فمن ثَمَّ عبارات، تنطوي على معانٍ قيمة شامخات، لنجعل من هذا الشهر المبارك مدرسة تربوية زاخرة بالدروس المكثفة التي تصيغ شخصيات أبنائنا صياغة راقية، ومن خلال هذا الشهر ونفحاته المباركات، نرتقي بهم في الصلاة والقرآن والصيام وغيرها من العبادات الأخرى.

فالدنيا -أيها القارئ الكريم- سوق، يربح فيه التاجر اليقظ الفطن الذي يرقب الفرص فيقتنصها بمجرد أن تلوح له من بعيد بادية في الأفق، ونحن الآن نلمح فرصة قد اقتربت منا كثيرًا، ولم لا وهو الشهر المبارك الذي قال الله عنه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وهو مدرسة التربية الإيمانية لكل المؤمنين كبارهم وصغارهم؛ مصداقًا لقول الرحمن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وإن لم يكن رمضان هو الفرصة لبناء علاقة أبنائنا بالله تعالى، فمتى تكون؟! فهو الشهر الذي وصفه لنا المصطفىفي أجمل العبارات، وأبلغ الألفاظ حين قال: "أتاكم شهر رمضان شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".

ابو عمر المصرى 08-07-2011 06:25 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
كان يا ما كان.. كان فيه زمان زمان، في بلاد ليست منا ببعيدة. كان هناك عدد من الأولاد يحبون لعب الكرة، كانوا يلعبون الكرة طوال النهار، في كل صباح ينادي الأصدقاء بعضهم بعضًا ليبدءوا لعب الكرة.

وفي يوم من الأيام بينما يلعب الأولاد في الساحة الكبيرة التي تتوسط البلدة الصغيرة، ألقى أحمد الكرة في وجه صديقه حسن دونما أن يقصد إيذاء صديقه، إلا أن حسن صرخ وبكى بصوت عالٍ، وبدأ التشاجر، انضم حسين، وعماد، وعمر، وعلي إلى صف حسن بينما وقف حسام ورامي وسمير وسعد إلى صف أحمد، فانقلب الوضع من فريقين يلعبان الكرة إلى فريقين يرمي بعضهم بعضًا بالحجارة، يتشاجرون ويتشاحنون يسب بعضهم بعضًا، أصبح الكل يرى أن إيذاء الآخر هو الهدف الذي يبغيه.

رأى الأهالي هذا المنظر، فانضم الآباء إلى صف أبنائهم، وعمت الفرقة والمشاحنات صفوف الكبار، فدبَّ الخلاف والخصام بين أهالي البلدة الصغيرة.

ظلوا على وضعهم هذا أيامًا وليالي، لا يكلم بعضهم بعضًا، إذا مرض أحدهم لا يزوره جيرانه، إذا جاء العيد لا يهنِّئ بعضهم بعضًا.

وفجأة، وفي ليلة من الليالي، استيقظ أهل البلدة على أصوات عجيبة غريبة، الأصوات تقترب وتقترب. نظر الآباء، والأمهات ومن ورائهم الأطفال من وراء النوافذ، وإذا بهم يرون عصابة قوامها 20 شخصًا يقتحمون البلدة، يحطمون نوافذ المحلات ويسرقون ما بها، ويقتحمون الأسواق ويأخذون كل ما فيها من خيرات. وقبل أن يولوا خارجين من البلدة راجعين من حيث أتوا، نادوا بأعلى صوتهم بحيث سمعهم كل الأهالي: "سوف نرجع لنسرق وننهب بعد شهر، موعدنا عندما يكتمل القمر بدرًا بعد شهر تمامًا".

بات أهل البلدة في حزن شديد وفي ضيق؛ بسبب ما أصابهم من الخسارة، سوف يحتاجون إلى جهد كبير لإعادة إصلاح ما انكسر، ولإعادة الأمور كما كانت من قبل. في الصباح جلس أحمد على عتبة البيت يتذكر الليلة المشئومة، ويفكر ماذا يا ترى سيحدث بعد شهر عندما يرجعون ويعيدون هجومهم على البلدة.

وبينما هو جالس شارد الذهن حزين، ناظر إلى الأرض، رأى جمعًا من النمل يعاون بعضه بعضًا، يحمل كل منهم حبة في حجم الذرة، ويدخلها إلى الجحر تحت عتبة البيت، الكل متعاون، الكل نشيط، الكل مترابط. هذه نملة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، ولكنها بسبب هذا الترابط والتعاون تستطيع أن تصمد أمام كثير من المخاطر، يواجهون خطر قلة الزاد في الشتاء بتخزين المواد الغذائية التي تكفيهم في الصيف، إنه بالنسبة للنمل الصغير الحجم عمل كبير، ولكن بالتعاون والترابط يستطيعون مواجهة المخاطر.

لماذا لا نكون كالنمل المتعاون المترابط؟ سأل أحمد نفسه، لماذا؟ ما الذي ينقصنا؟ فلو تعاونّا ووقفنا جميعًا أمام تلك العصابة التي لا تزيد على 20 شخصًا لاستطعنا القضاء عليهم وعلى خطرهم، ولكن كيف يمكن مصالحة البلدة المتخاصمة؟! فكر أحمد وفكر وفكر ثم قام من مكانه متهللاً، نعم بالعفو والتسامح. فجرى أحمد إلى بيت حسن، وكلمه بكلمات رقيقة بسيطة، فعادت روح المحبة لتدب مرة أخرى في قلب حسن، فتصالحا وتصالح الفريقان وتصالح من بعدهم الكبار.

بدأ أحمد وحسن وأصدقاؤهما في بناء حائط كبير حول المدينة، ساعدهم في ذلك كل الأهالي كبارًا وصغارًا، الكل متعاون، الكل يشارك في العمل في الدفاع عن المدينة.

وعندما مر الشهر وعادت العصابة كان البناء قد اكتمل والتحصينات قد شُيِّدت، من ورائها رجال متصافون كالبنيان المرصوص للدفاع عن البلدة، فرجعت العصابة عندما رأت هذا المنظر فلم يجرؤ أحد من أفراد العصابة على مواجهة البلدة الشجاعة الباسلة المتعاونة الموحدة.

وعندما كبر أحمد وصار له أولاد أراد أن يعلمهم معنى التعاون والاتحاد؛ فحكى لهم ما حدث حينما كان في سنِّهم، وعلمهم حديث الرسول: "المسلم للمسلم كالبنيان"، وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].

نور 08-07-2011 07:56 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
طرح هادف وجميييييل
سلمت يمناك
ابوعمر
طرح للطفل مميز شامل لكل مايفيد الطفل
اعلى تقييييييييييم لجهدك الرائع لرقى صدفة
ننتظرك وكل جديدك الاجمل
خالص شكرى وتقديرى

ابو عمر المصرى 08-08-2011 11:41 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور (المشاركة 746784)
طرح هادف وجميييييل

سلمت يمناك
ابوعمر
طرح للطفل مميز شامل لكل مايفيد الطفل
اعلى تقييييييييييم لجهدك الرائع لرقى صدفة
ننتظرك وكل جديدك الاجمل

خالص شكرى وتقديرى


جعلك الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة : لكم النعيم سرمدا .. تحيون ولا تموتون أبدا .. تصحون ولا تمرضون أبدا .. تنعمون ولا تبتئسون أبدا .. يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا ..

ابو عمر المصرى 08-08-2011 11:43 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
كيف نعد أطفالنا لرمضان ؟

جلس الجد وسط أحفاده الثمانية ليحكي لهم كما يفعل كل يوم قصة ما قبل النوم، إلا أنه في هذا اليوم لم يجد في نفسه الرغبة في قصِّ القصص، نظر إلى أحفاده نظرة حب وعطف ثم قال:

- "أتحبون رمضان"؟

ورد الأطفال ردودًا شتى:

- "أنا أحب رمضان؛ لأننا نأكل فيه ما لذ وما طاب".

- "أنا أحبه؛ لأننا نصوم فيه".

- "أنا أحبه؛ لأننا نخرج مع أبي للصلاة".

تداخلت الأصوات وعلت وامتزجت، ولم يوقفها سوى إشارة الجد وقوله: "أنا أحب رمضان لأمور كثيرة وعديدة، أتدرون ما هي؟!

رمضان شهر حلاوة الإيمان، شهر يستشعر فيه المسلم حلاوة الاستمساك بدين الله بحبل الله المتين، يتمسك بصلته بربه وبسمو وعلو إرادته الحرة أمام ما لذ وما طاب، أمام مغريات الحياة...".

وأخذ الجد يستطرد على مدار الأيام التالية في نفس الموعد في شرح معاني رمضان: صوم، عبادة، صلاة، ترتيل وذكر، تكافل، إحساس بالآخرين، دعاء وابتهال، قرب من الله، ونصر من عند الله.

هكذا أراد الجد أن يُعِدَّ أحفاده -جيل المستقبل- لاستقبال هذا الشهر الكريم.

والاستفادة من شهر رمضان على المستوى التربوي، لا بد أن يكون الشغل الشاغل لآباء وأمهات اليوم، فبجانب دروس العقيدة والتذكير بفضائل هذا الشهر، يمكن لبعض السلوكيات العملية البسيطة أن يكون لها بالغ الأثر في بناء وتشكيل الوعي.

وسيبقى رمضان دومًا فرصة ذهبية لتشكيل الوعي الديني للصغار.

ابو عمر المصرى 08-11-2011 05:51 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
أبناؤنا والقرآن في رمضان


الخبر الأول: تمكن طفل من العاصمة الكرواتية "زغرب"، يبلغ من العمر 11 عامًا، من حفظ القرآن كاملاً، وقالت صحيفة "يوتارنجي" الصادرة في زغرب: إن الطفل ويُدعى "عمار مويكانوفيتش"، الطالب في المدرسة الابتدائية، أتم حفظ القرآن الكريم في خمس سنوات، وأنه كان يمضي في حفظه أربع ساعات يوميًّا.

الخبر الثاني: طفل انطلق يحفظ كتاب الله قبل تعلم القراءة والكتابة، فبدأ لسانه ينطق القرآن ويحفظه قبل أن يعلم معانيه، فحفظ القرآن الكريم كاملاً، والأربعين النووية، وتحفة الأطفال، و30 بيتًا من الجزرية قبل بلوغه التاسعة من العمر؛ نتيجة اهتمام أسرته بتعليمه، وعلاقته الحميمة مع معلميه.

عزيزي المربي، هذه الحقائق والأخبار هي لأطفال مسلمين في شتى أنحاء وبقاع العالم، قد رفعهم الله -تعالى- بالقرآن، ومنَّ على آبائهم بثواب حفظ ولدهم القرآن، أفلا تحب ذلك لابنك؟! بل، أفلا تحب نيل ثواب أخذ ابنك لكتاب الله تعالى؟!

أيها المربي الفاضل، نحن في شهر رمضان الكريم، الذي يسر الله فيه الطاعة لعباده؛ فلنجعل من هذا الشهر المبارك محطة انطلاق، نربي فيه أبناءنا على القرآن، ونبدأ معهم حفظ كتاب الله تعالى.

ابو عمر المصرى 08-11-2011 05:52 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
اليمامتان والمرأة العجوز


لقد تعبت جدًّا، لم أعد أستطيع الطيران، يجب أن أستريح، ابحث لنا عن مكان يا زوجي العزيز.
هدأ الزوج من طيرانه وقال:
اصبري قليلاً يا زوجتي، فكما تعلمين أننا نحن اليمام من الطيور المهاجرة، ويجب أن نصل إلى مكان آمن نحتمي فيه، ونصنع عشًّا جميلاً لنا ولأولادنا.

توقفت الزوجة وقالت:
لا يمكنني ذلك الآن، إنني على وشك أن أبيض، هيا نتوقف هنا، انظر إلى هذا الشباك، أمامه وعاء به زرع وزهور، سأبيض هنا.

نظر الزوج نحو الشباك في قلق، وقال:
ولكن يا زوجتي هذا البيت لا نعرف أصحابه، وهل سيرحبون بنا أم سنكون على مائدة عشائهم؟
لم تنتظر الزوجة أن تسمع رأيه، فقد كانت على وشك البيض بالفعل.

http://www.aadd2.com/uploads/image/a...6_image003.jpgوبسرعة اتجهت نحو الشباك، وجلست في وعاء الزرع، فأسرع الزوج يبحث لها عن القش؛ ليصنع لها عشًّا بسيطًا كي تعيش فيه.

وفي صباح اليوم التالي، فتحت الشباك سيدة عجوزة، ونظرت نحو أزهارها وقد علت وجهها ابتسامة رقيقة، لكنها فوجئت باليمامة الراقدة على بيضها.

خافت اليمامة وكادت أن تطير، لكنها خشيت على بيضها، أما زوجها فقد تملكه الرعب وأخذ يرفرف في الهواء وقد استعدَّ للدفاع عن زوجته على قدر استطاعته، لكن ابتسامة السيدة العجوز هدأت من شعورهم، وخصوصًا أنها لم تقترب منهما ولم تحاول أن تسبِّب لهما أيَّ مكروه.

دخلت العجوز إلى شقتها وأحضرت بعض الماء والحبوب، ثم تقدمت بهدوء إلى اليمامتين ووضعت الماء والحبوب أمامهما، وجلست تراقبهما في هدوء.

أخذت السيدة العجوز تفكر قائلة:
ما أجمل هاتين اليمامتين! وما أرقهما! يجب أن أوفر لهما الأمان؛ فقد أرسلهما الله لكي يسعداني في وحدتي بعد أن تزوج أبنائي وسافروا وتركوني وحيدة.

http://www.aadd2.com/uploads/image/a...6_image004.jpgمرت الأيام وفقس البيض، فطارت العجوز من السعادة وأحست بأن هؤلاء الصغار جزء من حياتها ومصدر فرحتها، وزادت من عنايتها بهم فأحضرت أشياء كثيرة لكي تدفئ لهم المكان.
ولكن زوج اليمامة قرر أن يأخذها بعيدًا، لكنها أصرت على البقاء؛ فقد ألفت السيدة العجوز واطمأنت لها.

وقالت لزوجها:
أنا لا أخاف منها، إنها سيدة لطيفة وتخاف علينا وتطعمنا، وعيناها ينبعث منهما الحنان. فأجاب الزوج: لكن يا زوجتي، نحن لا ندري ماذا سيحدث لنا بعد ذلك.

فقالت له في هدوء: لا تقلق يا زوجي العزيز، الأقدار بيد الله.

ومرت الأيام، والسيدة كل يوم تحضر الماء والحبوب لهما، وتجلس على الكرسي الهزاز في الشرفة تلاعبهما، تستنشق الهواء النقي وفي يدها كوب من الشاي بالحليب الدافئ.

وبمرور الوقت كبر الصغيران، وبدأت محاولتهما للطيران، والعجوز تكاد تقفز من السعادة وترفرف بيديها وكأنها هي التي ستطير.

ونجحت المحاولات وطار الصغار وأصبحوا يرافقون أبويهم في رحلات الطيران، والبحث عن رزقهم، والعجوز تتابعهم بسعادة. ولكن لم يخطر ببالها أنهم سيرحلون يومًا بلا عودة.

فقد كبر الصغار ولا بد أن يستمر سير الحياة، فقد عزم الأب والأم على الرحيل واستكمال طريق الهجرة.

فتحت السيدة الشرفة يومًا فلم تجدهم، فقد ذهبوا، انتظرتهم أيامًا فلم يعودوا، فانهمرت الدموع من عينيها، فقد انتهى بها الأمر ثانيةً إلى الوحدة.

لكنها تماسكت وقالت في شجاعة:
لا، لن أيئس، ربما يمر الوقت أتعود على غيابهم، كما تعودت على غياب أولادي. ومن بعيدٍ رأتها اليمامة التي كانت هي أيضًا لا تستطيع أن تنسى تلك السيدة التي ساعدتها في أصعب أيام حياتها، ورأت الدموع في عينيها، فاقتربت منها ووقفت على كتفها، ففرحت العجوز وشعرت أن اليمامة أيضًا تشعر بشعورها.

وفي اليوم التالي، كانت اليمامة وأولادها يبنون أعشاشهم على الشجرة التي أمام بيتها؛ لكي يكونوا قريبين منها، واجتمع شمل أسرتها الصغيرة من جدي

ابو عمر المصرى 08-12-2011 11:11 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
كيف أعد النبي أطفال الصحابة ؟


لقد اعتمد النبيعلى أكثر من أسلوب في تربية أطفال الصحابة وإعدادهم إعدادًا جيدًا، يمكن أن نُجمِل هذه الآليات والوسائل فيما يلي:

أولاً: الإعداد العقدي:
فمِمَّا أوصى النبيبه ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: "يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رُفعت الأقلام وجفت الصحف". وينبغي للوالد أن يكرِّر على ولده كلمة التوحيد، ويذكِّره بها ليلاً ونهارًا، بكرة وعشيًّا.

ثانيًا: الإعداد التعبدي:
كان النبيوصحابته الكرام y يعوِّدون الأطفال على دخول المساجد، وأداء الصلوات في أوقاتها، والعفو عن لعبهم وعثراتهم، ولم يصح أنهكان يمنع الأطفال دخول المساجد. كما كانت الصحابيات يأمرن أولادهن بالصيام بعض اليوم في سن الرابعة والخامسة حتى يتعودوا على الصيام.

ثالثًا: الإعداد العلمي والعقلي:
كان أطفال الصحابة يرضعون القرآن الكريم والسنة النبوية منذ نعومة أظفارهم، ورأينا هؤلاء الأطفال الأعلام يرحلون في طلب العلم، ويتواضعون لمعلميهم، وينقادون لأساتذتهم، رغم علو قدرهم وشرف نسبهم وشدة صلاحهم.

رابعًا: الإعداد اللغوي:
من العلوم التي يحرص عليها الطفل البطل: العلوم الأدبية، من بلاغة وأدب وشعر ونثر؛ حتى يستقيم اللسان وتظهر الفصاحة.

خامسًا: الإسلام ينادي بقاعدة القوة:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"؛ وذلك لأن قوته قوة لدينه وإخوانه، وكسر لشوكة عدوه. وقد فطر الله I الأطفال على حبِّ اللعب والمسارعة إليه. وفي هذه العصور التي هجر المسلمون فيها بعض أمور دينهم المهمَّة، تنازل بعضهم في بيته نحو أولاده، وتركوا الأمر لوسائل الإعلام المنحرفة لتخرِّب عقول أطفالهم، وتشغلهم بما لا يسمن ولا يغني من جوع، كأفلام الكرتون. أما المسلمون السابقون فقد استغلوا حب الأطفال للمرح واللعب بما يخدم دينهم ويقوِّي بنيانهم، حيث حرصوا على تدريب الأطفال على القتال بالسيوف والحِِرَب والمصارعة والمسابقة.

سادسًا: الإعداد النفسي:
حرص الصحابة y على تخلية قلوب الأطفال من أمراض القلوب وعيوب النفوس؛ كالنفاق والاعتقاد في غير الله تعالى والكبر والغرور والعجب والحقد والحسد والتعلق بالدنيا وحب الجاه والسلطان. وتحلية قلوب أطفالهم باعتقاد الأثر في الله تعالى وحده، والتوكل عليه، والخوف منه، واللجوء إليه، والتعلق به، والركون إليه، والاعتماد عليه، والاستعاذة به، والتفويض إليه، والجراءة في الحق، والشجاعة الأدبية، والحياء.

سابعًا: الإعداد الخُلُقي:
كان النبيوصحابته يغرسون في قلوب الأطفال أصول الأخلاق الحميدة؛ كالشجاعة، والصبر، والصدق، والأمانة، والرحمة، والشفقة، والعفو عند المقدرة، والإحساس بالغير، والكرم، واحترام الكبير، وتقبيل يد العالم والوالدين، وتقدير أهل الصلاح، وإجلال أهل العلم، وتعظيم حملة القرآن، وإنزال الناس منازلهم، والإعراض عن الجاهلين، ومصاحبة المتقين، وعدم مخالطة السفهاء.

ثامنًا: الإعداد الدعوي:
وهذا غاية الإعداد. فلا يكفي أن يكون ولدُك صوّامًا قوامًا عالمًا عاملاً، صاحب خُلُق عظيم، وآداب سامية، وشجاعة نادرة، وبطولة فريدة، وقلب نقيّ، واعتقاد صحيح، بل لا بُدَّ من ثمرة هذه التربية. وثمرة ألوان التربية السابقة هي الدعوة إلى الله تعالى. والدعوة إلى الله تعالى لا تقتصر على الخطب الوعظية والمحاضرات الدينية، بل تكون بأيِّ وسيلة تؤدي الغرض؛ كالمقال وشريط الكاسيت والأناشيد الإسلامية والكتاب ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والأخلاق العالية[1].

ابو عمر المصرى 08-14-2011 12:51 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
هل يختلف رمضان هذا العام ؟


لا بد أن يكون هناك إعداد جيد للطفل؛ ليتقبل فكرة رمضان الذي سيهلُّ علينا هذا العام مختلفًا، وهناك أطفال يُقتلون ويُجرحون ويُحاصرون في الأرض المحتلة (فلسطين) هم إخوة لنا، لهم علينا حقوق، منها الدعاء لهم، فلا ننسَ أن ندعو لهم أثناء الصيام وقبل الإفطار، ونطلب من أطفالنا الدعاء لهم.

ليس هذا فحسب، بل يمكن للوالديْن أن يذكِّرا الأطفال بصورة مباشرة غير متكلَّفة بأن ما ينعمون به من أطايب الطعام ووفرة الرزق، لا ينعم به إخوة لهم على مقربة منهم في الأرض المحتلة.

عندما ينتهي يوم رمضان ويأوي الصغار إلى فرشهم، فلنذكِّرهم أن إخوتهم لا ينعمون بما ينعمون هم به من دفءٍ؛ لنقص الطاقة المتزايد بسبب الحصار، ونذكِّرهم دومًا بنعمة الأمن ونعمة شمل الأسرة المجتمع. وحتى لا يُحار الصغير كثيرًا فيما عليه تجاه هذا كله، يمكن تعليمه بعض الأدعية البسيطة وتذكيره بها كل ليلة.

"اللهم ارزقهم الدفء في دورهم".

"اللهم ارزقهم الأمن في بيوتهم".

"اللهم ثبِّت أقدامهم، وانصرهم نصرًا مؤزرًا مُبِينًا، كما نصرتَ جندك وأولياءَك يوم بدر

ابو عمر المصرى 08-14-2011 12:52 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
كيف ننظم أوقات أبنائنا في رمضان ؟


من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن رمضان قد جاء ليقوِّي إرادتنا، ويشد عزيمتنا، ويحررنا من الضعف والوهن، وينفض عنا الخمول والكسل. ومن الخطأ أن يظن البعض أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطِّل عن القيام بحق الشهر الكريم؛ من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات, فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء، وضعف في العطاء، وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام!

ولتنظيم حياة أبنائنا في رمضان ما بين العبادة والاستذكار، ننصح الأم بعمل التالي:
1- أن تكون لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضَّل أن يحضرها الوالد- حَدِّثيهم عن فضل الشهر الكريم، وأبواب الجنة المفتوحة, وأنه فرصة لكل منهم أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله.

2- ضعي معهم نظامًا لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله, مثلاً صممي معهم جدولاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات، ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.

3- حددي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتًا محددة في الجدول، مثل الصلاة في وقتها, وقراءة القرآن الكريم، والأذكار، والصلاة في المسجد، وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.. وهكذا, وفي نهاية كل يوم نُرِي كلاًّ منهم كم أخذ من الثواب اليوم.

4- قولي لهم بأنك أنتِ أيضًا تريدين الاستفادة من رمضان,؛ لذلك مطلوب منهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنت أيضًا, وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها, وأهمها تنظيف غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

5- إذا كانوا صغارًا لا تنسي أن تشركيهم معك في العبادات ليعتادوا عليها، مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القرآن.

6- إذا كانوا كبارًا حاولي تعويدهم الصلاة في المسجد إن أمكن، وكذلك صلاة التراويح حتى ولو أربع ركعات فقط.

7- أشركي والدهم معك في ذلك, واجعلي له مسئوليات محدَّدة مثل متابعتهم دراسيًّا، ومساعداتهم في استذكار دروسهم.

8- التليفزيون في رمضان من أكثر الأشياء التي تضيع وقت الأولاد والأسرة كلها؛ لذلك مهم جدًّا تحديد واختيار برامج مناسبة لهم يتابعها الأطفال, وفيما عدا ذلك يغلق التلفزيون, وارفعي في بيتك شعار "رمضان شهر العبادة".

9- نظمي لأولادك مواعيد نومهم حسب مواعيد مدارسهم وطاقتهم, ويفضَّل أن يكون النوم قبل الإفطار, وحددي لهم أوقات استذكارهم بعد صلاة الفجر وبعد صلاة التراويح, ولا تتركي الأمر عشوائيًّا.

10- أخبري أولادك أن الصيام لا يعطِّل مسيرة الحياة, وإنما يدفعها نحو الإتقان والتحسين ومراقبة الله! وليس هناك فصل بين العبادة وطلب العلم, وأخبريهم أن طلب العلم فريضة كما قال النبي: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع". وعرفيهم أيضًا أننا أُمَّة العلم, وأن أول كلمة نزلت في كتاب الله تعالى "اقرأ"، وأن الإسلام يعدّ طلب العلم عبادة من أعظم العبادات، وقُربة من أعظم القربات.

11- هناك بعض العادات الغذائية الصحيحة التي يمكن أن تتبعها مع أبنائك خلال شهر رمضان؛ ليزداد تركيزهم ودرجة استيعابهم للمقررات الدراسية، ومنها:
- تناول الفول والفلافل مع إضافة عصير الليمون الذي يساعد على امتصاص الحديد الموجود في البقول، ويكون ذلك مع الخبز والخضراوات.
- تناول البازلاء الخضراء مع كوب من عصير البرتقال أو الليمون؛ ليساعد على امتصاص كمية الحديد الموجودة في البازلاء.
- إضافة البصل وقطع من الثوم وعصير الليمون والخل على طبق السلطة.
- الامتناع عن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة أو معه؛ لأن ذلك يؤدي إلى عدم امتصاص الحديد الموجود بالطعام، فيصاب الأبناء بالأنيميا وفقر الدم.
- تجنُّب إضافة الشطة أو تناول المخللات بكثرة؛ لأنها تلهب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي، فتزيد من إفراز الأحماض به، وتؤدي إلى حدوث قرح المعدة بعد الأكل.
- الابتعاد عن شرب المياه الغازية أثناء تناول الطعام؛ لأنها تؤدي إلى عسر الهضم لتفاعل كربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية مع حمض الهيدوكلوريك الموجود في المعدة[

ابو عمر المصرى 08-16-2011 01:57 AM

رد: الاطفال فى رمضان
 
كيف نزرع مراقبة الله في نفوس أطفالنا ؟


من المهم أن نزرع مراقبة الله I في نفوس أطفالنا في رمضان وفي غير رمضان على السواء, ويكون استشعار مراقبة اللهللطفل في كل أوقاته، وأنَّ الله مطلع على أعماله كلها ومحصيها ومحاسبه عليها، وأنَّ الله لا تخفى عليه خافية {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10]. فلا يمكن أن يتجرأ على المعصية حين يخلو بنفسه ولا يراه أحد؛ لأنه يعلم أن الله I يراه, فحين يستشعر الطفل هذه المعاني يراقب الله، ويعلم أن الله لا تخفى عليه خافيه؛ فيستحي أن يصعد إليه من كلامه أو أفعاله ما يخزيه ويفضحه.

ونُذَكِّر الطفل أن الله قد وكَّل به ملائكة لا يفارقونه إلا عند قضاء الحاجة, يحصون عليه أعماله ويكتبونها، وأنَّ هناك على الكتف الأيمن مَلَكًا يكتب الحسنات، وعلى الكتف الأيسر ملكًا يكتب السيئات والأخطاء، فإذا أخطأ الطفل فليسارع بالاستغفار قبل أن تُكتب في سجلّ السيئات, وحتى إن كُتبت فالاستغفار يمحوها ويبدِّلها حسنةً بإذن الله؛ وذلك لأنَّ الله يحبنا ويريد لنا الخير في كل وقت.

ومع أنَّ الطفل في هذه المرحلة غير محاسب لأنه دون التكليف، إلا أنَّ غرس هذه المراقبة لله والخوف من المعصية أمر لا بُدَّ منه مبكرًا؛ حتى يَشُبَّ الطفل عليه. ونعلِّم الطفل أن صيام رمضان لله I، وأنه هو الذي سيعطينا الثواب، وأنه مطلع علينا في كل وقت وفي كل مكان.

ومما يساعد على ترسيخ هذه المراقبة، القصص الواقعية، والأطفال بطبيعتهم يحبون القصص وينصتون إليها، ومن تلك القصص:

قصة الغلام راعي الغنم
كان ابن عمر -رضي الله عنهما- في سفرٍ فرأى غلامًا يرعى غنمًا, فقال له: تبيع من هذه الغنم واحدة؟
فقال الغلام: إنها ليست لي.
فقال ابن عمر: قل لصاحبها: إن الذئب أخذ منها واحدة.
فقال الغلام: أين الله؟!
فكان ابن عمر يقول مقالة ذلك العبد: فأين الله؟

قصة بائعة اللبن
أصدر عمر t قانونًا يمنع غش اللبن بخلطه بالماء.. ولكن هل تستطيع عين القانون أن ترى كل مخالف، أو أن تقبض على كل خائن وغاشٍّ؟ القانون أعجز من هذا.. الإيمان بالله والمراقبة له هو الذي يعمل عمله في هذا المجال.
وهنا تحكي القصة المشهورة, حكاية الأم وابنتها: الأم تريد أن تخلط اللبن بالماء طمعًا في زيادة الربح، والبنت المؤمنة تذكِّرها بمنع أمير المؤمنين، وتردُّ الابنة بالجواب المفحم: إن كان أمير المؤمنين لا يرانا, فرَبُّ أمير المؤمنين يرانا!!

تربية خال
قال سهل بن عبد الله التُّستريّ رحمه الله:
كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل, فأنظر صلاة خالي محمد بن سوار.
فقال لي يومًا: ألا تذكر الله الذي خلقك؟
فقلت له: كيف أذكره؟
قال: قُلْ بقلبك عند تقلُّبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرِّك به لسانك: (الله معي، الله ناظر إليَّ، الله شاهدي).
فقلت ذلك ليالي, ثم أعلمته.
فقال: قل في كل ليلة سبع مرات.
فقلت ذلك، ثم أعلمته.
فقال: قُلْ ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة.
فقلته، فوقع في قلبي حلاوته. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علَّمْتُك, ودُمْ عليه إلى أن تدخل القبر؛ فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة. فلم أزل على ذلك سنين, فوجدتُ لذلك حلاوةً في سري. ثم قال لي خالي يومًا:
يا سهل، من كان الله معه، وناظرًا إليه وشاهده، أيعصيه؟! إياك والمعصية!

كذلك يجب على الوالدين أن يدرِّبا الطفل على أنَّ الله رقيب عليهم في أحاسيسهم تجاه الآخرين؛ حتى يَشُبَّ الطفل على كل إحساس نظيف وشعور طاهر، فيتعلم الطفل أن لا يحسد ولا يحقد ولا ينمَّ، وكلما أصابه نزغٌ من الشيطان أو وسواس سوءٍ أن يستغفر الله، ويستعيذ به من الشيطان الرجيم[1].

جنة 08-16-2011 06:47 AM

رد: الاطفال فى رمضان
 

بارك الله فيك يا ابوعمر
موضوع مفيد

دمت بخير

^-^



ابو عمر المصرى 08-16-2011 02:34 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
شــــكرا لك
على مروركـ الرائـــــــــع

و الـــــــــــرد الجميـــل
بـــــــــــــــــارك الله فيك و
جزاك الله ألـــــف خيـــر

ابو عمر المصرى 08-16-2011 07:03 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
عبد الملك الأمين


كان عبد الملك الصغير يمر بحديقة الفاكهة الكبيرة كل يوم وهو عائد من المدرسة..
وفي يوم من الأيام..
وجد عبد الملك تفاحة على الأرض خارج أسوار الحديقة..
عبد الملك كان جائعًا.. وكان أيضًا يحب التفاح..
ولكنه أخذ التفاحة بدون تفكير، واقترب من باب الحديقة الضخم..
ونادى على الحارس.. ثم قال له:
- يا عم، وجدت هذه التفاحة خارج الأسوار..
ولا بد أنها سقطت من إحدى الأشجار..

وكان صاحب الحديقة الثرى قريبًا من الحارس..
وسمع ما قاله عبد الملك، وأعجب بما فعله..
فناداه وأجلسه وحدَّثه..
وفي النهاية أرسل الحارس مع عبد الملك إلى منزله..
وكان الحارس يحمل قفصًا من التفاح هدية من أجل عبد الملك وأسرته..
جزاءً لتقواه وأمانته..

وفي المنزل جلست الأسرة تأكل التفاح سعيدة..
وكان الأب ينظر إلى ولده عبد الملك فرحانَ ويقول:
- أنا فخور بك يا عبد الملك..
فأنت تعلم أن الله يرانا في كل وقت..
وعلى كل حال..
وصدق النبيعندما قال:
"من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه

ابو عمر المصرى 08-16-2011 07:03 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
الديك والفجر


استيقظ حمدانُ باكرًا، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربط ساقيه جيدًا، ثم ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة..‏

وقف حمدان في سوق المدينة، والديكُ أمامه في السلَّة، ينتظر مَنْ يشتريه.. وكلّما مرَّ به رجلٌ، فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتفقُ مع حمدان، وينصرف مبتعدًا..‏

قال الديك في نفسه:‏

-إذن ستبيعني يا حمدان.

وتململَ في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر..‏

قال غاضبًا:

-كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟!‏

وتذكّرَ القريةَ والحرية، فقال:‏

- لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، و..‏

أقبل رجلٌ من قرية حمدان، فسلّم عليه، وقال:‏

- ماذا تعمل هنا؟‏

-أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك .‏

-أنا أشتريه.‏

اشترى الرجلُ ديكَ حمدان، وعاد به إلى القرية..‏

قال الديك مسرورًا:‏

- كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ سترجعني، لأُطْلِعَ لها الفجر. وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ عجبًا..‏

لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر!‏
سأل الديك دجاجةً في الطريق:‏

- كيف طلعَ الفجرُ في هذا اليوم؟!‏

- كما يطلعُ كلّ يوم‏.

- ولكنني كنتُ غائبًا عنِ القرية!‏

- في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك.‏

قال الديك خجلاً:‏

-كنتُ أعتقدُ أنّهُ لا يوجدُ غيري‏.

قالتِ الدجاجة:‏

- هكذا يعتقد كلّ مغرور.‏

وفي آخر الليل، خرج ديكُ حمدان، وأصغى منصتًا، فسمع صياحَ الديوكِ، يتعالى من كلِّ الأرجاء، فصفّقَ بجناحيهِ، ومدّ عنقه، وصاح عاليًا، فاتّحدَ صوتُهُ بأصوات الديوك.. وبزغ الفجرُ الجميل

ابو عمر المصرى 08-17-2011 04:28 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
ما شعور ابنك وهو صائم؟

بعض الأبناء أو الغالبية العظمى منهم يشعرون بالخوف من الصيام؛ لأنهم سيحرمون من الطعام والشراب والحلويات لفترة طويلة، فيكون شعورهم في هذا الشهر الخوف من أنهم لن يستطيعوا الصيام. وبعض الأطفال يدخل هذا الشهر بقوة وتحدٍّ، ويصومونه كاملاً وهم في سن صغير، والفارق بين هؤلاء الأطفال يرجع إلى الفارق في التربية.
كيف ربينا أبناءنا على التعامل مع رمضان؟

http://www.aadd2.com/uploads/image/a...2_image002.jpgالصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يُصوِّمون أبناءهم ويمنعون عنهم الطعام. نعم، ولكنهم في المقابل كانوا يقدِّمون لهم اللعب والدُّمَى حتى تلهيهم عن الجوع والعطش.. وهذا من فقه الصحابة رضوان الله عليهم.

هذا أيضًا ما يجب أن نفعله مع أبنائنا.. لا بد أن يشعروا أن شهر رمضان شهر جميل ومحبَّب إلى نفوسهم. لا بد أن ينغرس هذا المعنى في نفوسهم منذ الصغر حتى يستقر بعد ذلك في أنفسهم عند الكبر.

كثير من الآباء يشتكي الآن أن ابنه يفطر في رمضان أو يدخن في نهار رمضان, وللأسف هذه النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس الأطفال.

إن شهر رمضان الكريم محضن تربوي عظيم لأطفالنا؛ لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، ولكن كيف نستثمر هذا الشهر الكريم مع أبنائنا؟!
صلاة التراويح مؤشر كبير

فبعض أطفالنا يكون عندهم حب المسجد وحب المكث فيه، فتجدهم في صلاة التراويح مع الكبار، وقد يكملونها إلى نهايتها, بل ربما نجدهم في صلاة التهجد والاعتكاف.

والبعض الآخر من الأبناء -وهم للأسف الغالبية العظمى- تجدهم على أفضل الأحوال يصلون العشاء مع آبائهم، يطلقون بعد ذلك الصواريخ أمام المسجد، أما الباقي فلم يصلوا العشاء أصلاً وهم من بعد الإفطار عاكفين أمام التلفاز يتابعون الفوازير والبرامج التلفازية، مقتدين في ذلك بآبائهم وأهليهم.

كلهم قد وقعوا ضحية لما زينه شياطين الإنس من أهل الباطل من وسائل مُضِلَّة. إن رمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس الأطفال، فلا نفوت على أبنائنا هذه الفرصة.
ظاهرة الصيام بلا صلاة

هي في الكبار قبل أن تكون في الصغار للأسف موجودة، ولكن التعامل مع الصغار في هذه الحالة لا يكون بالتعنيف أو إشعارهم أن صيامهم غير مقبول، كأن يقول الأب لابنه مثلاً الذي لا يصلي وهو صائم: "سيحبك الله أكثر يا بُنيّ إن حافظت على الصلاة وأنت صائم، أنت ولد ممتاز صائم من أول الشهر، فلو تحافظ على الصلاة أيضًا تكون أحسن واحد عند ربنا". هكذا تكون عبارات تشجيعية لا تقلل من حماس الطفل للصيام، بل تدفعه أكثر إلى طاعة الله بحب وقناعة.
رمضان فرصة عظيمة ولكن كيف السبيل؟

http://www.aadd2.com/uploads/image/a...2_image003.jpgرمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس أطفالنا، ومن هذه المعاني الإيمانية:
1- الصبر:
وذلك من خلال الصيام وتحمل الجوع والعطش.
2- المراقبة:
فالطفل لا يراه إلا الله ولكنه لا يأكل ولا يشرب؛ لأنه يعلم أن الله يراه.
3- حب المسجد:
فوجوده في الصلوات مع والده في صلاة التراويح، واشتراكه في المسابقات الخاصة بالمسجد، كل هذا يغرس في نفس الطفل ويحيي فيه داعي الفطرة، وعندما يكبر سيذكر كل هذه المواقف، وستكون لها أكبر أثر في توبته وعودته إلى الله، إنْ كان ضل الطريق ووقع ضحية لرفقاء السوء.
4- حب القرآن:
فعندما يرى الطفل والديه وإخوته عاكفين على كتاب الله سيقلدهم هو بالفطرة وسيقرأ بل ربما يحاول أن يختم في رمضان, كل هذا يقوِّي عنده داعي الفطرة بل يحببه في القرآن، وأيضًا يعلِّمه كيف يقرأ القرآن وتصبح قراءة القرآن يسيرة على لسانه في الكبر، بعكس الأطفال الذين لم يقرءوا القرآن في صغرهم تجدهم عند الكبر يتعتعون في كل كلمة.
5- الترابط الأسري.. وصلة الرحم:
هذا الشهر العظيم فرصة لتقوية الترابط الأسري وصلة الرحم، فالأسرة تجتمع غالبًا مرتين في اليوم على مائدة الطعام، ويزداد ترابط أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وهذا له أكبر تأثير على تماسك شخصية الطفل وقوتها؛ فالطفل الموجود في أسرة متماسكة ومترابطة يكون أكثر استقرارًا نفسيًّا وذهنيًّا وعقليًّا من الطفل الموجود في أسرة مفككة أو الأرحام فيها مقطوعة. كما أن تبادل الزيارات بين أفراد الأسرة واجتماعهم على مائدة الإفطار يغرس في نفس الطفل أهمية صلة الرحم وعدم قطعه.
6- الجود والكرم:
فعندما يقتدي الآباء برسول اللهوأنه كان أجود ما يكون في رمضان، ويبدءون في إخراج صدقاتهم وزكاة فطرهم، يتعلم الأبناء منهم حب الصدقة، خاصة إذا كان الآباء حريصين على تعلُّم أبنائهم هذا الأمر، فلقد رأيت إحدى الأمهات تعطي طفلها الصغير قدرًا من النقود ليضعها في يد سائل؛ فهذا الفعل له أكبر أثر على نفس الطفل، وكم سيغرس فيه حب الكرم والصدقة.
بعض الوسائل العلمية كي نحبب إلى أبنائنا شهر الصيام

1- الزينة:
إن هذه الزينات التي امتلأت بها الشوارع والطرقات لها أكبر أثر في نفس الطفل، خاصة إذا شارك فيها بنفسه، وخاصة إذا كانت هذه الزينة داخل البيت أيضًا. ويمكن أيضًا كتابة بعض العبارات "أهلاً رمضان"، "أهلاً شهر الصيام"، "مرحبًا شهر الغفران"، فيشعر الطفل أن رمضان عيد يحتفل به.
2- الهدايا والألعاب:
في بداية الشهر أحضر لطفلك الهدايا واللعب والفوانيس بمناسبة هذا الشهر؛ كي ينغرس في نفس الطفل أن هذا الشهر يأتي ويأتي معه الخير فيحبه ويحرص على الصيام.
3- تدرج معه في الصيام:
فلا يشترط أن يصوم الطفل الشهر كله في البداية أو يصوم اليوم إلى نهايته، بل يتدرج معه فهو لم يبلغ سن التكليف بعدُ. وافتح باب المنافسة بين أطفالك كأن تقول لهم: "من يصوم أكثر له جائزة أكبر"، "من يصلي التراويح إلى نهايتها له جائزة"، وهكذا.
4- اشترِ لأطفالك ثيابًا جديدة قبل رمضان:
وأخبرهم أنها ثياب العبادة، فإن كان ولدًا اشترِ له ثوبًا جديدًا ومصحفًا جديدًا ومسبحة، والبنت اشترِ لها عباءة وطرحة صغيرة ومصحفًا جديدًا؛ كي يتهيأ نفسيًّا للعبادة لنزول المسجد للصلاة ولقراءة المصحف.
5- أغلق التلفاز في رمضان:
فلا فائدة منه، وابدأ أنت في إعداد برامج خاصة بالبيت:
- مسابقة لحفظ القرآن في بيتك.
- مجلس يومي تجتمع فيه الأسرة تتذاكر فيه أحاديث الرسول.
- أن يختم البيت المسلم القرآن ختمة خاصة بالأسرة، يقرأ فيها كل أفراد الأسرة.
- تنزل العائلة كلها لصلاة التراويح.
- الذهاب لزيارة الأقارب وصلة الأرحام.
- مسابقة لمن يختم القرآن أكثر عددٍ من المرات في رمضان.

هذه البرامج ستشغل الوقت، وتُغنِي عن التلفاز، وتغرس في نفوس الأبناء حب رمضان، وحب الطاعة[1].

طارق سرور 09-04-2011 03:53 AM

رد: الاطفال فى رمضان
 
طرح رائع و مفيدة جدااااااااا

شكرى وتقديرى أخى أبو عمر

ابو عمر المصرى 09-04-2011 10:51 PM

رد: الاطفال فى رمضان
 
أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــ ح ــياتيـ لكــ
كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن

لك خالص احترامي


الساعة الآن 04:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by