شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   سيرة الانبياء والصحابة (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=4299)

مرمر 03-01-2008 11:23 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 80

" ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 118 :
(‏عن " ابن عمرو " ) :
أخرجه أحمد ( 2 / 124 ) بإسناد حسن .
وقال الهيثمي : " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " .
شاهد ثان : أخرجه الطيالسي ( 1756 ) عن جابر بسند على شرط مسلم .
وله شاهد آخر عن عبد الله بن مغفل مثله .
أخرجه ابن الضريسي في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( 8 / 1 - 2 ) بسند لا بأس به في المتابعات والشواهد , رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ورجالهما رجال الصحيح والبيهقي كما في " الترغيب " ( 2 / 236 ) .
فقه الحديث :
لقد دل هذا الحديث الشريف وما في معناه على وجوب ذكر الله سبحانه وكذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مجلس , ودلالة الحديث على ذلك من وجوه :
أولا - قوله : " فإن شاء عذبهم , وإن شاء غفر لهم " فإن هذا لا يقال إلا فيما كان فعله واجباً وتركه معصية .
ثانيا - قوله : " وإن دخلوا الجنة للثواب " .
فإنه ظاهر في كون تارك الذكر والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم , يستحق دخول النار , وإن كان مصيره إلى الجنة ثواباً على إيمانه .
ثالثا : قوله : " وإلا قاموا على مثل جيفة حمار " .
فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح , وما يكون ذلك - إن شاء الله تعالى - إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم . والله أعلم .
فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك , ولا يغفل عن ذكر الله عز وجل , والصلاة على
نبيه صلى الله عليه وسلم , في كل مجلس يقعده , وإلا كان عليه ترة وحسرة يوم القيامة .
قال المناوي في " فيض القدير " : " فيتأكد ذكر الله , والصلاة على رسوله عند إرادة القيام من المجلس , وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان , لكن الأكمل في الذكر " سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك , وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما في آخر التشهد " .
قلت : والذكر المشار إليه هو المعروف بكفارة المجلس , وقد جاء فيه عدة أحاديث أذكر واحداً منها هو أتمها : وهو كفارة المجلس : " من قال : سبحان الله وبحمده , سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك , فقالها في مجلس ذكر , كانت كالطابع يطبع عليه , ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له " .

مرمر 03-01-2008 11:26 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 81

" من قال : سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 120 :
أخرجه الطبراني ( 1 / 79 / 2 ) والحاكم ( 1 / 537 ) من طريق " نافع بن جبير ابن مطعم عن أبيه " مرفوعاً .
وقال : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
وعزاه المنذري ( 2 / 236 ) للنسائي والطبراني , قال : " ورجالهما رجال الصحيح " .
وقال الهيثمي ( 10 / 142 و 423 ) : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : وفي رواية للطبراني زيادة : " يقولها ثلاث مرات " وقد سكت عليها الهيثمي , وليس بجيد , فإن في سندها خالد بن يزيد العمري وقد كذبه أبو حاتم ويحيى , وقال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات " .
فهذه الزيادة واهية لا يلتفت إليها .

مرمر 03-01-2008 11:26 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 82

" لا أشبع الله بطنه . يعني معاوية " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 121 :
رواه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 2746 ) : حدثنا هشام وأبو عوانة عن أبي حمزة القصاب عن " ابن عباس " : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له : فقال : إنه يأكل ثم بعث إليه , فقال : إنه يأكل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , وفي أبي حمزة القصاب واسمه عمران بن أبي عطاء كلام من بعضهم لا يضره , فقد وثقه جماعة من الأئمة منهم أحمد وابن معين وغيرهما , ومن ضعفه لم يبين السبب , فهو جرح مبهم غير مقبول , وكأنه لذلك احتج به مسلم , وأخرج له هذا الحديث في " صحيحه " ( 8 / 27 ) من طريق شعبة عن أبي حمزة القصاب به .
وأخرجه أحمد ( 1 / 240 , 291 , 335 , 338 ) عن شعبة وأبي عوانة عنه به , دون قوله : " لا أشبع الله بطنه " وكأنه من اختصار أحمد أو بعض شيوخه , وزاد في رواية : " وكان كاتبه " وسندها صحيح .
وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه مطعناً في معاوية رضي الله عنه , وليس فيه ما يساعدهم على ذلك , كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ? ! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16 / 349 / 2 ) " إنه أصح ما ورد في فضل معاوية " فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود , بل هو ما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله صلى الله عليه وسلم في بعض نسائه " عقرى حلقى " و " تربت يمينك " . ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة .
منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان , فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه , فلعنهما وسبهما , فلما خرجا قلت : يا رسول الله من أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان ? قال : وما ذاك ? قالت : قلت : لعنتهما وسببتهما , قال : " أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ? قلت : اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاةً وأجراً " .

مرمر 03-01-2008 11:26 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 83

" أو ما علمت ما شارطت عليه ربي ? قلت : اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاةً وأجراً " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 122 :
رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد هو " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاةً وأجراً ورحمةً " .
ثم ساق فيه من حديث " أنس بن مالك " قال : " كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس , فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة , فقال : آنت هي ? لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم : ما لك يا بنية ? فقالت الجارية : دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني أبداً , أو قالت : قرني , فخرجت أم سليم مستعجله تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك يا أم سليم ? فقالت يا نبي الله , أدعوت على يتيمتي ? قال : وما ذاك يا أم سليم ? قالت : زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها , ولا يكبر قرنها قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال : " يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , وأغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل , أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقربه بها منه يوم القيامة " .

مرمر 03-01-2008 11:26 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 84

" يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقربه بها منه يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 123 :
( عن " أم سليم " ) : ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب , إشارة منه رحمه الله إلى أنها من باب واحد , وفي معنى واحد , فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليه بل هو لها زكاة وقربة , فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية .
وقد قال الإمام النووي في " شرحه على مسلم " ( 2 / 325 طبع الهند ) : " وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية ففيه جوابان :
أحدهما : أنه جرى على اللسان بلا قصد .
والثانى : أنه عقوبة له لتأخره , وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً الدعاء عليه , فلهذا أدخله في هذا الباب , وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له " .
وقد أشار الذهبي إلى هذا المعنى الثاني فقال في " سير أعلام النبلاء " ( 9 / 171 / 2 ) : " قلت : لعل أن , يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة " .
واعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث : " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ..‎" إنما هو تفصيل لقول الله تبارك وتعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم , يوحى إلي ....‎) الآية .
وقد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء , إلى إنكار مثل هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتنزيهه عن النطق به ! ولا مجال إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح , بل هو عندنا متواتر , فقد رواه مسلم من حديث عائشة وأم سلمة كما ذكرنا , ومن حديث أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما , وورد من حديث سلمان وأنس وسمرة وأبي الطفيل وأبي سعيد وغيرهم . انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .
وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً , إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحاً ثابتاً , وبذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبداً ورسولاً , دون إفراط ولا تفريط , فهو صلى الله عليه وسلم بشر , بشهادة الكتاب والسنة , ولكنه سيد البشر وأفضلهم إطلاقاً بنص الأحاديث الصحيحة . وكما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم وسيرته , وما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة , والخصال الحميدة , التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم , وصدق الله العظيم , إذ خاطبه بقوله الكريم : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .

مرمر 03-01-2008 11:26 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 85

" ارحلوا لصاحبيكم واعملوا لصاحبيكم ! ادنوا فكلا " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 124 :
رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في " المصنف " ( ج 2 / 149 / 2 ) , والفريابي في " الصيام " ( 4 / 64 / 1 ) عنه وعن أخيه عثمان بن أبي شيبة , قالا : حدثنا عمر بن سعد أبو داود عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن "‎أبي هريرة " قال : " أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بـ ( مر الظهران ) , فقال لأبي بكر وعمر : ادنوا فكلا , فقالا : إنا صائمان , فقال : ارحلوا لصاحبيكم " الحديث .
وكذا أخرجه النسائي ( 1 / 315 ) وابن دحيم في " الأمالي " ( 2 / 1 ) من طرق أخرى عن عمر بن سعد به .
ثم أخرجه النسائي من طريق محمد بن شعيب : أخبرني الأوزاعي به مرسلاً لم يذكر أبا هريرة , وكذلك أخرجه من طريق علي - وهو ابن المبارك - عن يحيى به .
ولعل الموصول أرجح , لأن الذي وصله وهو سفيان عن الأوزاعي ثقة , وزيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق منه .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم , ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " وقال : " فيه دليل على أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار " . كما في " فتح الباري " ( 4 / 158 ) . وأخرجه الحاكم ( 1 / 433 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي ! وإنما هو على شرط مسلم وحده , فإن عمر بن سعد لم يخرج له البخاري شيئاً .
والغرض من قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " ارحلوا لصاحبيكم ...‎" الإنكار وبيان أن الأفضل أن يفطرا ولا يحوجا الناس إلى خدمتهما , ويبين ذلك ما روى الفريابي ( 67 / 1 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " لا تصم فى السفر فإنهم إذا أكلوا طعاماً قالوا : ارفعوا للصائم ! وإذا عملوا عملاً قالوا : اكفلوا للصائم ! فيذهبوا بأجرك " . ورجاله ثقات .
قلت : ففي الحديث توجيه كريم , إلى خلق قويم , وهو الاعتماد على النفس , وترك التواكل على الغير , أو حملهم على خدمته , ولو لسبب مشروع كالصيام , أفليس في الحديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون عملهم , فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم , حتى في حمل نعالهم ?‎! ولئن قال بعضهم : لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يخدمون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن خدمة , حتى كان فيهم من يحمل نعليه صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن مسعود .
فجوابنا نعم , ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها , واعتراف بأنهم ينظرون إليها على أنهم ورثته صلى الله عليه وسلم في العلم حتى يصح لهم هذا القياس ?‎! وايم الله لو كان لديهم نص على أنهم الورثة لم يجز لهم هذا القياس , فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية , وخاصة منهم العشرة المبشرين بالجنة , فقد كانوا خدام أنفسهم , ولم يكن واحد منهم يخدم من غيره , عشر معشار ما يخدم أولئك المعنيين من تلامذتهم ومريديهم ! فكيف وهم لا نص عندهم بذلك , ولذلك فإني أقول : إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله , هدانا الله تعالى جميعاً سبيل التواضع والرشاد .

مرمر 03-01-2008 11:27 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 86

" من أنظر معسراً فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين , فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 126 :
رواه أحمد ( 5 / 360 ) عن " سليمان بن بريدة عن أبيه " قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , قال : ثم سمعته يقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , قلت : سمعتك يا رسول الله تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة , ثم سمعتك تقول : من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة , قال : له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة " .
قلت : وإسناده صحيح رجاله ثقات محتج بهم في " صحيح مسلم " .
ثم رأيته في " المستدرك " ( 2 / 29 ) وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي فأخطأ لأن سليمان هذا لم يخرج له البخاري , وإنما الذي أخرج له الشيخان هو أخوه عبد الله بن بريدة .

مرمر 03-01-2008 11:27 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 87

" يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز , يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : " لا إله إلا الله " فنحن نقولها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1/127:
أخرجه ابن ماجه ( 4049 ) والحاكم ( 4 / 473 ) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن " حذيفة بن اليمان " مرفوعاً به , وزاد : " قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ? فأعرض عنه حذيفة , ثم ردها عليه ثلاثاً , كل ذلك يعرض عنه حذيفة , ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار . ثلاثاً " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا .
وقال البوصيري في " الزوائد " ( ق 247 / 1 ) : " إسناده صحيح , رجاله ثقات " .
( يدرس ) من درس الرسم دروساً : إذا عفا وهلك .
( وشي الثوب ) نقشه .
من فوائد الحديث :
وفي هذا الحديث نبأ خطير , وهو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره , وعلى القرآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة , وذلك لا يكون قطعاً إلا بعد أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها , وتكون كلمته فيها هي العليا .
كما هو نص قول الله تبارك و تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) , وكما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات ( الأحاديث الصحيحة ) .
وما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيداً لإقامة الساعة على شرار الخلق الذين لا يعرفون شيئاً من الإسلام البتة , حتى ولا توحيده !
وفي الحديث إشارة إلى عظمة القرآن , وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دينهم ورسوخ بنيانه وما ذلك إلا بتدارسه وتدبره وتفهمه ولذلك تعهد الله تبارك وتعالى بحفظه , إلى أن يأذن الله برفعه . فما أبعد ضلال بعض المقلدة الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة , وأنه لا ضير على المسلمين من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك !‎! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من الأعاجم وهو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة وذلك لما جرى الحديث بيني وبينه حول الاجتهاد والتقليد .
قال - ما يردده كثير من الناس - : إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع ! فقلت له : وماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها اليوم ? قال : إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها أو مثلها .
قلت : فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحاً ولا بد !
قال : وكيف ذلك ?
قلت : لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها , لا عن عينها وإذ الأمر كذلك , فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر , هي مثل التي أجابوا عنها , وحين ذلك فلا مناص من استعمال النظر والقياس وهو الدليل الرابع من أدلة الشرع , وهذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل ! فكيف تقولون بسد بابه ?‎ !‎
ويذكرني هذا بحديث آخر جرى بيني وبين أحد المفتين شمال سورية , سألته : هل تصح الصلاة في الطائرة ?
قال : نعم .
قلت : هل تقول ذلك تقليداً أم اجتهاداً ?
قال : ماذا تعني ?
قلت : لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء , أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد , بل اعتماداً على نص من إمام , فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة ?
قال : لا .
قلت : فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص ?
قال : قياساً .
قلت : ما هو المقيس عليه ?
قال : الصلاة في السفينة .
قلت : هذا حسن , ولكنك خالفت بذلك أصلاً وفرعاً , أما الأصل فما سبق ذكره , وأما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة بالسقف ولا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة .
قال : لا علم لي بهذا .
قلت : فراجع الرافعي إذن لتعلم أن ( فوق كل ذي علم عليم ) , فلو أنك تعترف أنك من أهل القياس والاجتهاد وأنه يجوز لك ذلك ولو في حدود المذهب فقط , لكانت النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي من الفرضية الخيالية يومئذ . أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في ذلك , ولئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها وبين الأرض , فالطائرة أيضاً مدعمة بالهواء بينها وبين الأرض . وهذا هو الذي بدا لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالاً , ولكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم !‎?
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي , قلت له : وإذا كان الأمر كما تقولون : إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين المسألة أو مثلها , فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن ?
قال : هذا لا يقع .
قلت : إنما أقول : لو فرض .
قال : لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك !
قلت : فما قيمة امتنان الله عز وجل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) , إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة ?‎!
والحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة , هو جواب كل مقلد على وجه الأرض , وإنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به , وإن كان قلبه قد انطوى عليه . نعوذ بالله من الخذلان .
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه , لقد جعلوا القرآن في حكم المرفوع , وهو لا يزال بين ظهرانينا والحمد لله , فكيف يكون حالهم حين يسرى عليه في ليلة , فلا يبقى في الأرض منه آية ?‎! فاللهم هداك .
حكم تارك الصلاة :
هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة , وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها , ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة خاصة , مع إيمانه بمشروعيتها , فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك , بل يفسق وذهب أحمد إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة , لاحداً , وقد صح عن الصحابة أنهم كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم , وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور , وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصاً على أنهم كانوا يريدون بـ ( الكفر ) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له , كيف ذلك وهذا حذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة - يرد على صلة بن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له , فيقول : ما تغني عنهم لا إله إلا الله , وهم لا يدرون ما صلاة ...." فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه : " يا صلة تنجيهم من النار . ثلاثاً " .
فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة , ومثلها بقية الأركان ليس بكافر , بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة . فاحفظ هذا فإنه قد لا تجده في غير هذا المكان .
وفي الحديث المرفوع ما يشهد له , ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى .
ثم وقفت على " الفتاوى الحديثية " ( 84 / 2 ) للحافظ السخاوي , فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة وهي مشهورة معروفة : " ولكن كل هذا إنما يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحداً لوجودها مع كونه ممن نشأ بين المسلمين , لأنه يكون حينئذ كافراً مرتداً بإجماع المسلمين , فإن رجع إلى الإسلام قبل منه , وإلا قتل . وأما من تركها بلا عذر , بل تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها , فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر , وأنه - على الصحيح أيضاً - بعد إخراج الصلاة الواحدة عن وقتها الضروري , كأن يترك الظهر مثلاً حتى تغرب الشمس أو المغرب حتى يطلع الفجر - يستتاب كما يستتاب المرتد , ثم يقتل إن لم يتب , ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين , مع إجراء سائر أحكام المسلمين عليه . ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه . وهو وجوب العمل , جمعا بين هذه النصوص وبين ما صح أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : خمس صلوات كتبهن الله - فذكر الحديث . وفيه : " إن شاء عذبه , وإن شاء غفر له " وقال أيضاً : " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " إلى غير ذلك . ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه ولو كان كافراً لم يغفر له , ولم يرث ولم يورث " .
وقد ذكر نحو هذا الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله في " حاشيته على المقنع " , ( 1 / 95 - 96 ) وختم البحث بقوله : " ولأن ذلك إجماع المسلمين , فإننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة , ترك تغسيله والصلاة عليه , ولا منع ميراث موروثه مع كثرة تاركي الصلاة , ولو كفر لثبتت هذه الأحكام . وأما الأحاديث المتقدمة , فهي على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على الحقيقة , كقوله عليه الصلاة والسلام : " سباب المسلم فسوق , وقتاله كفر " , وقوله " من حلف بغير الله فقد أشرك " وغير ذلك . قال الموفق : وهذا أصوب القولين " .
أقول : نقلت هذا النص من " الحاشية " المذكورة , ليعلم بعض متعصبة الحنابلة , أن الذي ذهبت إليه , ليس رأياً لنا تفردنا به دون أهل العلم , بل هو مذهب جمهورهم , والمحققين من علماء الحنابلة أنفسهم , كالموفق هذا , وهو ابن قدامة المقدسي , وغيره , ففي ذلك حجة كافية على أولئك المتعصبة , تحملهم إن شاء الله تعالى , على ترك غلوائهم , والاعتدال في حكمهم .
بيد أن هنا دقيقة , قل من رأيته تنبه لها , أو نبه عليها , فوجب الكشف عنها وبيانها .
فأقول : إن التارك للصلاة كسلاً إنما يصح الحكم بإسلامه , ما دام لا يوجد هناك ما يكشف عن مكنون قلبه , أو يدل عليه , ومات على ذلك , قبل أن يستتاب كما هو الواقع في هذا الزمان , أما لو خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة , فاختار القتل عليها , فقتل , فهو في هذه الحالة يموت كافراً , ولا يدفن في مقابر المسلمين , ولا تجري عليه أحكامهم , خلافا لما سبق عن السخاوي لأنه لا يعقل - لو كان غير جاحد لها في قلبه - أن يختار القتل عليها , هذا أمر مستحيل , معروف بالضرورة من طبيعة الإنسان , لا يحتاج إثباته إلى برهان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " مجموعة الفتاوى " ( 2 / 48 ) : " و متى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل , لم يكن في الباطن مقراً بوجوبها ولا ملتزماً بفعلها , وهذا كافر باتفاق المسلمين , كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا , ودلت عليه النصوص الصحيحة .... فمن كان مصراً على تركها حتى يموت , لا يسجد لله سجدة قط , فهذا لا يكون قط مسلماً مقراً بوجوبها , فإن اعتقاد الوجوب واعتقاد أن تاركها يستحق القتل , هذا داع تام إلى فعلها , والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور , فإذا كان قادراً ولم يفعل قط , علم أن الداعي في حقه لم يوجد " .

مرمر 03-01-2008 11:27 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 88

" ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 133 :
رواه مسلم في " صحيحه " ( 7 / 100 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 515 ) وابن عساكر في " تاريخه " ( ج 9 / 288 / 1 ) من طريق مروان بن معاوية قال : حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن " أبي هريرة " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم اليوم صائماً ? قال أبو بكر : أنا , قال : من عاد منكم اليوم مريضاً ? قال أبو بكر أنا , قال : من شهد منكم اليوم جنازة ? قال أبو بكر : أنا , قال : من أطعم اليوم مسكيناً ? قال أبو بكر : أنا , قال مروان : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
والسياق للبخارى . وليس عند مسلم وابن عساكر " قال مروان : بلغني " بل هذا البلاغ عندهما متصل بأصل الحديث من طريقين عن مروان . وهو الأصح إن شاء الله تعالى .
والحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 4 / 162 ) لابن خزيمة فقط في " صحيحه " ! وله طريق أخرى عند ابن عساكر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة نحوه .
ولبعضه شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بلفظ : " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكيناً ? فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل , فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن , فأخذتها منه , فدفعتها إليه " أخرجه أبو داود وغيره وإسناده ضعيف كما بينته في الأحاديث " الضعيفة " ( 1400 ) .
وفيه فضيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والبشارة له بالجنة , والأحاديث في ذلك كثيرة طيبة .
وفيه فضيلة الجمع بين هذه الخصال في يوم واحد , وأن اجتماعها في شخص بشير له بالجنة , جعلنا الله من أهلها .

مرمر 03-01-2008 11:28 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 89

" إن أول ما يكفئ - يعني الإسلام - كما يكفأ الإناء - يعني الخمر - , فقيل : كيف يا رسول الله , وقد بين الله فيها ما بين ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسمونها بغير اسمها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 134 :
رواه الدارمي ( 2 / 114 ) : حدثنا زيد بن يحيى حدثنا محمد بن راشد عن أبي وهب الكلاعي عن القاسم بن محمد عن " عائشة " قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند حسن , القاسم بن محمد هو ابن أبي بكر الصديق - ثقة أحد الفقهاء في المدينة , احتج به الجماعة .
وأبو وهب الكلاعي اسمه عبيد الله بن عبيد وثقه دحيم .
وقال ابن معين : لا بأس به .
ومحمد بن راشد هو المكحولي الخزاعي الدمشقي , وثقه جماعة من كبار الأئمة كأحمد وابن معين وغيرهما , وضعفه آخرون .
وتوسط فيه أبو حاتم فقال : " كان صدوقا حسن الحديث " .
قلت : وهذا هو الراجح لدينا , وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . وزيد بن يحيى , هو إما زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي أبو عبد الله الدمشقي , وإما زيد بن أبي الزرقاء يزيد الموصلي أبو محمد نزيل الرملة , ولم يترجح لدي الآن أيهما المراد هنا , فكلاهما روى عن محمد بن راشد , ولكن أيهما كان فهو ثقة .
وقد وجدت للحديث طريقا أخرى , أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 225 / 1 ) وابن عدي ( ق 264 / 2 ) عن الفرات بن سلمان عن القاسم به , ولفظه : " أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له : الطلاء " .
ثم رواه ابن عدي عن الفرات قال : حدثنا أصحاب لنا عن القاسم به . و قال : " الفرات هذا لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه , وأرجو أنه لا بأس به , لأني لم أر في رواياته حديثا منكراً " .
قلت : وقال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 80 ) : " سألت أبي عنه ? فقال : لا بأس به , محله الصدق , صالح الحديث " .
وقال أحمد : " ثقة " . كما في " الميزان " و " اللسان " .
قلت : فالإسناد صحيح , ولا يضره جهالة أصحاب الفرات , لأنهم جمع ينجبر به جهالتهم , ولعل منهم أبا وهب الكلاعي فإنه قد رواه عن القاسم كما في الطريق الأولى , فالحديث صحيح . وقول الذهبي في ترجمة الفرات : " حديث منكر " منكر من القول , ولعله لم يقف على الطريق الأولى , بل هذا هو الظاهر . والله أعلم .
والحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " , لا في باباً " إن " ولا في " أول " وإنما أورد فيه ما قد يصلح أن يكون شاهداً لهذا فقال ( 1 / 274 / 2 ) : " أول ما يكفأ أمتي عن الإسلام كما يكفأ الإناء , في الخمر . ابن عساكر عن ابن عمرو " .
ثم رأيته في " تاريخه " ( 18 / 76 / 1 ) عن زيد بن يحيى بن عبيد حدثني ابن ثابت ابن ثوبان عن إسماعيل بن عبد الله قال : سمعت ابن محيريز يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول فذكره وزاد في آخره " قال : وقلت ( لعله . وقطب ) رسول الله صلى الله عليه وسلم " . وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد .
وللحديث طريق أخرى بلفظ آخر عن عائشة , يأتي في الذي بعده .
( الطلاء ) قال في " النهاية " : " بالكسر والمد : الشراب المطبوخ من عصير العنب , وهو الرب " .
ثم ذكر الحديث ثم قال : " هذا نحو الحديث الآخر : سيشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها . يريد : أنهم يشربون النبيذ المسكر , المطبوخ , ويسمونه طلاء , تحرجاً من أن يسموه خمراً " .
وللحديث شاهد صحيح بلفظ : " ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه , ( وفي رواية ) : يسمونها بغير اسمها " .

مرمر 03-01-2008 11:29 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 90

" ليستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه , ( وفي رواية ) : يسمونها بغير اسمها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 136 :
أخرجه ابن ماجه ( 3385 ) وأحمد ( 5 / 318 ) وابن أبي الدنيا في " ذم المسكر " ( ق 4 / 2 ) عن سعيد بن أوس الكاتب عن بلال بن يحيى العبسي عن أبي بكر ابن حفص عن ابن محيريز عن ثابت بن السمط عن " عبادة بن الصامت " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات , وابن محيريز اسمه عبد الله . وهو ثقة من رجال الشيخين .
وأبو بكر بن حفص , هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة محتج به في " الصحيحين " أيضاً .
وبلال بن يحيى العبسي , قال ابن معين : " ليس به بأس " . ووثقه ابن حبان . وقد تابعه شعبة , لكنه أسقط من الإسناد " ثابت بن السمط " وقال : " عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " بالرواية الثانية .
أخرجه النسائي ( 2 / 330 ) , وأحمد ( 4 / 237 ) , وإسناده صحيح , وهو أصح من الأول .
وروي عن أبي بكر بن حفص على وجه آخر , من طريق محمد بن عبد الوهاب أبي شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 6 / 205 ) .
قلت : ورجاله ثقات غير أبي شهاب هذا فلم أعرفه .
وللحديث شاهد يرويه سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله بن مسلم أن أبا مسلم الخولاني حج , فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها , فجعل يخبرها , فقالت : كيف تصبرون على بردها ? فقال : يا أم المؤمنين إنهم يشربون شراباً لهم , يقال له : الطلاء , فقالت : صدق الله وبلغ حبي , سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ناساً من أمتي يشربون الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 147 ) و البيهقي ( 7 / 294 - 295 ) .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " .
وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : كذا قال : " محمد " , فمحمد مجهول , وإن كان ابن أخي الزهري فالسند منقطع " .
قلت : وسعيد بن أبي هلال كان اختلط , وقد تقدم الحديث عن عائشة بلفظ آخر قبل هذا الحديث .
وله شاهد ثان , من حديث أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تذهب الليالي والأيام , حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه ابن ماجه ( 3384 ) , وأبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 97 ) عن عبد السلام بن عبد القدوس , حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه .
وقال أبو نعيم : " كذا حدثناه عن أبي أمامة , وروي عن ثور عن خالد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مثله " .
قلت : ورجاله ثقات غير عبد السلام هذا وهو ضعيف كما في " التقريب " .
وله شاهد ثالث يرويه أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أمتي يشربون الخمر في آخر الزمان , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 114 / 3 ) . وأبو عامر اسمه صالح بن رستم المزني , وهو صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " , فمثله يستشهد به . والله أعلم .
وله شاهد رابع يرويه حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال : دخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا الطلاء , فقال : حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليشربن ناس من أمتي الخمر , يسمونها بغير اسمها " .
أخرجه أبو داود ( 3688 ) , والبخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 305 و4 / 1 / 222 ) , وابن ماجه ( 4020 ) , وابن حبان ( 1384 ) , والبيهقي ( 8 / 295 و 10 / 231 ) , وأحمد ( 5 / 342 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 167 / 2 ) , وابن عساكر ( 16 / 115 / 2 ) , كلهم عن معاوية بن صالح عن حاتم به .
قلت : ورجاله ثقات غير مالك بن أبي مريم , قال الذهبي : " لا يعرف " . ووثقه ابن حبان على قاعدته !
هذا هو علة هذا الإسناد , وأما المنذري فأعله في " مختصره " ( 5 / 271 ) بقوله : " في إسناده حاتم بن حريث الطائي الحمصي , سئل عنه أبو حاتم الرازي , فقال : شيخ . وقال ابن معين : لا أعرفه " .
قلت : قد عرفه غيره , فقال عثمان بن سعيد الدارمي : " ثقة " . وذكره ابن حبان في " الثقات " , وقال ابن عدي : " لعزة حديثه لم يعرفه ابن معين , وأرجو أنه لا بأس به " .
قلت : فإعلاله بشيخه مالك بن أبي مريم - كما فعلنا - أولى , لأنه لم يوثقه غير ابن حبان كما ذكرنا .
هذا وفي الحديث زيادة عن ابن ماجه والبيهقي وابن عساكر بلفظ : " يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات , يخسف الله بهم الأرض , ويجعل منهم القردة والخنازير " .
والحديث صحيح بكامله , أما أصله فقد تقدمت له شواهد .
وأما الزيادة فقد جاءت من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن غنم نحوه , ولفظه يأتي بعده , وقال البيهقي عقبه : " ولهذا شواهد من حديث علي , وعمران بن حصين , وعبد الله بن بسر , وسهل بن سعد , وأنس بن مالك , وعائشة , رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم

مرمر 03-01-2008 11:31 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 91

" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف , ولينزلن أقوام إلى جنب علم , يروح عليهم بسارحة لهم , يأتيهم لحاجة , فيقولون : ارجع إلينا غدا , فيبيتهم الله , ويضع العلم , ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 139 :
رواه البخاري في " صحيحه " تعليقاً فقال ( 4 / 30 ) : " باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه . وقال هشام بن عمار : حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذبني - سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره .
وقد وصله الطبراني ( 1 / 167 / 1 ) والبيهقي ( 10 / 221 ) وابن عساكر ( 19 / 79 / 2 ) وغيرهم من طرق عن هشام بن عمار به .
وله طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد , فقال أبو داود ( 4039 ) : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به . ورواه ابن عساكر من طريق أخرى عن بشر به .
قلت : وهذا إسناد صحيح ومتابعة قوية لهشام بن عمار وصدقة بن خالد , ولم يقف على ذلك ابن حزم في " المحلى " , ولا في رسالته في إباحة الملاهي , فأعل إسناد البخاري بالانقطاع بينه وبين هشام , وبغير ذلك من العلل الواهية , التي بينها العلماء من بعده وردوا عليه تضعيفه للحديث من أجلها , مثل المحقق ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 5 / 270 - 272 ) والحافظ ابن حجر في " الفتح " وغيرهما , وقد فصلت القول في ذلك في جزء عندي في الرد على رسالة ابن حزم المشار إليها , يسر الله تبيضه ونشره .
وابن حزم رحمه الله مع علمه وفضله وعقله , فهو ليس طويل الباع في الاطلاع على الأحاديث وطرقها ورواتها . ومن الأدلة على ذلك تضعيفه لهذا الحديث .
وقوله في الإمام الترمذي صاحب السنن : " مجهول " وذلك مما حمل العلامة محمد بن عبد الهادي - تلميذ ابن تيمية - على أن يقول في ترجمته في " مختصر طبقات علماء الحديث " ( ص 401 ) : " وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث و تضعيفه , وعلى أحوال الرواة " .
قلت : فينبغي أن لا يؤخذ كلامه على الأحاديث إلا بعد التثبيت من صحته وعدم شذوذه , شأنه في ذلك شأنه في الفقه الذي يتفرد به , وعلم الكلام الذي يخالف السلف فيه , فقد قال ابن عبد الهادي بعد أن وصفه " بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع " : " ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد , لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل , كالخالق , والحق , وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلاً , كالرحيم والعليم والقدير , ونحوها , بل العلم عنده هو القدرة , والقدرة هي العلم , وهما عين الذات , ولا يدل العلم على شيء زائد على الذات المجردة أصلاً وهذا عين السفسطة والمكابرة . وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة , وأمعن في ذلك , فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة " .
غريب الحديث :
( الحر ) الفرج , والمراد : الزنا .
( المعازف ) جمع معزفة وهي آلات الملاهي كما في " الفتح " .
( علم ) هو الجبل العالي .
( يروح عليهم ) بحذف الفاعل وهو الراعي بقرينة المقام , إذ السارحة لابد لها
من حافظ .
( بسارحة ) هي الماشية التي تسرح بالغداة إلى رعيها , وتروح أي ترجع بالعشي إلى مألفها .
( يأتيهم لحاجة ) بيانه في رواية الإسماعيلي في " مستخرجه على الصحيح " : " يأتيهم طالب حاجة " .
( فيبيتهم الله ) أي يهلكهم ليلاً .
( ويضع العلم ) أي يوقعه عليهم .
فقه الأحاديث :
يستفاد من الأحاديث المتقدمة فوائد هامة نذكر بعضها :
أولا : تحريم الخمر , وهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين والحمد لله , غير أن طائفة منهم - وفيهم بعض المتبوعين - خصوا التحريم بما كان من عصير العنب خاصة ! وأما ما سوى ذلك من المشروبات المسكرة , مثل ( السكر ) وهو نقيع التمر إذا غلى بغير طبخ , و( الجعة ) وهو نبيذ الشعير , و( السكركة ) وهو خمر الحبشة من الذرة , فذلك كله حلال عندهم إلا المقدار الذي يسكر منه , وأما القليل منه فحلال ! بخلاف خمر العنب فقليله ككثيره في التحريم .
وهذا التفريق مع مصادمته للنصوص القاطعة في تحريم كل مسكر , كقول عمر رضي الله عنه : " نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة أشياء من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير . والخمر ما خامر العقل " وكقوله صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر , وكل خمر حرام " وقوله : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " .
أقول : هذا التفريق مع مصادمته لهذه النصوص وغيرها , فهو مخالف للقياس الصحيح والنظر الرجيح , إن أي فرق بين تحريم القليل الذي لا يسكر من خمر العنب المسكر كثيره , وبين تحليل القليل الذي لا يسكر من خمر الذرة المسكر ? ! وهل حرم القليل إلا لأنه ذريعة إلى الكثير المسكر , فكيف يحلل هذا ويحرم ذاك والعلة واحدة ?‎! تالله إن هذا من الغرائب التي لا تكاد تصدق نسبتها إلى أحد من أهل العلم لولا صحة ذلك عنهم , وأعجب منه الذي تبنى القول به هو من المشهورين بأنه من أهل القياس والرأي !‎!‎ قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 5 / 263 ) بعد أن ساق بعض النصوص المذكورة : " فهذه النصوص الصحيحة الصريحة في دخول هذه الأشربة المتخذة من غير العنب في اسم الخمر في اللغة التي نزل بها القرآن وخوطب بها الصحابة مغنية عن التكلف في إثبات تسميتها خمراً بالقياس , مع كثرة النزاع فيه . فإذ قد ثبت تسميتها خمراً نصاً فتناول لفظ النصوص لها كتناوله لشراب العنب سواء تناولاً واحداً . فهذه طريقة منصوصة سهلة تريح من كلمة القياس في الاسم , والقياس في الحكم .ثم إن محض القياس الجلي يقتضي التسوية بينها , لأن تحريم قليل شراب العنب مجمع عليه , وإن لم يسكر , وهذا لأن النفوس لا تقتصر على الحد الذي لا يسكر منه , وقليله يدعو إلى كثيره . وهذا المعنى بعينه في سائر الأشربة المسكرة , فالتفريق بينها في ذلك تفريق بين المتماثلات وهو باطل , فلو لم يكن في المسألة إلا القياس لكان كافياً في التحريم , فكيف وفيها ما ذكرناه من النصوص التي لا مطعن في سندها , ولا اشتباه في معناها , بل هي صحيحة . وبالله التوفيق " .
وأيضاً فإن إباحة القليل الذي لا يسكر من الكثير الذي يسكر غير عملي , لأنه لا يمكن معرفته إذ أن ذلك يختلف باختلاف نسبة كمية المادة المسكرة ( الكحول ) في الشراب , فرب شراب قليل , كمية الكحول فيه كثيرة وهو يسكر , ورب شراب أكثر منه كمية , الكحول فيه أقل لا يسكر وكما أن ذلك يختلف باختلاف بنية الشاربين وصحتهم , كما هو ظاهر بين , وحكمة الشريعة تنافي القول بإباحة مثل هذا الشراب وهي التي تقول : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " , " ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " .
واعلم أن ورود مثل هذه الأقوال المخالفة للسنة والقياس الصحيح معاً في بعض المذاهب مما يوجب على المسلم البصير في دينه , الرحيم بنفسه أن لا يسلم قيادة عقله و تفكيره وعقيدته لغير معصوم , مهما كان شأنه في العلم والتقوى والصلاح بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا من الكتاب والسنة إن كان أهلاً لذلك , وإلا سأل المتأهلين لذلك , والله تعالى يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
وبالإضافة إلى ذلك فإنا نعتقد أن من قال بهذا القول من العلماء المشار إليهم فهو مأجور على خطئه , للحديث المعروف , لأنهم قصدوا الحق فأخطؤوه , وأما من وقف من أتباعهم على هذه الاحاديث التي ذكرنا , ثم أصر على تقليدهم على خطأهم , وأعرض عن اتباع الأحاديث المذكورة فهو - ولا شك - على ضلال مبين , وهو داخل في وعيد هذه الأحاديث التي خرجناها ولا يفيده شيئاً تسميته لما يشرب بغير اسمه مثل الطلاء , والنبيذ , أو ( الويسكى ) أو ( الكونياك ) و غير ذلك من الأسماء التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الكريمة .
وصدق الله العظيم إذ يقول : ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل
الله بها من سلطان ) .
ثانيا : تحريم آلات العزف والطرب , ودلالة الحديث على ذلك من وجوه :
أ - قوله : " يستحلون " فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة , فيستحلها أولئك القوم .
ب - قرن ( المعازف ) مع المقطوع حرمته : الزنا والخمر , ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها إن شاء الله تعالى .
وقد جاءت أحاديث كثيرة بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت معروفة يومئذ , كالطبل والقنين وهو العود وغيرها , ولم يأت ما يخالف ذلك أو يخصه , اللهم إلا الدف في النكاح والعيد , فإنه مباح على تفصيل مذكور في الفقه , وقد ذكرته في ردي على ابن حزم . ولذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها , واستثنى بعضهم - بالإضافة إلى ما ذكرنا - الطبل في الحرب , وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية , ولا وجه لذلك ألبتة لأمور :
الأول : أنه تخصيص لأحاديث التحريم , بدون مخصص , سوى مجرد الرأي والاستحسان , وهو باطل .
الثاني : أن المفروض في المسلمين في حالة الحرب أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم , وأن يطلبوا منه نصرهم على عدوهم , فذلك أدعى لطمأنينة نفوسهم , وأربط لقلوبهم فاستعمال الموسيقى مما يفسد ذلك عليهم , ويصرفهم عن ذكر ربهم , قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا , واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) .
الثالث : أن استعمالها من عادة الكفار ( الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر , ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله , ولا يدينون دين الحق ) فلا يجوز لنا أن نتشبه بهم , لاسيما فيما حرمه الله تبارك وتعالى علينا تحريماً عاماً كالموسيقى .
ولا تغتر أيها القارئ الكريم بما قد تسمع عن بعض المشهورين اليوم من المتفقهة من القول بإباحة آلات الطرب والموسيقى , فإنهم - والله - عن تقليد يفتون , ولهوى الناس اليوم ينصرون , ومن يقلدون ? إنما يقلدون ابن حزم الذي أخطأ فأباح آلات الطرب والملاهي , لأن حديث أبي مالك الأشعري لم يصح عنده , وقد عرفت أنه صحيح قطعاً , وأن ابن حزم أتي من قصر باعه في علم الحديث كما سبق بيانه , وليت شعري ما الذي حملهم على تقليده هنا دون الأئمة الأربعة , مع أنهم أفقه منه وأعلم وأكثر عدداً وأقوى حجة ? ! لو كان الحامل لهم على ذلك إنما هو التحقيق العلمي فليس لأحد عليهم من سبيل , ومعنى التحقيق العلمي كما لا يخفى أن يتتبعوا الاحاديث كلها الواردة في هذا الباب ويدرسوا طرقها ورجالها , ثم يحكموا عليها بما تستحق من صحة أو ضعف , ثم إذا صح عندهم شيء منها درسوها من ناحية دلالتها وفقهها وعامها وخاصها , وذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم أصول الحديث وأصول الفقه , لو فعلوا ذلك لم يستطع أحد انتقادهم ولكانوا مأجورين , ولكنهم - والله - لا يصنعون شيئاً من ذلك , ولكنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها , ثم أخذوا ما هو الأيسر أو الأقرب إلى تحقيق المصلحة زعموا . دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب والسنة , وكم شرعوا للناس - بهذه الطريقة - أمورا باسم الشريعة الإسلامية , يبرأ الإسلام منها . فإلى الله المشتكى .
فاحرص أيها المسلم على أن تعرف إسلامك من كتاب ربك , وسنة نبيك , ولا تقل : قال فلان , فإن الحق لا يعرف بالرجال , بل اعرف الحق تعرف الرجال , ورحمة الله على من قال :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرا من التمثيل والتشبيه
ثالثا : أن الله عز وجل قد يعاقب بعض الفساق عقوبة دنيوية مادية , فيمسخهم
فيقلب صورهم , وبالتالي عقولهم إلى بهيمة .. قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 49 ) في صدد كلامه على المسخ المذكور في الحديث : " قال ابن العربي : يحتمل الحقيقة كما وقع للأمم السالفة , ويحتمل أن يكون كناية عن تبدل أخلاقهم . قلت : والأول أليق بالسياق " .
أقول : ولا مانع من الجمع بين القولين كما ذكرنا بل هو المتبادر من الحديثين .
والله أعلم .
وقد ذهب بعض المفسرين في العصر الحاضر إلى أن مسخ بعض اليهود قردة وخنازير لم يكن مسخاً حقيقياً بدنياً , وإنما كان مسخاً خلقياً ! وهذا خلاف ظاهر الآيات والأحاديث الواردة فيهم , فلا تلتفت إلى قولهم فإنهم لا حجة لهم فيه إلا الاستبعاد العقلي , المشعر بضعف الإيمان بالغيب . نسأل الله السلامة .
رابعا : ثم قال الحافظ :
" وفي هذا الحديث وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم بتغيير اسمه , وأن الحكم يدور مع العلة , والعلة في تحريم الخمر الإسكار , فمهما وجد الإسكار , وجد التحريم , ولو لم يستمر الاسم , قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بألقابها , ردا على من حمله على اللفظ " !

مرمر 03-01-2008 11:32 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 92

" ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة . يعني الشمس " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 147 :
رواه أبو جعفر البختري في " حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب " ( 47 / 1 - 2 ) وابن عساكر ( 11 / 363 / 1 , 19 / 44 / 201 ) من طريق أبي يعلى وغيره كلاهما عن يونس بن بكير أنبأنا طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة حدثني " عقيل بن أبي طالب " قال : " جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ? يؤذينا في نادينا , وفي مسجدنا , فانهه عن أذانا , فقال : يا عقيل , ائتني بمحمد , فذهبت فأتيته به , فقال : يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم , وفي مسجدهم , فانته عن ذلك , قال : فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره ) إلى السماء فقال : فذكره .
قال : فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي . فارجعوا " .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم رجال مسلم وفي يونس به بكير وطلحة ابن يحيى كلام لا يضر .
وأما حديث : " يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني , والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته " .
فليس له إسناد ثابت ولذلك أوردته في " الأحاديث الضعيفة " ( 913 ) .

مرمر 03-01-2008 11:32 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 93

" تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين , فأما إبل الشياطين , فقد رأيتها يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله . وأما بيوت الشياطين فلم أرها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 148 :
رواه أبو داود في " الجهاد " رقم ( 2568 ) من طريق ابن أبي فديك : حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال : قال " أبو هريرة " .. فذكره مرفوعاً به وزاد .
" وكان سعيد يقول : " لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج " .
قلت : وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , غير عبد الله ابن أبي يحيى وهو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ " سحبل " وهو ثقة , وابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل , وفيه كلام يسير .
والظاهر أنه عليه الصلاة و السلام عني بـ " بيوت الشياطين " هذه السيارات الفخمة التي يركبها بعض الناس مفاخرة ومباهاة , وإذا مروا ببعض المحتاجين إلى الركوب لم يركبوهم , ويرون أن إركابهم يتنافى مع كبريائهم وغطرستهم ?
فالحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .

مرمر 03-01-2008 11:32 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول


للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


الحديث رقم 94


" من حلف بالأمانة فليس منا " .


قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 149 :
رواه أبو داود ( 3253 ) : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن " ابن بريدة عن أبيه " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . وابن بريدة اثنان : عبد الله وسليمان , والأول أوثق وقد احتج به الشيخان . وزهير هو ابن معاوية أبو خيثمة الكوفي وهو ثقة احتج به الشيخان أيضاً .
ومثله أحمد بن يونس واسم أبيه عبد الله بن يونس .
والوليد بن ثعلبة وثقه ابن معين وابن حبان , وقد أخرج حديثه هذا في " صحيحه " ( 1318 ) .
قال الخطابي في " معالم السنن " ( 4 / 358 ) تعليقاً على الحديث : " هذا يشبه أن تكون الكراهة فيها من أجل أنه إنما أمر أن يحلف بالله وصفاته , وليست الأمانة من صفاته , وإنما هي أمر من أمره , وفرض من فروضه , فنهوا عنه لما في ذلك من التسوية بينها وبين أسماء الله عز وجل وصفاته " .

مرمر 03-01-2008 11:33 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 95

" انظر إليها , فإن في أعين الأنصار شيئاً . يعني الصغر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 149 :
أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 4 / 142 ) وسعيد بن منصور في " سننه " ( 523 ) وكذا النسائي ( 2 / 73 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 8 ) والدارقطني ( 396 ) والبيهقي ( 7 / 84 ) عن أبي حازم عن " أبي هريرة " :" أن رجلاً أراد أن يتزوج امرأة من نساء الأنصار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : فذكره . والسياق للطحاوي , ولفظ مسلم والبيهقي : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأتاه رجل , فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنظرت إليها ? قال : لا , قال : فانظر ...‎" الحديث .
وقد جاء تعليل هذا الأمر في حديث صحيح وهو : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما

مرمر 03-01-2008 11:33 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 96

" انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 150 :
أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 515 - 518 ) وكذا النسائي ( 2 / 73 ) والترمذي ( 1 / 202 ) والدارمي ( 2 / 134 ) وابن ماجه ( 1866 ) والطحاوي ( 2 / 8 ) وابن الجارود في " المنتقى " ( ص 313 ) والدارقطني ( ص 395 ) والبيهقي ( 7 / 84 ) وأحمد ( 4 / 144 - 245 / 246 ) وابن عساكر ( 17 / 44 / 2 ) عن بكر بن عبد الله المزني عن " المغيرة بن شعبة " . أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وزاد أحمد والبيهقي . " فأتيتها وعندها أبواها وهي في خدرها , قال : فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر إليها , قال : فسكتا , قال : فرفعت الجارية جانب الخدر فقالت : أحرج عليك إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر , لما نظرت , وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرك أن تنظر , فلا تنظر . قال : فنظرت إليها , ثم تزوجتها , فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها , ولقد تزوجت سبعين , أو بضعاً وسبعين امرأة " . وقال الترمذي : " حديث حسن " .
قلت : ورجاله كلهم ثقات إلا أن يحيى بن معين قال : " لم يسمع بكر من المغيرة " .
قلت : لكن قال الحافظ في " التلخيص ( ص 291 ) بعد أن عزاه إلى ابن حبان وبعض من ذكرنا : " وذكره الدارقطني في " العلل " وذكر الخلاف فيه , وأثبت سماع بكر بن عبد الله المزني من المغيرة " .
قلت : ولعله لذلك قال البوصيري في " الزوائد " ( ص 118 ) : إسناد صحيح رجاله ثقات .
قلت : وعلى فرض أنه لم يسمع منه , فلعل الواسطة بينهما أنس بن مالك رضي الله عنه , فقد سمع منه بكر المزني وأكثر عنه , وهو قد رواه عن المغيرة رضي الله عنهما .
أخرجه عبد الرزاق في " الأمالي " ( 2 / 46 / 1 - 2 ) وابن ماجه ( 1865 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( ق 170 / 1 ) وابن حبان ( 1236 ) وابن الجارود والدارقطني و الحاكم ( 2 / 165 ) والضياء في " المختارة " ( ق 88 / 2 ) والبيهقي كلهم من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن أنس قال : " أراد المغيرة أن يتزوج , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ... " فذكره وزاد قال : ففعل ذلك , فتزوجها , فذكر من موافقتها " .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي , وقال البوصيري في " الزوائد " ( 118 / 1 ) . " هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ورواه ابن حبان في " صحيحه " وعبد بن حميد في " مسنده " عن عبد الرزاق به " .
قلت : لكن أعله الدارقطني بقوله : " الصواب عن ثابت عن بكر المزني " .
ثم ساق من طريق ابن مخلد الجرجاني أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ثابت عن بكر المزني أن المغيرة بن شعبة قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه " .
قلت : وكذا رواه ابن ماجه : حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأنا عبد الرزاق به . ولكن الرواة الذين رووه عن عبد الرزاق بإسناده عن ثابت عن أنس , أكثر فهو أرجح , إلا أن يكون الخطأ من عبد الرزاق أو شيخه معمر , والله أعلم .
( يؤدم ) أي تدوم المودة .
قلت : ويجوز النظر إليها ولو لم تعلم أو تشعر به , لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته , وإن كانت لا تعلم " .

مرمر 03-01-2008 11:34 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 97

" إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته , وإن كانت لا تعلم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 152 :
أخرجه الطحاوي وأحمد ( 5 / 424 ) عن زهير بن معاوية قال : حدثنا عبد الله ابن عيسى عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن " أبي حميد " - وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .
وقد رواه الطبراني أيضاً في " الأوسط " و " الكبير " كما في " المجمع " ( 4 / 276 ) وقال : " ورجال أحمد رجال الصحيح " .
وسكت عليه الحافظ في " التلخيص " .
وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة وهو محمد بن مسلمة الأنصاري , فقال سهل ابن أبي حثمة : " رأيت محمد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك فوق إجار لها ببصره طرداً شديداً , فقلت : أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? ! فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا ألقي في قلب امرىء خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " .

مرمر 03-01-2008 11:34 AM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 98

" إذا ألقي في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 153 :
رواه سعيد بن منصور في " سننه " ( 519 ) وكذا ابن ماجه ( 1864 ) والطحاوي ( 2 / 8 ) والبيهقي والطيالسي ( 1186 ) وأحمد ( 4 / 225 ) عن حجاج ابن أرطاة عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه " سليمان ابن أبي حثمة " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل الحجاج فإنه مدلس وقد عنعنه .
وقال البيهقي : " إسناده مختلف , ومداره على الحجاج بن أرطاة , وفيما مضى كفاية " .
وتعقبه الحافظ البوصيري فقال في " الزوائد " ( 117 / 2 ) : " قلت : لم ينفرد به الحجاج بن أرطاة , فقد رواه ابن حبان في " صحيحه " عن أبي يعلى عن أبي خيثمة عن أبي حازم , عن سهل بن أبي حثمة عن عمه سليمان ابن أبي حثمة قال : رأيت محمد بن سلمة فذكره " .
قلت : كذا وجدته بخطي نقلاً عن " الزوائد " , فلعله سقط مني أو من ناسخ الأصل شيء من سنده - وذاك ما استبعده - فإنه منقطع بين أبي خيثمة وأبي حازم , فإن أبا خيثمة واسمه زهير بن حرب توفي سنة ( 274 ) , وأما أبو حازم فهو إما سلمان الأشجعي وإما سلمة بن دينار الأعرج وهو الأرجح وكلاهما تابعي , والثاني متأخر الوفاة , مات سنة ( 140 ) .
ثم رأيت الحديث في " زوائد ابن حبان " ( 1225 ) مثلما نقلته عن البوصيري : إلا أنه وقع فيه " أبو خازم " بالخاء المعجمة - عن " سهل بن محمد ابن أبي حثمة " مكان " سهيل بن أبي حثمة " وسهل بن محمد بن أبي حثمة لم أجد له ترجمة ولعله في " ثقات ابن حبان " فليراجع .
لكن للحديث طريقان آخران :
الأولى : عن إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة به .
أخرجه الحاكم ( 3 / 434 ) و قال : " حديث غريب , وإبراهيم بن صرمة ليس من شرط هذا الكتاب " .
قال الذهبي في " تلخيصه " : " قلت : ضعفه الدارقطني , و قال أبو حاتم : شيخ " .
الثانية : عن رجل من أهل البصرة عن محمد بن سلمة مرفوعاً به .
أخرجه أحمد ( 4 / 226 ) : حدثنا وكيع عن ثور عنه .
قلت : ورجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم .
وبالجملة فالحديث قوي بهذه الطرق , والله أعلم .
وقد ورد عن جابر مثل ما ذكرنا عن بن مسلمة كما يأتي .
وما ترجمنا به للحديث قال به أكثر العلماء , ففي " فتح الباري " ( 9 / 157 ) : " وقال الجمهور : يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها , وعن مالك رواية : يشترط إذنها , ونقل الطحاوي عن قوم أنه لا يجوز النظر إلى المخطوبة قبل العقد بحال , لأنها حينئذ أجنبية , ورد عليهم بالأحاديث المذكورة " .
فائدة :
روى عبد الرزاق في " الأمالي " ( 2 / 46 / 1 ) بسند صحيح عن ابن طاووس قال : أردت أن أتزوج امرأة , فقال لي أبي : اذهب فانظر إليها , فذهبت فغسلت رأسي وترجلت ولبست من صالح ثيابي , فلما رآني في تلك الهيئة قال : لا تذهب !
قلت : ويجوز له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه والكفين لإطلاق الأحاديث المتقدمة ولقوله صلي الله عليه وسلم : " إذا خطب أحدكم المرأة , فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " .

مرمر 03-01-2008 12:15 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 99

" إذا خطب أحدكم المرأة , فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 155 :
أخرجه أبو داود ( 2082 ) والطحاوي والحاكم والبيهقي وأحمد ( 3 / 334 , 360 ) , عن محمد بن إسحاق عن داود بن حصين عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قال : " فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها " .
والسياق لأبي داود , وقال الحاكم : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة , ثم هو مدلس وقد عنعنه , لكن قد صرح بالتحديث في إحدى روايتي أحمد , فإسناده حسن , وكذا قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 156 ) , وقال في " التلخيص " : " وأعله ابن القطان بواقد بن عبد الرحمن , وقال : المعروف واقد بن عمرو " .
قلت : رواية الحاكم فيها عن واقد بن عمرو وكذا هو عند الشافعي وعبد الرزاق " .
أقول : وكذلك هو عند جميع من ذكرنا غير أبي داود وأحمد في روايته الأخرى فقالا : " واقد بن عبد الرحمن " , وقد تفرد به عبد الواحد بن زياد خلافاً لمن قال : " واقد بن عمرو " وهم أكثر , وروايتهم أولى , وواقد بن عمرو ثقة من رجال مسلم , أما واقد بن عبد الرحمن فمجهول . والله أعلم .
فقه الحديث :
والحديث ظاهر الدلالة لما ترجمنا له , وأيده عمل راويه به , وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه , وقد صنع مثله محمد بن مسلمة كما ذكرناه في الحديث الذي قبله , وكفى بهما حجة , ولا يضرنا بعد ذلك , مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى الوجه والكفين فقط , لأنه تقييد للحديث بدون نص مقيد , وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة , لاسيما وقد تأيد بفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال الحافظ في " التلخيص " ( ص 291 - 292 ) :
( فائدة ) :
روى عبد الرزاق وسعيد بن منصور في " سننه " ( 520 - 521 ) وابن أبي عمر وسفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن على بن الحنفية : أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم , فذكر له صغرها , ( فقيل له : إن ردك , فعاوده ) , فقال ( له علي ) : أبعث بها إليك , فإن رضيت فهي امرأتك , فأرسل بها إليه , فكشف عن ساقيها , فقالت : لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينك . وهذا يشكل على من قال : إنه لا ينظر غير الوجه والكفين " .
وهذا القول الذي أشار الحافظ إلى استشكاله هو مذهب الحنفية والشافعية .
قال ابن القيم في " تهذيب السنن " ( 3 / 25 - 26 ) : " وقال داود : ينظر إلى سائر جسدها . وعن أحمد ثلاث روايات :
إحداهن : ينظر إلى وجهها ويديها .
والثانية : ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما .
والثالثة : ينظر إليها كلها عورة وغيرها , فإنه نص على أنه يجوز أن ينظر إليها متجردة ! "
قلت : والرواية الثانية هي الأقرب إلى ظاهر الحديث , وتطبيق الصحابة له والله أعلم .
وقال ابن قدامة في " المغني " ( 7 / 454 ) : " ووجه جواز النظر ( إلى ) ما يظهر غالباً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن في النظر إليها من غير علمها , علم أنه أذن في النظر إلى جميع ما يظهر عادةً , إذ لا يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور , ولأنه يظهر غالباً فأبيح النظر إليه كالوجه , ولأنها امرأة أبيح له النظر إليها بأمر الشارع , فأبيح النظر منها إلى ذلك كذوات المحارم " .
ثم وقفت على كتاب " ردود على أباطيل " لفضيلة الشيخ محمد الحامد , فإذا به يقول ( ص 43 ) : " فالقول بجواز النظر إلى غير الوجه والكفين من المخطوبة باطل لا يقبل " .
وهذه جرأة بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه , إذ أن المسألة خلافية كما سبق بيانه , ولا يجوز الجزم ببطلان القول المخالف لمذهبه إلا بالإجابة عن حجته ودليله كهذه الأحاديث , وهو لم يصنع شيئاً من ذلك , بل إنه لم يشر إلى الأحاديث أدنى إشارة , فأوهم القراء أن لا دليل لهذا القول أصلاً , والواقع خلافه كما ترى , فإن هذه الأحاديث بإطلاقها تدل على خلاف ما قال فضيلته , كيف لا وهو مخالف لخصوص قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( 99 ) : " ما يدعوه إلى نكاحها " , فإن كل ذي فقه يعلم أنه ليس المراد منه الوجه والكفان فقط , ومثله في الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( 97 ) : " وإن كانت لا تعلم " .
وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم , عمله مع سنته صلى الله عليه وسلم , ومنهم محمد ابن مسلمة وجابر بن عبد الله , فإن كلاً منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها , أفيظن بهما عاقل أنهما تخبآ للنظر إلى الوجه والكفين فقط ! ومثل عمر بن الخطاب الذي كشف عن ساقي أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم . فهؤلاء ثلاثة من كبار الصحابة أحدهم الخليفة الراشد أجازوا النظر إلى أكثر من الوجه والكفين , ولا مخالف لهم من الصحابة فيما أعلم , فلا أدري كيف استجاز مخالفتهم مع هذه الأحاديث الصحيحة ?‎! وعهدى بأمثال الشيخ أن يقيموا القيامة على من خالف أحداً من الصحابة اتباعاً للسنة الصحيحة , ولو كانت الرواية عنه لا تثبت كما فعلوا في عدد ركعات التراويح ! ومن عجيب أمر الشيخ عفا الله عنا وعنه أنه قال في آخر البحث : " قال الله تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " . ! فندعو أنفسنا وإياه إلى تحقيق هذه الآية ورد هذه المسألة إلى السنة بعد ما تبينت . والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا ومع صحة الأحاديث في هذه المسألة , وقول جماهير العلماء بها - على خلاف السابق - فقد أعرض كثير من المسلمين في العصور المتأخرة عن العمل بها , فإنهم لا يسمحون للخاطب بالنظر إلى فتاتهم - ولو في حدود القول الضيق . تورعاً منهم , زعموا , ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لابنته بالخروج إلى الشارع سافرة بغير حجاب شرعي ! ثم يأبى أن يراها الخاطب في دارها , وبين أهلها بثياب الشارع !
وفي مقابل هؤلاء بعض الآباء المستهترين الذين لا يغارون على بناتهم . تقليداً منهم لأسيادهم الأوربيين , فيسمحون للمصور أن يصورهن وهن سافرات سفوراً غير مشروع , والمصور رجل أجنبي عنهن , وقد يكون كافراً , ثم يقدمن صورهن إلى بعض الشبان , بزعم أنهم يريدون خطبتهن , ثم ينتهي الأمر على غير خطبة , وتظل صور بناتهم معهم , ليتغزلوا بها , وليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها ! .
ألا فتعساً للآباء الذين لا يغارون . وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مرمر 03-01-2008 12:16 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 100

" يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك ? تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , وتحمده ثلاثاً وثلاثين وتسبحه ثلاثاً وثلاثين وتختمها بـ ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 159 :
رواه أبو داود ( 1504 ) : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم , حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي , حدثني حسان بن عطية قال : حدثني محمد بن أبي عائشة قال : حدثني " أبو هريرة " قال : " قال أبو ذر : يا رسول الله , ذهب أهل الدثور بالأجور , يصلون كما نصلي , ويصومون كما نصوم , ولهم فضول أموال يتصدقون بها , وليس لنا مال نتصدق به , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و زاد في آخره : " غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر " .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح , ولكني في شك من صحة هذه الزيادة في الحديث بهذا الإسناد , فقد أخرجه أحمد ( 2 / 238 ) بهذا الإسناد : حدثنا الوليد به , دونها . وكذلك أخرجه الدارمي من طريق أخرى فقال ( 1 / 312 ) : " أخبرنا الحكم بن موسى , حدثنا هقل عن الأوزاعي به , دونها " .
ومن الظاهر أنها غير منسجمة مع سياق الحديث , وقد جاءت هذه الزيادة في حديث آخر لأبي هريرة , فأخشى أن يكون اختلط على بعض الرواة أحد الحديثين بالآخر فدمجهما في سياق واحد ! ولفظ الحديث المشار إليه يأتي في أول الجزء التالي إن شاء الله .
وسبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك .

مرمر 03-01-2008 12:16 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 101

" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين , فتلك تسع وتسعون , ثم قال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 161 :
أخرجه مسلم ( 2 / 98 ) وأبو عوانة ( 2 / 247 ) والبيهقي ( 2 / 187 ) وأحمد ( 2 / 373 , 383 ) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد المذحجي عن عطاء ابن يزيد الليثي عن # أبي هريرة # مرفوعاً .
وقد جاء هذا العدد في حديث آخر , لكنه جعل بدل التهليلة تكبيرة أخرى مع الثلاث والثلاثين , ويأتي عقب هذا إن شاء الله تعالى .
فائدة :
أخرج النسائي ( 1 / 198 ) والحاكم ( 1 / 253 ) عن زيد ابن ثابت قال : " أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , ويحمدوا ثلاثاً وثلاثين , ويكبروا أربعاً وثلاثين , فأتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له : أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين , وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين , وتكبروا أربعاً وثلاثين ? قال : نعم , قال : فاجعلوها خمساً وعشرين , واجعلوا فيها التهليل ( يعني خمساً وعشرين ) ,‎ فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم , فذكر ذلك له , قال : اجعلوها كذلك " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " , ووافقه الذهبي , وهو كما قالا .
وله شاهد من حديث ابن عمر نحوه . أخرجه النسائي بسند صحيح .

مرمر 03-01-2008 12:17 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 102

" معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة : ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 162 :
رواه مسلم ( 2 / 98 ) وأبو عوانة ( 2 / 247 , 248 ) والنسائي ( 1 / 198 ) والترمذي ( 2 / 249 ) والبيهقي ( 2 / 187 ) والطيالسي ( 1060 ) من طرق عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن # كعب بن عجرة # مرفوعاً .
( معقبات ) أي كلمات تقال عقب الصلاة , والمعقب ما جاء عقب قبله .
قلت : والحديث نص على أن هذا الذكر إنما يقال عقب الفريضة مباشرة , ومثله ما قبله من الأوراد وغيرها , سواء كانت الفريضة لها سنة بعدية أو لا , ومن قال من المذاهب بجعل ذلك عقب السنة فهو مع كونه لا نص لديه بذلك , فإنه مخالف لهذا الحديث وأمثاله مما هو نص في المسألة .
والله ولي التوفيق .

مرمر 03-01-2008 12:17 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 103

" خير الأصحاب عند الله خيرهم لصحابه , وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 162 :
رواه الترمذي ( 1 / 353 ) والدارمي ( 2 / 215 ) والحاكم ( 4 / 164 ) وأحمد ( 2 / 168 ) وابن بشران في " الأمالي " ( 143 / 1 ) عن حيوة وابن لهيعة قالا : حدثنا شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يحدث عن # عبد الله بن عمرو # به مرفوعاً .
هكذا أخرجوه جميعاً عنهما إلا أن الترمذي لم يذكر ابن لهيعة , وكذا الحاكم إلا أنه خالف في إسناده فقال : " ... حيوة بن شريح حدثني شرحبيل بن مسلم عن عبد الله بن عمرو " . فجعل شرحبيل بن مسلم بدل شرحبيل بن شريك , وأسقط من السند أبا عبد الرحمن الحبلي , وذلك من أوهامه رحمه الله , ثم وهم وهماً آخر فقال : " حديث صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي !
قلت : وابن مسلم لم يخرج له الشيخان , وأما ابن شريك فاحتج به مسلم وحده , وكلاهما ثقة . وقال ابن بشران عقب الحديث : " حديث صحيح , وإسناده كلهم ثقات " .
وهو كما قال , وقال الترمذي : " حديث حسن غريب " .

مرمر 03-01-2008 12:18 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول


للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى


الحديث رقم 104


" إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " .


قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 163 :
رواه الحاكم ( 4 / 261 ) والبيهقي في " الأسماء " ( ص 134 ) من طريق عمرو ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن # أبي سعيد # رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , وقال : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي وذلك من أوهامه , فإن دراجاً عنده واه كما يأتي .
ورواه ابن لهيعة عن دراج به و زاد : " وارتفاع مكاني " .
أخرجه البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 146 ) , وأحمد ( 3 / 29 ) بدونها وأوردها الذهبي في " العلو " ( ص 116 ) من هذا الوجه ولم يعزه لأحد وقال : " دراج واه " .
قلت : وعلة هذه الزيادة عندي من ابن لهيعة وهي من تخاليطه لا من دراج , فقد رواه عنه عمرو بن الحارث بدونها كما رأيت .
وقد توبع على الحديث , فأخرجه الإمام أحمد ( 3 / 29 / 41 ) من طريق ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " إن إبليس قال لربه : بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله : فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني " .
قلت : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع بين عمرو – وهو ابن أبي عمر مولى المطلب - وبين أبي سعيد الخدري , فإنهم , لم يذكروا لعمرو رواية عن أحد من الصحابة غير أنس بن مالك , وهو متأخر الوفاة جداً عن أبي سعيد , فإن هذا كانت وفاته سنة ( 75 ) على أكثر ما قيل , وهو توفي سنة ( 92 ) وقيل ( 93 ) .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 207 ) بلفظ أحمد وقال : " رواه أحمد وأبو يعلى بسنده , وقال : لا أبرح أغوي عبادك , والطبراني في الأوسط , وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح , وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى " .
وكأنه قد خفي عليه الانقطاع الذي ذكرت , أقول هذا مع العلم أن قول المحدث في حديث ما " رجاله رجال الصحيح " أو " رجاله ثقات " ونحو ذلك لا يفيد تصحيح إسناده , خلافاً لما يظن البعض , وقد نص على ما ذكرنا الحافظ ابن حجر فقال في " التلخيص " ( ص 239 ) بعد أن ساق حديثاً آخر : " ولا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحاً , لأن الأعمش مدلس ولم يذكر سماعه " .

مرمر 03-01-2008 12:18 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 105

" لقيت إبراهيم ليلة أسري بي , فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان , غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 165 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 258 - بولاق ) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم ابن عبد الرحمن عن ابن مسعود مرفوعاً , وقال : " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود " .
قلت : وعبد الرحمن بن إسحاق هذا ضعيف اتفاقاً , لكن يقويه أن له شاهدين من حديث أبي أيوب الأنصاري , ومن حديث عبد الله بن عمر .
أما حديث أبي أيوب , فهو من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله : أخبرني أبو أيوب الأنصاري : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم فقال : من معك يا جبريل ? قال : هذا محمد , فقال له إبراهيم : مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طهور , وأرضها واسعة قال : وما غراس الجنة ? قال : لا حول ولا قوة إلا بالله " .
أخرجه أحمد ( 5 / 418 ) وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 6 / 65 / 1 ) والطبراني كما في " المجمع " ( 10 / 97 ) وقال : " ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد , ووثقه ابن حبان " .
قلت : وبناء على توثيق ابن حبان إياه أخرج حديثه هذا في " صحيحه " كما في " الترغيب " ( 2 / 265 ) وعزاه لابن أبي الدنيا أيضاً مع أحمد وقال : " إسناده حسن " .
قلت : وفي ذلك نظر عندي لما قررناه مراراً أن توثيق ابن حبان فيه لين , لكن الحديث لا بأس به بما قبله .
وأما حديث ابن عمر , فأخرجه ابن أبي الدنيا في الذكر والطبراني بلفظ : " أكثروا من غراس الجنة , فإنه عذب ماؤها طيب ترابها , فأكثروا من غراسها , قالوا : يا رسول الله وما غراسها ? قال ما شاء الله , لا حول ولا قوة إلا بالله " . هكذا أورده في " الترغيب " وسكت عليه , وأورده الهيثمي من رواية الطبراني وحده دون قوله " ما شاء الله " وقال ( 10 / 98 ) : " وفيه عقبة بن علي وهو ضعيف " .
( قيعان ) جمع " قاع " وهو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض يعلوه ماء السماء , فيمسكه , ويستوي نباته . نهاية .

مرمر 03-01-2008 12:19 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 106

" يا معشر المهاجرين ! خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 167 :
رواه ابن ماجه ( 4019 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 333 - 334 ) عن ابن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن #‎عبد الله ابن عمر # قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف من أجل ابن أبي مالك واسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن ابن أبي مالك وهو ضعيف مع كونه فقيها وقد اتهمه ابن معين كما في " التقريب " .
وقال البوصيري في " الزوائد " . " هذا حديث صالح للعمل به , وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وأبيه " .
قلت الأب لا بأس به , وإنما العلة من ابنه , ولذلك أشار الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " لضعف الحديث بقوله ( ق 55 / 2 ) : " إن ثبت الخبر " .
قلت : قد ثبت حتما فإنه جاء من طرق أخرى عن عطاء وغيره , فرواه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( ق 62 / 2 ) من طريق نافع بن عبد الله عن فروة بن قيس المكي عن عطاء بن أبي رباح به .
قلت : وهذا سند ضعيف , نافع و فروة لا يعرفان كما في " الميزان " .
ورواه الحاكم ( 4 / 540 ) من طريق أبي معبد حفص بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح به و قال : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي .
قلت : بل هو حسن الإسناد فإن ابن غيلان هذا قد ضعفه بعضهم , لكن وثقه الجمهور , وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق فقيه , رمي بالقدر " .
ورواه الروياني في " مسنده " ( ق 247 / 1 ) عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمر مرفوعاً .
وهذا سند ضعيف , عطاء هذا هو ابن أبي مسلم الخراساني وهو صدوق لكنه مدلس وقد عنعنه . وابنه عثمان ضعيف كما في " التقريب " .
فهذه الطرق كلها ضعيفة إلا طريق الحاكم فهو العمدة , وهي إن لم تزده قوة فلا توهنه .
( السنين ) جمع سنة أي جدب وقحط .
( يتخيروا ) أي يطلبوا الخير , أي وما لم يطلبوا الخير والسعادة مما أنزل الله . ولبعض الحديث شاهد من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعاً بلفظ : " ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم , وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت , ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر " .

مرمر 03-01-2008 12:19 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 107

" ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم , وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت , ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 169 :
رواه الحاكم ( 2 / 126 ) والبيهقي ( 3 / 346 ) من طريق بشير بن مهاجر عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا , غير أن بشيراً هذا قد تكلم فيه من قبل حفظه , وفي " التقريب " أنه صدوق لين الحديث . وقد خولف في إسناده , فقال البيهقي عقبه : " كذا رواه بشير بن المهاجر " .
ثم ساق بإسناده من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريده عن ابن عباس قال : " ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم , ولا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت , وما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين , وما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء , وما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم - أظنه قال - والقتل " .
قلت : وإسناده صحيح وهو موقوف في حكم المرفوع , لأنه لا يقال من قبل الرأي وقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " مرفوعاً من طريق أخرى : عن إسحاق ابن عبد الله بن كيسان المروزي : حدثنا أبي عن الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاووس عن ابن عباس .
قلت : وهذا إسناد ضعيف يستشهد به وقال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 271 ) : " وسنده قريب من الحسن , وله شواهد " .
قلت : ويبدو لي أن للحديث أصلاً عن بريدة فقد وجدت لبعضه طريقاً أخرى رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 85 / 1 من الجمع بينه وبين الصغير ) وتمام في " الفوائد " ( ق 148 - 149 ) عن مروان ابن محمد الطاطرى حدثنا سليمان بن موسى أبو داود الكوفي عن فضيل بن مرزوق ( وفي الفوائد فضيل بن غزوان ) عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بلفظ : " ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين " .
وقال الطبراني : " لم يروه إلا سليمان تفرد به مروان " .
قلت : مروان ثقة , وسليمان بن موسى أبو داود الكوفي صويلح كما قال الذهبي , وفضيل إن كان ابن مرزوق ففيه ضعف , وإن كان ابن غزوان فهو ثقة احتج به الشيخان , فإن كان هو راوي الحديث فهو حسن إن شاء الله تعالى .
وقد قال المنذري ( 1 / 270 ) بعد ما عزاه للطبراني : " ورواته ثقات " .
وبالجملة فالحديث بهذه الطرق والشواهد صحيح بلا ريب , وتوقف الحافظ ابن حجر في ثبوته إنما هو باعتبار الطريق الأولى .
والله أعلم .

مرمر 03-01-2008 12:28 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 108

" إن الله زادكم صلاة وهي الوتر , فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 171 :
رواه الإمام أحمد ( 6 / 7 ) والطبراني في " المعجم الكبير ( 1 / 100 / 1 ) من طريقين عن ابن المبارك : أنبأنا سعيد بن يزيد حدثني ابن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني أن عمرو بن العاص خطب الناس يوم الجمعة , فقال : إن # أبا بصرة # حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قال أبو تميم : فأخذ بيدي أبو ذر فسار في المسجد إلى أبي بصرة فقال له : أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال عمرو ? قال أبو بصرة : أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم .
وسعيد بن يزيد هو أبو شجاع الإسكندراني .
وقد تابعه عبد الله بن لهيعة : أنبأنا عبد الله بن هبيرة به .
أخرجه أحمد ( 6 / 379 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 250 ) والطبراني في " الكبير " ( 1 / 104 / 2 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 13 ) من طرق ثلاث عن ابن لهيعة به .
وإسناده عند الطحاوي صحيح كما بينته في " إرواء الغليل " رقم ( 416 ) .
وله طرق أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم خرجت بعضها هناك , وهذه الطريق هي العمدة و لذلك اقتصرت عليها هنا .
وذكر الشيخ الكتاني وصاحبه الأستاذ الزحيلي في تخريج " تحفة الفقهاء " ( 1 / 1 / 355 ) جملة كبيرة منها عن عشرة من الصحابة منها طريق واحدة عن عمرو ابن العاص , ولكنها واهية , وفاتهما هذه الطريق الصحيحة !
فقه الحديث
يدل ظاهر الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم : " فصلوها " على وجوب صلاة الوتر , وبذلك قال الحنفية , خلافاً للجماهير , ولولا أنه ثبت بالأدلة القاطعة حصر الصلوات المفروضات في كل يوم وليلة بخمس صلوات لكان قول الحنفية أقرب إلى الصواب , ولذلك فلابد من القول بأن الأمر هنا ليس للوجوب , بل لتأكيد الاستحباب .
وكم من أوامر كريمة صرفت من الوجوب بأدنى من تلك الأدلة القاطعة , وقد انفك الأحناف عنها بقولهم إنهم لا يقولون بأن الوتر واجب كوجوب الصلوات الخمس , بل هو واسطة بينها وبين السنن , أضعف من هذه ثبوتاً , وأقوى من تلك تأكيداً !
فليعلم أن قول الحنفية هذا قائم على اصطلاح لهم خاص حادث , لا تعرفه الصحابة ولا السلف الصالح , ‎وهو تفريقهم بين الفرض والواجب ثبوتاً و جزاء كما هو مفصل في كتبهم .
وإن قولهم بهذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوم القيامة عذاباً دون عذاب تارك الفرض كما هو مذهبهم في اجتهادهم , وحينئذ يقال لهم : وكيف يصح ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم لمن عزم على أن لا يصلي غير الصلوات الخمس : " أفلح الرجل " ? ! وكيف يلتقي الفلاح مع العذاب ?‎! فلا شك أن قوله صلى الله عليه وسلم هذا وحده كاف لبيان أن صلاة الوتر ليست بواجبة ولهذا اتفق جماهير العلماء على سنيته وعدم وجوبه , وهو الحق , نقول هذا مع التذكير والنصح بالاهتمام بالوتر , وعدم التهاون عنه لهذا الحديث وغيره . والله أعلم .

مرمر 03-01-2008 12:28 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 109

" ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 174 :
رواه محمد بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 114 / 1 ) : حدثنا الحسن بن أبي ليلى أنبأنا أحمد بن علي الأسدي عن المختار بن غسان العبدي عن إسماعيل بن سلم عن أبي إدريس الخولاني عن # أبي ذر الغفاري # قال : " دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فجلست إليه , فقلت : يا رسول الله أيما آية نزلت عليك أفضل ? قال : آية الكرسي : ما السموات السبع " . الحديث .
قلت : وهذا سند ضعيف , إسماعيل بن سلم لم أعرفه , وغالب الظن أنه إسماعيل بن مسلم فقد ذكروه في شيوخ المختار بن عبيد , وهو المكي البصري وهو ضعيف .
والمختار روى عنه ثلاثة ولم يوثقه أحد وفي " التقريب " : أنه مقبول .
قلت : ولم ينفرد به إسماعيل بن مسلم , بل تابعه يحيى بن يحيى الغساني رواه حفيده إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني قال : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني به .
أخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 290 ) .
قلت : وهذا سند واه جداً إبراهيم هذا متروك كما قال الذهبي , وقد كذبه أبو حاتم .
وتابعه القاسم بن محمد الثقفي ولكنه مجهول كما في " التقريب " .
أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير ( 2 / 13 - طبع المنار ) من طريق محمد بن أبي السري ( الأصل : اليسري ) العسقلاني أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي عن القاسم به . والعسقلاني والتميمي كلاهما ضعيف .
وللحديث طريقان آخران عن أبي ذر :
الأول :
عن يحيى بن سعيد السعدي البصري قال : حدثنا عبد الملك ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمر الليثي عنه به .
أخرجه البيهقي و قال . " تفرد به يحيى بن سعيد السعدي , وله شاهد بإسناد أصح " .
قلت : ثم ساقه من طريق الغساني المتقدم , وما أراه بأصح من هذا , بل هو أوهى , لأن إبراهيم متهم كما سبق , وأما هذا فليس فيه من اتهم صراحة , ورجاله ثقات غير السعدي هذا , قال العقيلي : " لا يتابع على حديثه " . يعني هذا .
وقال ابن حبان : يروى المقلوبات و الملزقات , لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد . الثاني :
عن ابن زيد قال : حدثني أبي قال : قال أبو ذر فذكره .
أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 5 / 399 ) " حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد به .
قلت وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات . لكني أظن أنه منقطع , فإن ابن زيد هو عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة من رجال الشيخين يروي عنه ابن وهب وغيره . وأبوه محمد بن زيد ثقة مثله , روى عن العبادلة الأربعة جده عبد الله وابن عمرو وابن عباس وابن الزبير وسعيد بن زيد بن عمرو , فإن هؤلاء ماتوا بعد الخمسين , وأما أبو ذر ففي سنة اثنتين وثلاثين فما أظنه سمع منه .
وجملة القول : أن الحديث بهذه الطرق صحيح وخيرها الطريق الأخير والله أعلم .
والحديث خرج مخرج التفسير لقوله تعالى : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) وهو صريح في كون الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش , وأنه جرم قائم بنفسه وليس شيئاً معنوياً . ففيه رد على من يتأوله بمعنى الملك وسعة السلطان , كما جاء في بعض التفاسير . وما روي عن ابن عباس أنه العلم , فلا يصح إسناده إليه لأنه من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه . رواه ابن جرير .
قال ابن منده : ابن أبي المغيرة ليس بالقوي في ابن جبير .
واعلم أنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث , كما في بعض الروايات أنه موضع القدمين . وأن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد , وأنه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه , وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة ... إلخ فهذا كله لا يصح مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم و بعضه أشد ضعفاً من بعض , وقد خرجت بعضها فيما علقناه على كتاب " ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان " ملحقاً بآخره طبع المكتب الإسلامي .

مرمر 03-01-2008 12:29 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 110

" سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 177 :
رواه مسلم ( 8 / 149 ) وأحمد ( 2 / 289 و 440 ) وأبو بكر الأبهري في " الفوائد المنتقاة " ( 143 / 1 ) والخطيب ( 1 / 54 - 55 ) من طريق حفص بن عاصم عن # أبي هريرة # مرفوعاً .
وله طريق أخرى بلفظ : " فجرت أربعة أنهار من الجنة : الفرات والنيل والسيحان وجيحان " .

مرمر 03-01-2008 12:29 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 111

" فجرت أربعة أنهار من الجنة : الفرات والنيل والسيحان وجيحان " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 177 :
رواه أحمد ( 2 / 261 ) وأبو يعلى في مسنده ( 4 / 1416 مصورة المكتب الإسلامي ) والخطيب في " تاريخه " ( 1 / 44 , 8 / 185 ) عن محمد بن عمرو عن # أبي سلمة عنه # مرفوعاً . وهذا إسناد حسن .
وله طريق ثالث , أخرجه الخطيب ( 1 / 54 ) من طريق إدريس الأودي عن أبيه مرفوعاً مختصراً بلفظ : ( نهران من الجنة النيل والفرات ) .
وإدريس هذا مجهول كما في " التقريب " .
وله شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ : " رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة , نبقها مثل قلال هجر , وورقها مثل آذان الفيلة , يخرج من ساقها نهران ظاهران , ونهران باطنان , فقلت : يا جبريل ما هذان ? قال : أما الباطنان ففي الجنة , وأما الظاهران فالنيل والفرات " .

مرمر 03-01-2008 12:29 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 112

" رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان , فقلت : يا جبريل ما هذان ? قال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 178 :
رواه أحمد ( 3 / 164 ) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن # أنس بن مالك # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين , وقد أخرجه البخاري ( 334 ) معلقا , فقال : وقال : إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة به .
وقد وصله هو ( 3 / 30 - 33 ) ومسلم ( 1 / 103 - 105 ) وأبو عوانة ( 1 / 120 - 124 ) والنسائي ( 1 / 76 - 77 ) وأحمد أيضاً ( 4 / 207 -208 و 208 - 210 ) من طرق عن قتادة عن أنس عن مالك ابن صعصعة مرفوعاً بحديث الإسراء بطوله وفيه هذا . فجعلوه من مسند مالك بن صعصعة وهو الصواب .
ثم وجدت الحاكم أخرجه ( 1 / 81 ) من طريق أحمد وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي .
ثم رواه من طريق حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان به .
هذا ولعل المراد من كون هذه الأنهار من الجنة أن أصلها منها كما أن أصل الإنسان من الجنة , فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه الأنهار تنبع من منابعها المعروفة في الأرض , فإن لم يكن هذا هو المعنى أو ما يشبهه , فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها , والتسليم للمخبر عنها ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم , ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) .

مرمر 03-01-2008 12:29 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 113

" من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير بعدما يصلي الغداة عشر مرات كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل , فإن قالها حين يمسي كان له مثل ذلك وكن له حجاباً من الشيطان حتى يصبح " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 179 :
رواه الحسن بن عرفة في جزئه ( 5 / 1 ) : حدثنا قران بن تمام الأسدي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # مرفوعاً .
ومن طريق ابن عرفة رواه الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 389 , 472 ) .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير قران هذا وهو ثقة .
وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري بلفظ : " من قال : إذا صلى الصبح ... " فذكره بتمامه إلا أنه قال : " أربع رقاب " وقال : " وإذا قالها بعد المغرب مثل ذلك " .
رواه أحمد ( 5 / 415 ) من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد ابن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن يعيش عنه .
قلت : ورجاله ثقات غير ابن يعيش هذا فلم يوثقه غير ابن حبان ولم يرو عنه غير القاسم هذا , ولذلك قال الحسيني : " مجهول " .
لكن الحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 167 ) لأحمد و النسائي وابن حبان في " صحيحه " , فهذا يقتضي أنه عند النسائي من غير طريق ابن يعيش , لأنه ليس من رجال النسائي .
وقد تابعه أبو رهم السمعي عن أبي أيوب بلفظ : " من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , يحيى ويميت , وهو على كل شيء قدير عشر مرات , كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات , وحط الله عنه عشر سيئات , ورفعه الله بها عشر درجات , وكن له كعشر رقاب , وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره , ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن , فإن قال حين يمسي فمثل ذلك " .

مرمر 03-01-2008 12:30 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 114

" من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات وحط الله عنه عشر سيئات ورفعه الله بها عشر درجات وكن له كعشر رقاب وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن , فإن قال حين يمسي فمثل ذلك " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 180 :
أخرجه أحمد ( 5 / 420 ) حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن # أبي رهم # به .
قلت : وهذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات , وابن عياش إنما ضعف في روايته عن غير الشاميين , وأما في روايته عنهم فهو صحيح الحديث كما قال البخاري وغيره وهذه منها , فإن صفوانا من ثقاتهم .
وفي هذه الرواية فائدة عزيزة وهي زيادة " يحيي ويميت " فإنها قلما تثبت في حديث آخر , وقد رويت من حديث أبي ذر وعمارة بن شبيب وحسنهما الترمذي , وإسنادهما ضعيف كما بينته في " التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب " وفي حديث الأول منهما : " من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله .. " فهذا القيد : " وهو ثان .....‎" لا يصح في الحديث لأنه تفرد به شهر بن حوشب , وقد اضطرب في إسناد الحديث وفي متنه اضطراباً كثيراً كما أوضحته في المصدر المذكور .

مرمر 03-01-2008 12:30 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 115

" سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 181 :
رواه الإمام أحمد ( 5 / 282 ) : " حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن ثوبان حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة السلولي حدثه أنه سمع # ثوبان # يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكذا رواه الدارمي ( 1 / 168 ) وابن حبان ( 164 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 72 / 2 ) عن الوليد به .
قلت : وهذا إسناد حسن , رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت وهو مختلف فيه , والمتقرر أنه حسن الحديث إذا لم يخالف .
وللحديث طرق أخرى وشواهد خرجتها في " إرواء الغليل " ( 405

مرمر 03-01-2008 12:30 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 116

" إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول : من خلقك ? فيقول : الله , فيقول : فمن خلق الله ?! فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ : آمنت بالله ورسله , فإن ذلك يذهب عنه " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 182 :
رواه أحمد ( 6 / 258 ) : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا الضحاك عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا سند حسن , وهو على شرط مسلم , رجاله كلهم من رجاله الذين احتج بهم في " صحيحه " , لكن الضحاك وهو ابن عثمان الأسدي الحزامي قد تكلم فيه بعض الأئمة من قبل حفظه , لكن ذلك لا ينزل حديثه من رتبة الحسن إن شاء الله تعالى .
وقد تابعه سفيان الثوري وليث بن سالم عند ابن السني ( 201 ) فالحديث صحيح .
وقال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 266 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد , وأبو يعلى والبزار , ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبد الله بن عمرو , ورواه أحمد أيضاً من حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه " .
وهذه شواهد يرقى بها الحديث إلى درجة الصحيح جداً .
وحديث ابن خزيمة عند أحمد ( 5 / 214 ) ورجاله ثقات إلا أن فيهم ابن لهيعة وهو سيء الحفظ .
وحديث ابن عمرو قال الهيثمي ( 341 ) : " ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني " . كذا قال , ولم يذكر من حاله شيئاً , كأنه لم يقف له على ترجمة , وكذلك أنا فلم أعرفه وهو مصري كما في " معجم الطبراني الصغير " ( ص 10 ) .
ثم إن الحديث رواه هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة أيضاً مرفوعاً مثله .
أخرجه مسلم ( 1 / 84 ) وأحمد ( 2 / 331 ) من طرق عن هشام به , دون قوله : " فإن ذلك يذهب عنه " .
وأخرجه أبو داود ( 4121 ) إلى قوله : " آمنت بالله " , وهو رواية لمسلم .

مرمر 03-01-2008 12:30 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 117

" يأتي شيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ? من خلق كذا ? من خلق كذا ? حتى يقول : من خلق ربك ?! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 183 :
أخرجه البخاري ( 2 / 321 ) ومسلم وابن السني .
وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل ? فإذا قالوا ذلك , فقولوا : ( الله أحد , الله الصمد , لم يلد , ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد ) ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثاً , وليستعذ من الشيطان " .

مرمر 03-01-2008 12:31 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 118

" يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل ? فإذا قالوا ذلك , فقولوا : *( الله أحد , الله الصمد , لم يلد , ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد )* ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثاً , وليستعذ من الشيطان " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 184 :
( عن # أبي هريرة # ) :
أخرجه أبو داود ( 4732 ) وابن السني ( 621 ) عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند حسن رجاله ثقات , وابن إسحاق قد صرح بالتحديث فأمنا بذلك تدليسه .
ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه به إلى قوله : " فمن خلق الله عز و جل ? " قال : فقال أبو هريرة : فو الله إني لجالس يوماً إذ قال لي رجل من أهل العراق : هذا الله خالقنا فمن خلق الله عز وجل ? قال أبو هريرة : فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت فقلت : صدق الله ورسوله ( الله الواحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .
أخرجه أحمد ( 2 / 387 ) ورجاله ثقات غير عمر هذا فإنه ضعيف .
وله عنده ( 2 / 539 ) طريق أخرى عن جعفر حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به مرفوعاً مثل الذي قبله , قال يزيد : فحدثني نجمة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركباً أتوا أبا هريرة , فسألوه عن ذلك , فقال : الله أكبر , ما حدثني خليلي بشيء إلا وقد رأيته وأنا أنتظره . قال جعفر بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سألكم الناس عن هذا فقولوا : الله قبل كل شيء , والله خلق كل شيء , والله كائن بعد كل شيء .
وإسناد المرفوع صحيح , وأما بلاغ جعفر وهو ابن برقان فمعضل .
وما بينهما موقوف , لكن نجمة هذا لم أعرفه , وهكذا وقع في المسند " نجمة " بالميم , وفي " الجرح والتعديل " ( 4 / 1 / 509 ) : " نجبة " بالباء الموحدة وقال : " روى عن أبي هريرة , روى عنه يزيد بن الأصم , سمعت أبي يقول ذلك " و لم يزد !
ولم يورده الحافظ في " التعجيل " وهو على شرطه !
فقه الحديث :
دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله : من خلق الله ? أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة , وخلاصتها أن يقول : " آمنت بالله ورسله , الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد . ثم يتفل عن يساره ثلاثاً , ويستعيذ بالله من الشيطان , ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسوسة .
وأعتقد أن من فعل ذلك طاعة لله ورسوله , مخلصاً في ذلك أنه لابد أن تذهب الوسوسة عنه , ويندحر شيطانه لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن ذلك يذهب عنه " .
وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية , فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها . ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم , فتنبهوا أيها المسلمون , وتعرفوا إلى سنة نبيكم , واعملوا بها , فإن فيها شفاءكم وعزكم .

مرمر 03-01-2008 12:31 PM

رد: سلسلة الأحاديث الصحيحه للإمام الألباني
 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 119

" لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 186 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 45 ) والدارمي ( 2 / 126 ) عن يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن ابن سيرين عن # أبي هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
وتابعه هشام بن حسان عن ابن سيرين به .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 187 ) وأبو الشيخ في " الطبقات " (281 ) عن إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا مبارك بن فضالة عن هشام بن حسان .
قلت : وهذا سند لا بأس به في المتابعات , فإن هشاماً ثقة محتج به في الصحيحين ومن دونه فيهما ضعف .
وقد جاء الحديث من طريق أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم و فيه زيادة توضح سبب هذا النهي وهو : " إن الرؤيا تقع على ما تعبر , ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً " .


الساعة الآن 03:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by