شبكة صدفة

شبكة صدفة (http://www.aadd2.net/vb/index.php)
-   المنتدى الاسلامى (http://www.aadd2.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   التوبة وشروطها (http://www.aadd2.net/vb/showthread.php?t=95704)

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:11 AM

رد: التوبة وشروطها
 
اللهم إليك مددت يدي
وفيما عندك عظمت رغبتي
فأقبل توبتي وأرحم ضعف قوتي
وأغفر خطيئتي وأقبل معذرتي
وأجعل لي من كل خير نصيبا
وإلى كل خيرٍ سبيلا برحمتك
يا أرحم الراحمين
اللهم لا هادى لمن أضللت
ولا معطى لما منعت
ولا مانع لما أعطيت

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:11 AM

رد: التوبة وشروطها
 
ورد في الحديث الشريف : (( من أتى عرّافاً فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )) ( ) ، وفي حديث آخر : (( من أتى كاهناً فصدّقه بما يقول : فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )) ( ) .

قال العلماء في الجمع بين هذين الحدثين : من أتى كاهناً أو عرّافاً ولم يصدقه ، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ، فإن صدقه ، كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن تاب ، تاب الله عليه .
تقول هذه التائبة :

تزوجت في السابعة عشرة من عمري ، وأنجبت بنتاً واحدة .. عشت حياة ترف مع زوجي : حفلات .. سهرات .. تبرج .. نسينا الله والدار الآخرة ، وجعلنا الدنيا وملذّاتها صوب أعيننا ، وزينها لنا الشيطان فكانت في أبهى زينتها .. ومضت الأيام ، والأعوام ، ولما بلغت ابنتي اثني عشر عاماً ، تاقت نفسي للإنجاب مرة ثانية ، واتفقت أنا وزوجي على ذلك ، فكان الحمل ، لكنّ حملي هذه المرة لم يكن طبيعياً ، ففي كل زيارة للطبيب يقول لي : إن حملك هذا غير سليم ، ولمن يمر هذا الشهر إلا وسيحدث لك إجهاض !! .
صُرفت لي أدوية كثيرة ، وحقن ، و .. و... لكن زوجي لم يكن مطمئناً .. فأخذ يتلفت يميناً وشمالاً ، وفوجئت به مرة يقول لي : لقد وجدته ، إن يده مباركة ! ، وما إن يعمل لك عملاً حتى ينجح فيه ، تعالى نزوره .
وذهبت معه إلى ذلك الرجل ، كان عرافاً ، وما إن مثلت بين يديه حتى بدأ العمل : بخور ، وكلمات ، وهمهمات ..لم أفهم منها شيئاً .. المهم أن كل ما طلبه مني قمت بعمله ، لكن الآلام لم تبرح تعاودني بشكل مستمر ، ولما زرت الطبيب لأسأله مرة ثانية ن قال لي مثل ما قال لي في المرة الأولى : انتظري إجهاضاً .. ثم عرض علي حقناً تساعد على تخفيف الألم .. فكنت أرفض بشدة ، وأعيد زياراتي للعراف الفلاني ، والكاهنة الفلانية ، هذا بالبخور ، وذلك بالتمائم ، وتلك بأعمال مختلفة من ضروب الشعوذة ، حتى ضاق صدري واختنقت ، ولم أعد أطيق الصبر ، وبدأت تترآى لي في المنام أحلام مزعجة لا أفهمها ، ولا أحرص على تفسيرها .. باختصار ، عشت حياة يائسة كادت أن تقودني إلى الجنون ..
وفي لحظة شعرت وكأن الزمن قد توقف .. أخذت بكل تلك التمائم وألقيتها أرضاً ، ورفعت يدي إلى السماء .. وقلت بصوت مسموع والدموع تملأ عيني : (( سلمت أمري لك يا رب ، فأعني )) . .
وما هي إلا أيام حتى هدأت العاصفة .. لا ألم ، ولا نزيف ، ولا وساوس .. أحسست باطمئنان غريب في نفسي .. قمت فاغتسلت وتطهّرت ثم صليت ، فكانت أول صلاة لي منذ زمن طويل .. وأحسست براحة عجيبة ، وارتاح من حولي ، وزرت الطبيب ، فاندهش لحالي ، وقال لي : ماذا فعلت ؟ قلت : لا شيء سوى أني توكلت على الله ، ومن توكل على كفاه .
انتهت مدة الحمل ، وأنجبت بنتاً مكتملة الخلق ولله الحمد ، وداومت على صلاتي من غير أن أطبق شيئاً آخر من تعاليم الإسلام من حجاب أو غيره ...

ولما بلغت بنتي العامين ونصف العام بدأت تتحدث بطريقة عجيبة ، كانت تقول ماما ماما ، أتحبين الله ؟ فأجيب : نعم ، بالطبع ، فتقول : ماما ، إن الله يحبّنا إذا أعطانا الخبز والبيض والماء .. !

ومرة قالت : ماما ، صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : إنه جميل جميل جميل .. أعدتها عدة مرات ، فقاطعتني قائلة : إيه جميل !! ماما ، لا تقولي جميل ، قولي : ( منَوَر ) . وهي كلمة عاميّة في الجزائر ، مشتقة من النور ومعاني أخرى عدة ..

كلمات كثيرة كانت تقولها ، أظل أياماً أفكر فيها ، وبعد أن رويت لإحدى أخواتي عن طريقة حملي ، وعن كلام ابنتي ، أهدتني كتاباً عن الدعاء في السنّة ، تعلّمت منه الكثير ، ونصحتني بالحجاب ، فارتديته . ودخلت المسجد لأول مرة ، وتعرفت على الصحبة الصالحة ، التقية النقية ، التي تخاف الله ، فكان ذلك عوناً لي على معرفة ديني بطريقة لو عرضت على الكفار لدخلوا في دين الله أفواجاً .. ويكفيني منهم الكلمة الطيبة ، والابتسامة الصادقة التي يلقونني بها، وحقاً إن تبسمك في وجه أخيك صدقة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم بدأت الجهاد في بيتي مع زوجي وبناتي ، والحمد لله ، فمنذ شهور قليلة فقط بدأ زوجي يعرف الطريق إلى المسجد ، أما ابنتي الكبرى فقد ارتدت الحجاب ، وهي من المستمعات المطيعات ، فهي تقرأ معي الكتب التي أستعيرها من المسجد أو من بعض الأخوات الصالحات ، وقد اقتنعت أخيراً بحرمة الغناء ، واجتنبته بلا جدال ، وكذا أشياء أخرى لا تعد ، فلله الحمد والمنة ، أولاً وآخراً .




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:12 AM

رد: التوبة وشروطها
 
مريض يذكر الله وهو فاقد للوعي .. ؟

دخلت على ذلك المريض في المستشفى وقد بلغ ( التسعين من العمر ) وقد قطعت رجلاه حتى الركبة , وسلمت عليه فلم يرد السلام وأخبرني المرافق أنه فاقد لوعيه منذ أيام.

ولكن الغريب أن لسانه يلهج بذكر الله ويعد التسبيح بيده , والله هذا ما رأيت , نظرت إلى أصابع يده وإذا هو يذكر الله ويسبح , ولكنه لا يشعر بنا نحن الزوار..

فقلت: سبحان الله لقد كان لسانه يلهج بذكر الله في حياته , وها هو الآن فاقد لوعيه , ولا يزال يذكر الله , وهكذا تكون حياة القلب وتعلقه بالله جل وعلا , فالجسد متقطع ولكن القلب متصل بالحي الذي لا يموت , وهكذا تكون المراتب والمنازل يا أمة الإسلام





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:19 AM

رد: التوبة وشروطها
 

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:20 AM

رد: التوبة وشروطها
 
تقول هذه التائبة:

(لا أدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي.. أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن؛ سوف أسجلها..)
فقد كان إقبالي على سماع الغناء كبيراً حتى أني لا أنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء.. أما المسلسلات والأفلام فلا تسأل عنها في أيام العطل.. لا أفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب -سبحانه- إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟.. هل من سائل فأعطيه سؤاله؟.. وأنا ساهرة على أفلام الضياع..
أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن: قصة غريبة، ملابس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، تهاون بالحجاب.. الخ.
في الصف الثاني ثانوي دخلتْ علينا معلمة الكيمياء، وكانت معلمة فاضلة صالحة.. شدني إليها حسن خلقها، وإكثارها من ذكر الفوائد، وربطها مادة الكيمياء بالدين، حملتني أقدامي إليها مرة، لا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية.
جلستُ إليها مرة ومرتين، فلما رأتْ مني تقبلاً واستجابةً نصحتْني بالابتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات.
قلتُ لها: لا أستطيع.
قالت: من أجلي.. قلتُ: حسناً من أجلك، وصمتُ قليلاً ثم قلتُ لها: لا.. ليس من أجلك بل لله إن شاء الله.. وكانت قد علمتْ مني حب التحدي. فقالتْ: ليكن تحدٍ بينك وبين الشيطان، فلننظر لمن ستكون الغلبة، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم، فلا تسأل عن حالي بعد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في المسلسلات.. أأتقدم وأشاهد المسلسل.. إذن سيغلبني الشيطان.. ومن تلك اللحظة تركتُ سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني -بعد شهر تقريبا- عدتُ إلى سماع الغناء خاصة، واستطاع الشيطان -على الرغم من ضعف كيده كما أخبرنا الله- [16] إن يغلبني لضعف إيماني بالله.
وفي السنة الثالثة -وهي الأخيرة- دخلتْ علينا معلمة أخرى، كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها.. إنها معلمة اللغة العربية، وفي أول امتحان لمادة النحو، فوجئتُ بالحصول على درجة ضعيفة جداً، وقد كتبتْ المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم، وضرورة مضاعفة الجهد، فضاقتْ بي الأرضُ بما رحبت؛ فما اعتدتُّ الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن.. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم...
ذهبتُ أحث الخطى إليها، فبأي حق توجه إليّ هذه العبارات، فأخذتْ تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم، و...، وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني، فلم ألق لذلك بالاً، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفاً صغيراً.. صافحتني، ووضعتْ المصحفَ في يدي، وقبضتْ على يدي، وقالت: لا أقول لك هدية بل هي أمانة، فإن استطعتِ حملها وإلا فأعيديها إلىّ.. فوقع في نفسي حديثها، ولكني لم أستشعر نقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخوات الصالحات فسألتني: ماذا تريد منك؟ فقلتُ: إنها أعطتني هذا المصحف وقالت لي: أمانة.. فتغير وجه هذه الأخت الصالحة، وقالت لي: أتعلمين ما معنى أمانة؟!.. أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب؟! أتعلمين كلامَ مَن هذا، وأوامر مَن هذه؟!.. عندها استشعرتُ ثقل هذه الأمانة.. فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إلىّ.. فانهمكتُ في قراءته، وهجرتُ -وبكل قوة وإصرار- الغناء والمسلسلات، إلا أن هيئتي لم تتغير.. قصة غريبة، وملابس ضيقة.. أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي، وأصبحت أُكِنُّ لها كل حب وتقدير واحترام.. هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها، وربط الدرس بالتحذير مما يريده منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانباً .. وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من الأحكام.. وهكذا ظلتْ توالي من نصائحها إصافةً إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركتُ قَصةَ الشعر الغربية عن اقتناع، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين.. فتحسن حالي -ولله الحمد- والتزمتُ بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنتُ أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسه فوق الحذاء (!!) استهزاءً، ونضحك من ذلك المنظر.
أنهيتُ الثانوية العامة، والتحقتُ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي يوم من الأيام ذهبتُ مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات، فإذا بالمغسلة تغسَّل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها -وكانت في المستوى الثالث في الجامعة-.. ولا أستطيع وصف ما رأيت.. تُقلب يميناً وشمالاً لتُغسّل وتكُفّن، وهي باردة كالثلج.. أمها حولها وأختها وأقاربها، أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة، وتعانقهم وتودعهم؟!.. أم تراها توصيهم آخر وصية.. كلا لا حراك.
وإذ بأمها تقبّلها على خديها وجبينها -وهي تبكي بصمت- وتقول: اللهم ارحمها.. اللهم وسعّ مدخلها.. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة.. وتقول لها: قد سامحتك با ابنتي.. ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن..
ما أصعبه من منظر.. وما أبلغها من موعظة.. لحظات وستوضع في اللحد، ويهال عليها التراب، وتسأل عن كل ثانية من حياتها.. فوالله مهما كتبتُ من عبارات ما استطعتُ أن أحيط بذلك المشهد..
لقد غيّر ذلك المشهد أموراً كثيراً بداخلي، وزهدني بهذه الدنيا الفانية.. وإني لأتوجه إلى كل معلمة، بل إلى كل داعية أيّاً كان مركزها، أن لا تتهاون في إسداء النصح وتقديم الكلمة الطيبة حتى وإن أقفلت في وجهها جميع الأبواب.. حسبها أن باب الله مفتوح.
كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها.. أن عُودي إلى الله -أُخيّة- فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله..
وإلى كل من رأت في قلبها قسوة، أو ما استطاعت ترك ذنب ما.. أن تذهب إلى مغسلة الأموات؛ وتراهم وهم يغسلون ويكفنون.. والله إنها من أعظم العظات (وكفى بالموت واعظاً).
أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة.




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:21 AM

رد: التوبة وشروطها
 
دمـــــــــوع التائبيــــــــــــن


إذا مدّ الصراط على جحيم *** تصول على العصاة وتستطيل

فقوم في الجحيم لهم ثبور *** وقوم في الجنان لهم مقيل

وبان الحق وانكشف الغطاء *** وطال الويل واتصل العويل

فتفكر فيما يحل بك إذا رأيت الصراط وحدته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك.

والخلائق أمامك يسيرون عليه، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكردس على وجهه في نار جهنم.
{ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[هود:105-108].

أخي الحبيب.. إذا كان الحال كذلك فلا بد من وقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى قال سبحانه { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} فهذا هو الملجأ والملاذ - الفرار إلى الله تعالى - قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ" بالتوبة من ذنوبكم [زاد المسير 841]، { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16].


بعض فضائل التوبةإليك أخي الحبيب بعض فضائل التوبة حتى تشحذ بها همتك وتفر بها إلى مولاك سبحانه وتعالى:

أولاً: التوبة سبب نيل محبة الله تعالى: وكفى بهذه الفضيلة شرفا للتوبة، قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة:222].

ثانياً: التوبة سبب نور القلب ومحو أثر الذنب: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، : «إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها» [الحديث رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وهو في (صحيح الجامع1666)].

ثالثاً: التوبة سبب لإغاثة الله تعالى لأصحابها بقطر السماء وزيادة قوة قلوبهم وأجسامهم: قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود:52].

رابعاً: التوبة تجعل المذنب كمن لا ذنب له: فعن أبي سعيد الأنصاري رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له» [أخرجه الطبراني في الكبير وهو في ( صحيح الجامع 6679)].

خامساً: التوبة أول صفات المؤمنين:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة:112].

سادساً: التوبة سبب في فرح الرب سبحانه وتعالى فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم : «لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذ هو بها قائمة عنده..» [متفق عليه].

قال ابن القيم رحمه الله: هذا الفرح له شأن لا ينبغي للعبد إهماله والإعراض عنه، ولا يطلع عليه إلا من له معرفة خاصة بالله وأسمائه وصفاته، وما يليق بعز جلاله. انتهى كلامه من [مدارج السالكين1210].

سابعاً: وبالجملة؛ فإن الله تعالى علّق الخير والفلاح بالتوبة، فلا سبيل إلى نيل خيرات الدنيا والآخرة إلا بها، قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].


أمور تعين على التوبة


أخي الحبيب.. لقد جعل الله في التوبة ملاذاً مكيناً وملجأً حصيناً، يلجه المذنب معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً على فعله، غير مصر على خطيئته، يحمي بحمى الاستغفار، ويرجو رحمة العزيز الغفار، إلا أنه توجد بعض العوائق في طريق سير العبد على التوبة وهاك بعضها:

1- الإخلاص لله أنفع الأدوية: فإذا أخلص الإنسان لربه، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه قال الله تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [ يوسف:24].

2- امتلاء القلب بمحبة الله عز وجل: فالمحبة أعظم محركات القلوب، فالقلب إذا خلا من محبة الله تعالى تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر النوائب والمحبوبات، فشتته، وفرقته.

ولا يغني هذا القلب، ولا يلم شعثه، ولا يسد خلته إلا عبادة الله عز وجل ومحبته.

3- المجاهدة: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].

قال ابن المبارك رحمه الله:




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:23 AM

رد: التوبة وشروطها
 
ومن البلايا للبلاء علامة *** ألا يرى لك من هواك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها *** والحر يشبع تارة ويجوع

والمقصود بالمجاهدة مجاهدة النفس حتى الممات والسير بها إلى رضوان الله تعالى.

4- قصر الأمل، وتذكر الآخرة: فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل».

وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك". [رواه البخاري].

قال ابن عقيل رحمه الله: ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال، فإن كل من عدّ ساعته التي هو فيها كمرض الموت، حسنت أعماله، فصار عمره كله صافيا.

5- الدعاء: فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، ومن أعظم ما يسأل ويدعى به سؤال الله التوبة النصوح، ولذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:128]

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» [رواه أحمد والترمذي].

6- استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: ومنها حرمان العلم والرزق، والوحشه التي يجدها العاصي في قلبه، وبينه وبين ربه تعالى، وبينه وبين الناس.

ومنها تعسير الأمور، وظلمة القلب وغيرها مما ذكره العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله في (الداء والدواء) فليراجعه من أراد المزيد فإنه فريد في بابه رحم الله مؤلفه.

أخي الحبيب.. هذه بعض الأمور التي تعين على التوبة فعض عليها بنواجذك، جعلني الله وإياك من التوابين.


أخي التائب.. ماذا لو أحسست بالفتور والضعف؟

أولاً: أخي عليك بسرعة طلب الغوث من الله تعالى فتدعوه سبحانه متضرعاً متذللاً أن لا يرفع عنك توفيقه وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين.
ثانياً: تفكر في أهوال يوم القيامة والقبور وتفكر في نعيم الجنة فسرعان ما يفتح الله عليك وتعود إلى ربك.

ثالثاً: واظب أخي على محاسبة النفس.

رابعاً: المحافظة على الأذكار مع حضور القلب وتدبره لمعانيها.

خامساً: مجالسة الصالحين والعلماء العاملين فهو من أعظم أسباب رفع الهمة وإزالة الفتور.

أسأل الله أن يحفظني وإياك من الحور بعد الكور ومن الضعف بعد القوة ومن الضلال بعد الهدى.




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:24 AM

رد: التوبة وشروطها
 
وفي الختام

لا أملك إلا أن أقول: اللهم اغفر لي ولأخي وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم ثبت قلبي وقلبه على دينك {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً} [الفرقان:65-66].

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:31 AM

رد: التوبة وشروطها
 
بشرى للتائبين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، أما بعد:

فإن البشر تعتريهم صفات النقص ويجري عليهم من الغفلة والزلل والوقوع في المعاصي وليس لهم الكمال والعصمة فهم عرضة للخطأ والنسيان والسهو والهفوة.

دلَّ على ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم»
.

وقوله عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
«كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرِّجل زناها الخطاء والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه»
.

فهذه النصوص الصريحة من السنة تدل دلالة واضحة على أن الإنسان معرض للوقوع في المعصية لأنه عبد ضعيف تغلبه الأمارة بالسوء وهواه وشيطانه، ولكن المسلم الفطن العاقل اللبيب يتدارك ذلك بالتوبة والاستغفار والإقلاع المباشر قال تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ}
[آل عمران: 135].

قال ابن كثير
: "أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار"

فكان الجزاء:

{أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 136].

وقوله عليه الصلاة والسلام:
«كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
.

فالله جل وعلا يتوب على التائبين الصادقين، وأنه لا أحد يحول بينك وبين التوبة وبينك وبين الله عز وجل فهو سبحانه يقول:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة: 186].

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»
.

وأن الله جل وعلا يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه مع غناه وكماله سبحانه وتعالى.

قال ابن القيم رحمه الله
: "وهذه فرحة إحسان وبر ولطف لا فرحة محتاج إلى توبة عبده منتفع بها؛ فهو سبحانه لا يتكثر من قلَّة ولا يعتز به من ذلة ولا ينتصر به من غلبة ولا يعده لنائبة ولا يستعين به في أمر".

ويصور لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الفرحة بمثال فيقول:
«الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلت عنه وعليها طعامه وشرابه فاضطجع في ظلها قد أيِِس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح»
.

وتأمل كيف كانت فرحته بهذه الراحلة التي عليها طعامه وشرابه وهو في هذه الأرض الخالية التي لا يوجد عليها سبب من أسباب الحياة وإلا هذه الراحلة وعلى هذه الراحلة الطعام والشراب فذهب الجمل بما حمل، وتأمل فرحته حينما أخذ بخطامها لم يقل رآها بعيدة أو سمع صوتا بل قال قائمة عنده وهذا يجعله يدهش ويتمسك بها بكل ما أوتي من قوة.

دل ذلك خطأه حينما قال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" ومع هذه الفرحة الشديدة بهذه الراحلة وعودة الحياة إليه من جديد، فالله أشد فرحاً منه بعودته إليه تائباً نادماً مخبتاً من عودة دابة عليه، فعودة الراحلة إليه من أسباب الحياة المؤقتة في الدنيا الزائلة، ولكن عودة العبد إلى ربه ومولاه تائباً مؤمناً منكسر القلب من أسباب الحياة الحقيقية وهي حياة قلبه بنور الإيمان المبشر بالحياة السرمدية الأبدية في جناته جنات النعيم.

فهو سبحانه أرحم من أنفسنا وآبائنا وأمهاتنا.

وهذا موضع الحكاية المشهورة أنه كان أحدهم يسير في إحدى السكك، فرأى باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤويه غير والدته فرجع مكسور القلب حزيناً فوجد الباب مرتجاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي، وتقول: "يا ولدي أين تذهب عني ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك؟" ثم أخذته ودخلت.

فتأمل قول الأم: "لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة"
وتأمل قول صلى الله عليه وسلم:
«الله أرحم بعباده من هذه بولدها»

وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟
فمن هذا شأنه ورحمته التي وسعت كل شيء لا ينبغي اليأس والقنوط من رحمته وعفوه.

كذلك أنه سبحانه يتفضل على عبده التائب العائد إليه ويكرمه بأن يجعل تلك السيئات حسنات إذا أتبع التوبة بعمل صالح.
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان: 68-70] وتأمل قوله سبحانه وتعالى:{فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} تبين لك فضل الله العظيم وسعة عطائه وكثرة جوده.

قال أهل العلم: التبديل هنا نوعان:
الأول: تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة كإبدالهم بالشرك إيمان وبالزنا عفة وإحصاناً وبالكذب صدقاً وبالخيانة أمانة وهكذا.

الثاني: تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة.

وانظر إلى شرح هذا الكرم الإلهي في هذا الحديث: جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه وهو يدعم على عصا حتى قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة -أي: لا صغيرة ولا كبيرة- إلا أتاها" وفي رواية "إلا اقتطفها بيمينه" لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأبقتهم -أي: أهلكتهم- فهل له من توبة"، فتخيل بعد هذا العمر الطويل والكم الهائل من المعاصي يسأل ويقول: هل لي من توبة؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فهل أسلمت؟»
قال: "أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"
قال:
«تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن».
قال: "وغدراتي وفجراتي؟"
قال:
«نعم»

قال: "الله أكبر"، فما زال يكبر حتى توارى. [قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار، وقال المنذري في الترغيب: إسناده جيد قوي].
وآيات الفرقان الآنفة الذكر تدل له وتشهد له.

وهكذا ينبغي للتائب الصادق في توبته ترك السيئات وفعل الخيرات حتى يبدل الله سيئاته حسنات.

وإليك أخي هذا النداء من ملك الملوك عز وجل:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
أي: قل لعبادي يا محمد الذين أكثروا من المعاصي لا يقنطوا من رحمتي وعفوي فأنا أغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، وإني أنا الغفور الرحيم.

وتأمل أخي رقة العبارة ولطف العتاب بقوله:
{يَا عِبَادِيَ} تندرج تحتها الآمال والرجاء والمبشرات وحسن الظن بالله، ففيها أمل ورحمة ورأفة وإحسان وجود وكرم وعطاء من ملك الملوك الذي لا يتعاظمه شيء فمهما بلغت الذنوب فعفو الله أعظم.

قال الإمام الشافعي رحمه الله عند موته:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجاء مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظم

وفي الحديث القدسي: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة».

قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18].

فهذه توبته غير مقبولة لأنها ليست في زمن التوبة المقبولة.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» والغرغرة: هي بلوغ الروح الحلقوم.

وقوله عليه الصلاة والسلام: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه».

فبادر أخي قبل أن تبادر فما هي إلا أيام أو ساعات أو لحظات وإذا بك في عداد الأموات فأصبح الغيب لديك علانية، فعد قبل أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99-100].

فيقال لك: {كَلَّا}.

أو تقول: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [الزمر: 56].

أو تقول: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24].

تدري أي حياة هذه؟ إنها الحياة الأخروية الأبدية التي ليس فيها موت، ففي صحيح الإمام مسلم: عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار أتى بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد "يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت"، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم».

فهؤلاء في الجنة مكرمون: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [الأنبياء: 102].

وهؤلاء في النار والعذاب المهين: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36].





نور 08-24-2010 11:33 AM

رد: التوبة وشروطها
 
قمة الرووووووووووعة
مكتمل الاركان وشرح وافى
للتوبة
نسال الله توبة قبل الممات
سلمت غاليتى
احاسيس
بارك الله فيك
وجزاك كل الخير
وجعله فى ميزان حسناتك

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:34 AM

رد: التوبة وشروطها
 

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:35 AM

رد: التوبة وشروطها
 
توبات يغفل عنها

د. محمد بن إبراهيم الحمد */ جريدة الجزيرة
؟

الذي يُلحظ مما يُكتب أو يُسمع عن الحديث عن التوبة أنها تدور حول بعض الأفعال المحرمة من نحو الفواحش، وتعاطي المسكرات، والمخدرات، وغيرها من الكبائر.

أو حول بعض التروك من نحو الصلوات أو ما جرى مجرى ذلك.

كما أن هذا المعنى ينقدح في ذهن من يقرأ أو يسمع أحاديث عن التوبة؛ فلا يخطر بباله أن يتوب إلا من مثل ما مضى ذكره.

والتوبة من هذه الأمور مطلوبة، وتلك ذنوب عظيمة لا يجوز التساهل بها، ولكن هناك توبات يغفل عنها، ولا يفكر في الأخذ بها.

ومن ذلك التوبة من الحسد، والحقد، والتدابر، والمراء، والعجز، والكسل، وسوء الظن، وقلة الحياء، وسوء الخلق، وعبوس الوجه، وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة، والفحش، ونحو ذلك.

فلا يفكر كثير ممن ابتلي بهذه الأمور في تركها؛ فتستمر معهم طيلة أعمارهم.

والمقصود مما مضى ألا يغفل الإنسان عن هذه التوبات، وأن تكون منه على بال، وأن يجاهد نفسه في ترك تلك الذنوب، وأن يحتسب أجر ذلك على الله.





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:35 AM

رد: التوبة وشروطها
 
امر الله جميع المؤمنين بالتوبة فقال:
( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وقال: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ... )
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :
(لله افرح بتوبه عبده المؤمن من رجل نزل ارض دويه مهلكه معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع راسه فنام نومه فاستيفظ وقد ذهبت راحلته فضلها حتى اذا اشتد عليه الحرو العطش او ما شاء الله قال ارجع الى مكاني الذي كنت فيه فانام حتى اموت فوضع يده على ساعده ليموت فلما استيفظ فاذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فا الله اشد فرحا بتوبه عبده المؤمن من هذا براحلته





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:36 AM

رد: التوبة وشروطها
 
صلاة المسلمين غيرت حياتي



أقلعت الطائرة من بلاد الهند إلى الأراضي السعودية تحمل على متنها بطل قصتنا " راجو " هندي الجنسية ليعمل في إحدى الاستراحات بمدينة الرياض الذي سرعان ما لفت انتباهه مشهد المصلين وهم يتوافدون إلى المسجد من كل حدب وصوب.


ثم يصفون صفوفاً متساوية في مشهد بديع ورائع لترتفع أصوات التكبير ثم يستمع إلى صوت الإمام وهو يتلو كتاب الله أثناء الصلاة بصوت رخيم يسكن القلوب ويدعوها لعبادة علام الغيوب.


بدأ " راجو " يتساءل كثيراً ما الدوافع التي تحث المسلمين لبذل تلك الجهود لعبادة ربهم في اليوم خمس مرات؟!.


بينما يعيش " راجو " مع تلك التساؤلات المثيرة تقدم إليه رجل من هذه البلاد المباركة تقلد وظيفة الأنبياء والرسل ليقوم بواجب الدعوة إلى الله ليهديه كتباً دعوية بلغته " التلغو " والتي لا مست قلباً هزه مظهر المصلين ومدى اهتمامهم بهذه الشعيرة العظيمة.


وبعد قراءة عميقة لتلك الكتب يأذن الله سبحانه وتعالى لنور الإسلام أن يدخل في قلب " راجو " بعد أن تبين له الحق وشرح الله صدره للإسلام ليتقدم إلى مكتب الدعوة بالروضة لمقابلة الداعية.


بعدها نطق بشهادة الحق في لحظة ستبقى خالدة في ذهنه إلى يوم الدين وارتسمت السعادة على محياه فلقد بدأ حياة جديدة وباسم هو " عبد الرحمن راجو " .


التحق " عبد الرحمن راجو " بالدروس التي ينظمها المكتب في يوم الجمعة من كل أسبوع ونهل من العلم الشرعي من خلال تلك الدروس الشرعية التعليمية أضف إلى ذلك قراءة الشخصية.


وفي عام 1426هـ شارك مع المكتب في رحلة الحج ليزداد علماً وثباتاً في أجواء إيمانية ودروس شرعية وعلاقات أخوية لن تنساها ذاكرته أبداً.


وفي جانب آخر من حياة " عبد الرحمن راجو " كان والده يعيش في مدينة الرياض منذ عشرين عاماً، وعندما علم بإسلام ابنه قرر مقاطعته وأصدر أمراً لأقاربه في الهند ألا يستقبلوه ولا يتواصلوا معه، بل وصل الأمر إلى أن أغلق الأب الباب في وجهه عندما طرقه ذلك الابن الذي جاء للسكن مع والده بعد أن فقد عمله.


أخذ ذلك المسكين يفكر متسائلاً: أين أذهب؟ أين أسكن؟ كيف آكل وأشرب؟ ولكن تيقن أن رحلة الابتلاءات قد بدأت، فشرب كأس الصبر وتوكل على الله، ولم يجد حلاً سوى أن يعود إلى مكتب الدعوة بالروضة، فهو الأم الحنون التي شهدت ميلاده الحقيقي.


وسكن في خيمة تفطير الصائمين في شهر رمضان في ذلك العام، وأصيب من خلال تلك الفترة بالمرض الذي أنهكه وأتعبه، وبادر المكتب بعلاجه ومساعدته مالياً والبحث له عن عمل حتى يسر الله له عملاً يناسبه.


فواصل مسيرته في حياته شاكراً لله الذي فرج كربته من خلال ثلة من الإخوان الصادقين، وصدق الله (( فإن مع العسر يسراً )) .


ثم يؤكد " عبد الرحمن راجو " شكره وتقديره لجهود المكتب قائلاً: إن طباعة الكتب الدعوية وتوفير الدعاة المؤهلين كان سبباً في إسلامي وتعليمي، وكذلك تنظيم الدورات الشرعية لتعليم المسلم الجديد وإتاحة الفرصة لي ولإخواني لأداء حجة الإسلام.


وكيف أنسى تلك الوقفة الإنسانية أثناء ظروفي المادية والمرضية، وأعدكم بأن أواصل مسيرتي داعياً إلى الله بالحق ما دمت حياً.





المصدر: كتاب ” قصص مثيرة لمن ذاق طعم الهداية


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:37 AM

رد: التوبة وشروطها
 
الحمد لله القائل في كتابه الكريم




(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا )







والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





وبعد......





إلى الحيارى .. إلى البائسين .. إلى الذين ظلموا أنفسهم في



أوحال المعاصي هلموا إلى باب الأمل.




(فالتوبة) : دموع حارة كالشموع تضيء طريق الرجوع...




(والتوبة):مشاعرٌ وأحاسيسٌ ترسم طريق الأمل..




وأعمدتها: باب الرجاء والأمل فسبحان من فتح لنا باب الأمل..




دمعة تائب: تطفيء حرقة الذنوب والعصيان..وتشعر بالأماني والحنان..



دمعة تائب : من عبد اقترف،وانحرف،واعترف،ومن عبد أجاب فأناب..




دمعة تائب: من القلب تسري وعلى الخدين تجري..





شيء بداخلي ينبعث فأصرخ صرخة تحطم حواجز الدنيا التي وضعت أمامي..



فأكتب بدموع القلم على ورقة التوبة عبارات مودعة حياة الأسى ومستقبلة الحياة الجديدة



بابتسامة ناظرة إلى أعمالي نظرة ساخرة فتخطوا بي خطوات الرجاء نحو أزهار التوبة



لأقطفها بيدي وأحرر نفسي من الظلم لأعيش الحرية الحقَّة وانطلق إلى بحر التوبة..



لقد اشتعلت شمعة حياتي قبل أن تنطفىء شمعة الحياة..




فما أجمل هذا اليوم الذي رأيت فيه الحقيقة بكل وضوح فجعلت أيامي تتجدد بشروق الشمس وجعلت شعلة التوبة تحرق هوى الدنيا بأكملها..





أتـوب إليـك الهـي متابا ومهما ابتعدت أزيـد اقترابا....



الهـي وأنـت قريب مجيب أناجيك وأطلب منك الثوابا والمغفرة فلا تحرمني سعة رحمتك...
دُمتم بطاعة الرحمن

http://sub3.rofof.com/img3/012eomsu21.gif

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:38 AM

رد: التوبة وشروطها
 
يقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسى :


j إني والإنس والـجن فــى نبــأَ عظيـــم i
أخلـــــــق ويعبــــــد غيرى أرزق ويشكــــــــر ســــــــــــواى
خيرى إلى العباد نازل وشــــــــرهم إلــــــــى صـــاعــــد
أتودد إليهم بالمغفــــرة وأنا أغنى الأغنياء عنهم
- ويتبغضون إلى بالمعاصى وهم فى أشد حاجة ما يكون لى
أهل ذكــــرى أهـــــــــــــل مجـــــــــالستــــــــــ ي
أهل طاعتـــــى أهــــــــــل محبتــــــــــــــــــى
أهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى
- من تاب إلى فأنا حبيبه ،
ومن لم يتب فأنا طبيبه
من تاب إلى تلقيته من بعيد
مرحباَ بالتائبين ومن ذهب عنى عاصياَ ناديته من قريب .
أوجــــــــــــدت ربــــــــــــــــــاَ غيــــــــــــــــــــــر ى ؟
أوجــــــــــــــدت رحيمــــــــــــــاَ ســـــــواى ؟
الحسنة عندى بعشر أمثالها وأزيد
والسيئـة عنـــــدى بالمثـــل وأعفو
أرأريتـــــــــــــــم كيــــــف ينادينـــا الله ؟
كيـــــــــــــف يتــــــــــــــودد إليــنـــــــــــــــــــ ـا ؟
كيـــــــــــــــف يـــــرحـــــــــــــــــ ــــــب بنـــــــــــــــــا ؟
كيـــــــــــــــف يـــعفـــــــــــــــــــ ـــو عنـــــــــــــــــــــا

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:42 AM

رد: التوبة وشروطها
 
بسم الله الرحمن الرحيم

تقول صاحبة الرساله


يا معشر الشباب و النساء رسالة مني بعد ما غرقت في الاغاني 13سنة تقريبا...

من قال ان الاغاني تريح الاعصاب انا ارد عليه و اقوله:

(( مع احترامي لك هذا كذب و انت تكذب على نفسك))

الاغاني تريح ثواني او دقايق و بعدين تعيش بعذاب...

انت يا مستمع الاغاني انت ما تسمع المغني يوم يقول

(( الحب عذاب ))؟؟

سبحان الله يعترف بهذا الشئ و يقول الحب عذاب!

عذاب الدنيا اقل وعذاب الاخره يضاعف اضعاف مضاعفه...

لكل الشباب اللي يبغون يصيرون مغنين اويحبون استماع الاغاني اقول لهم:

عن رسول الله أنه قال:

(ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف)

في كلمات بالاغاني تكفرون و انتم ما تحسون يا اخواني و هذي بعض الامثله لاغاني كنت احب اسمعها و كثير من الشباب يحبون الاستماع اليها خصوصا من شباب الخليج...

(( انا الشاكي انا الباكي انا الحساس ، انا اللي بالمحبة خاضع راسي ، انا لغير المحبة ما خضعت الراس))

و العياذ بالله خضع راسه و نفسه للاغاني وما يخضعه لشئ آخر يعني ما يخضع نفسه لله و لا في الصلاة و نحن عندما نسجد نقول:

(( اللهم خضع لك قلبي و بصري و سمعي و فؤادي و عظمي و عصبي ))

و هذا يقول انه ما يخضع راسه لشئ آخر غير للاغاني و الحب و العياذ بالله ........

و المثال الثاني:

(( يا بعد هالعالم و الناس يا آخر احبابي و الاول حبك و سط عيني و على الراس يبقي و حب الغير يرحل))

يعني حب الحبيبه او العشيقه يبقى و على العين والراس اما باقي انواع الحب و غيرها يرحل .... حب الله يرحل و العياذ بالله ، حب الرسول و الوالدين و الصحابة كل هذا يرحل!!! و آخر مثال بكتبه لكم هو:

(( ماتدري اني صرت مخلوق لرضاك))

لا حول ولا قوة الا بالله يقول لحبيبته ما تدرياني صرت مخلوق لرضاك و الله سبحانه و تعالى قال:

(( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ))

و هذا يقول فقط اصبح مخلوق لرضى حبيبته

هذي امثله قليله من الكثير ، اللي في الاغاني كفر صريح لكن محد يشعر!

تخيلوا اللي كان يصلي و يتصدق لكن كان يسمع هذي الاغاني و يرددها و هو ما يحس و يوم القيامه تنسف حسناته و يدخل النار بسبب كلمات تافهه...

((حسبنا الله و نعم الوكيل))

لكل من احب المغنين و جعلهم قدوه له

لكل فتاه جعلت الفنانين و الفنانات قدوه لها اقول لكم:

غدا يوم الحساب ستحشرون معهم مع الفنانين و الفنانات و الراقصين والراقصات و نار جهنم هي المصير

و اريد من كل شخص يحسب كم سيئه يكسب باليوم الواحد فقط من الاغاني؟
10000
50000
و يضرب هذا العدد بعدد الايام اللي يستمع فيها الى الاغاني

هذا حالكم يالمستمعين اما الفنانين تخيلوا كم اغنيه بشرايطهم و كم عدد الكلماااات؟

يعني الفنان الوااحد يلقى باليوم الوااحد مليون سيئه على عدد المستمعين الى اغانيه!

يعني الفنانين فوق ظهورهم بلاييين السيئات!

و العياذ بالله هذي فقط من كلمات الاغاني

غير الاختلاط و الرقص و اللعب و ترك الصلواة!

اقسم بالله ان دقيقه واحده بعد صلاة الفجر اذكر فيها الله ،اشعر براحه تفوق راحة 13 سنة قضيتها بين الاغاني و كلمات الشياطين من الجن والانس...

فهل من تائب يذوق حلاوة الايمان و قراءة القران؟

القبرالقبر موعدكم وساعتكم معه

الدنيا ساعه فجعلها طاعه

صلي قبل أن يصلى عليك

صل فرضك تأمن قبرك


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:43 AM

رد: التوبة وشروطها
 
أيها التائب

أعلم أن باب التوبة مفتوح للكفار والمشركين والمرتدين والمنافقين والظالمين والعصاة والمقصرين، فلقد يسر الله أمرها وفتح أبوابها لمن أرادها

فهو الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وهنا سؤال في ومن أي شيء تكون التوبة ، فالتوبة تكون من الذنوب صغيرها وكبيرها، ولقد عقد ابن القيم رحمه الله في كتاب مدارج السالكين فصلاً قال فيه
(فصل في أجناس ما يتاب منه)



ثم قال ولا يستحق العبد رحمة التائب حتى يتخلص منها ، وهي اثنا عشر جنساً مذكورة في كتاب الله عز وجل هي اجناس المحرمات الكفر والشرك، والنفاق والفسوق، والعصيان والإثم والعدوان، والفحشاء والمنكر والبغي والقول على الله بغير علم ، واتباع غير سبيل المؤمنين، فهذه الاثنا عشر عليها مدار كل ما حرم الله وإليها انتهى العالم بأسرهم إلا أتباع الرسل ، وقد يكون في الرجل أكثرها وأقلها وواحدة منها وقد يعلم ذلك وقد لا يعلم ، فعليك بالتوبة النصوح بالتخلص منها والتحصن من مواقعها ، ياربي جئتك فنار القلب تلتهب وصدع في الكبد ينشعب ، يارب خلعت لباس الجفاء ونشرت بساط الوفاء،يارب رجعت والتزمت بما تحب واترك ما تكره ، رجعت من المكروه إلى المحبوب رجعت مما تكره ظاهراً وباطناً إلى ما تحب ظاهراً وباطن



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:50 AM

رد: التوبة وشروطها
 
http://www.gooh.net/alryssalah/t_199.gif



التـــــــــــــوبة


http://www.islamway.com/Basateen/ima...70.taubadh.jpg




أخي التائب .. أختي التائبة

تقبل الله منا ومنكم التوبات ومحا الحوبات وكفر السيئات .. وثبتنا على دينه حتى نلقاه ..


غرق الكثير من الناس في بحار الذنوب والمعاصي بحثا عن متاع النفس ولذتها ..
فما زادتهم سوى هموم دائمة وأحزان بالليل والنهار..
ثم عاد منهم من أقبل على ربه .. وعلم أن السعادة والطمأنينة في العيش مع الله.. والعمل بما أمر الله والبعد عما نهانا عنه سبحانه

.وانطلاقاً من الأخوة في الله والمحبة فيه .

. فقد جمعنا لكم هذه المجموعة المباركة النافعة بإذن الله ... لتكون مرجعاً لكم في كل ما تحتاجون إليه في موضوع التوبة إلى الله ..

فضلها وشروطها وحكم إعادتها .. وما هي الوسائل المعينة على الثبات والاستمرار .. جمعنا فيه أقوالاً للعلماء ونتفاً من كلام الدعاة والناصحين ..

لتدلنا على الطريق إلى ربنا .. ونأخذ بأسباب السعادة والطمأنينة فنحظى بخيري الدنيا والآخرة ...


فإلى الباقة العطرة

وتتساءل ماهى التوبة وكيف الطريق اليها.


°•..•° التوبة °•..•°

التوبة سبيل النجاة


فضــــــــائل التـــــــــوبة وأسرارها

التوبة النصوح


حقيقة التوبة، والطريق إليها

التوبة والاستغفار

التوبة وكسب الحسنات

التوبه طريق الفلاح

التوبة وشروط قبولها

علامات التوبة المقبولة

لله أشد فرحا بتوبة عبده

التوبة والإنابة قبل غلق الإجابة
باب التوبة يناديكم .. فهل من مستجيب ؟

سبحانه يقبل توبةالتائبين

والأن أخي .. أختي

ماذا تنتظر؟؟



أيهاالتائب ضع بكفك كفي لنمشي سويا

ااسرع الي التوبه ولا تسوف واعلم ان التائب من الذنب كمن


يا من ظلم نفسه بتسويف التوبة- رااائع

أليك

ألأنذار الأخير

الإنذار الأخير...رسالة إلى مسوف..

يا صاحب الذنب الثقيل باب التوبة مفتوح

هل من مشمر للتوبة

الى كل فتاة وقعت في الحب

رسالة الى يائس من التوبة

هل حدثتك نفسك بالتوبة ؟!


الى كل من أشتاقت نفســـ للتوبة ــــــه


كن صريحاً . هل فكرت بالتوبة ؟

من عوائق التوبة وكيفية معالجته
http://www.alsaqr.com/tawqee3/sign_6.jpg

أخى .... أختى
متى أرى دموع التوبة على وجنتيك

رسالة سوف تبكيك!!

وبعد

سارعوا بالتوبة إلى الله قبل فوات الآوان ...!!!

رسالة الى من يؤخر التوبة!!!!

تأجيـل التوبـة ...خطأعظيم

تأخير التوبة، ذنب تجب التوبة منه

وبعد هذا تتسأل بشدة

أريد التوبة فعلا وقولا
هل يغفر الله لي؟
اريد ان اتوب ولكن
كيف اتوب؟
ترى هل يقبل الله توبتي ؟
هل لمرتكب فاحشة اللواط من توبة؟
أعشق هذا الرجل ..هل لي توبة ؟

ذنوبي كثيرة وأعمل العادة السرية هل لي توبة ؟؟

اريد التوبة ولكن قلبي معلق بالدنيا
أخطأ وأتوب ؛ثم أخطأ ..هل يقبل الله توبتي؟؟

والأن اخي اختي؟؟
متى أرى دموع التوبة من مقلتيكـ تنهمر ..؟

اعلم أخى ... أختى

أن الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

فعليك

التوبة والإنابة قبل غلق الإجابة

أعلنها صريحة وبصوت عااااال

(انا تااااااااااااائب " ))


هنيئاً لكم يا أيها التائبين




..الآن وقد عرفت الطريق..وتبينت الوجهة..ولاحت لك معالم النجاة.

.الآن تناديك قلوبنا وتمتد أيدينا لتحتضن فرحك الوليد..وحزنك الكبير. أقبل على الله

ولا تخف فالباب مفتوح .. والله يشتاق إليك .. يحبك ويثبتك ويؤمنك .. ونحن هنا جزء من حياتك الإيمانية ..نبصرك ونعينك ونأخذ بيدك.. سجل صدقكوعودتك ..

ولتكن الخطوة الأولى نحو جنة عرضها السماوات والأرض ..

وبعد ان اعلنت توبتك

مـــــاذا بعــــد التوبـــــة ؟؟

التائب.. والشيطان

التائب ووساوس الشيطان

تكرار المعصية مع التوبة

الطرق المعينة على الاستمرار في التوبة الصادقة

الخطُواتُ العمليةُ للثباتِ علي التوبةِ

مع الثبات وأسبابه


(( زاد التــــــــــــــــــائبي ن" ))

وصايا للتائبين

أكثر من خمســـــ 50 ـــــــين وصية للتائبين

("برامج عملية للتائبين ")

اختبر نفسك بنفسك بعد التوبة

نسأل الله لنا ولكم الثبات حتى الممات

فيا اخوتي في الله البدار البدار فباب التوبه مفتوووووووووووح الآن

http://sayno2.jeeran.com/TOPA-algooory.jpg

وهذه من قلبي لقلوبكم
لمن يشعربالفتور بعد التوبة

مشكلة الحماس اول التوبة ثم الفتور بعدها

تجديد التوبة


وفي الماضي وقفات لابد منها..للتائبين والعائدين..كي نتذكر ضعفنا ومنة الله علينا فلانغتر بالهداية ويصيبنا العجب..
ولإخواننا الذين مازالوا يتخبطون في الظلمات..هذه صفحاتنا مشرعة لهم تحن إليهم وتبتسم بخجل..
.مرحبا يارفيقي ..بالأمس كنت مثلك..بدل سيئاتك حسنات..واشتري قلبا جديدا..هلم إلى حياة بلا نصب ولاخوف..هلم إلى الأمن والسكينة والتوفيق...

ولهذا اخترنا لكم من اجمل قصص التائبين فهيا انهض اخي وانظم اليهم

قصة توبتي غريبة جدا

تبت بفضل الله ثم طريق التوبة
رحلتي مع التوبة...
عدت الى طريق التائبين
” حـــــــــــلاوة التوبة ”
حلم غير حياتي

يـوم تـوبـتـي
توبة تحت الأمواج....!!!

حقاً إنها الليلة الأولى من حياتي
ها انا اسطر لكم قصتي
سامحني ياربي*قصتي للعضه والعبره*
انا نادمة على كل شيئ
سبب توبتي وسعادتي..??
( وأضاءت حياتي برحمه الله
قصتي مع” الصور الخليعة

توبتي من المواقع المخله وغرف الشات الجنسي

التوبه وقصتي معها

وإليك اروع التسجيلات

تقدم على بساط من الحب لجميع العائدين إلى الله ولمن لازال ينتظر بارقة أمل تلوح في محيا الوجدان

طريق التوبة
أسباب الهداية

التوبة
توبة شاب
متى تتوب?

الى كل فتاة وقعت في الحب
التائب ووساوس الشيطان
هل يغفر الله لي؟

هل من توبة قبل الموت
توبة مالك بن دينار

توبة الفنان


ماأجمل الكلام العذب حين يجتمع مع الصوت الشجي يكونان ملحمة من المشاعر تحلق بك إلى أبعد مدى

هنا ستجدون أرقى الكلام بأعذب الأصوات


أنا العبد الذي كسب الذنوب
لجة الشهوات

أيا عبد كم يراك الله عاصيا
ثوب الندم


الهي ان عظمت ذنوبي

يانفس توبي
تائبون

الهي وخلاقي
الا يالله تغفر ذنوبي


رباه اني تائب مستغفر

يانفس خافي



http://www.twbh.com/files/cards/cards/card129.jpg

في الصوت والصورة قد تكون تذكرة ؛ منها ومن أهلها نستمد العبرة ؛ هنا أخترنا لكم أكثر المقاطع الدعوية تأثيرا

هل من مشمر للتوبة

الى من لايقاوم الاباحيات
لماذا نتوب

هل من توبة ؟

http://www.twbh.com/files/cards/cards/card153.jpg
حكاية التوبة بكل عبرها سيكون لكم وقفة معها من خلال هذه المحاضرات التي تضم خير القصص وأفضلها

يعصي ويتوب ويخشى استدراج الله


التوبة

قصص توبة لم تسمع بها


صرخة تائب
ان الله يقبل التوبة
نفسي أتوب

عـــــــــــــــــائـــــ ـد
أسباب الوقوع فى المعاصي


التوبة الصادقة

توبة فاتنة

هل لي من توبة ؟

تائب في المسجد
توبة راقص بآية واحدة !

عائد..نادم..تائب
ثلاث قصص توبة
مداخل الشيطان على القلوب
شوطئ التائبين
بكاء التوبة

احذر التوبة الكاذبة

مالذي يحول بينك وبين التوبة


نصيحه لمن يريد التوبة

حكاية تائب

لماذا لانتوب

حديث التوبة
توبة من ترك حراماً وتوبة اللصوص
التوبة

التائبه

الثبات حتى الممات

توبة فابيان


توبة شاب



توبة فتاة في السكن الجامعي
شــــجــــاعـــــة تـــــــائــــــب
اخى العاصي
إن الله يقبل الــــتـــــوبـــــــة



الثبات حتى الممات

آثار المعاصي

أنين المذنبين

متى التوبة

الإصرار على المعاصي

الذنوب


واليك اروع الفلاشات
التوبه الصادقه

رسالة إلى كل عاصي
التوبة

فلاش التوبة

قصة رائد


توبوا الى الله
قصة توبة
وكان له مع التوبه موعد
توبة مذنب

هنيئاً لكم يا أيها التائبين
وبعد أن تجولنا سوياً في هذه الحديقة الغناء .. لا يسعنا أيها المؤمن المحب لربه ،وأيتها المؤمنة العائدة إلى ربها ... لا يسعنا إلا أن نرفع أيدي الضراعة إلى ربناداعين راجين متبتلين .. أن يمن علينا وعليكم بالثبات على دينه حتى الممات .. وأنيحل علينا رضوانه ، ويجنبنا سخطه ونيرانه .. وأن يجمعنا إخوة على سرر متقابلين فيجنات النعيم ..
وأن يكفينا شرور أنفسنا والشيطان وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ولا تنسونا بدعوة بظهر الغيب

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:56 AM

رد: التوبة وشروطها
 

فِي كُلِ يومٍ نسمعُ أن فلاناً أو فُلانةً قد أفاقُوا مِن

غفلتِهِمِ وسُباتِهِم وعادُوا إلي الطرِيقِ المُستقِيمِ


وتابُوا إلي الله.

يفرحُ القلبُ ونحمِدُ المولَي عز وجل علَي أن

هداهُم وندعُوا لهُم بالمغفرةِ وبالثباتِ ودوامِ

التوبةِ.

وفجأةٌ وبدونِ أيِ سابِقِ إنذارٍ، نرَي الكثِيِر مِنهُم

قد تقهقرُوا وعادُوا أدراجهُم لِما كانُوا عليهِ،

وكأن لم يتذوقُوا طعمِ التوبةِ ويخطُوا أولَي

خطواتُهُم فِي طريقِ الاستقامة والهِدايةِ.


فما كانَت توبتُهُم هذِهِ إلا توبةً عابِرةٌ ومؤقتةً

تعُوُدُ أسبابِهَا إلي تأثُرٍ بِإحساسٍ مؤقتٍ بالخوفِ

مِن المولي عز وجل وفِي مُقابِلِ ذلِك تابُوا وأنابُوا

واستغفرُوا لذنبِهِم.


وعادةً هذَا التأثُرِ أو الإحساسُ المُؤقتِ بالتوبةِ

يكونُ نِتاجُ عدةِ أمورٍ منهَا علي سبِيلُ المثالِ:




- موتُ أو فقدانِ قريبٍ أو عزِيزٍ.

- مرضُ يُلِمُ بالإنسانِ ذاتهُ أو بعزِيِزٍ عليهِ.



- قراءه بعضُ الكتُبِ أو المقالاتِ المؤثِرةُ، أو


حتَي الاستماع لتلاوةٍ أو لمحاضرةٍ أو سماعُ قصةٍ

مؤثِرةٍ، وكلُ ما شابهَ ذلِك.

- التأثُرِ بافتضاحِ أمرٍ لذاتِ الإنسانُ أو لغيرِهِ.



- حالاتُ الاكتئاب والضِيقِ التِي تُصِيبُ البعضِ


فيشعُرُ معهَا أنهُ قد كرِهَ كُلُ شئٍ وبعُدَ عن كُل

شيءٍ.

- أن يطلُب الطرفُ الأخرُ مِن شرِيكِهِ، الالتزام

بأمرٍ مُعينٍ مِن أمورِ الدِين ويضعهُ شرطاً

للارتباط أو حتَي لاستمرار الحياةُ والمعِيشةُ

بينِهِما.

والكثِيِرُ مِن المُسبِباتِ والأحوالِ التِي يتعرضُ لهَا

الإنسانُ فِي حياتِهِ والتِي قد تدفعُهُ إلي التوبةِ إلي

الله.

ونحنُ هُنا لا ننفِي أبداً أن البعضُ أرادَ اللهُ لهم

شيئاً مما ذكرنَا فكانتَ هذِهِ هِي الأسبابُ التِي

سببهَا المولي عز وجل للتوبةِ النصُوحِ ولكِننا

هُنَا نتـحدثُ عـن فئةٍ مُعينةٍ وهُم مَن تزولُ توبتهُم

بزوالِ

المُسبِبِ ويعُودُون أدراجهُم كما كانَوا هذَا إن لم

يعُودوا مُكابِريِنَ مُعانِديِنَ مُصرِيِنَ علي المعصِيةِ

أكثرُ مٍن ذِي قبلٍ وبالطبعِ، لا يستطِيِعُ أياً مِنا أن

يُنكِرُ، أن مَن وضعَ قدمهُ فِي طريقِ التوبةِ أياً

كانَ السببُ الذِي قدرهُ اللهُ تعَالَي، هُوَ يكُونُ بذلِكَ

قَد بذَرَ أولَ بذرةٍ طيِبةٍ تُثمِرُ جناتٍ وحدائِقَ غناءٍ

تُؤتِي أكُلُهَا كُلِ حينٍ بإذنِ ربِهَا.

إلا أنَ مَن ضعُفة هِمتُهُ ومُقاومتُهُ وهزمهُ شيطانُهُ،

نسِيَ أن هذِهِ البذرةُ تحتاجُ إلي أرضٍ خصبةٍ

وإلي شمسٍ وماءٍ وهواءٍ، تحتاجُ إلي تعبٍ وحُبٍ

وعناءٍ حتَي تُزهِرُ وتُثمِرُ ثُمَ تجنِي ما طابَ لكَ مِن

أطايِبِهَا وقُطوفِهَا وهذَا كلهُ لا يتأتَي إلا بإحاطةِ

هذِهِ التوبةُ بالسياجُ والدرعُ الواقِي الذِي تُحِيطُ بهِ

تلكَ البذرةُ الولِيدةُِ، حتَي تغدُوا قويةً صلبةً

كالقلعةً الحصِينةً لا تُكسَر ولا تُقتحمُ ولا تُهزمُ،

بإذن الله.

وإليكَ أيُهَا التائِبُ هذَا السياجُ الواقِي وأهمُ

الوسائِلُ العملِيةُ التِي تُحافِظُ بِهَا علي بذرةِ توبتِكَ

وتثبتُ بِهَا عليَ الخيرِ الذِي أنتَ فيهِ، بإذنِ الله.


- أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن القرءانِ الكرِيِم يومِياً

وبشكلٍ مُستمِرٍ وهروِل إلي كتابِ اللهِ، فِي أيِ

وقتٍ شعرتُ فيهِ بالضِيِقِ أو بالرغبةِ فِي العودةِ

إلي المعصِيةِ أو حتَي بِمجردِ حنِيِنٍ وسعادةُ

اعترتكَ

إن استرجِعتَ ذكرَاهَا.



- أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن الأذكارِ اليوميةِ وخصِص


وقتَاً لذلِك ولا تتنازلُ عنهَا ولا تتهاونُ فيهَا مهمَا

كانتِ الظرُوُف وكذلِك اجعلُ لسانُكَ دائِماً رطِباً

بذكرِ الله وأكثِر مِن الاستغفار والتهلِيلِ

والتكبِيِر والحمدِ، وكُلِ ما شابهَ ذلِك.


- المُحافظةُ علي الصلواتِ الخمسةِ والخشوعِ

فيهَا والاستزادةُ بِما استطَعتَ وما قدَرَ اللهُ لكَ مِن

السُننِ والنوافِل.


- الدعاءُ والتذلُلُ للمولي عز وجل بالقبُوُلِ



والمغفِرةِ والثباتِ حتَي المماتِ علي التوبةِ

والهِدايةُ.


- هجرُ وتغيِرُ المكانِ الذِيِ كُنتَ تعصِي الله تعَالَي

فيهِ وبالطبعِ فإن هذَا يتوقفُ علي نوعِ المعصِيةِ

التِيِ كُنتَ فِيِهَا وكذلِكَ الهجرُ والابتعاد عَن كُل مَن

كانَ يُشارِكُكَ هذِهِ المعصِيةُ أو حتَي يُشجِعُكَ


عليهَا وأقذِف بعِيداً وبكُلِ ما أوتِيتَ مِن قوةٍ، كلِ

وسيِلةٍ أعانتكَ علي المعصيةِ وعلَي التمادِي فِي

الرذِيلةِ.


- البحثُ الدؤبُ عن الصحبةِ والرفقةِ الصالِحةَ

والتِي تصدُقُكَ القولُ وتشدُ مِن أزرِك، وتأخذُ بيدِكَ

وتكُونُ لكَ هادِياً ودلِيِلاً ونُوراً يُضِيِء لكَ الدربَ

والطرِيِقَ، بإذنِ الله.


- شغلُ أوقاتِ الفراغِ بِكُلِ ما يُفَقِِهُكَ ويُرغِبُكَ فِي

التمسُكِ بأوامرِ ونواهِي الدِيِنِ ويُعمِقُ إحساسُكَ

بجمَالِ ورفعةِ دينٌ هُو نعمةٌ مِن المولَي عز وجلَ

علينَا وبهِ كنَا خيرُ أمةٍ أخرِجت للناسِ دينٌ ليسَ

فِيِهِ حِرمانٌ ولا محروُمٌ فالمولي عز وجل لَم

يُحرِمُ علينَا الشهواتِ، وزينته التِي أخرجَ لعبادِهِ

والطيباتُ مِن الرزقِ، ولكِنهُ كَرمنَا وأكرمنَا فأرادَ

سبحانهُ وتعَالَي أن نحيَا فِي عزةٍ وكرامةٍ ولا

يكونُ


هذَا إلا فِي حلالٍ وبِحلالٍ.


ولا تنسَي أن يكُونَ طرِيِقُكَ فِي التفقُهِ هُوَ

المصادِرِ الموثوقةِ التِي تستسقِي منهَا الحقُ

والصِدقُ، فلا تتخبطُ وتختلُطُ عليكَ الأمورُ وهذَا

الذِي نراهُ يحدُثُ للكثِيِرِ فِي هذَا الزمانِ.

لا تنسَي أيضاً الاستزادة مِن سِيرةِ المُصطفَي

صلي اللهُ عليهِ وسلم وكذلِكَ قصِصِ التائِبِيِن

والعابدِيِن والصالِحِيِن ، فكُلُ هذَا يُعطِيِك الحافِزُ

والطاقةُ التِي تشحذُ الهِمةُ، بإذنِ الله.

- لا تنسَي نصِيبُكَ مِن الدنيا وروِح عن قلبِك

ونفسِكَ بمُمارسةِ الهواياتِ التِي هِي فِي حُدودِ ما

أحلَ اللهُ ولَم يُحرِم وتفاعلُ معَ عائلتُكَ وأصدقائُكَ

الأخيارُ، ولا تُشدِدُ علي نفسُكَ حتَي لا يُشدِدُ الله

عليكَ ولا تعتقدُ أن التوبةُ والالتزام يعنِي التجهُم

والعزلةُ ورفضِ الناسِ والحياةِ والعلم بل أدِي

رسالتُكَ فِي الحياةِ وكُن مُطمئِناً سعِيداً واستمتِع

بكلِ ما أحل اللهُ لكَ.


- أصبِر علَي التمحيصِ والابتلاء والأذى أياً كانَ



فاللهُ تعَالَي يختبرُ التائِبِيِن، ليعلمَ الذِيِنَ صدقُوا

ويعلمُ الكاذبِيِن، سبحانهُ مَن لا تغِيِبُ عنهُ غائبةٌ

فِي السمواتِ والأرضِ ومَن يعلمُ خائِنةَ الأعيُنِ

وما تُخفِي الصُدُورِ واحذَر الفتِن والمُغرياتِ التِي

ستُعرضُ عليكَ، بل وأنهَا ستأتِيكَ علَي طبقٍ مِن

ذهبٍ ولربمَا كُنتَ فِي زمنِ المعصِيةِ أنتَ الباحِثُ

عنهَا.


وأخيِـراً إياكَ أن تقُولَ:

أعودُ ولكِن ليسَ كَمَا كُنتَ بَل بمعصِيةٍ صغِيرةٍ

فأولُ الغيثِ قطرةٌ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغرِ

الشررِ

فجاهِد نفسُكَ الأمارةُ بالسوءِ ولجِمُهَا واكبَح

جِماحُهَا وأغلِقِ أبوابَ الماضِي

ومزِق صفحاتهُ واحرِقهَا وقدِمُهَا للرِيِحِ تطِيِرُ بِهَا

وتنثُرُهَا بعِيداً عنكَ

وضُمَ بذرةُ توبتِكَ إلي صدرِكَ وقلبِكَ الطاهِرُ النقِي

واحتضَنهَا

كمَا احتضنكَ أمُكَ، وجِلةٌ فرِحةٌ خافِقٌ قلبُهَا

لولِيِدِهَا

وتذكِر دائِماً بأنَ الأخِرةُ خيرٌ وأبقَي وأنَ العاقبةُ

للمُتقِيِن


وأختِمُ معكَ أخِي التائِبُ بقولِ المولَي عز وجَل

(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء

بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة




أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:57 AM

رد: التوبة وشروطها
 
دعاء التوبة



اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين
ويا من لا يجاوزه رجاء الراجين
ويا من لا يضيع لديه أجر المحسنين
ويا من هو منتهى خوف العابدين
ويا من هو غاية خشية المتقين
هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب
وقادته أزمة الخطايا واستحوذ عليه الشيطان
فقصَّر عما أمرت به تفريطا
وتعاطى ما نهيت عنه تعزيزا
كالجاهل بقدرتك عليه
أو كالمنكر فضل إحسانك إليه
حتى إذا انفتح له بصر الهدى
وتقشعت عنه سحائب العمى
أحصى ما ظلم به نفسه وفكر فيما خالف ربه
فرأى كثير عصيانه كثيرا وجليل مخالفته جليلا
فأقبل نحوك مؤملاً لك مستحيياً منك
ووجّه رغبته إليك ثقةً بك
فأمَّك بطمعه يقينا وقصدك بخوفه إخلاصا
قد خلا طمعه من كل مطموع فيه غيرك
وأفرخ روعه من كل محذور منه سواك
فمثَّل بين يديك متضرعا
وغمَّض بصره إلى الأرض متخشعا
وطأطأ رأسه لعزتك متذللا
وأبثَّك من سره ما أنت أعلم به منه
خضوعا وعدَّد من ذنوبه
ما أنت أحصى لها خشوعا
واستغاث بك من عظيم ما وقع به
في علمك وقبيح ما فضحه في حكمك
من ذنوب أدبرت لذاتها فذهبت وأقامت تبعاتها
فلزمت لا ينكر يا إلهي عدلك إن عاقبته
ولا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ورحمته
لأنك الرب الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم


أحاسيس مبعثره 08-24-2010 11:59 AM

رد: التوبة وشروطها
 
رحماك ربي بعبد أسير

يذرف الدمع و يخشى المصير

ساقته نفسه نحو الذنوب

و أرهقه التيه بين الدروب

يريد الوصول لبر الأمان

فيمنعه سيره في الظلام

يعيش زمانا كثير الفتن

و يطمع أن تغفر له اللهم

يبحث عن خليل أمين تقي

يأخذ بيده إلى كل نقي

قد آمن أن الدنيا غرور

و أيقن أنها دار مرور

كأنه ضيف في بيت غريب

لا يحق له فيه إلا النصيب

تأخذه عيناه هنا و هناك

فيغض بصره بكل حياء

يطول بقاءه حسب القدر

و تنتهي رحلته في لمح البصر

فإما خلود و نعم المصير

و إما خلود و بأس المصير

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 12:04 PM

رد: التوبة وشروطها
 
يا من إذا عظمت على عبده
الذنوب و كثرة العيوب
فقطرة من سحائب كرمك
لا تُبقي له ذنباً
و نظرة من رضاك لا تترك له عيباً
أسألك يا مولاي أن تتوب علينا و تغفر لنا


http://4.bp.blogspot.com/_Z3QXUaRdli...8%A8%D8%A9.jpg


إلهنا قد غرقنا في لجج المعاصي والآثام،
وذنوبنا قد كثرت وعمَّت،
ومعاصينا قد عظمت وطمَّت،
وإنا مقرّون بالإساءة على أنفسنا،
نرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين،
وهانحن ببابك واقفون،
ومن عذابك خائفون،
ولثوابك مؤمِّلون،
فانظر يا إلهنا إلينا بعين
العطف والرحمة والإحسان.
فالمذنبون يسألونك المغفرة،
والتائبون يسألونك القبول،
وكلهم ينشد رضاك والجنة،
ويستعيذ من سخطك والنار.
اللهم فحرِّم وجوهنا على النار.
اللهم واحشرنا في زمرة المتقين الأخيار،
وأسعدهنا بدخول الجنة دار القرار،
وحقق لنا آمالنا،
وتقبل منا أعمالنا،
واختم بالصالحات آجالنا.



أحاسيس مبعثره 08-24-2010 12:05 PM

رد: التوبة وشروطها
 
يا صاحب الخطايا


http://www.wathakker.net/designs/images/mawa3ez1.jpg

قال الله تعالى:ـ
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}
[النور: ٣١]

قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب
فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي

فلها ثلاث شروط: ـ

أن يقلع عن المعصية -
أن يندم على فعلها -
أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً -
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي زيد شرط رابع وهو


رد المظالم والحقوق إلى أهلها


http://www.wathakker.net/designs/images/br1_1.gif

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 12:06 PM

رد: التوبة وشروطها
 
التوبـة :
وهى أول مراحل الطريق، بل هى المدخل المفضى إليه، والقرين المتنقل فى مدارجه من البداية إلى النهاية.
والتوبة كلمة شائعة على الألسنة، حتى لكأن شيوعها ابتذلها وأطفأ سناها الكريم، ومع أن دلالة الكلمة تجعلها أخطر من أن يجازف بها.
هل يلغو إنسان فيقول: بنيت قصرا، أو يلغو فيقول : ألفت كتابا!!.
إنا بناء قصر شاهق أهون من بناء نفس خربة، وإن تأليف كتاب ثمين أرخص من تأليف نفس فرق الهوى أقطارها.
والتوبة هى هذا البناء والتأليف، فمن الهزل العجاب أن تدور على الألسنة دون تيقظ وإدراك.
وجمهور البشر محتاج إلى التوبة، فقلما ينجون فى حياتهم من العثار والتخليط، وما أكثر الذين يرديهم طيش الغرائز، وضعف الرأى، وقلة التجربة، واضطراب اليقين.
وإذا استثنينا الأنبياء فأغلب بنى آدم تعرضوا لخطايا سيئة، وأخطار لا حصر لها.
أما الأنبياء فإنهم قيادات روحية وفكرية اصطفاها الله من النشأة الأولى وتخيرها من معادن أرقى، فهم ليسوا على غرارنا، وان كانوا من تراب الأرض مثلنا على حد قول الشاعر: فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال وقد قال الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)
أى: أن الذين تبعوه جاءوا إليه تائبين.
والتوبة ـ فى نظر الإسلام ـ جهد لابد أن يقوم كل إنسان به، ولن يغنى عنك أحد أبدا فى أدائه.
إذا اتسخ ثوبك فلن ينظفه أن يغسل جيرانك ثيابهم.
وإذا زاغ فكرك، فلن يصلحه إلا أن يهتدى هو إلى الصواب.
واستحقاق الرضوان الأعلى لا يجئ إلا من هذه السبيل، فلا قرابين، ولا شفعاء.
(من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى).
والخطأ فى حق الله لا يداويه إلا اعتذار المخطئ نفسه.
فلو اعتذر عنه أهل الأرض جميعا، وفى مقدمتهم النبيون، وبقى هو على عوج نفسه فلن يقبل عنه اعتذار، ولن ينفعه استغفار.
لابد أن يجثو المذنب فى ساحة الرحمن ثم يهتف من أعماق قلبه: (رب اغفر وارحم، وأنت خير الراحمين)
ليؤمل ـ بعد ـ فى مغفرة الله ورحمته.
وعلى كل إنسان ساء فعله، واضطربت حاله أن يسارع إلى ربه، متعهدا نفسه بالرعاية والتأديب، مقبلا على شأنه بالترتيب والتهذيب، حتى يستطيع النجاة مما وقع فيه.
وانتهاز اليوم أفضل من انتظار الغد، بل إن كنت فى الصباح فلا ترقب الأصيل.
" لا مكان لتريث، إن الزمن قد يفد بعون يشد به أعصاب السائرين فى طريق الحق، أما أن يهب للمقعد طاقة على الخطو أو الجرى فذاك مستحيل.
لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير.
الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التى بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التى تلتفت حواليك، هى وحدها الدعائم التى يتمخض عنها مستقبلك، فلا مكان لإبطاء أو انتظار، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل ".
ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها، وبقاءك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط.
بل قد يكون ذلك طريقا إلى انحدار أشد، وهنا الطامة.
وفى ذلك قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " النادم ينتظر من الله الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بالخواتيم.
والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة.
واحذروا التسويف، فإن الموت يأتى بغتة.
ولا يغترن أحدكم بحلم الله عز وجل، فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدهم من شراك نعله ثم قرأ : (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ).
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة فى جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى، والطويلة المدى، ليتخلص من هذه الهنات التى تزرى به.

أحاسيس مبعثره 08-24-2010 12:06 PM

رد: التوبة وشروطها
 
فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كل شىء فى وضعه الصحيح، وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به!
وفى البيت: ان غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل، فإذا الأيدى الدائبة تجول هنا وهنا لتنظف الأثاث المغبر وتطرد القمامة الزائدة وتعيد إلى كل شىء رواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟ ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة من الساحات الطهور؟.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض فى تلك الدنيا المائجة؟.
إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب فى أرجاء نفسه، وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفى والعقلى للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات...
فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهى آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه...
وهذا شأن (... من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا)
كما يقول الله عز وجل.
وكلمة " فرط " ينبغى أن نتأمل فيها، فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها "فرطا".
وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.
والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها ولم يربطها نظام ينسق شئونها، ويركز قواها أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها..
والله عز وجل يهيب بالبشرـ قبيل كل صباح ـ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون فى فراشهم ليواجهوا- مع تحرك الفلك- يومهم الجديد.
فى هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثر العالم فى سيره؟ كم مال مع الأثرة؟ كم اقترف من دنية؟ كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟ فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.





أحاسيس مبعثره 08-24-2010 12:08 PM

رد: التوبة وشروطها
 
رغبة إلى الله: إن صوت الحق يهتف فى كل مكان ليهتدى الحائرون ويتجدد البالون.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الفجر " .
وفى رواية: " أقرب ما يكون العبد من الرب فى جوف الليل " فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعات فكن...!
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضى القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنى مستقبلك.
تأمل فى هذه الأبيات التى أضعها بين يديك تهيب بالغافى أن يصحو، وأن يدع دفء الفراش، وأن يتخلص من استرخاء البدن، وأن يدلف إلى بيت الله ليقف فى محرابه مناجيا يؤمل الخير ويرجو الرشاد.
قال الشاعر: قم فى الدجى يا أيها المتعبد قم وادع مولاك الذى خلق الدجى واستغفر الله العظيم بذلة واندم على ما فات، واندب ما مضى واضرع، وقل: يارب عفوك إننى أسفا على عمرى الذى ضيعته يا رب لم أحسب مرارة مصدر يا رب قد ثقلت على كبائر يا رب إن أبعدت عنك فان لى يا رب مالى غير لطفك ملجأ يا رب هب لى توبة أقضى بها أنت الخبير بحال عبدك إنه أنت المجيب لكل داع يلتجى من أى بحر غير بحرك نستقى؟ حتى متى فوق الأسرة ترقد؟ والصبح، وامض فقد دعاك المسجد واطلب رضاه فإنه لا يحقد بالأمس، واذكر ما يجئ به الغد من دون عفوك ليس ما يعضد تحت الذنوب، وأنت فوقى ترصد!
عن زلة قد طاب منها المورد بإزاء عينى لم تزل تتردد!
طمعا برحمتك التى لا تبعد ولعلنى عن بابه لا أطرد!
دينا على، به جلالك يشهد ـ بسلاسل الوزر الثقيل ـ مقيد أنت المجير لكل من يستنجد ولأى باب غير بابك نقصد؟


الساعة الآن 06:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by